:.بعد ان قضى زوار سيد الشهداء عليه السلام ليلة عاشوراء بالصلاة والدعاء ومراسيم الاحياء والى صباح يوم عاشوراء استمع المؤمنون وبقلوب حزينة وعيون دامعة كئيبة الى المقتل الكامل لقصة واقعة الطف الدامية ومن ثم تلاوة زيارة عاشوراء سيد الشهداء وبعد اداء صلاتي الظهر والعصر في الصحن الحسيني الشريف توجه الزائرون الى المخيم الحسيني الشريف للمشاركة في احياء ذكرى حرق خيام العترة الطاهرة من قبل طغاة بني امية وازلام ابن سعد وعبيد الله بن زياد، لينطلق المؤمنون بعد ذلك جهة قضاء طويريج للمشاركة في العزاء المليوني الشهير بـ (ركضة طويريج) مرددين هتافات الولاء للدين الحنيف والعترة الطاهرة والسنة المحمدية سائرين على نهج الامام الحسين عليه السلام ومبادئة السامية.
ومن الجدير بالذكر ان عزاء طويريج ينطلق من منطقة قنطرة السلام متوجهاً وعلى دفعات كبيرة عبر شارع الجمهورية قاصداً العتبة الحسينية الشريفة ومن ثم عبر ساحة ما بين الحرمين الشريفين ليختم مسيره عند القبر الطاهر لأبي الفضل العباس عليه السلام.
وهو عرف دأب على احياءه اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام كشعيرة من شعائر عاشوراء الامام الحسين عليه السلام ومن خلاله يعبّرون عن وحدة الهدف والمبدأ المجتمع في سيد شباب أهل الجنة عليهم السلام.
وفي مساء يوم العاشر من محرم أي ليلة الحادي عشر من محرم الحرام يتوجه المؤمنون الى المخيم الحسيني الشريف حاملين الشموع ومرددين كلمات الحزن والحسرة على ما حل بآل الرسول في كربلاء ومذكرين بان حرم رسول الله صلى الله عليه وآله في ليلة الوحشة بعد أن قتل الإمام الحسين عليه السلام وأولاده وأخوانه وأصحابه بقوا أيتاماً غرباء نالهم من الفزع من معسكر ابن زياد ما نالهم، وهم إذ يشعلون الشموع كتعبير عن مؤانستهم لآل الرسول صلى الله عليه وآله في ليلة الوحشة فعسى أن يكونوا مصداقاً مطبقاً لقوله تعالى: (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى).