بالله عليك - أيها القارئ - هل سمعت أو قرأت في تاريخ عظماء الدنيا - من أنبياء وملوك ووزراء وسلاطين - أن بنتاً تزف إلى دار زوجها، وسيِّد الأنبياء يسوق بغلتها؟
نعم، لقد اشترك أهل السماء مع أهل الأرض في زفاف الإنسية الحوراء فقد روى الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد ج5 ص7) والحمويني في (درر السمطين) والذهبي في (ميزان الاعتدال) والعسقلاني في (لسان الميزان) والقرماني في (أخبار الدول) والقندوزي في (ينابيع المودة) عن ابن عباس أنه قال:
لمّا زفت فاطمة إلى علي كان النبي (صلى الله عليه وآله) قُدامها، وجبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك خلفها، يسبّحون الله ويقدّسونه حتى طلع الفجر.
وهكذا اجتمع رجالات بني هاشم يمشون في موكب السيدة. وأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بنات عبد المطلب (عماته) ونساء المهاجرين والأنصار أن يرافقن فاطمة في تلك المسيرة وكانت زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله) يمشين قُدَّامها، ويرجزن فكانت أم سلمة تقول:
سِرنَ بعــــــون الله جاراتــي واشكــــرنه فــي كل حالات
واذكرن مـن أنعم رب العــلى من كشف مكـــــروه وآفات
فقد هدانا بــــــعد كــفر، وقد أنعشــــنا ربّ السمـــــاوات
وسرن مع خير نساء الورى تُفدى بعــــــمَّاتٍ وخــــالات
يا بنت من فضـــله ذو العلى بالوحي مــــــنه والرسالات
ثم قالت عائشة:
يا نســــــوة استــــــــترن بالمعاجز واذكـــــرن ما يحسن في المحاضر
واذكرن ربِّ الــــــناس إذ يخـــصنا بديــــــنه مــــــع كـــــل عبد شاكر
والحمد لله عــــــلى أفـــــــــــضاله والشــــــكر لله العـــــــزيز القـــادر
سرن بها فالله أعــــــطى ذكـــــرها وخصّها مـــــــنه بطــــــــهر طاهر
ثم قالت حفصة:
فاطــــــمة خير نساء الـبشر ومــن لــها وجه كوجه القمر
فضَّلك الله علــى كل الـورى بفــضل مــن خصَّ بآي الزمَّر
زوَّجــك الله فتــــــىً فاضـلاً أعني علياً خير من في الحضر
فَســــــرن جـاراتي بها إنـها كريـــــمة بــنت عظيم الخطر
ثم قالت معاذة أم سعد بن معاذ:
أقول قـــــولاً فـــــيه ما فيه وأذكــــــر الخـــــير وأبديه
محمد خــــــير بــــــني آدم ما فيه مــــــــن كبرٍ ولا تيه
بفضله عــــــرَّفنا رشــــدنا فالله بالخــــــــير يجــــــازيه
ونحن مع بــنت نبي الهدى ذي شرف قـــــــد مكنت فيه
في ذروة شامـــــخة أصلها فما أرى شـــــيئاً يــــــدانيه
وكانت النسوة يرجّعن أول بيت من كل رجز، ودخلن الدار، ثم أنفذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي ودعاه ثم دعا فاطمة فأخذ يدها ووضعها في يد علي وقال: بارك الله في ابنة رسول الله.
يا علي! هذه فاطمة وديعتي عندك!
يا علي! نعم الزوجة فاطمة!
ويا فاطمة! نعم البعل علي!!
اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في سبيلهما، اللهم إنهما أحب خلقك إلي فأحبهما، واجعل عليهما منك حافظاً، وإني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم.
ثم دعا بماءٍ فأخذ منه جرعة فتمضمض بها، ثم مجها في القعب، ثم صبّها على رأس فاطمة وعلى صدرها وبين كتفيها ثم دعا علياً فصنع به كما صنع بها.
وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) النساء بالخروج فخرجن، وبقيت أسماء بنت عميس، فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يخرج رأى سواداً فقال: من أنت؟ قالت: أسماء بنت عميس! قال: ألم آمرك أن تخرجي؟ قالت: بلى يا رسول الله! فداك أبي وأمي، وما قصدت خلافك، ولكني أعطيت خديجة عهداً - وحدثَتْه - فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ هاجت عواطفه من حديث خديجة، وإنها كانت تتفكر حول تلك الليلة، وأن فاطمة - الليلة - منكسرة القلب.
فقال لها: بالله لهذا وقفت؟ قالت أسماء: نعم، والله! فقال (صلى الله عليه وآله): يا أسماء، قضى الله لك حوائج الدنيا والآخرة.
الأقَوالُ حَوْلَ سَنَةِ زَوَاجهَا
اختلف المؤرخون والمحدثون في تاريخ سنة زواج السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فقد روى السيد ابن طاووس في الإقبال بإسناده إلى الشيخ المفيد: إن زواجها كان ليلة إحدى وعشرين من المحرم سنة ثلاث من الهجرة.
وفي المصباح: في أول يوم من ذي الحجة، وروي أنه كان يوم السادس منه.
وفي الأمالي: أن زواجها كان بعد وفاة رقية زوجة عثمان بستة عشر يوماً وذلك بعد رجوعه من بدر، وذلك لأيام خلت من شوال.
3. لماذا سمية الزهراء ؟
الزّهرَاء
في العاشر من البحار عن أمالي الصدوق (عليه الرحمة) عن ابن عباس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي وهي روحي التي بين جنبيّ، وهي الحوراء الإنسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها (جل جلاله) زهر نورها لملائكة السماوات كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض.
وبهذا الحديث اتضح لنا سبب تسميتها (عليها السلام) الزهراء، وهناك أحاديث أخرى بهذا المضمون، وإنها كانت تتمتع بوجه مشرق مستنير زاهر، وفيما ذكرنا كفاية.
ولسيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) أسماء غير التي مرّت عليك وكل اسم يدل على فضيلة ومزية امتازت بها السيدة الزهراء منها: البتول، العذراء الحانية (من الحنان) بسبب كثرة حنانها على أولادها، وكنيتها، أم أبيها، وهي من أفضل كناها.
يا أخي محمد السواحره إذا أردت أن تعرف المزيدة عن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها صلوات الله ، يمكن أن تستعين بكتاب (( فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد )) للمؤلف : السيد محمدكاظم القزويني رحمه الله ، فإنه كتاب مفيد جداً و يمكنك من خلاله التعرف على الكثير من حياة فاطمة الزهرا عليها صلوات الله
إليك هذا الموقع يمكنك من خلاله أن تطلع على هذا الكتاب http://www.alfrkaden.com/islamic/pla...catsmktba=1246
أذهب إلى كلمة للحفظ الموجود للأسفل ثم أضغط عليها ثم أحفظ المكتاب