إذا كان الأطباء النفسيون يرون بأن البسمة سر من أسرار الحياة الناجحة، فنحن تعلمنا هذا السر من تعاليم ديننا الحنيف وعلى يد معلم الإنسانية النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فهو الذي كان يلقى أصحابه بابتسامته الرقيقة التي تملأ الكون حناناً وحباً وعطفاً، وعندما يقول عليه أفضل الصلاة والسلام : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة )، فهو يريد أن ينشر الحب بين الناس من أجل حياة اجتماعية سعيدة.
ومن الناحية الطبية أثبتت الدراسات بأن البسمة تريح القلب الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الجسم، وعلى النقيض من ذلك فإن حرمان الجسم من هذه الابتسامة يؤدي إلى الغضب والحقد والبغض والكراهية وهو ما ينعكس سلباً على الجسم حيث يرتفع ضغط الدم مما يسبب مشاكل صحية كثيرة.
يقول المصطفى صلى الله عليه وآله : ( إن الله تعالى يبغض المعبِّس في وجوه إخوانه )، لاحظوا إخواني الأعزاء تلك العبارة وتأملوا : ( يبغضه الله سبحانه وتعالى ) ومع ذلك يتجاهل البعض هذه التعليمات الربانية التي تسمو بالإنسان إلى درجات العلا وتجعله يعيش في سعادة لا توصف بالرغم من أن هذه البسمة لا تكلف أي جهد يذكر.
إذاً البسمة رسالة حب وصدق وإخلاص تزرع المحبة بين الناس ولها وقع جميل على النفوس، ومع أنها كما قلنا لاتكلف شيئاً إلا أنها تدخل الفرح والسرور في القلوب وتذهب الحقد والبغضاء التي ترفضها أخلاقنا الإسلامية.