|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 7307
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 13
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
رؤى وأفكــار: الحركــة الإسلاميــة
بتاريخ : 23-09-2007 الساعة : 12:29 PM
رؤى وأفكـــار: الحــركة الاســلاميــة
لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي
*إن ما يميز الحركة الرسالية ان الفرد فيها يتشبه بالنبيين والأئمة والصديقين، فتصاغ شخصيته من جديد، فاذا مشى حكت لك مشيته مشية رسول الله صلى الله عليه وآله والامام علي عليه السلام، وإذا تكلم فان كلماته ومعاني حديثه تحكي لك عن كلمات الأئمة، فاذا به يلفظ نوراً ويخرج من فمه دستور الحياة، وإذا اتخذ موقفاً انعكس في موقفه هذا موقف الانبياء عليهم السلام.
*من الضرورات الاساسية التي لابد للحركات الاسلامية ان تنتبه اليها وتسعى من أجل تحقيقها، ضرورة الوعي الصحيح للمفاهيم القرآنية من جهة، ولتطورات الحياة الراهنة من جهة أخرى.
*على الحركات الاسلامية ان تعلم ان الاسس التي تضعها اليوم في تعاملها مع البعض، ومع الحياة، وفي تربية الكوادر والجماهير، وبث الثقافة الايجابية المتفائلة في الأمة، هي التي ستثمر النتائج الطيبة في المستقبل. فالاسس اذا كانت سليمة فان حكم الحركات الاسلامية - هو الآخر- سيكون سليماً، أما إذا كانت هذه الأسس مغلوطة فاننا سوف لا نستطيع غداً ان نؤسس جهاز حكم قائم على المبادئ الاسلامية، وان كان على رأس هذا النظام رجل صالح. فمجرد صلاح القيادة او مجموعة من المسؤولين لا يعني بالضرورة صلاح المسيرة، إن لم يكن هناك تغيير جذري في المجتمع وثقافته ومؤسساته.
*إذا ما استطعنا ان نضمن استقلال الحركات الرسالية والتحررية واستقامتها، فاننا سنضمن عدم تكرر مآسينا ومحننا، وازالة الاسباب والعوامل المؤدية اليها.
*لو كانت العلاقات داخل التجمعات الاسلامية علاقة شورى، لزالت الاختلافات والنزاعات.
*إنني أعزو جانباً من عدم انتصار الحركات الاسلامية الى انها لم تستوعب الاسلام في سلوكياته بالقدر الكافي، وذلك بسبب الانقطاع الذي حصل بيننا وبين القرآن الكريم الذي هو محور تحركنا، والذي لابد ان نجعله شعارنا من خلال تلاوته ككتاب حي، وتطبيق آياته في كل جوانب سلوكنا.
*إن التجمع الرسالي هو الذي يحارب سلبيات الأمة ويقاومها، ليحولها الى ايجابيات، ولينشئ ذلك التجمع النزيه الذي كان ملتفاً حول رسول الله صلى الله عليه وآله.
*على الحركات الرسالية ان تعلم ان الغالبية العظمى من الحركات التاريخية قد فشلت عندما لم تستطع ان تصنع وسيلة للدفاع عن نفسها، ولم تتمكن من تطوير أساليبها واستيعاب تغيرات الحياة. وحتى الحركات التي استطاعت ان تنتصر انتصاراً مادياً، وتمكنت من الوصول الى سدة الحكم فانها لم توجد واقعاً جديداً، ولم تتمكن من تحويل شعاراتها الى عمل، وقيمها الى سلوك. وبالتالي فانها عجزت عن تحويل أفكارها الى أحداث واقعية تعيش في الحياة ذاتها، ولذلك فانها سقطت وتجاوزها الزمن.
*ان حركة المؤمنين حركة اسلامية تجمع بين المتانة والاستقلال والاستقامة.
