العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية حيدر الحسناوي
حيدر الحسناوي
عضو برونزي
رقم العضوية : 18236
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 879
بمعدل : 0.14 يوميا

حيدر الحسناوي غير متصل

 عرض البوم صور حيدر الحسناوي

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : سني !! المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-07-2008 الساعة : 12:19 PM





- وهذه مقتطفات من كتب علماء الأمة وفقهائها ورجالاتها:





أولاً: نصرة المظلوم






للشيخ حسن المظفّر (ره)


في ص 10:


(.. .. وأنت إذا تيقنت قيام تلك الفائدة الجلية بالمآتم الحسينية قياماً طبيعياً أرشدت إليه الأئمة (عليهم السلام) الأطهار بهاتيك الأخبار لزمك الالتزام بوجوبها كفاية ووجوب كلما يفيد مفادها كذلك من تمثيل الفاجعة لحاسة البصر أو سير مواكب الرجال في الأزقّة والشوارع مذكرةً بها. ولم تحتج بعد تلك الفائدة الملموسة باليد إلى نضد الأدلّة على مشروعيتها إذ أنها بهذا البيان الذي يشهد به الوجدان أجلّ من أن يرتاب مريب في رجحانها بل وجوبها كفايةً).


وفي ص 32 :


(فأني مذ أدركت لليوم ما رأيت ولا سمعت أن واحداً مات بذلك في أيّ بلد فضلاً عن جماعة في كلّ سنة ولقد سئلت كثيراً ممن جاوز السبعين والثمانين من سني عمره من ثقات أهل النجف وكربلاء والكاظمية وغيرهم من علماء البلدان وصلحائهم وكل أنكر أن يكون رأى أو سمع أنّ واحداً من أولئك تألّم ألماً يوجب مراجعة الجرّاح أو المضّمد فضلاً عن موته).


وفي ص 33 و ص34:


(قوله(20) ولو قطعنا النظر عن هذه الجهة: وهي نزف الدم، فهو فعل همجي وحشي مثل الضرب بسلاسل من الحديد - أقول: إذا قطع النظر عن تلك الجهة التي هي علة التحريم فكونه فعلاً همجياً لا يفي بالحكم المقصود - لو يعلم إلا إن يدل البرهان على إن كل عبث وفعل لا ترتكبه العقلاء لهمجيته هو محرّم، وأنّى لأحدٍ بإثباته. على أن عدّه فعلاً همجياً وحشياً إنما هو بنظر من لم يعرف حكمته ولم يطّلع على المقصود منه.. .. .


إلى أن يقول (ره):





وأنا استسلف العذر عن حزازة القدح اللساني الظاهري فقط بأعظم شعائر الله وحرماته: (الحج) ليس الحج إلا طواف حول بنيّة، وسعي وهرولة بين رابيتين، ووقوف على جبل، وهبوط في وادي ورمي أحجار على أحجار، في هيئة مقرحة من كشف الرؤوس لحر الشمس وتوفير الشعر وعري البدن إلا عن نحو إزار ورداء لاشكّ إن غير العارف برموزها وحكمها وأسرارها يستهزأ بها ويعدّها ضربا من الجنون والتوحش، وفعلاً من أظهر أفعال الهمجية أفهل يصلح للعارف برموزه وحكمه إن يمنع منه لمجرد عدّه عند الجاهل همجياً ولقد وقع الاستهزاء جهاراً بتلك المناسك العلية الأسرار الدقيقة الحكم والسخرية بها من قبل الماديين الأقدمين كعبد الكريم بن أبى العوجاء، وعبد الله الديصاني واضرابهما وخلّدت كتب الحديث إنكارهما عن مولانا الصادق (عليه السلام) وإنكار المتأخرين اظهر من ذلك.. ..).


وفي ص 36:


(.. .. . وهذه وما بعدها بنظري عمدة الأدلة على جواز إدماء الرؤوس بالسيوف بل واستحبابه وذلك إنّ كل ما يفعله الشيعة من الضرب بسلاسل الحديد وبالقامات وغيرها هو دون الجزع المرغّب فيه. الضرب بالسيوف والقامات على الرؤوس هو مظهر من مظاهر الجزع وليس بجزع حقيقة فان الجزع أمر معروف في اللغة والعرف وهو ضد الصبر نحو أن ينتحر الرجل العاقل أو يلقي نفسه من شاهق لحادثة تحدث تغلب صبره وتورده الهلاك وأين هذا من جرح الرأس بسكين أو سيف جرحاً خفيفاً يوجب خروج الدم ولا يؤلم إلا بمقدار ما تولم الحجامة وغيرها مما يرتكب لأغراض عقلائية سياسية أو طبية).


