تشير العديد من الدراسات الى أنه في كثير من الحالات يتضافر الضغط في الأسرة مع ضغط العمل لجعل حياة الانسان صعبة. ولاشك أن العلاقة بين ضغوط العمل والضغوط المنزلية وثيقة والتأثير بينهما متبادلا ولامجال لإغفال ذلك ولعل السبب في ذلك واضح, فإنه بالإضافة الى تضافر المجموعتين من مصادر الضغوط (التنظيمية والأسرية) بشكل يضيف لضغوط الإنسان, فإن الحياة المساندة والأقل ضغطاً في الأسرة تعتبر مساندا قويا للتعامل مع الضغوط البيئية ومنها ضغوط العمل. وقد اطهرت الدراسات ان المصادر الرئيسية للضغوط الأسرية تتمثل فيما يلي: 1- الضغوط التي يسببها شريك الحياة. 2- الضغوط التي يسببها الأطفال. 3- الضغوط التي يسببها الترتيبات المنزلية. 4- الضغوط التي تسببها البيئة على المنزل. وتنبع كل من ضغوط شريك الحياة والأطفال بصفة اساسية من الصدامات المزاجية أو المصلحية أو المرضية,فمن المعروف أنه لاتوجد شخصيتان متطابقتان تماما أبدا حتى التوأم سواء في الخصائص والسمات أو القيم والميول والإهتمامات ومن ثم فإن الصدامات المزاجية بين الزوجين مصدر كبير للضغوط إذا لم يتناولها بطريقة إيجابية. من ناحية أخرى, فإنه إذا لم يكن شريك الحياة متعاونا مع المرأة في تحمل جانب من الأعباء المتعلقة بالحياة فإن ذلك يؤدي لضغوطها. وقد أثبتت الدراسات أن مصادر الضغوط غير التنظيمية يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية والنفسية للفرد في العمل وان الضغوط التي تتعرض لها المرأة العاملة تؤثر تأثيرا كبيرا على حياتها الشخصية حيث أن عليها أن تواجه الضغوط والإجهاد المترتب على قيامها بهذا الدور الإداري المزدوج كمديرة في العمل ومديرة في المنزل. ووفقا للعديد من الدراسات للعديد من الباحثين فإن جانبا كبيرا من الإحباط وخيبة الأمل في العمل يمكن تحمله إذا كان الموقف في البيت آمنا ومساندا ومرضيا – ومن مظاهر المساندة في البيت المساندو العاطفية والمادية, فالمساندة المادية هنا حاجة الزوجة لتفهم الزوج لوضع المرأة العاملة التي أصبحت لها وظيفة مهنية مثقلة بالأعباء. ان المرأة اليوم تقوم بدور إداري مزدوج في المنزل وفي المنظمة مما يصيبها بالإرهاق نتيجة الأعباء الملقاة على عاتقها من المصدرين يقل هذا العبء كثيرا لو جنح الزوج للمساعدة في الترتيبات المنزلية وفي رعاية الأطفال سواء من النواحي المادية أو العاطفية أو مساعدتها في عملية متابعة حياة الاطفال الدراسية ويدخل في فئة عدم تعاون الزوج أو عدم مساندته المادية عدم مراعاة أن الزوجة تقضي جانبا كبيرا من وقتها وجهدها في العمل. خطوة اساسية في التعامل مع تلك الضغوط هو القيام بتقدير دقيق وهادىء وموضوعي لمصادرها والصراحة بشأنها – قد يصعب علينا أحيانا الاعتراف حتى لأنفسنا – أننا قد نكون مصدر الضغوط, لكن هذا الاعتراف يساعدنا على تغيير اتجاهاتنا وإدراكاتنا وهي الخطوة الأولى في معالجة الضغوط. وينبغي مراعاة ذلك بعدم السماح بالزيارات العائلية او الاجتماعية خلال ايام الاسبوع حيث يضيف هذا عبئاً جديداً على حياتنا المشغولة المرهقة, وقد يشكل الأولاد عبئاً على الأم العاملة ,يتضمن ذلك بالإضافة لرعايتهم الصحية والنفسية والعامة الإهتمام بدروسهم ويتطلب ذلك من الزوج المساندة. أنه من الصعب على الانسان في كثير من الأحيان الاعتراف حتى لنفسه بأن شركاءنا اذلين نحبهم المتمثلين في الأبناء أو شريك الحياة يمكن أن يكونوا مصدرا للضغوط بسبب تورطنا العاطفي معهم, لكن التقييم الموضوعي والهادىء للمفردات التي تتضمنها سلوكيات أي من أطراف تلك العلاقة الزوج / الزوجة أو الابناء يفيد في مواجهة الضغوط الناجمة عن الاسرة. إن مناقشة المشكلات المنزلية بطريقة ودية معقولة يمكن أن يساعد في تحديد الطبيعة الحقيقية لها والتعرف على أسباب كونها مصدرا للضغوط فغالبا ما نكون نحن الكبار – على غير وعي بعمق تأثير سلوكنا غير المؤئم على المحيطين بنا وكيف أنه من الممكن تغيير هذا السلوك خاصة إذا عرفنا أن الأطراف الأخرى في الأسرة التي نحبها سيستجيبون بنفس الطريقة وبتغيير مماثل في طرق تعاملهم لتلائمنا وتساعدنا. وإذا كان الكبار على غير وعي أحيانا بأثر سلوكاتهم على الآخرين فما بالنا بالأطفال ,الأمر إذن يحتاج أن نعلمهم باثر سلوكياتهم حتى يغيروا من هذه السلوكيات بطريقة لاترهقنا.