الأمور المستفاده من وصية الإمام علي إلى ولده الحسين(ع)
بتاريخ : 18-04-2008 الساعة : 09:22 PM
في هذا الموضوع نتعرض إلى وصية الإمام على بن أبي طالب عليه السلام إلى ولده الحسين عليه السلام.
وهذه الوصية لها فوائد كثيره خصوصاً إلى الأباء وكيفية التعامل مع أبنائهم سوف نأخذ الوصية شيءً فشيء حتى نُكمل الوصيه كامل سوف أكتب مقطع من الوصيه ثم يتم التعليق عليها من قبل الأعضاء الكرام.
بسمه نبدأ وهذا نص الوصيه:
(يابني:أوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر وكلمة الحق في الرضى والغضب والقثد في الغى والفقر وبالعدل على الصديق والعدو وبالعمل في النشاط والكسل والرضى عن الله في الشده والرخاء)
هذا هو الجزا الاول من الوصية حيث نجد بها عدة مفاهيم مختلطة نوعاً ما حيث أوصى أمير المؤمنين أبنه الحسين عليهم السلام بعدة أمور التقوى :
1_التقوى في الغنى والفقر.
2_وكلمة الحق في الرضى والغضب.
3_والقصد في الغنى والفقر.
4_والعدل مع الصديق والعدو.
5_والعمل في النشاط والكسل.
6_والرضى عن الله في الشدة والرخاء.
هناك مفاهيم متضاده في معناها فكيف نوفق بينها
نتمنى من جعل هذا الموضوع منبراً للوعي والتفقه في كلام المعصومين عليهم السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التفكر في كلام المعصومين يعطي المرء فقها ونورا في قلبه وعندمــا تضع نصب أعيننا هذه الرواية من فم الطهر أمير المؤمنين عليه السلام نصبح عاجزين عن الأحــاطة لأنه قمة ينحدر عنها السيل ولا يرقى إليها الطير كما قال في نهج البلاغة أيضا في رواية أخرى عن أحد المعصومين ولا يحظرني أيهم فكلهم نور وكلامهم نور على نور يقول ( أنتـــم أفـقـه النــاس إذا عرفتــم معاني كلامنــا )
وإذا تحدثنا عن إحدى هذه النقاط المدرجة وأولها وهي التقوى في حال الغنى والفقر ، كانت كلمة التقوى من أكثر الكلمات أستعملا و التقوى في نهج البلاغة : قوّة روحية تتولّد للإنسان من التمرين العملي الذي يحصل من الحذر المعقول من الذنوب . والتقوى تعطي الأنســان قوة ونشــاط وتحميه من الوقوع في المحظور ومن لم يحظى بالتقوى فعليه الأنزواء عن مسببات المعصية التي تحيط به .
يقول الإمام ( عليه السلام ) : ( اعلموا عباد الله : إنّ التقوى دار حصن عزيز ، والفجور دار حصن ذليل لا يمنع أهله ، ولا يحرز من لجأ إليه ، ألا وبالتقوى تقطع حمة الخطايا ) .
وكأنّه ( عليه السلام ) يشبّه الفجور في كلامه هذا بالحيوان اللاسع كالعقارب والحيات ، ويقول : اقطعوا عن أنفسكم لسعة هذه العقارب بالتقوى ، ويصرّح في بعض كلماته أنّ التقوى ليست قيوداً تمنع عن التحرّر ، بل هي منبع الحرّيات الواقعية وأساسها ومنشؤها .
ولا بأس بذكر هذا الآية مثالا لتقريب المعنى في قوله تعالى {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }التوبة109
وقد ورد تفسيرها في كتـــاب الميـــزان .
و قد بين الله غرض هذه الطائفة من المنافقين في اتخاذ هذا المسجد و هو الضرار بغيرهم و الكفر و التفريق بين المؤمنين و الإرصاد لمن حارب الله و رسوله، و الأغراض المذكورة خاصة ترتبط إلى قصة خاصة بعينها، و هي على ما اتفق عليه أهل النقل أن جماعة من بني عمرو بن عوف بنوا مسجد قبا و سألوا النبي أن يصلي فيه فصلى فيه فحسدهم جماعة من بني غنم بن عوف و هم منافقون فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قبا ليضروا به و يفرقوا المؤمنين منه و ينتظروا لأبي عامر الراهب الذي وعدهم أن يأتيهم بجيش من الروم ليخرجوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من المدينة، و أمرهم أن يستعدوا للقتال معهم.
