|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 23980
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 1
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
إلى أبي تراب
بتاريخ : 21-10-2008 الساعة : 04:02 PM
للمرحوم الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله تعالى :
غـالــى يــســار واسـتـخــف يـمـيــن
بـــك يــــا لـكـنـهـك لا يــكــاد يـبـيــن
تجـفـى وتـعـبـد و الضـغـائـن تغـتـلـي
والــدهــر يـقــســو تـــــارة ويـلــيــن
وتـظـل أنـــت كـمــا عـهـدتـك نـغـمـة
لــــلآن لــــم يــرقــى لــهــا تـلـحـيـن
فـرأيـت أن أرويــك مـحـض روايـــة
لــلــنــاس لا صــــــور ولا تلــويــن
فــلا أنـــت أروع إذ تـكــون مـجــرداً
ولــقـــد يــضـــر بـــرائـــع تـثـمــيــن
ولقـد يضيـق الشكـل عـن مضمـونـه
ويضـيـع داخــل شـكـلـه المـضـمـون
إنــــي أتـيــتــك أجـتـلـيــك وأبـتــغــي
وِرداً فـعــنــدك لـلـعـطــاش مــعــيــن
وأغـض مـن طرفـي أمــام شـوامـخ
وقــــع الــزمــان وأســهــن مـتـيــن
وأراك أكـبــر مـــن حـديــث خـلافــة
يـسـتـامـهـا مـــــروان أو هـــــارون
لــك بالنـفـوس إمـامـة فيـهـون لـــو
عصـفـت بــك الـشـورى أو التعيـيـن
فــــدع الـمـعــاول تـزبـئــر قــســـاوةً
وضــــــراوةً إن الــبــنــاء مــتــيـــن
أأبــــا تـــــراب ولـلــتــراب تـفــاخــر
إن كــان مــن أمشـاجـه لـــك طـيــن
والنـاس مــن هــذا الـتـراب وكلـهـم
فـــي أصـلــه حــمــأ بــــه مـسـنــون
لـكــن مـــن هـــذا الـتــراب حـوافــر
ومـــن الـتــراب حـواجــب وعـيــون
فــإذا استـطـال بــك الـتـراب فـعــاذر
فـلأنـت مـــن هـــذا الـتــراب جـبـيـن
ولئن رجعـت إلـى التـراب فلـم تمـت
فالـجـذر لـيـس يـمـوت وهــو دفـيــن
لـكـنــه يـنـمــوا ويـفــتــرع الــثـــرى
وتـــرف مـنــه بــراعــم وغــصــون
بالأمس عدت وأنت أكبر مـا احتـوى
وعــي وأضـخـم مــا تـخــال ظـنــون
فسألـت ذهنـي عنـك هـل هـو واهــم
فــيـــمـــا روى أم أن ذاك يـــقـــيـــن
وهـل الـذي ربـى أبـي ورضعـت مـن
أمـــــي بــكـــل تـراثــهــا مـــأمـــون
أم أنـــه بــعــد الــمــدى فتـضـخـمـت
صـــور وتــخــدع بالـبـعـيـد عــيــون
أم أن ذلــــك حــاجــة الـدنـيــا إلــــى
مـتـكـامـل يـهــفــو لـــــه الـتـكـويــن
فطلـبـت مــن ذهـنـي يمـيـط سـتـائـراً
لــعــب الـغـلــو بــهــا أو الـتـهـويــن
حـتـى انتـهـى وعـيـي إلـيـك مـجـردا
مـــا قـــاده الـمــوروث والـمـخـزون
فــإذا المبـالـغ فــي عـــلاك مـقـصـر
وإذا الـمـبـذر فــــي ثــنــاك ضـنـيــن
وإذا بــــك الـعـمــلاق دون عـيــانــه
مـــا قـــد روى الـتـاريـخ والـتـدويـن
وإذا الذي لك بالنفـوس مـن الصـدى
نـــــزر وإنـــــك بـــالأشـــد قــمــيــن
