اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hors
[ مشاهدة المشاركة ]
|
على الرغم من أني لا أتفق مع حذف بعض المداخلات خاصة وأنها وصلت بنا في النهاية الى نتيجة رائعة وهي أتفاق سنة وشيعة على وجود خطأ قد حدث من السيدة عائشة ومعاوية وهي نقطة هامة يجب أن يعترف بها جميع المسلمين وليس الشيعة فقط
ولكن وبما أننا نلتزم بما يقرره المراقبون احتراما لهم وتقديرا لما بدأناه أعاود تكرار بعض الأسئلة على أخي حيدرة المنوط بالرد عليها
وقبل أن أسأل فهذه ليست أسألة مقصود منها الإتهام لأحد على قدر ما هو مطلوب منها أن أتعرف على الحقائق من أهلها دون اللف أو الدوران والبحث عند الوهابية أو غيرهم عن حقائق لن يقولوها عن الشيعة
ولذلك دعوني أبدأ أولا بما أختلف فيه مع أخواني الشيعة لأن ما أتفق فيه معهم كثير جدا
|
الســـــــــــــلام على الجميع
أخي الطيب ...
الواضح من أسئلتك كلها هنا هو تكرار المئات من المواضيع التي طرحت وتم النقاش فيها والحوار في تفاصيلها ...، ولقد مللنا من التكرار لمثلها كثيراً حتى أننا أستيقنا إننا فقط ندور في حلقات مفرغة إما مع أخوة لنا مسالمين فيها أو أننا مع جماعة تحب الجدال فقط لأجل الجدال ولتسجيل العداء على هذه الطائفة التي ظلمت ولا تزال تُظلم من كل من تمكن من النيل منها فكرياً ومادياً بكل ما أوتيت من قوة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ....
وأسمح لي أولاً أن أبدا بالإجابة على ما تفضلت به أعلاه من استفسارات وشبهات - أكل الدهر عليها وشرب - واحداً تلو الآخر تباعاً والله المستعان
... رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي ...
يامقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك ما أحييتني
------------------------------
أولا :
اقتباس :
|
قضية المعصومية لأهل بيت النبي جميعا ولبعض علماء الشيعة هل يوجد لها دليل من سنة رسول الله أو من القرأن ؟
|
أخي الطيب ...
أمر العصمة والمعصومين أمر صعب المنال من قبل من لم يؤمن بالولاية لهم عليهم الصلاة والسلام ، وليس من المعقول أن نثبت للمخالف لهذه العقيدة أمر العصمة لعقل ومعقد بأنهم -المعصومين- في الأصل لا فضل ولا ولاية لهم من الله تعالى على باقي خلقه وانهم ليسوا سوى بشر مثلنا مثلهم في مجموع دينم ودينهم وتقاهم سوى أنه من عترة خاتم الرسل فقط ومن القربى .....
ولكن يظل لنا أدلتنا وحقائقنا بأنهم وجدهم المصطفى صلوات الله عليهم أجمعين معصومون مطهرون لا يأتيهم الباطل من بينأيديهم ولا من خلفهم ولا من بين أيديهم وهذا الأمر أمر عقلي قبل أن يكون أمر وحقيقة تشريعية تكوينية من الله تعالى لهم خاصة لأستحقاقهم لهذه الرتبة الشريفة ...
وأعلم أولاً يا طــــــــــيب ...
إن « العصمة » حالة معنوّية توجد بفضل الله ولطفه تحفظه من المعصية والخطأ والسهو والنسيان ، ولولا هذه الحالة فيه لما أمكن كونه حجةً بين الله والعباد ، وكونه اُسوة وقدوةً لهم في جميع أفعاله وتروكه وما أمر الله سبحانه وتعالى بامتثال أوامره ونواهيه إطاعةً مطلقةً . والأدلّة من الكتاب والسنّة والعقل على العصمة وضرورة وجودها في الأئمة كثيرة .
وأعلم العصمة الالهية للأنبياء والأوصياء عليهم السلام لا تجعلهم مسيرين مسلوبي الاختيار . وخذ مثلاً من شخص عاقل مستقيم الفكر والسلوك والايمان : فإنه يستحيل عليه مثلاً أن يقف في الشارع ويسب ويشتم المارين ، أو يرتكب بعض الأعمال المنافية للحشمة ، كأن يلبس لباس امرأة ويتزين ويخرج الى الشارع ! فهو معصوم عن هذه الأعمال لرجحان عقله وإيمانه ، مع أنه يستطيع أن يفعلها !
والنبي والامام معصوم عن كل المعاصي بلطف ربه وباختياره ، فهو يستطيع أن يفعلها ولكن من المستحيل أن يفعلها .
سئل الامام الصادق عليه السلام عن المعصوم فقال : ( المعصوم هو الممتنع بالله عن جميع محارم الله ) .
ومن الادلة على عصمتهم ( عليهم السلام ) من القرآن الكريم كثيرة نذكر اهمها :
(1) قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) . الاحزاب 33 .
هذه الآية نزلت في اصحاب الكساء وهم : رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين ـ صلوات الله عليهم اجمعين ـ وعلى هذا تواترت روايات كثيرة من السنة والشيعة . واذا أردت الوقوف على ما ندّعيه ، فعليك بمراجعة كتاب : ( البرهان في تفسير القرآن ) 3 / 209
وممن ذكر نزول هذه الآية المباركة في أهل البيت (عليهم السلام) من أهل السنة :
1 ـ الطبري / جامع البيان 22 / 6 .
2 ـ الحاكم الحسكاني / شواهد التنزيل 2 / 36 .
3 ـ ابن كثير / تفسير القرآن العظيم 3 / 458 .
4 ـ الحمويني / فرائد السمطين 1 / 376 .
5 ـ ابن حجر / الصواعق المحرقة ص80 .
6 ـ البلاذري / انساب الاشراف 2 / 104 .
7 ـ السيوطي / الدر المنثور 5 / 198 .
8 ـ الحاكم النيسابوري / المستدرك على الصحيحين 2 / 416 .
9 ـ ابن عساكر / تاريخ مدينة دمشق 1 / 250 .
وغيرهم من علماء السنة .
وهذه الآية صريحة في عصمة اصحاب الكساء بدليل اذهاب الرجس عنهم والتطهير لهم على الاطلاق .
(2) قوله تعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) ، آل عمران 61 .
وهذه الآية الشريفة نزلت في حق النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين ـ صلوات الله عليهم اجمعين ـ بإجماع علماء الفريقين ، لاحظ :
1 ـ البرهان في تفسير القرآن 1 / 286 .
2 ـ النيسابوري في صحيحه 7 / 120 .
3 ـ الطبري / جامع البيان 3 / 192 .
4 ـ مسند احمد 1 / 185 .
5 ـ الجصّاص / أحكام القرآن 2 / 16 .
6 ـ الاصبهاني / دلائل النبوة ص297 .
7 ـ الواحدي النيسابوري / اسباب النزول ص74 .
8 ـ الزمخشري / الكشّاف 1 / 193 .
9 ـ الرازي / التفسير الكبير 8 / 85 .
10 ـ ابن أثير / اُسد الغابة 4 / 25 .
وآخرون من العلماء .
حيت جعلت علياً (عليه السلام) نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والرسول معصوم بالاتفاق ، اذن علي كذلك .
(3) قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم…) ، النساء 59 .
المرا د من اولي الامر في الآية الشريفة هم الائمة الإثنا عشر من آل محمد ـ صلوات الله عليهم اجمعين ـ للروايات الكثيرة المروية عن ائمة أهل البيت (عليهم السلام) والمذكورة في عدة كتب منها كتاب : ( البرهان في تفسير القرآن ) 1 / 381.
وهذه الاية دلت على عصمة اولي الامر بدليل ان طاعتهم مقرونة بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله (ص) . والطاعة لا تكون إلا لذوي العصمة والطهارة .
وقد ذكر جمهرة من علماء أهل السنة نزول هذه الآية المباركة في شأن الامام علي (ع) ، وان المقصود من اولي الامر هو علي بن ابي طالب (ع) ، منهم :
1 ـ الحسكاني / شواهد التنزيل 1 / 149 .
2 ـ ابي حيّان الاندلسي / تفسير البحر المحيط 3 / 278 .
3 ـ الكشفي الترمذي / مناقب المرتضوية / 56 .
4 ـ القندوزي / ينابيع المودة : 116 .
وأما الآيات الاخرى الدالة على عصمتهم ، فنذكر لك ارقامها ، وللوقوف على الحقيقة والواقع راجع كتاب : (عمدة النظر) للسيد هاشم البحراني وكتب التفاسير الشيعيّة :
4 ـ التوبة 119 .
5 ـ المائدة 55 .
6 ـ الرعد 43 .
7 ـ النساء 41 .
8 ـ الحج 77 ـ 78 .
9 ـ النحل 43 .
10 ـ الانبياء 73 .
11 ـ السجدة 24 .
12 ـ النور 55 .
وأما الادلة الدالة على عصمتهم (عليهم السلام) من السنة الشريفة فكثيرة جداً نذكر بعضها:
(1) قال عبد الله بن عباس : سمعت رسول الله (ص) يقول : ( أهل بيتي أمان لاهل الارض ، كما ان النجوم امان لاهل السماء ، قيل : يا رسول الله الائمة بعدك من أهل بيتك ؟ قال : نعم الائمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ، امناء معصومون ، ومنّا مهدي هذه الامة ، ألا إنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي ، ما بال اقوام يؤذونني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي ) .
الحمويني / فرائد السمطين 2 / 133 الرقم 430 .
(2) قال جابر بن عبد الله الانصاري : كان رسول الله (ص) في الشكاة التي قبض فيها ، فإذا فاطمة (عليها السلام) عند رأسه ، فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله (ص) طرفه اليها فقال : حبيبتي فاطمة ، ما الذي يبكيك ؟ قالت : أخشى الضيعة من بعدك ، قال : يا حبيبتي لا تبكين ، فنحن أهل بيت اعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحداً قبلنا ، ولا يعطيها أحداً بعدنا : أنا خاتم النبيين ، ….. ومنّا سبطا هذه الامة ، وهما ابناك الحسن والحسين ، وسوف يخرج الله من صلب الحسين تسعة من الائمة أمناء معصومون ، ومنّا مهدي هذه الامة ... روى هذا الحديث من علماء السنة :
1 ـ ابن عساكر / تاريخ دمشق 1 / 239 ح303 .
2 ـ الحمويني / فرائد السمطين 2 / 84 .
3 ـ الطبراني / المعجم الكبير ص135 .
4 ـ الطبري / ذخائر العقبى ص135 .
5 ـ البدخشي / مفتاح النجا ص263 .
(3) حديث الثقلين ، فقد ورد عن رسول الله (ص) متواتراً قوله : ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) رواه واخرجه اكثر من ( 180 ) عالم سني منهم :
1 ـ صحيح مسلم 2 / 238 .
2 ـ مسند أحمد 5 / 181 ، 3 / 26 .
3 ـ صحيح الترمذي 2 / 220 .
4 ـ الطبقات الكبرى 1 / 194 .
5 ـ المعجم الصغير 1 / 131 .
6 ـ سنن الدارمي 2 / 431 .
7 ـ كنز العمال 15 / 122 .
8 ـ المستدرك على الصحيحين 3 / 109 .
دلّ هذا الحديث على عصمة أهل البيت (ع) لانهم عدل القران ، وبما ان القران محفوظ من الزلل ومعصوم من الخطأ ـ لانه من عند الله تعالى ـ فكذلك ما قرن به ، وهم عترة محمّد (ص) وإلاّ لما صحت المقارنة .
نكتفي بهذا المقدار من الاحاديث للاختصار . ....
فبالله عليك فهل من كان خلقهم القرآن فولاً وعملاً وهم عدله فهل يخــــــــطؤن ....!!!؟
وقولك أنا نعتقد أو نقول بأن علمائنا معصومون فهذا أمر كذب ولا صحة له ولأول مرة أراه وأسمع به منك يا طــــــــــيب فراجع وتحقق ممن تنقل أو تسمع جيداً وعليك إثباته هدى الله الجميع .
-------------------------------
اقتباس :
|
ثانيا : قضية الإمامة هل إذا كنت لا أعتقد فيها هل هذا يعني أنني عدو للشيعة ؟
|
كلا لست عــــــــدواً للشيعة يا طـــــــيب ولا يقول بهذا القول إلا أنتم والمخالفين لنا هم الذين أتخذونا عـــــــــــــدواً لهم فقط لأننا نخالفهم في هذا الأمر ..
وأعلم أن أمر الإمامة يا سيد يا طيب أمر وحق يعتقد به كل الطوائف الإسلامية دون تخصيص أو مكابرة منهم جميعاً وغير منكر الحق فيها أبداً ..، ولكن الأختلاف فيمن هو الإمام وما هي صفاته ومن يجعله وينص به أو يختاره فقط ...
وغير الشيعة فقط يتخبطون في هذا الأمر أشد تخبط واضح في تعريف الإمامة والإمام لأبتعادهم عن أصل التشريع فيه من قبل الله ورسوله في الأصل ...!!
وهم يعتقدون بهذه الحقيقة في الإمامة ووجوب حجيتها وعدم إمكانية أن تخلو الأرض من قائم بها من قبل الله ورسوله ولكنهم ينكرون على عقولهم التصديق بها وربطها بآل بيت النبوة ظلماً لهم وانتصاراً لساداتهم وحتى لا تبطل عقائدهم كلها وشرعية الظلم والظالمين منهم .... فأقرأ وأعتبر :
> يقول ابن حجر في فتح الباري (10/251):
[ ..... وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال أن الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة . والله أعلم . ]
> ويقول العيني في عُمدة القاري (16/40):
[... وفي صلاة عيسى عليه الصلاة و السلام خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال أنه الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة ]
> يقول ابن تيمية فتاويه (6/68):
[ كما قال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } ولا تزال فيه طائفة قائمة ظاهرة على الحق فلم ينله ما نال غيره من الأديان من تحريف كتبها وتغيير شرائعها مطلقا ؛ لما ينطق الله به القائمين بحجة الله وبيناته الذين يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنوره أهل العمى فإن الأرض لن تخلو من قائم لله بحجة ؛ لكيلا تبطل حجج الله وبيناته] ....
بل وأعظم من ذلك يا طــــيب أن علمائكم وأصحاب عقائدكم يرون بوجوب التنصيب لإمام طول الدهر وكل في زمنه ووقته وجوباً يخرج نفيه عن الشريعة حيث اتَّفقت كلمات علماء أهل السنة على أنه يجب على كافة المسلمين نَصْب خليفة وإمام لهم في كل عصر، بل نصّوا على أنه من أعظم الواجبات الدينية التي لا يسع المسلمين تركها أو التهاون في المبادرة إليها ...:
قال الإيجي في المواقف : نَصْبُ الإمام عندنا واجبٌ علينا سمعاً...
وقال : انه تواتر إجماع المسلمين في الصدر الأول بعد وفاة النبي ? على امتناع خلو الوقت عن إمام، حتى قال أبو بكر ( رض ) في خطبته: ( ألا إن محمداً قد مات، ولا بدَّ لهذا الدين ممن
يقوم به ) ، فبادر الكل إلى قبوله، وتركوا له أهم الأشياء، وهو دفن رسول الله ? ، ولم يزل الناس على ذلك في كل عصر إلى زماننا هذا مِنْ نَصْب إمام متَّبَع في كل عصر... ( المواقف ، ص 395. والإيجي عاش بين سنة 700هـ وسنة 756هـ ).
وقال الماوردي : وعَقْدُها ـ أي الإمامة ـ لمن يقوم بها في الأمَّة واجب بالإجماع ( الأحكام السلطانية ، ص 29 ).
وقال النووي : أجمعوا على أنه يجب على المسلمين نَصْبُ خليفة، ووجوبه بالشرع لا بالعقل... ولا حجَّة في بقاء الصحابة بلا خليفة في مدة التشاور يوم السقيفة وأيام الشورى بعد وفاة عمر ، لأنهم لم يكونوا تاركين لنَصْب الخليفة، بل كانوا ساعين في النظر في أمر مَنْ يُعقَد له .
( شرح صحيح مسلم للنووي 12/205. ونقل هذه العبارة: ابن حجر في فتح الباري 13/176 ، والمباركفوري في تحفة الأحوذي 6/397. والعظيم آبادي في عون المعبود 8/112. والشوكاني في نيل الأوطار 6/166 ).
وقال البيهقي : واستدلَّ غيره [ يعني أحمد بن حنبل ] من أصحابنا في وجوب نَصْب الإمام شرعاً بإجماع الصحابة بعد وفاة الرسول ? على نَصْب الإمام .
( شعب الإيمان 6/6 ).
وقال التفتازاني : نَصْب الإمام واجب على الخلْق سمعاً عندنا وعند عامة المعتزلة
( شرح المقاصد 5/235 ).
وقال ابن حجر الهيتمي : اعلمْ أنَّ الصحابة رضوان الله عليهم أجمعوا على أن نَصْب الإمام بعد انقراض زمن النبوة واجب، بل جعلوه أهم الواجبات حيث اشتغلوا به عن دفن رسول الله ?، واختلافهم في التعيين لا يقدح في الإجماع المذكور.
( الصواعق المحرقة، ص 30 ).
الخلاصة :
وجوب نصب خليفة وإمام على كافة المسلمين غير مخصوص بعصر الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم، وإنما هو واجب عندهم في كل عصر كما هو صريح كلماتهم الآنفة الذكر...، فإذاً الأختلاف بيننا وبينهم أننا عرفنا أئمتنا بنص من الله ورسوله وهم تخبطــــوا ولووا رؤوسهم وأستغشوا ثيابهم وأصروا وأستكبروا أستكباراً .
-----------------
اقتباس :
|
ثالثا : ألا يمكن أن نمسك اللسان عن سب الصحابة وأمهات المؤمنين احتراما وتقديرا لكونهم كانوا رفقاء النبي ورفقاء أمير المؤمنين علي أيضا ؟
|
لقد تم الجــــــــواب على هذا في أول موضوعك فراجع وأتعــــــــظ يا طيب القلب ...
اقتباس :
|
رابعا : لماذا يسمي الشيعة أسماء مثل - عبد الحسين - عبد علي - عبد محمد - والعبودية لا تجوز الا لله عز وجل ؟
|
هذا الأمر حق وصدق أن كان فعلاً يقصد بها العبودية للمسى به يا عاقل ....
فالعبودية لله وحده لا شريك له قولاً وعملاً وهذه عقيدتنا وعقيدتكم ..
ولكن الفرق أنكم لم تفهموا قصد الشرع وفكره في هذا الأمر ولم تقفوا على عقيدتنا بخصوص التسمية والعتبيد فيها يا طيب ...
وللعلم يا طـــيب إن هذه المقولة لم يقل بها احد من علماء اللإسلام من الأولين ألا العلماء لمتأخرين من بني عبدالوهاب ومن يعتقد به عالماً وشيخاً .... وقد وعى المفكرون والأحرار في العالم الإسلامي فكر أبن عبدالوهاب وجل ما فيه من الأستعانة بالدين لهدم كل ما في الدين من حق وبأسم الدين والعودة للسلف الصالح الذين هم - السلف الصالح - في الأصل فيبرآئة منه وفكره فيه كله ...
وإنّ من أهداف الفكر الوهابي هو القضاء على التسمية بعبد ((..)) ،ولا يملكون دليلا على ذلك سوى الاحاديث التي كذبوها هم على النبي صلى الله عليه وآله ..
فجعلوا من يسمي بمثل هذه التسمية يعتبر غير موحّد ومشرك ومرتكب ذنب كبير..!!
ولكن من يقرأ القرآن ويقرأ الاحاديث النبوية يجد أنها تعارض هذا الأمر وترفضه وسترون فيما سيأتي من كتب العامة ومن صحاحهم خاصة ..
وأعلم إن كلمة *عبد* لا تعني العبودية المطلقة للخالق فقط.
وإنما تعني الخادم والمملوك والتابع..الخ.
فنقول: فلان عبد الحسين اي تابع للحسين .ع. كما سنرى ذلك في صحيح البخاري ..
يقول الله تعالى :
(( وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))
فلاحظ قوله تعالى (( من عبادكم ..)) ...!
هل يمكن أن نقول هنا أن المعنى هو العبادة المطلقة ..؟؟
فإذا قلنا ذلك ،فيعني أن الله يرضى ويأمر بالشرك والعياذ بالله،،ولكن الله يعني بقوله * عبادكم* اي الخادم والمملوك..
يقول ابو حاتم في تفسيره عند هذه الآية :-
- حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : قوله :
« ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم)
قال : أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه ، وأمرهم أن يزوجوا أحرارهم وعبيدهم ...
فهاهم شيعة الحق ينطقون بما ينطقه القرآن كتاب الله تعالى ،،
فكما أن الله يقول عن بعض الناس ((عبادكم))ويقصد بها الخدمة والاتباع .
كذالك عندما يسمي الشيعة بعبد الحسين يقصدون بها الخدمة والإتّباع..
فإذا كان اطلاق لفظ * عبد * على غير الله يعتبر شرك!!
فكيف أطلقه الله على بعض الناس * من عبادكم*؟؟؟ فهل يأمر الله بالشرك؟؟*
لنبحث في كتب السيرة والحديث والتاريخ لنرى هل يوافق قول الوهابية أم يوافق قول شيعة آل محمد؟؟
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
في حديث طويل .... نأخذ منه قدر حاجتنا وحجتنا فيه ......:
"يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياماً أربعين سنة، شاخصة أبصارهم، ينتظرون فصل القضاء". ...
قال: "وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي، ثم ينادي مناد: أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، أن يولي كل أناس منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا، أليس ذلك عدلاً من ربكم؟". قالوا: بلى، قال: "فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون، ويقولون ويقولون في الدنيا". قال: "فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون، فمنهم من ينطلق إلى الشمس، ومنهم من ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون"..... إلي ان قال :...
قال: "ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له، فيقال له: مه، فيقول: رأيت أنك ملك من الملائكة، فيقول: إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه".
> المــــــــــصدر :
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3591
ولي موضوع مستقل بخصوص هذا الموضوع وفيه تفصيل جميل وبحث دقيق فراجع وأقرأ وأتعظ هدى الله الجميع
هـــــــــــــــــنا
----------------------------
اقتباس :
|
خامسا : هل التطبير جزء مؤصل في المذهب الشيعي ؟
الخامس عشر : الشعائر الحسينية هل هي واجبة على كل شيعي أم أنها مجرد عادات وتقاليد توارثها الشيعة عن اجدادهم في أحياء ذكرة عاشوراء .
|
سيدي الفاضل ...
التطبير وإقامة مراسيم العزاء على سيد الشهداء وسبط الرسول وسيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي عليهم السلام جميعا هو في عقيدتنا أمر شرعي لا واجـــــــــب على الأمة ...
أحياءً لأمرهم وبيان ظلامتهم ممن ظلمهم وقتلهم بأشد قتلة وسلبهم حقهم في العيش والكرامة والمودة في القربى بنص من الله ورسوله ...، نرى في هذه المراسيم والشعائر أنها نصرة للمظلوم وتولياً لأهل الحق وسادة العباد
وبرآءة من الظلم والظالمين من الأولين والآخرين .
--------------------
اقتباس :
|
سادسا : أعرف ما أقترفته عائشة من خطأ في خروجها على خير خلق الله بعد رسول الله - علي ابن ابي طالب - ولكن لا أعرف لماذا يلعن الشيعة حفصة حتى الأن ؟
|
وهل حفصة وعائشة ألا وجهان لعملة واحــــــــــــدة ....!
وقد أجبناك أننا لا نلعن كعقيدة من عقائدنا في التشيع يا طـــيب ....
ولكننا نوضح الحقائق ونستعرض التاريخ ورموزه وأبطاله بالحق والشر على السواء فنأخذ ونتولى أهل الحق فيهم ونرفض ونتبرأ أهل الباطل منهم ....
ثم يا طـــيب لو أستعرضت القرآن وتدبرت آياته لعرفت أن الجليل جبار السموات والأرضين قد ضمن كتابه الكريم تهديداً وذماً لهاتين الشخصيتين في الأمة - عائشة وحفصة - وجعل هذا التهديد والذم لهن يتلى ويقرأ ليلاً نهاراً على ألسن أمة الإسلام من الأولين والآخرين ولم نرى من المخالفين من يعترف بهذا الذم والتهديد وينتقده ويستعرض أسبابه ويتدبر الحق فيه وسببه ويتعظ بوعظ الله تعالى فيه ومقصده تعالى وأمره فيه ...
فقط الشيعة لأنهم شيعة يخالفونكم متهمون بهذا الأمر وتغفلون عن أمر الله فيه في محكم آياته ... عجباً لكم كيف تحكمون ....!!
{ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}
دائماص مهمتنا هنا توضيح الواضحات وهي من الصعوبات ولكن أمرٌ قد أنكتب علينا هنا بخصوصه لرد كل شبهة وجواب لكل ســــــــــــؤال والله المستعان ...
أعلم يا أخي الطــــــــــيب أنه لن تجـــــــــــد طائفة من الطوائف تجل وتنزه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأزواجه أكثر من الشيعة والتشيع ....
وما تجده هنا أو هناك من شبهات أو تجريح أو غيره إنما هو من باب عرض سيرة أو بيان فضيحة لكتاب من الكتب التي يقدسها المخلفون والذي فيها الغث والسمين ...
أو من باب عرض لسيرة ما لصحابي ما وتحليلها وعرضها على الكتاب والسنة والسيرة الصحيحة في دين الله تعالى وأحوالها بشكل عام جدا ...
وإن تم التجريح لغير ما ذكرته لك أعلاه فهو تصرف شخصي وأجتهاد شخصي لصاحب رد ما أو موضوع ما عليه وزره إن خالف أو له ثوابه إن صدق في عرضه وتحليله .....
وأعلم أنه لا قداسة لأحد سوى ما ما قدسه الله ورسوله في كتاب الله أو سنة المصطفى الصحيحة والثابتة عندنا وعندكم ألا أن يكون هناك قداسة لخلاف ما يراه القرآن والسنة فهذا أمر لا يقبله لا عقل ولا فطرة ولا صاحب فكر حُر نزيه وذو مصداقية .....
وهذه مقدمة لردنا على موضوعك أعلاه فتابع أيها الطيب ...
وبخصوص أمهات المؤمنين "عائشة" و "حفصة"
أعلم أننا نجل هذه الشخصيات من الكثير مما ورد في كتبكم وصحاحها من بعض المرويات والأمور التي تخدش الحياء والذوق والعفة والكثير وخير مثال حاضر لي هنا على ذلك مسألة وموضوع "ارضاع الكبير" أو "الأغتسال من الجنابة جهاراً" والكثير مما لا يسع الوقت والبال لحصرها هنا أحتراماً لوقتكم ومراعاة لأنشغالي في غيره من الأمور ...
وبصو ما أوردته من آراء بعض علمائنا فيهن فيأصل موضوعك ...
فأعلم أها الطيب أنهما علماء ولهما بحوث وتحقيقات كثرة ولهم بصمات في التشيع والدفاع عنه من أول الأمر وآخره ولهم إطــــــــلاعاتهم الفكرية والعقائدية والسير لكل شخصية من شخصيات الإسلام ....
وإن كان هذا رأيٌ لهم وخاص في هاتين الشخصيتين فأعلم أن هؤلاء العلماء أطلعوا على ما لم أطلع عليه أنا والكثير من الأخوة بخصوص النتيجة التي توصلوا لها بخصو هاتين الشخصيتين ، وإن كنت لا اعتقد تماماً بما يعتقدون بسبب عدم إطلاعي على ما يثبت رأيهم فيهن وهذا من حقي تماماً بسبب حر فكري وأعتقادي وفيمن أعتقد بالحق أو الباطل في أياً كانوا من الشخصيات الإسلامية ....
وأنا لا أقول بما أعتقد ألا بعد إن أطلع بنفسي واتحقق بعقلي وفكري فأنا من يتحمل عاقبة أمري فيه كله لا غيري
وهذا هو طريقتي في البحث والتحليل ولست ملزماً بأعتقاد الغير ....
أخي الكريم الطيب ...
والكل لدينا يجب إخضاعه لميزان الأحداث , لنرى من أي المصادر ناخذ بتعاليم الدين وشرائع خاتم المرسلين ومن أهم تلك الشخصيات والتي من الضروري وضعها قبل كلّ شيء في الميزان أشد المقربين من تلك لشخصية العظمى في التاريخ ألا وهي شخصية رسول الله العظم صلى الله عليه وآله ....
والسيدة عائشة وحفصة أزواج للنبي (صلّى الله عليه وآله) أمر لا شكّ فيه ولا جدال . اُمّهات المؤمنين وسام اُعطي لهن بشروط معينة وخاصة جداً جداً لقوله تعالى ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) والويل كل الويل لم تلتزم بهذه الشروط من التقوى والقر في البيوت النبوية المقدسة المطهرة ....!!!
وهن مركز كبير في الاُمّة له قدسيته ، وبسبب هذا المركز الكبير وتلك القدسية ، كانت الخطيئة مضاعفة بتقرير الله ورسوله ..: ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً )...
فلذا فهن لسن امرأة عادية تخطئ فيتقبّل منها ذلك وتمر مرو الكرام عند الله ورسوله والمؤمنين .. , بل هن امرأتان لهن موقع في وجدان الكثير ، حتّى روى عنها العامّة ،... أن : " ... خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء ..." ... .
وسواء أكانت هي موضوع الإفك أم غيرها ، فإنّنا نبرّئها ابتداءً ؛ انطلاقاً من التنزيه المُعطى للرسول (صلّى الله عليه وآله) ؛ لأنّ ذلك إن وقع ـ لا سمح الله ـ فإنّه يخدش في مقام النّبوة , غير أنّ براءتها من الإفك ـ إن كانت هي موضوعاً له ـ لا يعني براءتها المطلقة ممّا قامت به من فتن على مستوى الخروج على إمام عصرها وخليفة المسلمين ومهما أعطيت أحداهم من مبررات كثيرة من البعض بقصد الإصـــــلاح في الأمة مثلاً ولو كان هذا عذرٌ لها فكان العذر يسري في جميع أزواج الرسول وامهات المؤمنين الباقيات الصالحات كأمثال "أم سلمة " وغيرها منهن رضوان الله تعالى على الجميع .... ، ونحن تعلّمنا من الإسلام ومن الرّسول (صلّى الله عليه وآله) , إنّ الحقّ الذي جاء به القرآن ، أغلى من النّفس ومن الأزواج والأبناء . ....!
ولو تتبعت سياق الآية الشريفة في حقهن رضوان الله تعالى عنهن جميعاً لعرفت أموراً كثيرة وحقائق مثيرة ينبغي لكل عاقل ولبيب أن يستوقف عندها ويحرص على تتبعها وتحليلها والتحقق منها وأتباع ما أستحق منها في الحق وافجتناب عن الباطل فيها للحق أيضا وأهله ....:
ومن الحقائق التي يجب الوقوف على دلالاتها :
1 ـ تخيير نساء النّبي بين إرادة الدُّنيا وزينتها التي يترتب عليها الطلاق , أو إرادة الله ورسوله والدّار الآخرة . وهي حقيقة تبيّن نوعية الزواج النّبوي , أنّه زواج يفترض أن يكون في خطّ الله ومنقطعاً إليه ؛ فإمّا هذه الوجهة ، وإمّا الطلاق ، وهذا حقّ لهم لم يبخسه القرآن .
2 ـ إنّ الله أعدّ للمحسنات منهن أجراً عظيماً , ولم يذكر مطلق نسائه . فالمسألة مشروطة بالإحسان ـ أي العمل الصالح ـ , وبالتالي يترتب عليه بمقتضى المفهوم بالمخالفة ، إنّه ليس ثمّة أجر عظيم لغير المحسنات منهن .
3 ـ وإنّه أنذر من تأت منهنّ بفاحشة مبيّنة , يضاعف لها العذاب ضعفين وذلك على الله يسير .
وفي هذا دلالات يجب الإفصاح عنها :
فالإنذار بمضاعفة العذاب ، هو مقتضى العدل ، لأنّ الضعف يتسع أيضاً للإحسان , وذلك أيضاً لمكانتهن من الرّسول (صلّى الله عليه وآله) . ...
ثمّ يتحدث القرآن عن الفاحشة , وهذا دليل على أنّ من بين زوجات النّبي (صلّى الله عليه وآله) مَن قد تأتي بالفاحشة . غير أنّ الفاحشة هُنا لها مدلول خاص , فالفاحشة بالمعنى المسقط للسمعة كالزّنا ـ والعياذ بالله ـ غير وارد في حقّ زوجات النّبي (صلّى الله عليه وآله) بإجماع المسلمين شيعة وسنّة ، وتشمل كلمة فاحشة بالتالي , كلّ المعاني الاُخرى التي لا تمسّ شخصية الرّسول (صلّى الله عليه وآله) . ...
4 ـ ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) . وهو أمر إلهي لنساء النّبي (صلّى الله عليه وآله) للزوم البيوت وحرمة الخروج , وضرب القرآن لهن مثلاً بزوجات الرّسل والأنبياء السّابقين : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) .
أمّا عائشة فماذا ؟ لقد كانت مصدر قلق وإزعاج للرسول (صلّى الله عليه وآله) , مزعجة مشاغبة كادت تشيبه قبل المشيب . ..، وهذا أمر نجد أمثلة عليه وكثيرة في صحاحكم وكتبكم المعتمدة لديكم والتي تأخذون بكل وأغلب ما يرد فيها ....!
فقد روى حمزة بن أبي أسيد السّاعدي , عن أبيه ـ وكان بدريّاً ـ قال :
تزوّج رسول الله أسماء بنت النّعمان الجونية ، فأرسلني فجئت بها ، فقالت حفصة لعائشة : اخضبيها أنت وأنا أمشطها . ففعلتا . ثمّ قالت لها احداهما : إنّ النّبي (صلّى الله عليه وآله) يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول : أعوذ بالله منك . فلمّا دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى السّتر , مدّ يده إليها , فقالت : أعوذ بالله منكَ . فقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وكمّه على وجهه فاستتر به ، وقال : (( عذت بمعاذ )) , ثلاث مرّات ، ثمّ خرج إلى أبي اُسيد , فقال : (( يا أبا اُسيد , ألحقها بأهلها ومتّعها برازقيتين ـ يعني كرباسين ـ وطلّقها )) . فكانت تقول : ادعوني الشّقيّة . قال ابن عمر ، قال هشام بن محمّد : فحدّثني زهير بن معاوية الجعفي إنّها ماتت كمداً ...)
( الحاكم في ترجمة أسماء بنت النّعمان في المستدرك ج 4 , وأورده ابن سعد في الطبقات ج 8 , وكذا أخرجه بن جرير ) .
وممّا ورد عنها من إزعاج الرّسول (صلّى الله عليه وآله) , ما أخرجه البخاري في تفسير سورة التحريم عن عائشة , قالت :
كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ويمكث عندها , فتواطأت أنا وحفصة على أيّتنا دخل عليها فلتقل له : أكلت مغافير ؟ قال : (( لا , ولكن أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ، فلن أعود له . لا تُخبري بذلك أحداً )) . وفي ذلك أنزل الله في القرآن : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ ) .
فالله الذي بعث مُحمّداً نبيّاً لم يشأ له الشّقاء : ( طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) .
كيف لا يرفع الحرج والعسر على نبيّه ، وقد فرض على نفسه شيئاً ابتغاء مرضات عائشة وتجنباً لإزعاجها ؟!
وذكر صاحب الإحياء قولها للرسول (صلّى الله عليه وآله) : أنت الذي تزعم أنّك نبيّ الله .
( الغزالي , إحياء علوم الدين ، كتاب آداب النّكاح ) .
وخاصمت النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) يوماً إلى أبي بكر , فقالت : يا رسول الله أقصد ـ أي : اعدل ـ فلطم أبو بكر خدّها ، وقال : تقولين لرسول الله اقصد ! وجعل الدم يسيل من أنفها .
( بإسناد عن عائشة ، أورده صاحب الكنز , والغزالي في آداب النّكاح ) .
وما إلى ذلك ممّا ورد فيها ويضيق عنه المقام , ككسرها الأواني في بيت الرّسول (صلّى الله عليه وآله) أثناء غضبها , وما إلى ذلك ممّا ورد في آثار السّنّة , وحسبنا ما روته هي عن نفسها , قالت :
" كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لا يكاد يخرج من البيت حتّى يذكر خديجة ، فيحسن الثناء عليها , فذكرها يوماً من الأيّام , فأدركتني الغيرة , فقلت :
هل كانت إلاّ عجوز , فقد أبدلك الله خيراً منها . فغضب حتّى اهتزّ مقدم شعره من الغضب ، ثمّ قال : (( لا والله , ما أبدلني خيراً منها ؛ آمنت بي إذ كفر النّاس ، وصدّقتني إذ كذّّبني النّاس , وواستني في مالها إذ حرمني النّاس , ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النّساء )) .
( الاستيعاب لابن عبد البر المالكي ، ومسند أحمد بن حنبل ، اُسد الغابة ، الإصابة لابن حجر , وكذلك ذكر البخاري بلفظ آخر ومسلم والترمذي ) .
لقد نزل القرآن موبّخاً لها في هذا السّلوك : ( إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً ) .
فبالله عليكم يا عقـــــــــــلاء ويا من تحبون رسول الله صلى الله عليه وآله ويا من تنادون صباحاً ومساءً " إلا رسول الله " حتى أصبح شعاراً لكم وتلصقونه في الأحياء والشوارع والملصقات العامة ... أسألكم ما جـــزاء من آذى رسول الله وأغضبه عندكم ...؟؟؟
وآخــــــــــر قول أمير المؤمنين الإمام عليّ :
(( لا تعرف الحقّ بالرجال ، ولكن اعرف الحقّ تعرف أهله )) .
-----------------------------------
تابع البقية لاحـــــقاً ...