و لما بنوا المسجد أتوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو يتجهز إلى تبوك و سألوه أن يأتيه و يصلي فيه و يدعو لهم بالبركة فوعدهم إلى الفراغ من أمر تبوك و الرجوع إلى المدينة فنزلت الآيات.
فكان مسجدهم لمضارة مسجد قبا، و للكفر بالله و رسوله، و لتفريق المؤمنين المجتمعين في قبا، و لإرصاد أبي عامر الراهب المحارب لله و رسوله من قبل، و قد أخبر الله سبحانه عنهم إنهم ليحلفن إن أردنا من بناء هذا المسجد إلا الفعلة الحسنى و هو التسهيل للمؤمنين بتكثير معابد يعبد فيها الله، و شهد تعالى بكذبهم بقوله: «و ليحلفن إن أردنا إلا الحسنى و الله يشهد إنهم لكاذبون».
قوله تعالى: «لا تقم فيه أبدا» إلى آخر الآية، بدأ بنهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أن يقوم فيه ثم ذكر مسجد قبا و رجح القيام فيه بعد ما مدحه بقوله: «لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه» فمدحه بحسن نية مؤسسيه من أول يوم و بنى عليه رجحان القيام فيه على القيام في مسجد الضرار.
و الجملة و إن لم تفد تعين القيام في مسجد قبا حيث عبر بقوله: «أحق، غير أن سبق النهي عن القيام في مسجد الضرار يوجب ذلك، و قوله تعالى: «فيه رجال يحبون أن يتطهروا» تعليل للرجحان السابق، و قوله: «و الله يحب المطهرين» متمم للتعليل المذكور، و هذا هو الدليل على أن المراد بقوله: «لمسجد أسس» إلخ هو مسجد قبا لا مسجد النبي أو غيره.
و معنى الآية: لا تقم أي للصلاة في مسجد الضرار أبدا، أقسم، لمسجد قبا الذي هو مسجد أسس على تقوى الله من أول يوم أحق و أحرى أن تقوم فيه للصلاة و ذلك أن فيه رجالا يحبون التطهر من الذنوب أو من الأرجاس و الأحداث و الله يحب المطهرين و عليك أن تقوم فيهم
وهذا موضع الشاهد هي قصة الكفــار وغرضهم من بنــاء مسجــد ضرار والمؤمنين المصلين في مســجد قبــاء مثلان يمثل بهما بنيان حياة المؤمنين و المنافقين و هو الدين و الطريق الذي يجريان عليه فيها فدين المؤمن هو تقوى الله و ابتغاء رضوانه عن يقين به، و دين المنافق مبني على التزلزل و الشك.
أتمنى فكرتي قد وضحت إليكم وسأعود حتما حتى أستنير من فكركم وحديثكم وتعقيبكم على نقص المفهوم لدي
أحسنتم كثيرا أخي الفاضل ووفقتم إلى كل خير
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم المحترم ( أبو بخيت) أشكركم على تشجيعكم لأختكم الصغيرة الخـــادمــــة
ومـــا هي إلا من فكــــرة نـــاقصة وخربشـــات تحتاج إلى تنقيح من فـــكركم الراقي
والآن نــــأتي الأمــــر الآخــــر المستفــــاد
2/ كلمة الحق في الرضا والغضب
.يعيش الإنسان المؤمن في الدنيا سعة وكذلك في البرزخ والقيامة يتعامل المؤمن في الدنيا بسعة صدر ولا يقلقه شيء وأي حادثة أو ابتلاء يصيبه فهو يحسبه اختباراً وامتحاناً له، فهو لا يتخلى عن اعتماده على خالقه لأي حادثة تصيبه، ولا يخرجه شيء عن خطه، ولا يفقده زمام نفسه، ولهذا فهو مسرور دائماً.
