لا علاقة بين الأمرين , فانّ الرضا بتقدير الله عزوجل وقضائه لا يتنافى مع البكاء والرثاء على الميّت , لانّ البكاء في هذا المقام هو إظهار الحزن على فقد الأحبة مثلاً , وهذا أمر مسوغ , بل مرغوب ومستحسن , إذ فيه تفريغ الهمّ والغمّ وتكريم الميّت وتجديد العهد معه وغيرها من الآداب والشعائر الحسنة والمقبولة عند العقلاء .
وحتى أنّ الرسول (ص) وفي تأبين إبنه إبراهيم (ع) قال : (( تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الربّ , وإنّا بك يا ابراهيم لمحزونون )) [ الكافي 3/72 , وعنه في البحار 22/157 ] .
ثم إن كان البكاء وإظهار الحزن على مصاب المعصومين (ع) , فهو في الواقع ـ مضافاً إلى ما ذكر ـ تعظيم الشعائر الدينية وتشييد أركان المذهب والافصاح عن الولاء لهم , وبالنتيجة فهو في الحقيقة تأييد وتبليغ للعقيدة , لا مجرّد مسألة عاطفيّة .
ودمتم في رعاية الله