بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
25 رجب 1444هـ - 17-2-2023م
يعلو ضِياء المجْد من قُبَّاته
............. في روضة ضمَّت مهيبَ رُفاته
في الكاظمية قد نما لألاؤُه
.................. وبرمسه يسمو عُلا رِفعاته
فهناك في بغداد شعَّ توهجاً
................. قمرُ الفضاء يُنير من ترباته
هوَ كاظمُ الغيظِ المعظَّمِ شأنُه
............. هوَ بَضعةُ المختار من مشكاته
هوَ سابعُ الأنوار من آلِ الهدى
............... من أهلِ بيتٍ زِيدَ في درَجَاته
نور تسامى في الفضيلة واعتلى
................ والكوكبُ الدريٌّ من نَضَراته
ثرٌّ المناقبِ بحرُهُ متلاطمٌ
.................... بمكارمٍ تنشقُّ من رتباته
وجلى عن الدين الحنيف ضلالَهم
................... فكأن وحيَ الله في كلماته
سمّوه راهبَ اهلَ بيتِ محمَّدٍ
................... هو قدوة في صبره وأناته
بإبائه ضُرب المِثال وعزَّةٍ
.................. ذهَل العدو بحلمه وثباته
ورِث النبوّةَ والإمامةَ كلَّها
................. فرْدُ الزمان بعلمه وصفاته
حسداً أتوه أن حباه ربُّهُ
................... فترصَّدوه تعسُّفاً لمماته
غصَبوا الخلافةَ باسم آل محمّد
.................. وتقرَّبوا للناس في أسُراته
وتظاهروا في الودّ أضمَروا حقدَهم
................. لمحَمّدٍ بالفتك في عتراته
بعتوِّه يطغى الغويُّ لقتلهم
................. أنوارُ عرش الله في ذُرواته
كبس اللعينُ بجَوره دارَ الهدى
............ وجدوه منشغلا بختْم صلاته
ألفَوه في بيت الصلاة يقيمُها
.............. بطشوا به ما زاد من محناته
بسلاسلِ الحقدِ الدفينِ مُقيَّدٌ
............. في قعر سجن زيدَ في ظُلُماته
عشرون عاما في السجون مغيَّبٌ
................ لا ضوء فيها ظلَّ في سنواته
فغدى الى طول السجود عبادةً
.............. يمضي بطاعته مدى ساعاته
وإذا به يوما رآه ساجداً
............ بخشوعه قد طال في سجداته
مستشرفا من قصره هارونُهم
.................. بتجبُّرٍ قد بان من شرفاته
بُهت الذي آذاه دون جناية
............... لزم السجود بذاك في أوقاته
فاغتاله بالسُمِّ مجرمَ عصره
.............. ظلماً سيلقى النار في حسراته
فبكى عليه الخافقين بلهفةٍ
............... والقلب يُدميه أسى لوعاته
آه على المقتول في سجن العدا
......... أسفي على المسموم في فجَعَاته
وسلامُ ربّي قد نما وصَلاتُه
............ للصابرِ المظلومِ طول حياته
باب الحوائج حيث يقصدُه الورى
............... ولكلِّ ملهوفٍ الى روضاته
ولكلِّ مكروبٍ ومهموم أتى
.............. قبرَ التقيِّ وطاف في جنَباته
هوَ ذا شهيدُ السجن سيّدُ دهره
....... وشفيعُنا في الحشر من محناته
ودليلُنا نحو الجنان لكوثرٍ
.......... يسقي لنا بالعذب من رشَفاته
السلام على صاحب الجنازة المنادى عليها بذل الإستخفاف
أحسنتم وأجدتم وأثقل الباري موازين حسناتكم على هذه الأبيات المدمية للقلب في ذكرى شهادة المعذب في قعر السجون
إنا لله وإنا اليه راجعون
أعظم الله أجوركم وأجورنا بشهادة المولى المظلوم المسموم روحي فداه
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
حفظكم الله وجعلكم وايانا من شفعاء سيدنا ومولانا موسى بن جعفر صلوات الله عليه
مع وافر التقدير والاحترام