عندما كان تلامذة الرسول (ص) في مجلسه يكتبون كل ما يقوله قيل لهم: لماذا تكتبون كل حرف يقوله الرسول (ص)؟ وقد يكون في حالة الغضب فيكون كلامه قاسياً، وفي حالة الهدوء يكون كلامه لطيفاً، وليس كل ما يقوله الرسول قابلاً للكتابة، فقالوا للنبي (ص): يا رسول الله: هل نكتب كل ما تقوله وفي جميع حالاتك من الرضا والغضب؟ فقال (ص): اكتبوا أي شيء اقوله فقالوا: "في الرضا والغضب"؟ فقال: في الرضا والغضب، فنحن لا نقول إلا الحق عند غضبنا ولا يكون غضبنا إلا خالصاً لله عز وجل، وليس هناك شيء يشغلنا بأنفسنا حتى نقول كلاماً باطلاً بسبب الاشتغال بغير الله.
و في دعاء يوم الاثنين للإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام : و أسألك خشيتك في السرّ و العلانية و العدل في الرضا و الغضب و القصد في الغنى و الفقر و أن تحبّب إلىّ لقاءك في غير ضرّاء مضرّة و لا فتنة مضلّة . الخ . رواه الكفعمي رضوان اللّه عليه في البلد الأمين ( ص 118 ) و في المصباح أيضا ( ص 115 ) .
وعن أمير المؤمنين علي ابن أبي طـــالب عليه السلام (لا يُعد العاقل عاقلا حتى يستكمل ثلاثا: إعطاء الحق من نفسه على حال الرضا والغضب، وأن يرض للناس ما يرضى لنفسه، واستعمال الحلم عند العثرة ) تحف العقول ص 316 و هذه الصفة كلمة الحق في الرضا والغضب من دلائل كمال العقول كما ذكر لنــا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ولا تكتمل العقول إلا بولاية أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام فهو الحق من رب العــالمين وبه أكتملت الكلمة في قوله تعالى {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنعام115
وجا في تفســـــير الميــــزان (
فظاهر سياق الآيات فيما نحن فيه يعطي أن يكون المراد بقوله: «و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا» كلمة الدعوة الإسلامية و ما يلازمها من نبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و نزول القرآن المهيمن على ما تقدم عليه من الكتب السماوية المشتمل على جوامع المعارف الإلهية و كليات الشرائع الدينية كما أشار إليه فيما حكى من دعاء إبراهيم (عليه السلام) عند بناء الكعبة: «ربنا و ابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم»: البقرة: 129.
و أشار إلى تقدم ذكره في الكتب السماوية في قوله: «الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل»: الأعراف: 157 و بذلك يشعر قوله في الآية السابقة: «و الذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق» و قوله: «الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم»: البقرة: 146 إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.
فالمراد بتمام الكلمة - و الله أعلم - بلوغ هذه الكلمة أعني ظهور الدعوة الإسلامية بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و نزول الكتاب المهيمن على جميع الكتب، مرتبة الثبوت و استقرارها في مستقر التحقق بعد ما كانت تسير دهرا طويلا في مدارج التدريج بنبوة بعد نبوة و شريعة بعد شريعة فإن الآيات الكريمة دالة على أن الشريعة الإسلامية تتضمن جمل ما تقدمت عليه من الشرائع و تزيد عليها بما ليس فيها كقوله تعالى: «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى»: الشورى: 13.
و بذلك يظهر معنى تمام الكلمة و أن المراد به انتهاء تدرج الشرائع من مراحل النقص إلى مرحلة الكمال، و مصداقه الدين المحمدي قال تعالى: «و الله متم نوره و لو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون»: الصف: 9.
و تمام هذه الكلمة الإلهية صدقا هو أن يصدق القول بتحققها في الخارج بالصفة التي بين بها، و عدلا أن تتصف بالتقسيط على سواء فلا يتخلف بعض أجزائه عن بعض و تزن الأشياء على النحو الذي من شأنها أن توزن به من غير إخسار أو حيف و ظلم، و لذلك بين هذين القيدين أعني «صدقا و عدلا» بقوله «لا مبدل لكلماته» فإن الكلمة الإلهية إذا لم تقبل تبديلا من مبدل سواء كان المبدل هو نفسه تعالى كأن ينقض ما قضى بتبدل إرادة أو يخلف ميعاده، أو كان المبدل غيره تعالى كأن يعجزه غيره و يقهره على خلاف ما يريد كانت كلمته صدقا تقع كما قال، و عدلا لا تنحرف عن حالها التي كانت عليها وصفها الذي وصفت به فالجملة أعني قوله: «لا مبدل لكلماته» بمنزلة التعليل يعلل بها قوله: «صدقا و عدلا».)
