ها هي الزخرفات تنادي الشعر الظمان ليرتوي من عذب ظلم الليالي.. ويرنو الشهب الثاقب بعد أن قطعته شوكة العياء.. يخبط في الظلام عند شواطىء الأيام.. ويحيك غزل الخيوط من آهات السامعين لما يجري لعروس البحار التي قد ارتدت في أمسية الصمت ردائها الأخضر البراق.. ومنها كدوح السنين خلف أسارير الكثبان.. تسمع نبضات الخوف والفزع.. وبكاء الطفل البريء فتهتز أنفاسها هزاً.. وتبقى عالقة في الذهن .. لا يعالجها هدير الحمام.. ولا أساطير السعادة التي قد باتت في الهواجر.. تنبش في مخلفات الدهور عن قلب قد انشغف بحب عالم يمضي كما تمضي الطيور الباحثة عن شعلة الأضواءِ... ترادفت وتعاقبت عواقب الآلام والأدواء.. والياسمين قد رصعت بنجومها كلمات من صدى الجروح.. تحمل بين طرفا ضلوعها اللوم والتوبيخ لشعب الشعوب النائم على أسرتي الأزهار.. تراقص النسر الجريح عند الشاطىء الغافي طرباً على أنغام الجروح.. ودموع عينية تبكي كما يبكي الهارب من صواعق الذئاب.. ليسقط صريعاً بعد ذا عند رمال النهار المتكحلة من الأهاضيب العابسة.. الساقطة من جفونها لآلآل الدماءِ.. لمصاب نهري دجلة والفرات.. دجلة المشتاق شوق الإبن لمعاني السلامة.. والفرات شديد الشوق للإمان والهدوءِ.. سئمت سواطع النجوم في تلك الظلمات التي قد عطت لسان الصدق عن إنشاد نشيد الحق الثابتِ.. لن أتوقف برهة.. ولن أسير في بحار اليائس.. بل سلأسطر بنقوش الحناء تعبر بين نسيمها عن احاسيس قد ترعرت بترعرع جرح الوجدان.. ذلك الوجدان الذي دمي ولم ترحمه عواصف الأنام.. سأكتب عن ذلك الطفل الذي مزقت جسمه صواريخ الكفر والجبروتِ.. قد لمحتهُ طرف عيني التي قالت آه على ما جرى عليك بُني .. ويملأ الجدران ضجيج قد خدشتها أصابع الفجر الذي غاب عنهُ شعاع الشمس .. وغطى الضباب أصيص النور المنبعث من جوف الثرى... آه بُني أهم لأضمك إلى صدري.. وأداوي جروحك ببسلم الصوت الألهي المنبعث من منارة الحق والخشوع للمولى الذي خلق السموات والأرض.. الصوت الإلهي الذي قد علاء علو الجبال الشاخصة من منارة مشهد أميري.. ابن عم الرسولِ.. وزوج البتول علي عليه السلام.. بركان المقاومة قد تفجر ليمحوا بحق شهيد كربلاء آثار عدو الحياة.. ومسفك الدماء.. نعم العدو الذي يفرح ويقهق بصوته المفزع ضحكات ستعود عليه بشعائر من الندم.. اقترفتهُ يداه.. لا أستطيع التوقف في هذه اللحظات عن كتابة حكاية من حواكي الشجاعة والثبور.. حكاية الشعب الصابر المقتدي بسيدته أم المصائب زينب سلام الله عليها......