من التسجيلات الخارجية
في البدء ، أعلم أن الموضوع مكرر ، لكني أطمح في أن أقدم لكم هذه القراءات الخارجية النادرة ، بشكل أكثر شمولية وتنظيماً وتنوعاً ، والمواد الصوتية أو المرئية الموضوعة هنا وكذلك المعلومات المقدمة عن القراء ، تم تجميعها وأخذ روابطها مباشرة من عدد من المواقع الإسلامية ، والمواد التي لن أجدها علي الشبكة سأقوم برفعها لكم بإذن الله ، وأتمنى رضاء الله عليه أولاً ثم رضاكم عنه ، نفعنا الله وإياكم بحب القرآن والعمل به
ملحوظة : بعض التسجيلات ذات حجم كبير نوعاً ما خاصة تسجيلات المرحوم الشيخ مصطفي إسماعيل ، والأفضل وهذا الذي قمت بعمله لدي أن يتم تحويل صيغة تلك الملفات إلي امتداد rm عن طريق برنامج mp3rmconverter فهو يقلل المساحة كثيرا ويحتفظ بنفس جودة الصوت
بقي أن أشكر هؤلاء الذين قاموا برفع هذه الملفات عبر المواقع الإسلامية المختلفة التي جمعت الموضوع منها ، ثم هناك شكر لأخي نور الدين الذي سمح ببناء هذا الموضوع بورشة العمل الخاصة بمنتدى الأدب والفنون ، ثم ولأن ختامه مسك فلها ختام الشكر ، وشكر الختام .
.
__________________
( 1 )القارئ الشيخ
محمد رفعت
وُلِدمحمد رفعت، واسمه مركب، في حي "المغربلين" بالدرب الأحمر بالقاهرة يوم الاثنين (9 ـ 5 ـ 1882)، وكان والده "محمود رفعت" ضابطًا في البوليس ، وترقّى من درجة جندي ـ آنذاك ـ حتى وصل إلى رتبة ضابط ، وحينها انتقل إلى السكن في منزل آخر في " دربالأغوات "، بشارع "محمد علي"، وكان ابنه " محمد رفعت " مبصرًا حتى سن سنتين ، إلا أنه أصيب بمرض كُفّ فيه بصره، وهناك قصة لذلك ، فقد قابلته امرأة ، وقالت عن الطفل: إنهابن ملوك ـ عيناه تقولان ذلك ـ وفي اليوم التالي استيقظ الابن وهو يصرخ من شدةالألم في عينه، ولم يلبث أن فقد بصره ووهب " محمود بك " ابنه " محمد رفعت" لخدمة القرآن الكريم، وألحقه بكتّاب مسجد فاضل باشا بـ"درب الجماميز "، فأتم حفظ القرآن وتجويده قبل العاشرة ، وأدركت الوفاة والده ـ مأمور قسم الخليفة في تلك الفترة ـ فوجد الفتى نفسه عائلا لأسرته، فلجأ إلى القرآن الكريم يعتصم به، ولا يرتزق منه ، وأصبح يرتِّل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المواجه لمكتب فاضل باشا،حتى عُيِّن في سن الخامسة عشرة قارئًا للسورة يوم الجمعة ، فذاع صيته ، فكانت ساحةالمسجد والطرقات تضيق بالمصلين ليستمعوا إلى الصوت الملائكي ، وكانت تحدث حالات من الوجد والإغماء من شدة التأثر بصوته الفريد ، وظلَّ يقرأ القرآن ويرتله في هذاالمسجد قرابة الثلاثين عامًا ؛ وفاءً منه للمسجد الذي بدأ فيه . لم يكتفِ الشيخ محمدرفعت بموهبته الصوتية الفذَّة ، ومشاعره المرهفة في قراءة القرآن، بل عمق هذا بدراسةعلم القراءات وبعض التفاسير، واهتم بشراء الكتب ، ودراسة الموسيقى الرقيقة والمقامات الموسيقية ، فدرس موسيقى " بتهوفن "، و" موتزارت "، و" فاجنر"، وكان يحتفظ بالعديد من الأوبريتات والسيمفونيات العالمية في مكتبته وامتاز محمد رفعت بأنه كان عفيفالنفس زاهدًا في الحياة، وكأنه جاء من رحم الغيب لخدمة القرآن ، فلم يكن طامعًا في المال لاهثًا خلفه، وإنما كان ذا مبدأ ونفس كريمة، فكانت مقولته " إن سادن القرآنلا يمكن أبدًا أن يُهان أو يُدان " ، ضابطة لمسار حياته، فقد عرضت عليه محطات الإذاعةالأهلية أن تذيع له بعض آيات الذكر الحكيم ، فرفض وقال " إن وقار القرآن لا يتماشي مع الأغاني الخليعة التي تذيعها إذاعتكم " .
وعندما افتُتحت الإذاعة المصريةالخميس ( 31 ـ 5 ـ 1934) كان الشيخ أول من افتتحها بصوته العذب ، وقرأ " إِنَّا فَتَحْنَالَكَ فَتْحًا مُبِينًا "، وقد استفتى قبلها الأزهر وهيئة كبار العلماء عما إذا كانت إذاعة القرآن حلالا أم حراما ؟ فجاءت فتواهم بأنها حلال حلال ، وكان يخشى أن يستمع الناس إلى القرآن وهم في الحانات والملاهي .
وقد جاء صوت الشيخ رفعت من الإذاعةالمصرية نديًّا خاشعًا ، وكأنه يروي آذانًا وقلوبًا عطشى إلى سماع آيات القرآن ، وكأنها تُقْرأ لأول مرة ، فلَمَع اسم الشيخ ، وعشقت الملايين صوته ، بل أسلم البعض عندما سمع هذا الصوت الجميل، ففي ذات يوم التقى " علي خليل " شيخ الإذاعيين ، وكان بصحبته ضابط طيَّار إنجليزي ـ بالشيخ رفعت ـ فأخبره " علي خليل " أن هذا الضابط سمعص وته في " كندا "، فجاء إلى القاهرة ليرى الشيخ رفعت ، ثم أسلم هذا الضابط بعد ذلك ، وقد تنافست إذاعات العالم الكبرى ، مثل إذاعة برلين ،ولندن ، وباريس ، أثناء الحرب العالمية الثانية ؛ لتستهل افتتاحها وبرامجها العربيةبصوت الشيخ محمد رفعت ؛ لتكسب الكثير من المستمعين ، إلا أنه لم يكن يعبأ بالمالوالثراء ، وأبى أن يتكسَّب بالقرآن ، فقد عُرض عليه سنة 1935 أن يذهب للهند مقابل ( 15 )ألف جنيه مصري ، فاعتذر، فوسّط نظام حيدر آباد الخارجية المصرية ، وضاعفواالمبلغ إلى (45) ألف جنيه ، فأصرَّ الشيخ على اعتذاره ، وصاح فيهم غاضبًا ( أنا لاأبحث عن المال أبدًا ، فإن الدنيا كلها عَرَضٌزائل )
وقد عرض عليه المطرب " محمد عبد الوهاب " أن يسجِّل لهالقرآن الكريم كاملاً مقابل أي أجر يطلبه ، فاعتذر الشيخ خوفًا من أن يمسَّ أسطوانةالقرآن سكران أو جُنُب ________________ تسجيلات الشيخ محمدرفعت
ولد في قرية ميت غزال القريبة من مدينة طنطا ، محافظة الغربية . تعلم الشيخ مصطفي القرآن . وهو بين الخامسة والسادسة عشرة من عمره ، وذهب ليدرس في المعهد الأزهري في طنطا ، حيث درس العلوم القرآنية ، وعقد العزم علي مواصلة دراساته في الأزهر الشريف في القاهرة ، وأخذ الشيخ مصطفي يرسخ شهرته في الوجه البحري خلال أربعينات القرن العشرين ، وذهب الشيخ مصطفي إلي القاهرة لأول مرة استجابة لدعوة إلي القراءة فيها ، وسرعان ما وطد شهرته في القاهرة ، ودعي ليقرأ للملك فاروق خلال شهر رمضان في سنة 1944 . وبعدئذ ، فاوضت الإذاعة الشيخ مصطفي كي يسجل تسجيلات أطول ، لأن صوته كان يحتاج إلي مدة من الوقت للإحماء حتى " ينجلي " . وأعجب الشيخ مصطفي بقراءة الشيخ محمد رفعت ، والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي ، ولكنه كان فخورا بطريقته الفريدة الخاصة به . وهو لم يدرس الموسيقي بشكل رسمي ، ولكنه أتقن الفن بالسماع ، وبارتباطاته وصلاته مع عمالقة الموسيقيين في عصره وسافر الشيخ مصطفي كثيرا ، وكان معروفا خارج مصر من مظاهره الشخصية . وكان الشيخ مصطفي هو القارئ الرسمي لأنور السادات ، وسافر معه إلي القدس في سنة 1987. ويعد الشيخ مصطفي واحدا من القراء أصحاب التأثير البالغ في القرن العشرين ، وهو مجدد من الناحية الموسيقية إلي أبعد حد ، ولكن تجويده صحيح ، وبوسع المرء أن يعد أجيالا من القراء المقلدين له . وعند وفاته كان الشيخ مصطفي إسماعيل هو قارئ الجامع الأزهر الشريف ذي المكانة المتميزة .