والإشـــارة التي مرت لأولي الألباب أمثـــالكم أخي الكريم
وأشكركم أخي الكريم أبو بخيت الشكر الجزيل في أنكم أتحتم الفرصة للخــادمة في البحث والتحري وتطوير فكرها الناقص بارك الله بكم ومسدد الخطى ولا تحرمنـــا من مفيدكم دائــــمااا
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نــأتي للأمر الثـــالث الذي أشـــار إليه أميــــر المؤمنــيــن وهي :
3/ القصد بين الغنى والفقر
قال الله تعالى في محكم كتـــابه الكريم {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }الفرقان67 وهنــا تشير الآية إلى كيفية الأدارة الأقتصـــادية للأفراد لا إفراط ولا تفريط ولكن أمـــرا بين أمـــرين وقد أشـــار القرآن في مواضع عــدة بأساليب مختلفة رائعة تمر علينا لتذهل الضمير الحي وتجعله موفقــا لتطبيق أمـــر البــاري في قوله تعالى {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً }الإسراء29. ودائمــا نجد المفسر هو أمير المؤمنين عليه السلام وفي نهج البــلاغة التي نغوص به ونخشى على أنفسنـــا الغرق من هــذا البحر الزاخر يفرق لنــا ويصف لنــا حال البخيل ويقول فيه (عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ويفوته الغنى الذي أيـــاه طــلب فيعيش في الدنيــا عيش الفقراء ويحــاسب في الآخرة حســـاب الأغنيـــاء ) وهنــالك الكثير من الرويات التي تذم البخل وهي صفة غير محمودة وفي مقابل البخل هو السخاء وهذه الصفة المضادة للبخــل والتي يخلط النــاس بينها وبين المسرف أو المبذر فقد قال الله تبارك وتعالى عن المبذرين.{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً }الإسراء27.
أمـــا السخــاء هي الصفة المحمودة على لســان الله تبارك وتعالى وعلى لســــان الرسول الأكرم صل الله عليه وآله وسلم و عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : السخي قريب من الله ، قريب من الناس ، قريب من الجنّة ، والبخيل بعيد من الله ، بعيد من الناس ، قريب من النار ) وهذه الصفة من أفضل الصفات والملكات الأنسانية قد حكم بحسنها العقل ومدحها الشرع ، وحث على الأعمال الموجبة لحصولها في النفس ، ويقابلها البخل والشح كصفة مضادة
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نــأتي إلى الوصية الرابعة الموصي بها الإمام أمير المؤمنين وهي :
4/ العـدل مع العــدو والصـديق
وهذه غريزة في الأنســان أكتســاب الأصــدقاء ليتعايش مهم أفراحهم وأحزانهم ويكونوا عونا له في الحيــاة الدنيــا وقد أوصى الإمـام الصادق بالصديق وجعل له مكانــا في حيــاة البشرية وركز عليه تركيزا كبيرا فعنــدما يقول «لقد عظمت منزلة الصديق حتى أن أهل النار يستغيثون به ويدعونه قبل القريب الحميم) وهذا الحديث يشير إلى الآية من سورة الشــعراء التي تقول ( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) والإمـام أيا عبد الله يقول ( إستكثروا من الأخوان فإن لكل مؤمن شفاعة )
إن إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا، زينة في الرخاء، وعدة في الشدة، ومعونة على خير المعاش والمعاد وهذه مرتبة الصديق ويرشدنـا أمير المؤمنين إلى أختيــاره عنــدمـا يقول :
وأختر قرينك سيدا تحضى به *** حبرا لبيبا عاقلا متــأدب )
وعندمــا نأتي إلى العـدو فهو أيضا من الغريزة كرهه وحمل في النفس شيئا ليس محمودا من جانبه وهذا لدينــا نحن بنو البشر لكن إذا رجعنــا إلى سادات النــاس الكـاظمين الغيض والعـافين عن النــاس والتقرب إلى الله تعالى بقوله (إن الله يحب المحسنين ) نجد المســألة مختلفة والتربية جليه في قول أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام حينما يقول (إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه) ونجد أمامنـا مالك الأشتر رحمَه اللهُ عندمــا كان مجتازاً بسوق وعليه قيسص خام، وعمامة منه، فرآه بعض السوقة فأزرى بزيّه، فرماه ببندقة تهاوناً به، فمضى ولم يلتفت.
فقيل له: ويلك أتعرف لمن رميت ؟!
فقال: لا.
فقيل له: هذا مالك صاحب أمير المؤمنين عليهِ السَّلام.
فاتعد الرجل، ومضى إليه، وقد دخل مسجداً وهو قائم يصلي فلما انفتل انكب الرجل على قدميه يقبلهما.
فقال: ما هذا الأمر؟
فقال: اعتذر إليك بما صنعت.
فقال: لا بأس عليك، والله ما دخلت المسجد إلاّ لاستغفر لك وهذا مــالك الأشتر قائــد القــوات المسلحة في ولاية أمير المؤمنين عليه الســـلام في الكوفة و ذو شوكة وهيبة ونور وعظمة وقد قــال فيه أمير المؤمنين عليه أبن أبي طالب عليه السلام ( لقد كان مالك لي كما كنت لرسول الله صل الله عليه وآله وسلم ) وهذا الدرس أعطـانـا إيـاه مـالك الأشتر كيف نتقاضى ونجعل العفو عند المقدرة عن أعدائنــا
وهـذا لا يتعارض مع آيات الجهـاد الإسـلامي وغــارة الأعــداء على بلاد المسلمين فقد قال تعالى في ذلك {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60 وهنــا يجب أن يكون هنـالك فرق بين العدو المقتصب الغائر وبين عدو نفسه بظلمه للآخرين
أسأل الله لكم الخير والصلاح والعافية بحق محمد وعترته الطـهارة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو بخيت الكريم بارك الله بكم ووفقكم إلى كل خير وأعتذر على تأخري في الرد لأنشغالي هنا وهنالك بالله المستعان في أمورنــا جميعا
نأتي إلى المقصد الخـامس وهو
5/ العمل في النشاط والكســل
طبعا الإســلام يرغب على العمل ويحث عليه بل هو عملا مقدس وعبــادة في الإسلام والهدف الأساسي منه هو كسب الأموال بالطرق المشروعة وجميع اولياء الله سبحانه كانوا يعملون لكسب رزقهم فمثلاً كان نوح ( عليه السلام ) نجاراً ، وهود ( عليه السلام ) كان تاجراً ، وادريس ( عليه السلام ) خياطاً ...
كما أن الإسلام يعتبر العمل أكتساب الأموال بالعزة كما ورد في الروايات لأحد المعصومين (إذهب نحو عزتك )ومعنى ذلك أذهب نحو رزقك بالحلال وأترك الفقر الذي يناشده أمير المؤمنين ( لوكان الفقر رجلا لقتله )
وكما يعتبر الإسلام العمل عبادة في المقابل ترك العمل والشروع في الكسل يعد من الكبائر على ضوء حديث.« ملعون من ألقى كلّه على الناس »
لأن الكسل و الفراغ يدعو الى ارتكاب الجرائم والادمان عليها وشل نشاط الانسان ، لذلك نرى ان الجرائم ترتفع الى سبع مرات بسبب البطالة والفراغ ولهذا نجد ان الروايات الاسلامية مليئة بحثّ الانسان على العمل ونبذ الكسل والضجر .
وقال الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) :
« إياك والكسل والضّجر فانهما يمنعانك من حظّك من الدّنيا والآخرة »
قال امير المؤمنين ( عليه السلام ) :
« ان الاشياء لمّا ازدوجت ازدوج الكسل والعجز فنتجا بينهما الفقر »
ومن أهم الاسباب التي تحطم شخصية الانسان وتدعوه الى اقتراف الذنوب هو التسكع ومد اليد للمساعدة والسؤال
وختما أقول اللهم إجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة وأعمالي عندك مقبولة حتى تكون أعمالي وأورادي كلها وردا واحدا وحــالي في خدمتك سرمــدا