وفي ص 37 و ص 38 و ص 39:


(ولقد كان شيخنا العلاّمة شيخ الشريعة(21) قدس سره بهذا الاعتبار وبتلك الأخبار يصحح الخبر المرسل الذي استبعده بعض العظماء من إن عقيلة عليّ الكبرى لمّا لاح لها رأس الحسين (عليه السلام) وهو على رمح والريح تلعب بكريمته نطحت جبينها بمقدم المحمل حتى سال الدم من تحت قناعها، ويقول أنه لا استبعاد فيه إلا من جهة ظهور الجزع منها وإيلام نفسها والإيلام الغير المؤدي إلى الهلاك لا دليل على عدم جوازه والجزع مندوب إليه ومرغوب فيه في كثير من الأخبار.


قلت الظاهر من الأخبار جواز الهلع أيضاً، وهو على ما ذكروا أفحش الجزع، ويظهر من الخبر الصحيح الذي تدل مضامينه على صحته المروي في (الكامل) عن قدامة بن زائدة عن السجّاد (عليه السلام) انه قد صدر منه الهلع لو استطاعه، وروى المجلسي أعلى الله مقامه، والسيد عبد الله شبر رفع الله درجته، في كتاب (جلاء العيون): إنّ زين العابدين (عليه السلام) كان إذا اخذ إناءاً ليشرب يبكي حتى يملأه دماً.. .. .).


إلى أن يقول (ره):


(وإذا ساغ للسجّاد أن يسيل الدم باختياره من عضو من أعضائه ببكاء الدم أو بتقريح الجفن جزعاً وهلعاً على رزية الحسين فما هو إذا شأن ما يصدر من الشيعة من ضرب السلاسل والقامات؟! وهل سيلان دم السجّاد في الإناء أهون من انتثار قطرات من دم رأس الجريح على ثيابه حزناً على تلك الفادحة العظيمة؟!


ثم أقول بهذا الاعتبار أيضاً مضافاً إلى ما سلف من قوله (عليه السلام): (على مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب) يرفع الاستبعاد عما روي في الكتب من أنّ عقيلة آل محمّد صلوات الله عليهم في موارد عديدة لطمت وجهها وشقّت جيبها وصاحت ودعت بالويل والثبور، فإنه لا حامل لها على شق الجيب إلا الجزع في مصاب حق أن تشق له القلوب لا الجيوب كما صرّح بذلك سيدنا العلاّمة السيد إسماعيل الصدر قدس سره في بعض حواشيه.


وكيف لا تفعل ذلك في مصاب جزع له وبكى إبراهيم خليل الرحمن وموسى كليمه كما في الخبر، وفي آخر أنّ فاطمة (عليها السلام) لما أخبرها النبي (صلى الله عليه وآله) بقتل الحسين جزعت وشقّ عليها وفي خبر آخر إنها تنظر كل يوم إلى مصرع الحسين (عليه السلام) فتشهق شهقةً تضطرب لها الموجودات وفي غيره أنّ أبا ذر لما أخبر الناس بمصيبة الحسين قال ما معناه: (لو علمتم بعظم تلك المصيبة لبكيتم حتى تزهق نفوسكم). ومن الأدلة على ذلك مضافاً إلى ما سلف وان كان فيه غنى وكفاية ما دل على إدماء الله كثيراً من أنبيائه لأجل أن يحصل لهم الفوز بدرجة المواساة للحسين (عليه السلام) فمن ذلك المروي في البحار والأنوار أنّ آدم (عليه السلام) لما انتهى في طوافه في الأرض إلى كربلاء عثر في الموضع الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) حتى سال الدم من رجله. وكذلك إبراهيم (عليه السلام) لما مرّ بها عثر فرسه فسقط وشج رأسه وسال دمه.


وكذلك موسى (عليه السلام) حين جاء كربلاء انخرق نعله وانقطع شراكه ودخل الحسك في رجليه وسال دمه. وكل هؤلاء لمّا ذعروا من ذلك وخشوا أن يكون ذلك لذنب حدث منهم أوحي الله إلى كل واحد منهم أن لا ذنب لك ولكن يقتل في هذه الأرض الحسين بن عليّ (عليهما السلام) وقد سال دمك موافقة لدمه. فان في هذا الإعثار والإدماء من الله لا عن ذنب والتعليل بكونه موافقة لدم الحسين دلالة جلية على جواز إدماء الإنسان نفسه مواساة له لان سيلان دمائهم مع كونه غير مقصود لهم إذا كان محبوباً لمجرد الموافقة في السيلان فالمقصود إسالته مواساة لهم أولى بالمحبوبية.


إن التأسي بالحسين مندوب إليه وقد رغب فيه الغلام الزكي يحيى بن زكريا والصادق الوعد إسماعيل وهذا لما سلخ قومه جلدة وجهه ورأسه قال لي أسوة بالحسين (عليه السلام) بل روي أن غنمه التي كانت ترعى في شاطئ الفرات لما امتنعت من ورود الماء وسألها عن سبب الامتناع قالت هذه المشرعة يقتل عليها الحسين (عليه السلام) فنحن لا نشرب مواساة له.. .. .).


وفي ص 46 و ص 47 و ص 48 و ص 49:


(السيد الميرزا محمّد حسن الشيرازي(22) نزيل سامراء وهو الذي انتهت إليه رئاسة الإمامية في عصره في جميع العالم وعدّ مجدداً للمذهب الجعفري على رأس القرن الثالث عشر كما إن الوحيد البهبهاني محمّد باقر بن محمّد اكمل مجدده في القرن الثاني عشر.. . قد كان أنفذ كلمة على عموم الشيعة ملوكها وسوقتها من كل سابق ولا حق. وقد يوجد اليوم في كل بلدة كثير ممن يعرف اشتهاره ونفوذه وكان مع علمه بوقوع الشبيه وخروج المواكب وما يحدث فيها من حوادث وبضرب القامات والسيوف في بلدان الشيعة في العراق وإيران وعدم وقوع الإنكار منه أصلاً تقام جميع الأعمال المشار إليها في سامراء محل إقامته نصب عينيه بلا إنكار. قد يظنّ الظانّ لأول وهلة أنه (قدس الله سره) لا يرى رجحان ذلك بالنظر إلى حال محيطه لأن جميع من في البلدة عدا النزلاء من غير الفرقة الجعفرية وفيها أخلاط من غير المسلمين وفي ذلك مجال الاستهزاء والسخرية وقد سألت كثيراً ممّن كان يقطن سامراء في أيامه فكان اقلهم مبالغة في تعظيمه لشأن المواكب والشبيه شيخنا المتقن المتفنن الشيخ محمّد جواد البلاغي النجفي وعنه أنقل ما يلي:


كان الشبيه يترتّب يوم العاشر في دار الميرزا (قدس سره) ثم يخرج للملأ مرتّباً، وكذلك موكب السيوف، كان أهله يضربون رؤسهم في داره ثم يخرجون وكانت أثمان أكفانهم تؤخذ منه، وما كان أفراد الشبيه سوى الفضلاء من أهل العلم لعدم معرفة غيرهم بنظمه في قول وفعل، وأما المواكب اللاطمة في الطرقات تتألف من أهل العلم وغيرهم.. .. .


إلى أن يقول (ره):




ودام هذا كله بجميع ما فيه إلى آخر أيام خلفه الصالح الورع الميرزا محمّد تقي الشيرازي(23) (قدس سره) وكان الشبيه يترتب أيضاً في داره ومنه تخرج المواكب وإليه تعود..).


ويستمر (ره) قائلاً:


(إن بعد عليك عهد الشيخ الأنصاري والسيد الشيرازي فهذا بالأمس الأفقه الأورع الشيخ محمّد طه نجف (قدس سره) يرى في النجف بل العراق جميع الأعمال المشار إليها وهو أقدر على المنع فلا يمنع. إنّ المواكب جميعاً حتى موكب القامات تدخل إلى داره وهي بتلك الهيئات المنكرة على ما يقول(24) وهو لا يحرك شفته بحرف من المنع بيد انه يلطم معهم ويبكي وهو واقف مكانه.


الشيخ المذكور يقيم مأتم الحسين (عليه السلام) في داره عصراً فتغصّ بالعلماء والصلحاء وأهل الدين وفي يوم معين من كل سنة يقع في المأتم نفسه تمثيل بعض وقائع الطف ولا منكر منه ولا منهم وهب انه لا يستطيع تعميم المنع لكنه يستطيع منع أن يصنع ذلك في داره أو أن تدخل المواكب داره.. .. .


وكذا العلاّمة المتقن المتبحّر السيد محمّد آل بحر العلوم الطباطبائي يقام في داره أعظم وأفخم مآتم النجف يحضره جميع أهل العلم ويقع فيه التمثيل الذي يقع في دار الشيخ زيادةً هذا غير كون الدار المذكور موئلاً لجميع المواكب، وبها تضرب أرباب السيوف رؤوسها من لدن أيام السيد على بحر العلوم أو قبله حتى اليوم ومنها تخرج إلى الشوارع والبيوت والجواد العمومية واليها تعود بلا إنكار ولا استيحاش.


إن بعد عليك هذا العهد القريب أيضاً فهذا المرحوم خاتمة الفقهاء السيد محمّد كاظم اليزدي الذي كانت له السلطة الروحانية الفذة على عموم الشيعة، كانت التمثيلات تقام نصب عينيه والمواكب تخترق الشوارع بين يديه ولم يؤثر عنه منع شيء من ذلك وهو بمكان من ثبات الرأي ونفوذ الكلمة.


إن رمت عهداً أقرب من هذا فليس هو إلا يومك الذي أنت فيه. انظر إلى علماء الجعفرية في كل مكان تجدهم وهاتيك الأعمال الحسينية كلاً أو بعضاً بمنظر منهم ومشهد لا ينبسون ببنت شفة من الإنكار مع إمكانه... وبما أن العراقيين منهم ابتلوا بالسؤال عن تلك الأعمال في هذه الأيام، ظهرت فتاواهم مطبوعة وغير مطبوعة وهي مفصلة ولم يكن من قبلها للإفتاء عين ولا أثر لعدم الحاجة إليه في موضوع ما كان يدور في الخلد أن يقع موقع سؤال وتشكيك. ولا شكّ أنّ الصحف السائرة والمنشورات الدائرة أقرأتك فتوى سيدنا وملاذنا حجة الإسلام ومرجع الخاص والعام العالم العامل الرباني السيد أبو الحسن الأصفهاني دام علاه المتضمنة لامضاء جميع التذكارات الحسينية على الإجمال... واليوم قد تمثلت أمام عينيك رسالتي هذه تطالع فيها الفتوى المفصلة التي جاد وأجاد بها بقية السلف من العلماء الأعلام شيخنا العلاّم آية الله في الأنام الميرزا محمّد حسين الغروي النائيني أدام الله فضله... وبما أنّ إفتائه سلّمه الله موجّه إلى المؤمنين عامة وأهل البصرة خاصة لأنّهم المستفتون فأنا أنشره بنصه فيما يلي: قال دام ظله: .. .. .).


إلى أن يقول (ره) في ص 51:


أما ما يقع في كربلاء أيام شريف العلماء أستاذ العلاّمة الأنصاري ثم في أيام الفاضل الأردكاني والشيخ زين العابدين المازندراني وفي الكاظمية أيام العلاّمة الأورع أبي ذر زمانه الشيخ محمّد حسن ياسين بل حتى أيام السيد محسن الأعرجي الكاظمي وفي الحلة منذ عهد العلاّمة الذي قلّ أن يأتي له الدهر بنظير السيد مهدي القزويني إلى الآن فإني لا أطيل بذكره لأنه يوجب الخروج عن وضع الرسالة.. .. .).





