|
مشرف المنتدى العقائدي
|
رقم العضوية : 81228
|
الإنتساب : Jul 2014
|
المشاركات : 5,148
|
بمعدل : 1.36 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الدروس السبعة من كربلاء للمستشار السني عبد الحليم الجندي
بتاريخ : 10-07-2014 الساعة : 06:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
هذه دروس ذكرها المستشار عبد الحليم الجندي في كتابه جعفر الصادق (1) والذي قدم له بهذه المقدمه :
بسم الله الرحمن الرحيم تقديم كان من المنطق أن يظهر هذا الكتاب قبل - أو مع - كتابنا (أبى حنيفة بطل الحرية والتسامح في الإسلام (سنة 1945) م أو كتاب (مالك بن أنس). فلقد تتلمذ أبو حنيفة ومالك للإمام الصادق، وتأثرا كثيرا به، سواء في الفقه أو في الطريقة. ومالك شيخ الشافعي. والشافعي يدلى إلى أبناء النبي صلى الله عليه وسلم بأسباب من العلم والدم. وقد تتلمذ له أحمد بن حنبل سنوات عشرة. فهؤلاء أئمة أهل السنة الأربعة، تلاميذ مباشرون أو غير مباشرين للإمام الصادق. غير أن تعاقب الأئمة الأربعة لأهل السنة. وتقارب مذاهبهم في تعبيرها عن فقه " أهل السنة "، دفعا إلى وجه آخر. فظهرت كتبنا عنهم بين سنتى 1945، 1970 للميلاد.
ـــــــــــــــ
(1) جمهورية مصر العربية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الإمام جعفر الصادق تأليف المستشار عبد الحليم الجندي يشرف على إصدارها محمد توفيق عويضة القاهرة 1397 ه - 1977 م
اقول : أنقل لكم هذه الدروس من ص57 الى ص64 :
كانت كربلاء رسالة من ابن النبي للمسلمين: هي الأولى من نوعها بما تحتويه من دروس. لا تحصى، فحسبنا أن نشير إلى البعض منها. وفي الدرس الواحد جماع دروس:
وأول الدروس يتعلق بالحق ذاته. وفي الحق أعظم الدروس: أن لا يقر أحد الباطل. وأن يقدم في سبيل ذلك نفسه، وأن يكون قدوة. وألا يهاب المكثورون كثرة الظلمة. فالأمم تبقى بالمقاومة ولا تصيبها الهزيمة إن فقدت معركة، ما دامت فيها إرادة النصر، يسعى إيمانها بين يديها لتبلغ غرضها كله، إن لم يكن من فورها، فمرحلة بعد مرحلة. وأول من تعلم على الحسين بن على درسنة 61 كان عبد الله ابن الزبير باستشهاده بمكة بعد أعوام عشرة، وهو مكثور بجند عبد الملك ابن مروان بعد إذ حرقوا الكعبة، كما حرقها جند يزيد بن معاوية. وتعلم عمر بن عبد العزيز وعلم المسلمين - في مدة خلافته - أن الكلام أو الصياح، ليس الأداة المثلى للإصلاح، وإنما المواقف هي التى نهز وجدان الشعوب، فكان له أعظم المواقف إذ بدأ بنفسه وأهله فضحى فكانت فيه الأسوة الحسنة. وكلل الله سعيه في أقصر مدة: ثلاثين شهرا كانت كافية لإصلاح دولة أدماها نحو قرن من الفساد، ولإسعاد أمه تنتظر القدوة من حكامها فلا تجدها.
والدرس الثاني: يتعلق بجزاء السماء وبمصاير الطغاة وطرائقهم: إنهم يحسبون الدنيا تدوم ولا تدور، ولا يدركون أن (الدهر بالإنسان دوارى). كما يقول الشاعر العربي. وتركبهم شياطين الشهوة فيخالون أنهم يمسكون كرة الأرض في قبضتهم. يصطنعون أسباب الوثوب على أعدائهم من حين لآخر، ويتحينون الفرص المواتية، ويختلقون الأعذار الزيوف، ليقطعوا دابر العدو. وكلما جد جيل جدت لهم الأعذار ولم تغنهم النذر.. فالذي حاوله فريق معاوية. مع على في صفين ولم يظفر به - من إفناء شيعة على أو من الإطاحة بأخصامه بالسم من الوجود - قد أتاحته ليزيد فرصة في كربلاء. وللطغيان طبيعة ومنهج. ومن طبيعته أن يعمى ويصم. فلا ينظر ولا يسمع إلا ذاته وأصواته. وأما المنهج فهو الغليلة. مرة واحدة إن أمكنه، وإلا فوثبة وثبة. ولكل واحدة ما بعدها. والذى قارفه يزيد ليس مجرد سقطة وإنما كانت أم السقطات. فمن بعد كربلاء كانت وقعة الحرة، ثم كان حريق الكعبة.. في سنوات ثلاثة متعاقبة. فحق عليها جزاء السماء فأوردته حتفه.. والسماء تملى للظالم، حتى إذا أخذته لم تفلته.
والدرس الثالث: يتعلق بأهل البيت أنفسهم.
1 - فهم العترة الطاهرة. يدخلون الجنة مع جدهم، بعملهم، فلا يعملون إلا العمل الأصلح. والذى صنعوه في كربلاء هو الذي كان يصنعه جداهم. والذى صنعه أصحابهم معهم هو الذي كان يصنعه الصحابة - وأعظم به وبهم صنيعا وصناعا. فما هو إلا صفحات جديدة يضيفونها إلى السيرة العطرة.
2 - وهم مثل جميع المسلمين، إن لم يكن قبل جميع المسلمين، مطالبون بالجهاد والتضحية وليس فضلهم ليسقط التكليف عنهم. كما يزعم بعض المتصوفة عن رجال من المتصوفين. وهذا درس للمتواكلين الذين لا يقبل الإسلام تواكلهم.
- وهم يبلغون الذروة فيما يعملون: إذا حاربوا ماتوا شهداء، ولم يعطوا الدنية أو يستسلموا. لأن للمسلمين فيهم، كما كان لهم في جدهم، الأسوة الحسنة. وفي بيتهم سمقت المبادئ الكبرى. فمنهم يطلب البلاء الممتاز. ومن هذا كان صغارهم، كالكبار منهم، أبطالا يستشهدون ولا يتراجعون. لقد أذن الحسين لصحبه في أن يعودوا تحت جنح الليل ويدعوه وحده يواجه مصيبره، فلم يقبل ذلك واحد منهم. ولم يرجف المرجفون من خصومهم، حتى اليوم، بأن واحدا منهم قد تردد. بل قال له ابنه زين العابدين، وهو مريض طريح على الثرى لا يقدر على الحركة، (ألسنا على الحق) قال (بلى والله الذى يرجع إليه العباد) قال الفتى (فإذن لا نبالي).
والدرس الرابع: يدور حول وحدة العمل الصالح. وفيه يجتمع الحق والحقيقة في المبدأ والمنتهى وما بينها. فإذا كانت الحقيقة أن أبناء الرسول رجال سلم وعلم وقيادة، فهم لا يدارءون وراء هذه الحقيقة، فيقعدون عن الجهاد - جنودا - للحق، أو يكتفون دونه بالعلم إذا دعا الداعي إلى الجهاد، أو يوصون بالسلم حيث الحرب واجبة لإعلاء كلمة الله، بل يستمسكون بالحق ويضعون الحقيقة كلها في خدمته. والحق والحقيقة والعمل الصالح كل لا ينقسم. والأهداف العظيمة لا يبلغها الناس إلا باعمال عظيمة ووسائل سليمة.
والدرس الخامس درس في الواجب وأدائه في كل الظروف. وإن وهم المطالب به أنه غير مجد عليه أو على غيره - فهو لم يصبح واجبا إلا لأن التكليف به يحقق المصلحة العامة أو الخاصة، إن حالة وإن مؤجلة، منظورة أو غير منظورة. وهو قد أصبح واجبا لأنه فضيلة وإذا لم يكن مجديا في لحظة، أو لرجل، ففى القيام به خير للناس، وللدنيا، في الظرف ذاته أو في ظروف أخرى.
والظروف غير المواتية لا تجعل الفضائل غير مواتية. فالفضائل مواتية أبدا، مطلوبة دائما. وإذا كانت القدرة شرط التكليف والرخص متروكا تقديرها للرجال، فبالمعاناة أو التضحية ينسلخ الأقوياء من مسلاخ الضعفة. ويخلع الناس على العظماء وصف العظمة. وما المعاناة والتضحية إلا محاولات للثبات في وجه الخطر، أو لا قتحامه. فهى درجات فضل وأدوات تقدم في معترك الوجود الإنساني. تضيف إلى تياره المتدفق أسباب طهر ونقاء، وأساليب بقاء، منظورة للكثيرين، وإن عمى عنها آخرون.