*لقد راهن الاستعمار كثيراً على تطبيق مجموعة من الاساليب الخبيثة وغير الشريفة ضد الحركات الاسلامية؛ فقتلوا قادتها، وابعدوا قاعدتها، وسجنوا شبابها، وحاولوا التفريق بين ابنائها، وبثوا الخلافات، وحاولوا مقاومتها، ولكنهم لم يفلحوا في ذلك. وأنا أؤكد هنا ان الحركة الاسلامية في العالم في هذه المرحلة هي أقوى منها في أي مرحلة مضت. فهي اليوم قد تجاوزت كثيراً من العقبات، واستفادت من الدروس، واستوعبت تجارب المرحلة، وتجاوزت مرحلة الخلاف على القشريات، وهي الآن تدخل مرحلة جديدة هي مرحلة التعاون والتلاحم والذوبان في بوتقة واحدة هي بوتقة الجهاد والعمل والتضحيات.
*إن قدرة الحركة الاسلامية لا تكمن فقط في قدراتها التنظيمية، لأن هذه القدرات عند سائر الحركات من الممكن ان تكون أقوى. كما ان هذه القوة لا تكمن ايضاً في تقديمها للتضحيات، لان ابناء الحركات الأخرى يقدمون التضحيات ايضاً في سبيل مبادئهم. بل ان قوة الحركة الاسلامية الحقيقية تتمثل في مدى قدرتها على تجاوز مشكلة عويصة ومعقدة تعاني منها الأمة الاسلامية، ألا وهي مشكلة التجزئة.
*لو ان الحركات الإسلامية تعاونت مع بعضها، وتجاوزت خلافاتها وحالة التجزئة في العالم الإسلامي، والحدود المصطنعة، فانها ستكون أقوى بكثير من الانظمة المتسلطة على الشعوب. ولذلك فاني انصح كافة الحركات الاسلامية بجميع فصائلها ان لا تخضع للاعلام الجاهلي المضلل،ولرواسب التخلف التاريخية، والنعرات والحساسيات، وان تسير باتجاه الوحدة.
*الحركة الاسلامية ليست حركة قشرية، انما هي حركة ذات محتوى انساني "فطري" تتواءم مع تطلعات الانسان نحو الاستقلال والحرية والتقدم.
*ان الحركات الاسلامية التحررية درعكم أيتها الجماهير، فحافظوا عليه.
*إن مسؤولية الحركات الاسلامية لم تكن في يوم من الأيام نشر الفصام والخلاف بين أبناء الأمة الواحدة، وتكون سبباً للتفرقة العنصرية والطائفية والقومية. كانت مسؤوليتهم الكبرى أن يربوا الأمة ويعلمونهم كيف يرفعون من مستوياتهم ويعطونهم الأمل والرؤية الواضحة، وليس الهدف المرسوم لهذه الحركات ان تدعو الناس الى نفسها، بل تدعو الناس الى الله عبر توحيد الأمة.
*على الحركات الاسلامية تسجيل انتصارات استراتيجية في طريقها كلما ازداد عدد واضعي العراقيل لايقاف المسيرة التصاعدية.
*إذا بقيت الحركات الاسلامية اليوم تردد الشعارات التي ترددها كل الأحزاب والمنظمات ولكن بلغة اخرى، فهي تردد شعار الحرية والعدالة والمبادئ، بل حتى ان كثيراً منها تردد شعار الارتباط بالله. ولكن إذا لم تحول هذه الشعارات الى حقائق ملموسة فانها ستسقط هي الاخرى كما سقطت تلك الحركات التاريخية في هذه التجربة بالذات.
*ان لنا كامل الحرية في ان نقول ما نؤمن به، وننتقد الاطراف الأخرى بكل صراحة وأمانة، ولكن ليست لنا الحرية في أن نحيك المؤامرات ونتجسس على بعضنا ونغتاب الآخرين ونشيع الفاحشة..
منقول من موقع سماحة المرجع المدرسي
تحياتي الأخوية ...
|
|
|
|
|