يتبع




من مواضيع : حيدر الحسناوي 0 العلـــــــــــــــــــــــــــم بالغيب
0 اسئلة وجوابها حول الامام المهدي
0 #### وظيفتنا في زمن الغيبة #########
0 دروس في التمهيد لظهور الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرج
0 القوانين المتبعة في القسم العقائدي للجميع / الرجاءالأطلاع

الصورة الرمزية حيدر الحسناوي
حيدر الحسناوي
عضو برونزي
رقم العضوية : 18236
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 879
بمعدل : 0.14 يوميا

حيدر الحسناوي غير متصل

 عرض البوم صور حيدر الحسناوي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : سني !! المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-07-2008 الساعة : 12:23 PM






ثانياً: الشعائر الحسينية(25)





للسيد الشهيد حسن الشيرازي (ره)


في ص 107 و ص 108 و ص 109:




(التطبير)






حشود من الفدائيين يتجمعون ليلة عاشوراء هنا وهناك في مراكز مهيبة قد جلّل جدرانها السوداء، واشتعلت في جوانبها الأنوار الخافتة الحمراء، فيحلقون رؤوسهم بالمواسي، ويلبسون الأكفان البيض قطعتين: إزار ورداء، ويشدون في أوساطهم السيوف ثم يخرجون في مواكب منظّمة، تتقدمها مشاعل حمراء، وتتقدم كل موكب جوقة من أصحاب الطبول والصنوج والأبواق فيقرعون الطبول والصنوج، وينفخون في الأبواق، بقوة وعنف، ويهتفون من الصميم: (حسين .. حيدر) بطور حربي، تزلزل الأرض، فتقشعر لها الجلود، وتنتصب لها كل شعرة في جلد كل من يسمعها من قريب أو بعيد. وتتجوّل المواكب أخريات الليل العاشر من المحرّم، بين مراكزها، والعتبات أو الأماكن المقدسة، الموجودة في بلادها، حتى إذا لاح الفجر، وأرتفع صوت لأذان خشعت الأصوات، فلا تسمع إلا همس المصلين. وإذا قرب طلوع الشمس تتجمّع المواكب من جديد، فتصك الطبول والصنوج، وتزعق الأبواق، ويهتفون: (حسين .. حيدر) وتزلزل الأرض وتقشعرّ الجلود، وينتصب كل شعرة في جلد من يسمعها من قريب أو بعيد. وتهبّ المدينة عن بكرة أبيها، على الطامة الكبرى، وتزدلف الحشود على جوانب الطرق التي تجوبها المواكب وتخرج المواكب من مراكزها وفي كربلاء المقدسة تخرج عادةً من مبنى المخيّم منسابةً إلى الأماكن المقدّسة التي تنفضّ فيها، ثم لا ترى إلاّ السيوف، التي تقطر الدم، والرؤوس المخضّبة، والأكفان الحمراء، والدموع التي تتحادر بلا استئذان، ولا تسمع سوى دوي الطبول والصنوج، وعربدة الأبواق، وأصوات الهاتفين: (حسين .. حيدر) وعويل النساء، ونشيج الرجال، وتنقلب المدينة كلها ملحمة هادئة حزينة، يختلط فيها الدمع بالدم، وتتمزّق القلوب أسفاً، على أنّها لم تدرك الحسين فتنصره ثم تسلّي نفسها بأنّها إن لم تدرك شخصه لتنصره، فقد أدركت تاريخه لتنصره فيه، وتواسيه في المصاب، وتقاسمه المأساة. ثم يتفرّق الناس وكل فرد بركان صغير، في صميمه النار، وفي قلبه ثورة وفي عقله عبر وعظات لا تمسح، لو عصف بها الدهر كله، وتصبّبت عليها البحار, وإنني أتصوّر أن الإمام الحسين (عليه السلام) لو بعث لوجد في هذه المواكب أنصاراً، إن لم يكونوا كثيرين فإنهم لا يكونوا أقل من الأنصار الذين يجدهم في غير هذه المواكب. وموكب التطبير، اقدر موكب على إعادة ثورة الحسين إلى الحياة، لأنّ فيها كل ما في الحرب: الطبول والصنوج، والأبواق والسيوف التي تقطر الدم، والرؤوس المخضبة، والأكفان الحمراء. والهيجة التي يحدثها موكب التطبير لا يحدثها أي خطيب ولا موكب، حتى موكب التمثيل، لأنّ موكب التمثيل، وان كان أدقّ في استعراض المأساة، إلا انّه تعوزه الواقعية، فكل من ينظر إليها يعلم أنها تمثيلية لا واقع فيها، بينما يكون موكب التطبير غنياً بالواقعية، فها هي تلك السيوف التي تقطر الدم، والرؤوس المخضّبة والأكفان الحمراء. وهذه الواقعية الملموسة، هي التي توفّق موكب التطبير لان يجلب الدموع الغزار، أكثر من غيره، ويركّز ثورة الحسين في الأعماق، أقوى من غيره. وأمّا جواز التطبير على الإمام الحسين (عليه السلام)، فهو جائز ذاتاً، ومستحب عرضاً، ولا يناقش فيه فقيه تأمّل وتدبّر، ولكن حيث وقعت حوله مناقشات بدوية نعمد فيه إلى شيء من التفصيل).


وبعد أن يورد الأدلة الكثيرة يقول (ره) في ص 129:


(إذن، فالتطبير مباح ذاتاً، ومستحبّ تأسياً بالحسين ومواساة له (عليه السلام)).


ويواصل كلامه (ره) في الصفحتين 129 و 130:


(وكل ما سبق، كان استدلالاً فقهياً على جواز التطبير، وهنالك دليل غير فقهي، لا يدل على جواز التطبير فحسب، ولا يدلّ على تقدير الإمام الحسين (عليه السلام) لكل من يتطبّر بغض النظر عن جميع خصوصياته فقط، وإنما يدل على وجود نوع من المعجزة فيه، فإنّ الضرب القاسي بالسيف المسلول على الرأس المحلوق، ونزول السيف حتى العظم لابد أن يقضي على الإنسان، كما يؤكّده الطب القديم والحديث، ونحن نرى ألوف المتطبرين يطبرون صباحاً، ثم يُنظّمون أنفسهم في مواكب، تطوف في كربلاء من المخيم إلى حرم الإمام الحسين، ومنه إلى حرم العباس، ثم تعود إلى حمام المخيم، وتطوف في بقية البلاد أكثر من مسافة ميل في لفح الصيف وعواصف الشتاء، وعندما يدخلون الحمام يغسلون رؤوسهم بلا مبالاة طبية، ثم يخرجون، ويشتركون في مواكب اللطم والسلاسل حتى الليل، ولا يصاب أحدهم بمكروه. ولئن سقط أحدهم حين الضرب، لكثرة نزف الدماء وتغلب الضعف عليه، فسرعان ما ينهض، ويواصل دوره في موكب التطبير، وبقية المواكب).


إلى أن يقول (ره) في ص 132:


(والواقع: إنّ وجود هذه المعجزة البيّنة، وفي موكب التطبير يكشف عن أنّ الإمام الحسين (عليه السلام)، يوليه عناية خاصة وكفاه دليلاً على الرجحان).






ثالثاً: نجاة الأمة في إقامة العزاء على الحسين والأئمة عليهم السلام





للسيد محمّد رضا الحسيني الحائري(26)


في ص 61 و ص 62 و ص 63:





الفائدة الرابعة




إنّ في هذه الأخبار(27) ما تدل على استحباب الجزع والفزع على الحسين(عليه السلام) واستحباب كل فعل يصدر من الجازع بعنوان العزاء كاللطم على الخدود والصدور وخمش الوجوه وان استلزم الإدماء فضلاً عن السواد والاحمرار بل وبلغ ما بلغ مما هو منهي عنه في مصيبة غير الحسين (عليه السلام) وفي الحديث عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام).


(رحم الله شيعتنا لقد شاركونا في المصيبة بطول الحزن والحسرة على مصاب الحسين (عليه السلام) وفيه دلالة واضحة على لزوم إقامة المجالس الحسينية والمواكب العزائية وإدامة الحزن على سيد الشهداء (عليه السلام) إلى يوم القيامة إن شاء الله تعالى).


ويستمرّ في كلامه حتى يقول في الفائدة السابعة:


(إنّ مقتضى هذه النصوص الشريفة استحباب البكاء على الأئمة وسيد الشهداء صلوات الله عليهم مطلقاً، أعني حتى لو استلزم البكاء قرح العين وجرحها وذهاب نورها بل وعماها.. ..).


وفي ص 100:


(وممّا ذكرناه لك في المقام يظهر لك بوضوح استحباب جرح الرؤوس بالمدى والسيوف حتى تسيل منها الدماء لأنه من أبرز مصاديق الجزع والفزع على المولى الغريب الشهيد أبي عبد الله الحسين روحي له الفداء، إذ لا فرق في اللطم والضرب باليد أو غيرها كالسيوف والسلاسل والحجارة ونحوها بل ويدلّ على ذلك ما عرفت من استحباب البكاء على سيد الشهداء حتى ما لو استلزم جرح العين وقرحها وعماها).