والدرس السادس: يتعلق بوظيفة التاريخ. فهو يصحح العوج ويصوب الانحراف، بالاستقامة على الجادة، خضوعا للعدل. - وهو قانون السماء. إن الغلام المريض الذى بقى في خيمة أبيه يوم كربلاء (زين العابدين) سيحيا ثلاثة وثلاثين عاما حتى عام 94، لتتسلسل في عقبه ذرية ترفع أعلام الإسلام عالية في ضمائر البشر. في حين أن الطاغية الذى يرسل النار والدمار على البيت العتيق بالحجاز وعلى أهل البيت، في صحراء العراق، سيزول ملكه - هو - وينقطع دابره - هو - بعد ثلاث سنين بتنازل من ابنه عن ذلك الملك. لينقطع اسم معاوية بن أبى سفيان، ويزيد بن معاوية، من سجل الحوادث. وتخلد آثار أهل البيت ما تعاقب الجديدان، آية من السماء على أن دولة القتلة لم تعش. وأن دولة القتلى ستعيش أبدا. وأن دولة الظلم لا تبقى بمقاييس الزمن إلا ساعة أو هنية - أما دولة العدل فتبقى إلى قيام الساعة. وأنه تعالى صادق الوعد (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين). وما أكثر ما كانت الغلبة ببقاء أسباب الانتصار، يتحقق بها النصر في مكان آخر أو زمان آخر، بقوم يحبهم الله فينصرهم مهما كان عددهم، ويحبونه فيجودون بأرواحهم.
والدرس السابع: درس في مبلغ ما تنجح الاستقامة ويفلح الإخلاص: فإذا كان أقرب الخطوط إلى الهدف هو الخط المستقيم وإن كان ترسمه أشد رهقا، فإن استشهاد أبى الشهداء كان الاساس السليم لقيام الصرح العظيم الذى جمع بين عمله وبين اسمه فصير هما مبدأ. يحدث أثره في عمارة الدنيا وإصلاح الجماعة، في شكل قيام دولة، أو غلبة مذهب، أو وجود قدوة، أو ازدهار أمل، في بعث منتظر. بهذا دارت الأفكار الدينية والمذاهب الفقهية للشيعة، سواء الإمامي منها، أو الاسماعيلي، أو الزيدى. في آفاق الحسين العالية. وبلغت أوجها في الفقه العملي القدير على التطور وفق حاجات البشر، في العبادات والمعاملات والأخلاق والنهج العلمي. واستمسك المسلمون عموما والشيعة خصوصا، بالحسين وآله وأبنائه، واقتدوا ببطولاتهم، ومقولاتهم، فاستخرجوا منها أصولا زخارة. وبنوا عليها فروعا في الدين والاقتصاد والسياسة والاجتماع، لتقيم نظما سياسية وعلمية وفكرية واقتصادية متكاملة، هي كالنهر العظيم يجرى إلى جوار النهر الذى يسبح في تياره أهل السنة. والنهران يتجاريان، كأنهما البرحان يلتقيان، على أصول الإسلام. ويعملان - كل على شاكلته - في تدعيم مبادئه. * * * وفي استشهاد على بطعنة خارجي ركبته الشياطين، وفي ظلم معاوية وقومه له، حيا وميتا، وفي استشهاد الحسين وبنيه، وبنى أخيه، ومن كانوا معه من الشهداء الذين ذكرناهم، والذين سنذكر البعض منهم، على أيدى الكثيرين ممن سنرى فظائعهم بعد، نمت وترعرعت عقيدة أهل الإسلام.
1 - أن عليا قبل التضحية دائم، في جوار النبي، وبعده، هو وبنوه. وأنهم ضربوا الأمثال من أنفسهم، لا بمجرد النصيحة أوالفصاحة. أو السياسة. ولكن بالدم الذى يتكلم، فتكون، له بلاغة الشهادة بين يدى الله سبحانه. فأصبحوا عنوانا على العدل المفتقد. والأمل المنتظر، وبابا للرجاء في عدل السماء. لتتدارك المسلمين برحمتها ومغفرتها.
2 - أن المسلمين يضيفون إلى حساب الحسين، من حساب بنى أمية وعمالهم وسفاحيهم. إذا أرادوا السلطة والمال وشفاء صدور قوم مبطلين. فقطعوا صلتهم بالله يوم قطعوا رأس ابن بنت رسول الله. وفي حين يتراءى قتلة أمير المؤمنين على " خوارج " كما تضافرت الأمة على وصفهم. أو " بغاة " كما سماهم أمير المؤمنين نفسه إذا لم يخرجوا عليه إلا لفهم مخالف من أجل الدين، يتدلى قتلة الحسين إلى أدنى درك في جهنم. سفاحين أجراء وتتعالى بطولات الحسين قدر ما تتعمق الحسرة من أجل استشهاده. فتبرز في إجماع المسلمين عليه بطلا، وفي الفكر الشيعي، حيث يضاف جهاده إلى الوصية له بالإمامة. فهذا يوم للحسين وحده. ناله بحقه. وفيه سند لإمامة الأئمة من أبنائه: على زين العابدين. فمحمد الباقر. فجعفر الصادق. فالباقين من الأئمة. * * * ظلت شجرة العدل، والعلم، والأمل، تسقى، بدماء الشهداء كلما رأت السماء مصلحة للأمة. فلم تلبث الكوفة بعد نحو عام واحد من وقعة الحرة أو ثلاثة أعوام من يوم كربلاء أن هز ضميرها تقصيرها. فقامت من الفور حركة التوابين سنة 64 (1) بين أهل الكوفة الندامى على ما فرط منهم من تقصير. فقتلوا قتلة الحسين وقواد جيش عبيد الله ابن زياد. ولم تنته الندامة بقتل المختار بن عبيد زعيم التوابين سنة 67،
ــــــــ
(1) تزعمها المختار بن عبيد الله الثقفى قائد عمر لفتح العراق. وكان المختار بن عبيد الله ممن قدموا مع مسلم بن عقيل رسول الحسين إلى الكوفة فحبس ثم شفع له صهره عبد الله بن عمر فقبل ابن زياد الشفاعة فيه إذ لم يخف خطره. ولما خرج المختار أعلن أنه يحارب باسم محمد بن الحنفية (أخى الحسين لأبيه) ثأرا لدم الحسين. وانتصر المختار على جيوش بنى أمية. ثم قتله مصعب بن الزبير سنة 67. وأعلنت عليه حرب الدعايات فاتهموه بادعاء النبوة وأن من اتباعه من ينتظرون رجعته. (*)
بل توالت الحروب على دولة بنى مروان، بقيام دولة عبد الله بن الزبير، وخروج الخوارج، وقيام الفتن، ومنها فتنة ابن الأشعث وقد انضم إليها العلما. وخروج زيد بن على زين العابدين، وخذلان أهل الكوفة له سنة 121 كما خذلوا جده سنة 61. فاستشهد زيد ومثل برأسه (1) الخليفة هشام بن عبد الملك، ثم استشهد ابنه يحيى سنة 125. * * * وكان جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين شجرة باسقة. تترعرع في كل ورقة من أوراقها خصيصة من خصائص أهل البيت في عصر جديد للعم. تعاونت فيه أجيال ثلاثة متتابعة منه ومن أبيه وجده. ولما استمسك بإمامته وقنع بمنصبه التعليمي، علا قدره في أعين طلاب السلطة. وأمنوا جانبه. واتخذوا من زهده فيها شهادة لهم ضد من يتازعونهم. لكنه كان الغرض الذى تنجذب إليه الأنظار: فهو يمثل العقيدة الدينية التى يقاس بفضائلها عمل الحكام في الإسلام، وما يتبعه من رضى العامة عنهم، أو سخطها عليهم. وهو - بوجه خاص - حجر الزاوية من صرح (أهل البيت) ترنو إليه أبصار الذين يدعون الخلافة بدعوى أنهم من " أهل البيت ". وهو مقيم في المدينة، العاصمة الأولة، والدائمة، للإسلام، يتحلق فيها المتفقهة، حول علماء الإسلام في مسجد الرسول، يحملون بأيديهم مصابيح السنة، أو يعلنون شرعية الحكومة أو عدمها، وحسن السيرة أو فسادها، وإقرار أهل العلم أو إنكارهم. وهى أمور أساسية، تحرص عليها الدولة العادلة، وتتجنب الاتهام بمخالفتها أي دولة
ـــــ
(1) لم تمض أعوام حتى دالت دولة بنى مروان، ونبش العباسيون قبور معاوية وابنه يزيد وعبد الملك بن مروان فلم يجدوا فيها ما يصنعون فيه مثلة. أما قبر هشام فوجدوا فيه جثة هشام لم تبل بعد، فصنعوا فيها أكثر مما صنع برأس زيد. إذا أمر السفاح بضر بالسياط وصلبها وحرقها وتذريتها في الهواء. (*)
وإذا كانت دمشق قد أدارت ظهرها لمدينة الرسول، أو كانت بغداد قد فتحت أبوابها على العالم، وأوصدتها دون أهل المدينة، فالمسلمون يأتون إلى مدينة الرسول كل عام، خفافا وعلى كل ضامر، إذ يحجون إلى البيت العتيق بمكة، ويزورون قبر الرسول ويشهدون آثاره في المدينة. وإذا كان الخليفة المنصور يقول عن نفسه: " إنما أنا سلطان الله في الأرض " فهو يحس وطأة " سلطان الدين والعلم " في المدينة، حيث إمام المسلمين غير منازع " جعفر بن محمد " الذى يصفه الناس - وأبو جعفر المنصور في طليعتهم - " بالصادق ". ومن أوصافة كذلك: " الطاهر " و " الفاضل " و " الصابر ".انتهى النقل
دمتم برعاية الله
إعداد : وهج الإيمان
|
|
|
|
|