أأبــا الحـسـيـن وتـلــك أروع كـنـيـة
وكــلاكــمــا بـالـرائــعــات قــمــيـــن
لـك فـي خيـال الـدهـر أي رؤى لـهـا
يــروي الـسـنـا ويـتـرجـم النـسـريـن
هــن الـسـوابـق شـزبــا وبشـوطـهـا
مــا نــال منـهـا الـوهـن والتـوهـيـن
والـشـوط ممـلـكـة الأصـيــل وإنـمــا
يــؤذي الأصـائـل أن يـسـود هـجـيـن
فـسـمـا زمـــان أنـــت فـــي أبــعــاده
وعـــلا مـكــان أنـــت فــيــه مـكـيــن
آلاؤك الـبـيـضــاء طــوقـــت الــدنـــا
فلـهـا عـلــى ذمـــم الـزمــان ديـــون
فـــق مـــن الأبـكــار كــــل نـجـومــه
مـــا فـيــه حـتــى بالـتـصـور عـــون
في الحرب أنت المستحـم مـن الدمـا
والـسـلـم أنـــت الـتـيــن والـزيـتــون
والصبـح أنـت عـلـى المنـابـر نغـمـة
واللـيـل فــي المـحـراب أنــت أنـيــن
تـكـسـوا وأنـــت قطـيـفـة مـرقـوعــة
وتـمـوت مــن جــوع وأنـــت بـطـيـن
وتـــرق حـتــى قـيــل فـيــك دعــابــة
وتــفـــح حــتـــى يـــفـــزع الـتـنــيــن
خــلـــق أقـــــل نـعــوتــه وصـفــاتــه
أن الـــجـــلال بـمــثــلــه مـــقــــرون
مـا عـدت ألـحـو فــي هـــواك متـيـمـا
وصـفـاتـك البـيـضـاء حـــور عــيــن
فبـحـيـث تجـتـمـع الـــورود فـراشــة
وبـحـيـث لـيـلــى يــوجــد الـمـجـنـون
وإذا سـئـلــت العـاشـقـيـن فـعـنـدهـم
فــيــمــا رووه مـــبـــرر مـــــــوزون
قـسـمـا بـسـحـر رؤاك وهـــي إلـيــة
مـــا مـثـلـهـا فـيـمــا أخــــال يـمـيــن
لو رمت تحرق عاشقيك لما ارعووا
ولقـد فعلـت فمـا ارعــوى المفـتـون
وعذرتـهـم فـلـذى محـاريـب الـهـوى
صـرعــى وديـــن مـغـلـق ورهــــون
والعيش دون العشق أو لذع الهـوى
عــيــش يـلــيــق بـمـثـلــه الـتـأبـيــن
ولقـد عشقتـك واحتفـت بـك أضلـعـي
جــمــرا وتــــاه بـجـمــره الـكــانــون
وفــداء جـمـرك إن نـفـسـي عـنـدهـا
تــــوق إلــــى لـذعــاتــه وســكـــون
ورجـعــت أعـــذر شانـئـيـك بفعـلـهـم
فمـتـى التـقـى الـمـذبـوح والسـكـيـن
بــــدر وأحــــد والــهــراس وخـيـبــر
والــنــهــروان ومـثـلــهــا صــفــيــن
رأس يـطـيـح بــهــا ويــنــدر كــاهــل
ويـــــد تــجـــذ ويــجـــذع الـعـرنـيــن
هـذا رصـيـدك بالنـفـوس فـمـا تــرى
أيـحــبــك الـمــذبــوح والـمـطــعــون
ومـــن الـبـداهـة والــديــون ثـقـيـلـة
فـــي أن يـقـاضــى دائــــن ومــديــن
حـقــد إلـــى حـســد وخـســة مـعــدن
مـطــرت عـلـيــك وكـلـهــن هــتــون
رامـــوا بـهــا أن يـدفـنـوك فهـالـهـم
أن عـــاد سعـيـهـم هــــو الـمـدفــون
وتـوهـمـوا أن يـغـرقــوك بشـتـمـهـم
أتـخـاف مــن غــرق وأنــت سـفـيـن
ستـظـل تحـسـبـك الـكـواكـب كـوكـبـا
ويـهـز سـمـع الـدهــر مـنــك رنـيــن
وتعـيـش مــن بـعــد الـخـلـود دلالـــةً
فـي أن مــا تـهـوى السـمـاء يـكـون
|
|
|
|
|