أُعجوبة الدنيا
==============
بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
27 ذي القعدة 1443هـ : 27 – 6- 2022م
أسفي على ابن الأكرمين يطولُ
...................... والدمع منهمر عليه هُطولُ
في كلِّ عصرٍ للظُلامة صوتُها
........................ يمتدُّ في أُفق الدُنى ويجولُ
فيها لآل الله ألفُ توجُّعٍ
.................. دهَم النفوس من المحال تزولُ
مِحنٌ أصابت صفوةً من خلقه
...................... فمضوا لأمر الله حيث يقولُ
نزلت بأهل البيت اكرم عِترة
........................ صبروا عليها والسُلُوُّ جميلُ
فمن النبيِّ وآله من بعده
........................ يمضي بسُمٍّ ذا وذاك قتيلُ
حتى اذا وصل الخلافة لابنه
........................ أوصى الرضا فيه اليه تؤول
نهض الجواد بهمَّةٍ لإمامةٍ
........................ قرّت فروعُ نظامِها وأصول
بسنينه التسع القصارِ فديتُه
......................... حاز الولايةَ ، للجليل دليلُ
وله بذا في الانبياء تماثلٌ
..................... في عمره هذا اصطفاه جليلُ
فهنا سليمانَ النبيَّ شبيهُه
...................... حَدَثٌ ومُلْك الخافقين ينولُ
يَحيَى الذي أخذَ الكتابَ بقوةٍ
...................... وكذا ابنُ مريمَ للأنام رسولُ
في مهده نطقَ المسيحُ بمُعجِزٍ
........................... وبأمره فينا التقـيُّ عديلُ
بنبوغه صدحَ الزمان يُرتِّلُ
........................ ذهل القلوب لعلمه وعقول
أُعجوبةُ الدنيا عميدٌ باذلٌ
....................... بابُ المُراد ، مطهَّرٌ ، وكفيلُ
هو تاسع الأنوار من أمِّ الهُدى
...................... لبِـقٌ حصيفٌ عاقلٌ وحَمولُ
بانت مناقبه ، بعلمٍ وافرٍ
....................... قد قلّ منه في الوجود مثيلُ
أحيت رسائلُه معالمَ دينِنا
...................... فيها المعارفُ والعلومُ تسيلُ
واحسرتاه على الجواد ويومه
......................... نَبْعُ التُقى للمكرمات فعولُ
أهلُ الضلالة والفسوق تآمروا
.................. حسداً وبغضا في النفوس أصيلُ
نصبوا العداء وحاربوا تعساً لهم
.............. غصبوا الخلافة والشروح تطولُ
ما كان الا البغضُ يحدو جمعَهم
................... في النار يهوِي مبغضٌ وذليلُ
من أمةٍّ ضلّت طريق نجاتها
......................... أنّى النجاة وقطبُها مقتولُ ؟
آهٍ على فرعِ الرسولِ لِما لَقى
.................... من أمّة الاسلام كيف تميلُ ؟
عينُ الحياة وعزُّها وشريفُها
......................... أمَر السفيهُ بقتله وجهولُ
أمسى ضحيةَ مجرمٍ متمرِّدٍ
......................... ويلٌ له قتلَ الهدايةَ ويل
قُضـي القَضاءُ بأن قضى مثل النبيِّ
.................... فسقوه سُمّاً فالمصابُ جليلُ
كانت شهادتُه فذُلَّت أمةٌ
....................... ضَعْفٌ أصاب بنائَها وأفُولُ
كانت شهادته فأدمت أضلعي
......................... ودموعُ قلبـي للنقيِّ هُمولُ
أفكان أجرُ محمدٍ في قتله؟
........................ أم كان ودَّاً قد أتى التنزيلُ
يومُ الشهادة داهمتنا نكبةٌ
...................... فيها البكاءُ لمؤمنٍ وعويلُ
وتجمَّعَ الأشياعُ أحيَوا ذكرَهُ
................ فهو الشفيعُ الى الجِنان سبيلُ
ويظلُّ نوراً في قلوب الأوليا
.................... ومنارَ قدسٍ ليس عنه بديل
وهناك بُشرى في انتظار مُحبِّه
.................... جنَّاتُ عدنٍ والمُقامُ ظليلُ
وهناك رِضوان وفوزٌ الشيعة
................... أمّا النواصبَ فالعقابُ وبيل
فاليك منّا عهدُنا وولاؤنا
.................... نرجو رضاهُ والثوابُ جزيلُ
وبراءةٌ ممّن تولوا حربَكم
........................ ذا أنوَكٌ وغْدٌ وذاك رذيلُ
واليك منّا سيّدي فسلامُنا
...................... متواصلٌ ومواظبٌ وأثيلُ
صلى عليك اللهُ يا بابَ الهدى
.................. انت الصراط المستقيم نبيلُ