|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 1,005
|
بمعدل : 0.29 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
تفاصيل مؤلمة: غسل وتكفين فاطمة الزهراء (ع)!
بتاريخ : 17-11-2024 الساعة : 08:12 AM
تفاصيل مؤلمة: غسل وتكفين فاطمة الزهراء (ع)!
الشيخ عباس القمي
كفنها وغسلها عليها السلام ليلا قال الراوي: فصاحت أهل المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة أن تتزعزع لصراخهن وهن يقلن: يا سيدتاه يا بنت رسول الله وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي عليه السلام وهو جالس والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه يبكيان، فبكى الناس لبكائهما وخرجت أم كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها متجللة بردائها عليها نشيجها [تسبجها خ] (١) وهي تقول:
يا أبتاه يا رسول الله الآن حقا فقدناك فقدا، لا لقاء بعده أبدا، واجتمع الناس فجلسوا وهم يضجون وينتظرون أن تخرج الجنازة فيصلون عليها، فخرج أبو ذر (ره) وقال: انصرفوا فإن ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخر إخراجها في هذه العشية فقام الناس وانصرفوا فلما جن الليل غسلها أمير المؤمنين عليه السلام ولم يحضرها غيره والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم عليهم السلام وفضة جاريتها وأسماء بنت عميس رحمة الله عليهما (٢).
وقالت أسماء: أوصت إلى فاطمة عليها السلام أن لا يغسلها إذا ماتت إلا أنا وعلي عليه السلام، فأعنت عليا على غسلها (٣).
وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام يقول حين غسل فاطمة عليها السلام: اللهم إنها أمتك وابنة رسولك وصفيك وخيرتك من خلقك، اللهم لقنها حجتها وأعظم برهانها وأعل درجتها واجمع بينها وبين أبيها محمد صلى الله عليه وآله.
وروي أنها نشفت بالبردة التي نشف بها رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما غسلها علي عليه السلام وضعها على السرير وقال للحسن عليه السلام:
أدعي لي أبا ذر فدعاه فحملاه إلى المصلى ومعه الحسن والحسين فصلى عليها (٤).
وفي رواية ورقة قال علي عليه السلام: والله لقد أخذت في أمرها وغسلتها في قميصها ولم أكشفه عنها، فوالله لقد كانت ميمونة طاهرة مطهرة، ثم حنطتها من فضلة حنوط رسول الله صلى الله عليه وآله وكفنتها وأدرجتها في أكفانها، فلما هممت أن أعقد الرداء ناديت: يا أم كلثوم يا زينب يا سكينة يا فضة يا حسن يا حسين هلموا تزودوا من أمكم فهذا الفراق واللقاء في الجنة، فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام، وهما يناديان:
وا حسرتا لا تنطفي أبدا من فقد جدنا محمد المصطفى وأمنا فاطمة الزهراء، يا أم الحسن يا أم الحسين إذ لقيت جدنا محمد المصطفى فاقرأيه منا السلام وقولي له: إنا قد بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا، فقال أمير المؤمن علي عليه السلام: إني أشهد الله أنها قد حنت وأنت ومدت يديها وضمتهما إلى صدرها مليا وإذا بهاتف من السماء ينادي: يا أبا الحسن ارفعهما عنها، فلقد أبكيا والله ملائكة السماوات، فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب قال عليه السلام: فرفعتهما عن صدرها (٥).
وروي أن كثير بن عباس كتب في أطراف كفن سيدة النساء: " فاطمة عليها السلام ": تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله (٦).
ويظهر من رواية مصباح الأنوار، أن أثواب كفنها كانت غلاظا خشنة فإنه روي أنه لما حضرت فاطمة عليها السلام الوفاة دعت بماء فاغتسلت ثم دعت بطيب فتحنطت به، ثم دعت بأثواب كفنها فأتيت بأثواب غلاظ خشنة فتلفقت بها، الخ (٧).
وروي أيضا أنها كفنت في سبعة أثواب (٨).
في رواية روضة الواعظين قال: فلما أن هدئت العيون ومضى شطر من الليل أخرجها علي والحسن والحسين عليهم السلام وعمار والمقداد والعقيل والزبير وأبو ذر وسلمان وبريدة ونفر من بني هاشم وخواصه، صلوا عليها ودفنوها في جوف الليل وسوى علي عليه السلام حواليها قبورا مزورة مقدار سبعة حتى لا يعرف قبرها (٩).
وعن مصباح الأنوار، عن جعفر بن محمد عليهم السلام أنه سئل كم كبر أمير المؤمنين على فاطمة عليها السلام؟ فقال: كان يكبر أمير المؤمنين تكبيرة فيكبر جبرئيل تكبيرة والملائكة المقربون إلى أن كبر أمير المؤمنين عليه السلام خمسا، فقيل له: وأين كان يصلي عليها؟ قال: في دارها ثم أخرجها (١٠).
المصدر: كتاب بيت الأحزان - الشيخ عباس القمي
==================
الهوامش:
(١) تسبج الرجل بالسبجة: لبسها والسبجة كساء أسود وفي العوالم: تسحبها.
(٢) البحار ج 43 ص 171 - 192.
(٣) البحار ج 43 ص 184.
(٤) البحار ج 43 ص 215.
(٥) البحار ج 43 ص 179.
(٦) البحار ج 81 ص 335.
(٧) البحار ج ٨١ ص ٣٣٥.
(٨) البحار ج ٨١ ص ٣٣٥.
(٩) روضة الواعظين ج 1 ص 152.
(١٠) البحار ج 81 ص 390.
|
|
|
|
|