وفي ص 105 و ص 106:


(هذا وقد صرّح فقهاؤنا الأعلام أعلى الله مقامهم في دار السلام بجواز جرح الرؤوس قديماً وحديثاً، منهم سيّد فقهاء عصره السيّد حسين الكوهكمري (قده) حيث أجاب عن ذلك في السؤال الموجّه إليه في هذا الخصوص، ومنهم مؤسّس الحوزة العلمية(28) شيخ الفقهاء المحقّق سلمان زمانه الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي أعلى الله تعالى مقامه، كما حدّثني بذلك ولده العلامة الفقيه شيخنا المرتضى قدّس الله تعالى سرّه، وهو أيضاً ممن ارتضى كلام والده العلاّمة، كما صرّح لي بنفسه نفعنا قدسه. وصرّح باستحباب جرح الرؤوس، الفقيه الشيخ محمّد علي النخجواني (قده) في الدعاة الحسينية، بل قال بوجوبه الكفائي، كما صرّح بالاستحباب شيخنا العلاّمة الفقيه المجاهد الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء النجفي (قده) في كتابه (الآيات البينات)، والعلاّمة الدربندي في (أسرار الشهادة)، والعلاّمة الشيخ حسين الحلّي في رسالته (النقد النزيه)، وفتوى المحقّق النائيني (قده) في الجواز مشهورة وقد تابعه جلّ معاصريه وكلّ من أتى بعده، كالفقيه الأوحد السيد ميرزا عبد الهادي الشيرازي، والسيد ميرزا مهدي الشيرازي، والسيد حسين الحمامي، والسيد محسن الطباطبائي الحكيم، والسيد محمود الشاهرودي، والشيخ محمّد رضا آل ياسين، وغيرهم أعلى الله مقامهم، وهو بعنوان العزاء مستحب. ونقل العلاّمة المرحوم السيد مرتضى الداماد (قده) في كتابه (الأعلام الحسينية): تأييد مواكب التطبير عن العلاّمة المجدد السيد ميرزا محمّد حسن الشيرازي في سامراء، وقال: إنّ مواكب التطبير كانت تخرج من بيته الشريف في يوم عاشوراء، وإنّ أمثال الفقيه المحقق الشيخ محمّد تقي الشيرازي، والفاضل الشربياني، والفقيه السيد محمّد بحر العلوم صاحب (بلغة الفقيه)، والسيد حسين القزويني، والفقيه الزاهد الشيخ محمّد طه نجف، والفقيه الأصولي المتبحر الشيخ ميرزا حبيب الله الرشتي (قدس الله أسرارهم) كانوا يخرجون أمام مواكب أهل التطبير لاطمين على صدورهم ونقل العلاّمة الحائري الأصفهاني (قده) في رسالته الموضوعة حول هذا الموضوع: إنّ مواكب أهل التطبير كانت تخرج في النجف الأشرف من بيت المرحوم الفقيه السيد محمّد بحر العلوم وكانت هذه عادتهم من زمن جدّه العلاّمة السيد علي بحر العلوم صاحب (البرهان القاطع في الفقه).


وفي كربلاء المقدسة كانت تخرج من بيت المرحوم الشيخ زين العابدين المازندراني صاحب ذخيرة المعاد، ومن بيت المرحوم السيد محمّد باقر الحجّة الحائري آل صاحب الرياض، وأنه قد شاهد ما حكاه. وفي سامراء كان المتكفّل لمصارف الهيئات العزائية والباذل لنفقة المواكب الحسينية من شراء الأكفان وتهيئة السيوف والخناجر هو العلاّمة المجدد السيد ميرزا محمّد حسن الشيرازي (قده)، وكان ولده العلاّمة الحاج ميرزا علي أقا الشيرازي هو المباشر لذلك بأمر والده العلاّمة أعلى الله مقامه ومقامه).





