[عبد المحسن الباوي]

يعرض القرآن الكريم حوارية الملكة بلقيس مع مستشاريها وأهل الحل والعقد في حاشيتها والتي استشارتهم في أمر محاربة النبي سليمان-ع- فكان من ردهم ماهو معروف للجميع حيث تكلموا بمنطق القوة الفارغة والغرور بكثرة العدد والعدة فما كان من جوابها الا أن قالت(ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اهلها اذلة وكذلك يفعلون) وهذا جواب غاية في الحكمة ورجاحة العقل فرحم الله امرءأ عرف قدر نفسه واستوعب حجمه الحقيقي ومدى قابليته ولم يغتر بمظاهر القوة الفارغة والامثلة على ذلك كثيرة ولعل اقربها للاذهان تهورات الطاغية صدام في حروبه العبثية التي جرت الويلات على شعب العراق الجريح والذي كان ومازال يأن من وطأتها وآخرها تعامله الغبي في الحرب الخاسرة مع أمريكا وليته وأنى له ذلك كان يملك ولو1% من حكمة بلقيس التي استكشفت نفسية وتوجهات النبي سليمان-ع- قبل خوض غمار الحرب معه وذلك في حادثة الهدية التي يحدثنا القرآن الكريم عنها وبعد أن تيقنت أنه ليس من أهل المطامع الدنيوية الزائلة عرفت أن لاشيء يكسر قوته وأذعنت له واسلمت لرب العزة تبارك وتعالى على يد النبي سليمان-ع-