رابعاً: عزادارى از ديدكاه مرجعيت شيعه(29)





للشيخ علي رباني(30)





هذا الكتاب باللغة الفارسية وهو يتضمّن فتاوى ما يقرب من مائتين وخمسين مرجعاً وفقيهاً من مراجع الأمة وفقهائها سواء من الماضين أو من المعاصرين، وكثير منها مثّبت في الكتاب بخطوط أيديهم. وكلّ هذا الزخم الوفير من الفتاوى يجمع على جواز بل استحباب الشعائر الحسينية بنحوٍ عام بما فيها التطبير الحسيني تصريحاً وتلميحاً.


فهل من معتبر؟!









يتبع






من مواضيع : حيدر الحسناوي 0 العلـــــــــــــــــــــــــــم بالغيب
0 اسئلة وجوابها حول الامام المهدي
0 #### وظيفتنا في زمن الغيبة #########
0 دروس في التمهيد لظهور الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرج
0 القوانين المتبعة في القسم العقائدي للجميع / الرجاءالأطلاع

الصورة الرمزية حيدر الحسناوي
حيدر الحسناوي
عضو برونزي
رقم العضوية : 18236
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 879
بمعدل : 0.14 يوميا

حيدر الحسناوي غير متصل

 عرض البوم صور حيدر الحسناوي

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : سني !! المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-07-2008 الساعة : 12:25 PM


بعيداً عن النقاش واستراحةً من الدليليّة والاستدلال
سلام على آل ياسين..
ذكر الشيخ محمّد مهدي زين العابدين النجفي في كتابه (بيان الأئمة(عليهم السلام)) ج 2 ص 461 و ص 462 ما نصّه:
(وبالمناسبة لما أتى ذكر آية الله العظمى الشيخ زين العابدين النجفي (قدّس سرّه) صاحب الكرامات. نذكر له هذه الكرامة عن بعض أهل العلم والفضل، قال: إنّ أهل إيران، وأذربيجان، وأهل قفقاسيا استفتوا علماء النجف الأشرف عن الطبول التي تضرب في عزاء الحسين (عليه السلام)، وعن ضرب السيوف والقامات، والتشبيه، وغيرها.. وأنّها جائزة أو حرام؟
وكتبوا ذلك في كتب متعدّدة، كلّ كتب إلى مقلّده، وأرسلت مع وفدٍ إلى النجف، وقرّروا على أنهم إن أخذوا أجوبة الفتاوى توضع في ظرف وتختم ولا تفتح إلاّ في مسجد الشاه المعروف(1) بمسجد الإمام الخميني - مدّ ظلّه العالي - في طهران، وتقرأ على المجتمع من أهل البلاد ليعرف كل حكم مقلّده. وكان ذلك في زمن السيد آية الله العظمى صاحب العروة(2)، فرجع الوفد بالأجوبة، وأخبروا الناس بالحضور في يومٍ معيّن، فحضروا في مسجد الشاه، فقرأت الفتاوى عليهم، فكان كلّ قد أجاب بجواب، فبعض قال: بحرمة هذه الأشياء، وبعض فصّل وبالأخص إلى ضرب السيوف والقامات، قال: إن كان فيه ضرر فلا يجوز وهو حرام، وان لم يكن فيه ضرر فهو جائز، وبعض قال: بالجواز، إلى أن فتح الكتاب الذي فيه فتوى المرحوم آية الله الشيخ زين العابدين (قدّس سرّه) فكان فيه:
بسمه تعالى شأنه
إنّي كنت متوقّفاً في هذه المسألة ومتردداً فيها، فلا أدري هل أفتي بالجواز أم أفتي بالحرمة؟ فذهبت إلى مسجد السهلة ووصلت بخدمة سيدي ومولاي الحجّة بن الحسن صلوات الله عليه، وعرضت المسألة عليه وسألته عنها، فأفتاني بالجواز، وأنا أفتي كما أفتى سيدي ومولاي بالجواز والسلام.
فلمّا سمع المجتمع الفقير هذه الفتوى قالوا: لا حاجة لنا بتلك الفتاوى الأخرى، وهذه تكفينا.
تم الكلام


من مواضيع : حيدر الحسناوي 0 العلـــــــــــــــــــــــــــم بالغيب
0 اسئلة وجوابها حول الامام المهدي
0 #### وظيفتنا في زمن الغيبة #########
0 دروس في التمهيد لظهور الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرج
0 القوانين المتبعة في القسم العقائدي للجميع / الرجاءالأطلاع
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:53 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية