عظم الله اجورنا واجوركم بذكرى اربعينية الامام الحسين واهل بيتة عليهم السلام روحي لهم الفداء
ياليتنا كنا معكم لنفوزاوالله فوزا عظيما
مَا في المنـازلِ حَاجـةٌ نَقضِـيهَا إلا السَّـلامُ وأدمُـعٌ نذريهَـا
وتفجّـعٌ للعيـنِ فيهـا حَيـثُ لا عَيشٌ أوازِيـهِ بِعَيشـي فِيهَـا
أبْكي المَنازِلَ وهي لو تَدْري الَّذي بَعثَ البُكاءَ لَكُـدْتُ أسـتَبْكِيهَا
أربعينية الأمام الحسين عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين
يَمرُّ على استشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) أربعون يوماً ، وقَدْ قضى العقل والدين باحترام عظماء الرجال ، أحياءً وأمواتاً ، وتجديد الذكرى لوفاتهم وشهادتهم ، وإظهار الحُزن عليهم ، لا سِيَّما من بذل نفسه وجاهَد ، حتى قُتِل لمقصدٍ سَامٍ ، وغَايَةٍ نَبيلة ، وقد جرت على ذلك الأمم في كلِّ عصرٍ وزمان .
فحقيق على المسلمين - بل جميع الأمم - أن يقيموا الذكرى في كل عام للإمام الحسين ( عليه السلام ) .
فإنه ( عليه السلام ) قد جَمَع أكرمَ الصفات ، وأحسنَ الأخلاق ، وأعظمَ الأفعال ، وأجلَّ الفضائل والمناقب ، عِلماً وفَضلاً ، وزهادةً وعبادةً ، وشجاعةً ، وسخاءً وسماحةً ، وإباءً للضَّيم ، ومقاوَمة للظُّلم ، وقد جمع إلى كَرمِ الحَسَب شَرَفَ النسَب .
وقد جاهد الإمام الحسين ( عليه السلام ) لنيل أسمَى المقاصد ، وأنْبل الغايات ، وقام بما لم يَقُم بمثله أحد .
فبذلَ ( عليه السلام ) نفسَه ، ومالَه وآلَه ، في سبيل إحياء الدين ، وإظهار فضائح المنافقين ، واختار المنيَّة على الدنيَّة ، وميتة العِزِّ على حياة الذُل ، ومصارع الكرام على اللِّئام .
وأظهر ( عليه السلام ) من عِزَّة النفس والشجاعة ، والصبر والثبات ، ما بَهَر به العقول ، وحيَّر الألباب ، واقتدى به ( عليه السلام ) في ذلك كل مَن جاء بعده ، ومن يمتلك مثل هذه الصفات .
فالحقُّ أنْ تقام له ( عليه السلام ) الذكرى في كلِّ عام ، وتبكي له العيون بَدَلَ الدُموعِ دَماً .
روحي لك سيدي يابن خير الخلق فداء بالدم بكتك الارض مع سابع سماء
كل يوم عاشوراء لن ننساك يا أبا الشهداء الآن فلتبكي ياقلبي على مسلوب
العمامة والرداء ألن تأخذ يامهدينا ثار جدك المقتول ظمأ في كربلاء
فقد بكى الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) على مصيبة أبيه الإمام الحسين ( عليه السلام ) ثلاثين سنة .
وكان الإمام الصادق ( عليه السلام ) يبكي لتذكُّر المصيبة ، ويستنشد الشعر في رثائه ويبكي .
وكان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) إذا دخل شهر محرم لا يُرَى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلُبُ عليه .
وقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( إنَّ يَومَ الحسين أقرحَ به جُفونَنا ، وأسال دموعنا ، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ) .
وقد حَثُّوا شيعتهم وأتباعهم على إقامة الذكرى لهذه الفاجعة الأليمة في كلِّ عام ، وهُم ( عليهم السلام ) نِعْم القدوة ، وخير مَنْ اتُّبِع ، وأفضَلُ من اقتُفِيَ أثرُه ، وأُخِذَت منه سُنَّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فضل يوم الأربعين :
رُويَ عن الإمام العسكري ( عليه السلام ) أنّه قال : ( عَلامَاتُ المؤمن خمسٌ : صلاةُ إِحدى وخمسين ، وزيارةُ الأربعين ، والتخَتُّم في اليمين ، وتعفير الجَبين ، والجهر بـ( بِسْم اللهِ الرحمن الرحيم ) ) بحار الأنوار 101 / 329 .
وقال عَطا : كنت مع جابر بن عبد الله الأنصاري يوم العشرين من صفر ، فلمَّا وصَلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها ، ولبس قميصاً كان معه طاهراً ، ثم قال لي : أمَعَكَ من الطيب يا عَطا ؟
قلت : معي سُعد .
فجعل منه على رأسه وسائر جسده ، ثم مشى حافياً حتى وقف عند رأس الحسين ( عليه السلام ) ، وكَبَّر ثلاثاً ، ثم خرَّ مغشياً عليه ، فلما أفاق سَمِعتُه يقول : السلام عليكم يا آلَ الله ( بحار الأنوار 101 / 329 ) .
وكان يزيد قد أمر بِرَدِّ سبايا الحسين ( عليه السلام ) إلى المدينة ، وأرسل معهم النعمان بن بشير الأنصاري في جماعة .
فلمَّا بلغوا العراق ، قالوا للدليل : مُر بنا على طريق كربلاء ، وكان جابر بن عبد الله الأنصاري ، وجماعة من بني هاشم قد وردوا لزيارة قبر الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
فبينا هُم كذلك إذ بِسَوادٍ قد طلع عليهم من ناحية الشام .
فقال جابر لعبده : اِنطلق إلى هذا السواد وآتِنَا بخبره ، فإن كانوا من أصحاب عُمَر بن سعد فارجع إلينا ، لعلَّنا نلجأ إلى ملجأ ، وإن كان زين العابدين ( عليه السلام ) فأنت حُرٌّ لوجه الله تعالى .
فمضى العبد ، فما أسرع أن رجع وهو يقول : يا جابر ، قمْ واستقبل حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، هذا زين العابدين قد جاء بِعَمَّاته وأخواته .
فقام جابر يَمشي حافي الأقدام ، مكشوف الرأس ، إلى أن دنا من الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( أنْتَ جَابِر ؟ ) .
فقال : نعم يا بن رسول الله .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( يَا جَابر هَا هُنا واللهِ قُتلت رجالُنا ، وذُبحِت أطفالُنا ، وسُبيَتْ نساؤنا ، وحُرقَت خِيامُنا ) .
وفي كتاب الملهوف : إنهم توافوا لزيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) في وقت واحد ، وتلاقوا بالبكاء والحزن ، وأقاموا المأتم ، واجتمع عليهم أهل ذلك السواد ، وأقاموا على ذلك أياماً ( أعيان الشيعة 1 / 617 ) .
قم جدد الحزن في العشرين من صفر
ففيه ردت رؤوس الآل للحفر
والهفتا لبنات الطهر يوم دنت
إلى مصارع قتلاهن والحفر
فتلك تدعو حسينا وهي لاطمة
منها الخدود ودمع العين كالمطر
وتلك تصرخ واجداه وا أبتاه
وتلك تصرخ وايتماه في الصغر
يا دافني الرأس عند الجثة احتفظوا
بالله لا تنشروا تربا على قمر
من الطاقات التي وظفها أئمة آل البيت (ع) في تأبين وتخليد واقعة الطف هي طاقة التجمع أو الحشد الجمعي باعتبار ان واقعة الطف واقعة غير عادية وليست مأساة مرت وذهبت بل هي نزاع وصراع دائمين ودائبين بين مبدأين رحماني وشيطاني ومعسكرين خير وشر، ومن هنا جرى قلم القضاء ان تبقى هذه الجذوة العاشورائية حية ومتحركة في قلوب المؤمنين.
ومن عوامل بقائها وخلودها هو الاهتمام المستمر لأهل البيت بالتكثير في زيارات الإمام الحسين، فأكثر الشهور القمرية تناولت زيارات مكررة للإمام (ع) علاوة على ليالي الجمعات.
وهذا الحشد الجماهيري الذي أقامه الأئمة (ع) هو بلا شك يعطي للفرد الزائر طاقة إيمانية وتعبئة ثورية تستثمر في احياء النهج الذي اختطه الإمام الحسين (ع) فالسلوك الجمعي كفيل باعطاء دفع أثقل للمسيرة الحسينية، وهذه المظاهرة الحاشدة في كل زيارة هي تحدي وشجب للظلم والظالمين.
ولما كان للزيارات المتكررة للحسين (ع) في المناسبات المتعددة دور في تخليد واقعة الطف، أولى الأئمة اهتمامهم الكبير في تشجيع وتحشيد اتباعهم لزيارة الحسين، لأن فيها نشر لظلامتهم وأول من استخدم هذا الأسلوب الإمام السجاد (ع) وعمته زينب (ع) وعيالات آل الرسول حينما أقاموا العزاء في أول زيارة لهم للحسين بعد 40 يوما من المجزرة الكبرى والواقعة الدموية العظمى، يقول جابر بن عبد الله الأنصاري مستقبلا الإمام زين العابدين في الأربعين:
سيدي عظم الله لك الأجر، فقال الإمام: يا جابر هاهنا ذبحت أطفالنا يا جابر هاهنا قتلت رجالنا يا جابر هاهنا سبيت نساءنا يا جابر هاهنا قتل أبي الحسين (ع)، فهذه الكلمات تعميق وتعريف للمظلومية، ثم اقبلت النساء كل منها إلى قبر عزيزها، وزينب عند قبر أخيها الحسين (ع) صاحت بصوت حزين يقرح القلوب: وآخاه واحسيناه واحبيب رسول الله.
فاستثمار مراسم العزاء اعلاميا من جانب آل البيت، هدفه نشر ظلامة آل الرسول التي هي الواسطة لاستدرار العطف والدموع وتعريف الآخرين بأهداف الثورة الحسينية ومحتواها، ومن هنا قال الإمام الحسين (ع): (انا قتيل العبرة ما ذكرت عند مؤمن الا ودمعت عيناه).
ولقد وظف أئمة أهل البيت (ع) اتباعهم لزيارة الحسين بشكل عجيب ومثير فمثلا المتوكل العباسي وهو عاشر أئمة الكفر العباسيين كان يقطع الرؤوس ويقلع النفوس ونرى الإمام الهادي يشجع على زيارة جده الحسين (ع)، واذا مرض (ع) كان يرسل أحدا ليدعو له عند قبر الحسين (ع) فيسال: يابن رسول الله انك إمام معصوم وكلكم نور واحد، فكان يقول (ع): ان الدعاء تحت قبته أسرع بالإجابة وما هذا التركيز الا توظيف هائل من الأئمة لإبقاء واقعة الطف حية ووهج الطف مستمرا عبر زيارة الحسين (ع) وخاصة الأربعين.
والأكثر من هذا يذكر التاريخ ان حوالي 800 يد قطعت في سبيل زيارة الحسين في عهد المتوكل العباسي علاوة على الجزية التي كان يقدمها الزائرون لشرطة المتوكل لأجل الزيارة وما كانوا يلاقون من أذى وعذاب. ولقد تحرك أئمة أهل البيت (ع) في مناط آخر فعبر الأسلوب الأدبي تمكنوا من حشد الناس لزيارة جدهم الحسين وذلك ضمن الأحاديث المروية عنهم في خصوصيات زيارته (ع) وهي من أعظم الوسائل ومالها من الفضائل والأجر وجعلوا لها أحكامها الشرعية وشروطها وآدابها وبينوا الآثار المترتبة على تركها وركزوا في نصوصها على الخطابات المخصوصة والتي تجند الزائر ليمارس دورا في المسيرة الحسينية.
وكم من الزائرين جاؤوا يحملون اللوعة والحرارة في زيارتهم للحسين وهذه زيارة الأربعين أصبحت مظاهرة في صميم واقع الأمة وأخذت أبعادا سياسية غير الأبعاد الساذجة والجامدة، ولعبت دورا كبيرا في تجنيد العواطف لشجب الباطل ونصرة الحق حتى عصرنا هذا، وهذا ما لمسناه عبر انتفاضات الزائرين في زيارة الأربعين ضد الطغاة الحاكمين على أرض العتبات في العراق في كل عام.
وكم قدمت مواكب المشاة وهيآت الزوار بالأربعين قوافل الشهداء تأسيا واقتداءا بأئمتهم، وكم خطت مشيا على الأقدام مئات الكيلومترات متجهة إلى كربلاء وحاملة شعار (هيهات منا الذلة) ومفجرة شعارات الحسين بوجه يزيد العصر صدام.
ومن منا لم يذكر انتفاضة صفر الخالدة التي قدمت كواكب من الشهداء في طريق كربلاء منهم محمد سعيد البلاغي وجاسم الإيرواني وصاحب رحيم أبو كلل وعبد الوهاب الطالقاني وعباس عجينة وناجي الخالدي وغيرهم (رض) فهذه صورة من الإرهاصات والانفعالات الروحية التي وظفها ائمة أهل البيت (ع) في إحياء شعيرة الحسين (ع)، قال الإمام الحسن العسكري (ع): علامات المؤمن خمس، صلاة احدى وخمسين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وزيارة الأربعين.
وروى عن الصادق (ع): ان الله ليباهي بزائر الحسين (ع) حملة عرشه وملائكته المقربين، ويقول الا ترون زوار قبر الحسين اتوه شوقا.
ومن الصفات الخاصة والحاصلة لزائري قبر الحسين ماذكرها الشيخ جعفر الشوشتري في كتابه (الخصائص الحسينية): ومنها ان دليل المحبة للحسين (ع) هو كون الشخص زوارا له أي كثير الزيارة ومنها انه ممن نظر الله إليه بالرحمة، ومنها ان يكون ممن يحدثه الله فوق عرشه، ومنها في عشر روايات من انه يكتب في عليين، ومنها ان يكون في الجنة في جوار النبي (ع) وأهل بيته (ع) يأكل معهم على موائدهم ومنها ان كان شقيا كتب سعيدا، ومنها انه يحسب من الكروبيين ومن سادة الملائكة، ومنها انه مساعد للزهراء (ع) فإنها تزور الحسين كل يوم، ومنها انه زائر الله وزائر رسول الله ومنها ان كل من له درجة يوم القيامة يتمنى أيضا ان يكون من زوار الحسين (ع) مما يرى من كرامتهم الخاصة بهم، كما في الروايات.
ومن هذا المنطلق فجر الأئمة (ع) صوت الرفض والجهاد على لسان زوار الحسين (ع) وحولوا واقعة كربلاء عبرا وعبرات وعظة وعظات تلعب دورها في استمرار الثورة والا ذهبت وماتت فقضية الحسين ليست قصة عابرة لتموت في قرن أو قرنين بل هي صراع دام ودائمي تخوضه الإنسانية.
قم جدد الحزن في العشرين من صفر ففيـــــــه ردت رؤوس الآل للحفر
آل النبي التي حلت دمــــــاؤهم في دين قوم جميع الكفر منه بري
يا مؤمنون احزنوا فالنار شاعلـــــــة ترمى على عـروة الإيمان بالشرر
ضجوا لسفرتهم وابكــــــوا لرجعتهم لا طبتِ من رجعةٍ كانت ومن سفر
السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين .. السلام على البدن السليب... السلام على الشيب الخضيب...
السلام على من غسله دمه والتراب كافوره والقنا الخطي نعشه وفي قلوب من والاه قبره..
لايوم كيومك يا أبا عبد الله ..
عظم الله لك الأجر يا نبي الرحمه يا محمد صلى الله عليك والك.. عظم الله لك الأجر يا مولاي يا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليك السلام.. عظم الله لك الأجر يا مولاتي يا فاطمة الزهراء عليك السلام..
عظم الله لك الأجر يا مولاي أبامحمد الحسن بن علي عليك السلام..عظم الله لك الأجر يامولاي أبا صالح المهدي عجل الله فرجك الشريف
قال مولانا الإمام الحسن العسكري(عليه السلام): (علامات المؤمن خمس: التختم باليمين وصلوات إحدى وخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والتعفير للجبين وزيارة الأربعين).
فـــضل زياره الاربعين :.
1- قال الإمام الباقر عليه السلام: [لو يعلم الناس ما في زيارة قبر الحسين من
الفضل لماتوا شوقاً وتقطعت أنفسهم عليه حسرات . ثم قال : من أتاه شوقاً كتب
الله له ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر
ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة، وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله تعالى،
ولم يزل محفوظاً سنته من كل آفة أهونها الشيطان، ووكل به ملك كريم يحفظه من
بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه، فإن مات
في سنته حضرته ملائكة الرحمة يحضرون غسله وأكفانه والاستغفار له يشيعونه إلى
قبره بالاستغفار له، ويفسح له في قبره مدّ بصره ويؤمنه الله من ضغطة القبر
ومن منكر ونكير أن يروّعانه، ويُفتح له باب إلى الجنة ويُعطى كتابه بيمينه،
ويعطى يوم القيامة نوراً يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب، وينادي منادٍ :
هذا من زار قبر الحسين (عليه السلام) شوقاً إليه، فلا يبقى في القيامة إلا
تمنى يومئذٍ أنه كان من زوار الحسين بن علي (عليه السلام)] .
2- قال الامام الرضا عليه السلام لابن شبيب: [يا بن شبيب إن سرّك أن تلقى
الله ولا ذنب عليك فزرالحسين، يا بن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية في
الجنة فالعن قتلة الحسين، يا بن شبيب إن سرّك أن يكون لك من الثواب ما لمن
استشهد مع الحسين (عليه السلام) فقل متى ذكرتهميا ليتني كنتُ معهم فأفوز
فوزاً عظيماً)]
3- عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين، عن أبيه ، عن جده، عن علي عليه
السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: [هبط الي جبريل فأخبرني أنكم
قتلى وان مصارعكم شتى، فحمدت الله على ذلك وسألته لكم الخيرة. قال : فقال له
الحسين عليه السلام : يا أبه فمن يزورها ويتعاهدها على تشتتها؟ فقال: طوائف
من أمتي يريدون بذلك بري وصلتي، أتعاهدهم في الموقف فآخذ أعضادهم فأنجيهم من
أهواله وشدائده].
4- قال جعفر بن أمين الثغري، قال لنا عثمان بن موسى الرقاشي، عن العلاء بن
المسيب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن علي بن الحسين، قال الحسين
بن علي عليهما السلام : [يا أبتاه ما لمن زارنا ؟ فقال: يا بني من زارني حيا
وميتا ومن زار أباك حيا وميتا ومن زارك حيا وميتا كان حقيقا علي أن أزوره يوم
القيامة فأخلصه من ذنوبه وأدخله الجنة]
5- قال أبو عبد الله جعفر بن محمد بن الحسين بن حاجب، قال لنا أبي، قال لنا
يونس بن علي القطان، قال لنا بحر الطحان، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال:
[قال الحسين بن علي عليه السلام: من زارني بعد موتي زرته يوم القيامة، ولو لم
يكن الا في النار لاخرجته منها]
6- قال الامام جعفر بن محمد عليهما السلام: [من زار قبر الحسين لم تزل
الملائكة تحف به حتى يذهب ويرجع بحفظه من الشياطين والجن والانس حتى يرجع إلى
أهله، فإذا رجع إلى أهله فمات في ذلك اليوم أو بعده بجمعة حشر مع الشهداء يوم
القيامة]
زيارة جابر يوم الاربعين لكربلاء:
روى الشيخ الجليل عماد الدين أبو القاسم الطبري الآملي مسنداً عن عطية بن سعد
بن جنادة العوفي أنه قال: خرجتُ مع جابر بن عبد الله الأنصاري زائرين قبر
الحسين (عليه السلام) فلما وردنا كربلاء، دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم
ائتزر بازار وأرتدى بآخر، ثم فتح صُرة فيها سعُد (نوع من الطيب) فنثرها على
بدنه، ثم لم يخطُ خُطوة إلاّ ذكر الله حتى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه- أي
خذ بيدي إلى القبر- فألمسته فخّرَّ على القبر مغشيّاً عليه، فرششتُ عليه
شيئاً من الماء فأفاق، وقال: يا حسين (ثلاثاً)، ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه.
ثم قال: وأنى لك بالجواب، وقد شحطت أوداجك على اثياجك (ما بين الكاهل الى
الظهر) وفرّق بين بدنك ورأسك... الخ كلامه. ثم جال ببصره حول القبر وقال:
السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسين (عليه السلام) واناخت
برحله... إلى ان قال: لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. قال عطية: فقُلتُ لجابر:
وكيف ولم نهبط وادياً ولم نعلُ جبلاً ولم نضرب بسيفٍ والقوم قد فرّق بين
رؤوسهم وأبدانهم وأيتمت أولادهم وارملت الأزواج؟. فقال لي: يا عطية سمعتُ
حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (مَن أحبَّ عمل قومٍ أشرك
في عملهم). والذي بعث محمداً بالحق نبيّاً إن نيّتي ونيّة أصحابي على ما مضى
عليه الحسين وأصحابه.
قال الراوي: فلما صرنا في بعض الطريق فقال لي: يا عطية هل أوصيك؟ وما أظن
أنني بعد هذه السفرة ملاقيك، أحِبْ محبَّ آل محمدَ ما أحبهم، وابغض مبغض آل
محمد ما أبغضهم وإن كان صواما قواماً، وارفق بمحب آل محمد فأنه إن تزل لهم
قدم بكثرة ذنوبهم تثبت لهم أخرى بمحبتهم، فأن محبهم يعود إلى الجنة ومبغضهم
يعود إلى النار].
هنيئا لكم يازوار الحسين ياليتنا كنا معكم فنوز والله فوزا عظيما
بالله عليكم يازوار الحسين لاتنسوا عشاق الحسين البعدين عن مرقده المعتصره قلوبهم شوقا له من الدعاء والزياره
*لاتخرج/ي حتى تقرأ/ي هذا الدعاء
اللهم احفظ زوار الحسين بعينك التي لاتنام ولاتحرمنا زياره الحسين يارب العالمين
موفقين لكل خير
نسألكم الدعاء
تحياتي ........ لبيك داعي الله
التعديل الأخير تم بواسطة لبيك داعي الله ; 15-02-2009 الساعة 04:14 PM.
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم و أفضل الصلاة
وأزكى التسليم على خيرالخلائق أجمعين محمد وآله الطاهرين
و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
سلاماً من الله عليكم ورحمة منه وبركاته
الحمد لله الذي ابتلى اولياءه بأرجاس الناس من حيث أذهب عنهم الرجس وطهرهم من البأس فحسدوهم على مراتبهم التي رتبهم الله فيها حتى أخمدوا منهم تلك الأنفاس والصلاة والسلام من الله ومن ملائكته المطهرين وأنبيائه المرسلين إلى يوم حشر الناس من الأرماس .
اخوتي اخواتي
تتقدم ادارة منتديات انا شيعي لصاحب الامر والزمان ارواحنا لتراب مقدمه الفداء ولكل العلماء الاعلام ولكل موالي على الارض ولكم اعزتي احر التعازي بدمع هاطل من عين باكية ومن قلب انينه قتله ,,,
بذكرى ارهقت قلوب الال
الا وهي عودة الاسارى الى حاميهم..
عظم الله اجور الجميع ورزقنا واياكم زيارته بحق جده..
نسال الباري ان يرزقكم جميعا زيارته في الدنيا وشفاعته في الاخرة ....
ارواح سارت قبل الارجل ..
رحلت من كل مكان
كي تلقى سيد القلوب وحبيب الارواح..
ايام حزنها يتجلى في جباه العاشقين
وساعات عزاء يخطها مشي ارجل الوالهين
هاهو عاد علينا ,,انه يوم الاربعيــــــــن..
عيون باكية عادت لتسقي عطش الشهيد
وقلوب عادت لتواسي نيران الطف ..
فهلا اخبرتيني ياكربلاء عن ماجرى فيك؟؟
خبريني عن حسينكِ الشهيد ..
خبريني عن عليلكِ الاسير ..
خبريني عن يتيمتكِ المبعده,..
خبريني عن سيدة المصائب هناك كانت على ارضكِ
خبريني ثم زيديني ولاتتوقفي
دعي صرختكِ تعلوا الى حيث الوجود اللامتناهي
فالتشهد السماء
ولتصرخ الارض غوثا ..
فقد قتل سيد شبان اهل الجنان ..
اترككم مع العزاء ...
جينا ننشد كربلاء
وأخيراً نتوجه الى مولانا صاحب العصر والزمان ندعوه بقلوبنا المنتظره
لفرجه ليذهب عنا هذه الغمة ويطمس معالم كل الظالمين الطغاة كما يحاولون ان
يطمسوا معالم وذكر اهل البيت عليهم السلام ولكن يأبى الله ذلك ومحبينهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا خلّيت يالزاير أول خـطوة بالحضرة
إحني راسك وقبّل عتبته و أنظر القبـر
وشم ريحه تراب حسين و تنسم هوى عطرك
أهاذي الجنة يالزاير وطوف وفارغ الحسرة
وتذكر كل صديق يقال تذكرني ورجا أترجاك
يالرايح تزور حسين أخذ قلبي يزور وياك
السلام على من غسله دمه ونسج الريح أكفانه والتراب الذاري كافوره والقنا الخطي نعشه
وفي قلب من والاه قبره السلام على الجسم السليب السلام على الشيب الخضيب السلام على
المحزوز راسه من القفا السلام على مسلوب العمامة والرداء السلام على الحسين وعلى
اولاد الحسين وعلى نساء الحسين وعلى أصحاب الحسين .
يتجدد الحزن في نفوس المسلمين في العشرين من صفر من كل عام. ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام
وتعتبر زيارة سيد شباب أهل الجنة في يوم الأربعين من علامات المؤمنين
فقد جاء في الحديث المروي عن الإمام أبي محمد العسكري (عليهما السلام) انه قال:
(علامات المؤمن خمس، صلاة الاحدى والخمسين وزيارة الأربعين والتختم في اليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم).
زيارة الأربعين
السلام على ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيبه، السلام على صفي الله وابن صفيّه، السلام على الحسين المظلوم الشهيد، السلام على أسير الكربات وقتيل العبرات، اللهم إني أشهد أنه وليّك وابن وليّك وصفيّك وابن صفيّك الفائز بكرامتك أكرمته بالشهادة وحبوته بالسعادة واجتبيته بطيب الولادة وجعلته سيّداً من السّادة وقائداً من القادة وذائداً من الذّادة وأعطيته مواريث الأنبياء وجعلته حجّة على خلقك من الأوصياء فأعذر في الدّعاء ومنح النصح وبذل مُهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة وقد توازر عليه من غرّته الدنيا وباع حظّه بالأرذل الأدنى وشرى آخرته بالثمن الأوكس وتغطرس وتردّى في هواه وأسخطك وأسخط نبيّك وأطاع من عبادك أهل الشقاق والنفاق وحملة الأوزار المستوجبين النار فجاهدهم فيك صابراً محتسباً حتى سفك في طاعتك دمه واستبيح حريمه، اللهم فالعنهم لعناً وبيلاً وعذّبهم عذاباً أليماً، السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا بن سيد الأوصياء، أشهد أنك أمينُ الله وابن أمينه عشت سعيداً ومضيت حميداً ومتّ فقيداً مظلوماً شهيداً، واشهد أن الله منجز ما وعدك ومهلك من خذلك ومعذّب من قتلك، وأشهد أنك وفيت بعهد الله وجاهدت في سبيله حتى أتاك اليقين، فلعن الله من قتلك ولعن الله من ظلمك ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به، اللهم إني أُشهدك أني وليّ لمن والاه وعدوّ لمن عاداه، بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة لم تنجّسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك المدلهمّات من ثيابها وأشهد أنك من دعائم الدين وأركان المسلمين ومعقل المؤمنين، وأشهد أنك الإمام البرّ التقيّ الرّضيّ الزكيّ الهادي المهديّ، وأشهد أنّ الأئمة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى والعروة الوثقى والحجّة على أهل الدنيا، وأشهد أني بكم مؤمن وبإيابكم موقن، بشرائع ديني وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متّبع ونصرتي لكم معدّة حتى يأذن الله لكم فمعكم معكم لا مع عدوّكم، صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم وشاهدكم وغائبكم وظاهركم وباطنكم، آمين رب العالمين
نتقدم بأحر التعازي والأسى لمقام بقية الله في الأرض أرواحنا له الفداء الإمام المنتظر
( عج ) ولمراجعنا العظام ولكافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى أربعينية الأمام الحسين (ع) وأهله (ع) وأصحابه (ع) .. فلنعرج بهذه الذكرى لزيارتهم (ع) ونجدد العهد بالإمام الحسين (ع) ..
..عرج على كربلاء ياركبنا الحزين ..
..نزور فيه سيدنا ومولانا الإمام الحسين ..
..عرج على جسد ليس به يدين ..
..عرج على تربة زاد لها الحنين ..
..ياركبنا عد بنا فهذه الشجون ..
..في قلبنا قد بقت ليوم الاربعين ..
مر على استشهاد الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام وأهل بيته (ع) وأصحابه (ع) أربعون يوماً ، وقَدْ قضى العقل والدين باحترام عظماء الرجال ، أحياءً وأمواتاً ، وتجديد الذكرى لوفاتهم وشهادتهم ، وإظهار الحُزن عليهم ، لا سِيَّما من بذل نفسه وجاهَد ، حتى قُتِل لمقصدٍ سَامٍ ، وغَايَةٍ نَبيلة ، وقد جرت على ذلك الأمم في كلِّ عصرٍ وزمان ,, فحقيق على المسلمين بل جميع الأمم أن يقيموا الذكرى في كل عام للإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام ،، وإحياء هذا اليوم المشهود قد أصبح من شعائر الله تعالى ومن أجزاء التاريخ ..
فإن الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام قد جمع أكرم الصفات ،، وأحسن الأخلاق ،، وأعظم الأفعال ،،
وأجلَّ الفضائل والمناقب ،، علما وفضلا ، وزهادة وعبادة ، وشجاعة ، وسخاء وسماحة، ومقاومة للظلم ، وقد جمع إلى كرم الحسب شرف النسب وهو نسب حبيب إله العالمين محمد المصطفى صلى الله عليه وآله ..
وقد جاهد الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام لنيل أسمى المقاصد ، وأنْبل الغايات ، وقام بما لم يَقُم بمثله أحد .. فبذل عليه أفضل الصلاة والسلام نفسه ، ومالَه وآلَه (ع) وأصحابه (ع) ،، في سبيل إحياء الدين ،، وإظهار فضائح المنافقين ،، واختار المنيَّة على الدنيَّة ، وميتة العز على حياة الذل ، ومصارع الكرام على اللئام ..
فأمن الحق أن تقام له عليه أفضل الصلاة والسلام الذكرى على ما جرى عليه في كل عام ، بل وفي كل يوم ، وتبكي له العيون بدل الدموع دمـــا ..
ونحن وفي هذه الذكرى الأليمة نرى في جميع انحاء العالم كم من الزائرين الموالين والمواليات سواء عن قرب او عن بعد ،، جاؤوا يحملون اللوعة والحرارة في زيارتهم للإمام للحسين عليه أفضل الصلاة والسلام في هذه الذكرى الأربعينية لأبي عبد الله الإمام الحسين (ع) ..
فكيف لاتكون اللوعة والتآسي بهذه المصيبة الألمية منا نحن المحبين للإمام الحسين (ع) بهذه الذكرى ،، فقد حث أهل بيت النبوة عليهم أفضل الصلاة والسلام شيعتهم وأتباعهم ومحبيهم على إقامة الذكرى لهذه الفــاجعة الألمية في كل عام ، فهم نعم القدوة وخير من اتبع صلوات الله عليهم أجمعين ..
فقد قال الإمام الحسين (ع): (انا قتيل العبرة ما ذكرت عند مؤمن الا ودمعت عيناه)..
وفقد بكى الإمام زين العابدين (ع) على مصيبة أبيه الإمام الحسين (ع) ثلاثين سنة ..
وكان الإمام الصادق (ع) يبكي لتذكُّر المصيبة ، ويستنشد الشعر في رثائه ويبكي ..
وكان الإمام الكاظم(ع) إذا دخل شهر محرم لا يُرَى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلُبُ عليه ..
وقال الإمام الرضا (ع) ( إنَّ يَومَ الحسين أقرحَ به جُفونَنا ، وأسال دموعنا ، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ) ..
ونحن نقول كلنا بصوت واحد .. سيدي يا أبا عبد الله
سيدي إن فاتنا السعي إليك ،، لترانا صرعا بين يديك ،، لم يفتنا الوجد والنوح عليك ،، أبد الدهر وجذب الحسرات ..
:: فضل يوم الأربعين ::
إن لأربعينية الأمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام أصول وجذور ، فقد ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: إنّ الأرض لَتبكي على المؤمن أربعين صباحاً ..
وجاء عن الإمام الباقر عليه السلام: إنّ السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً.. تطلع حمراء، وتغرب حمراء ..
وكما ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قولُه: إنّ السماء بكت على الحسين عليه السلام أربعين صباحاً بالدم، وإنّ الأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، وإنّ الشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة... وإنّ الملائكة بكت عليه أربعين صباحاً..
ولمّا كانت مزايا الإمام الحسين عليه السلام وفجائعه لاتُحدّ.. لم تتوقّف هذه السُّنّة الشريفة، وهي إحياء مناسبة زيارته من قِبل أسرته. قال الشيخ المجلسيّ: عن المناقب: ذكر الشريف المرتضى في بعض مسائله أنّ رأس الحسين عليه السلام رُدّ إلى بدنه بكربلاء من الشام، وضُمّ إليه. وقال الشيخ الطوسيّ: ومنه «زيارة الأربعين».
ويمضي الموالون لأهل البيت عليهم السلام على تجديد العهد في يوم الأربعين من كلّ سنة ، يتذكّرونه ويُذكّرون به ، ويتثبّتون على أصله في حديث الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام: علامات المؤمن خمس: صلاة الإحدى والخمسين (وهي الفرائض اليوميّة مع النوافل) ، وزيارة الأربعين (وهي زيارة الحسين سلام الله عليه في أربعينيّة شهادته، والألف واللام في كلمة الأربعين تُسمّى للعهد، فهي زيارة معهودة مشهورة)، والتختّم باليمين (التزاماً بسُنّة النبيّ وأهل بيته صلوات الله عليهم)، وتعفير الجبين (بالسجود على الأرض؛ خضوعاً لله تعالى وتذلّلاً في محضره القدسيّ)، والجهر بـ «بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم» (وذلك وجوباً في الصلاة الجهريّة)..
فهذه هي علامات المؤمن المسلّم لأوامر الله تعالى، ومنها موالاةُ أوليائه ومودّتُهم وقد قال الله تعالى : "قُلْ لا أسألُكم عليهِ أجراً إلاّ المودّةَ في القُربى"،، والإمام الحسين (ع) من أقرب قُربى رسول الله صلّى الله عليه وآله، ومن مصاديق المودّة: إحياءُ الذكرى، والمواساة مع التأسيّ ، والتفاعل الروحيّ والقلبيّ بسيروهذا من خصوصيّات المؤمن الموالي والمحبّ المخلص، يكون فيه علامةً تُميّزه عن عامّة الناس، إذْ زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم أربعينه ممّا يدعو إليها الإيمانُ الخالص والولاء الخالص لأهل البيت عليهم السلام، ويؤكّدها الشوق الحسينيّ ، ولايوفَّق إلى ذلك إلاّ خصوص المشايعين له والسائرين على منهاجه وأثره.
ونذكر هنا قصة الصحابي الجليل جابر الأنصاري في الأربعين ..
قال عَطا : كنت مع جابر بن عبد الله الأنصاري يوم العشرين من صفر ، فلمَّا وصَلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها ، ولبس قميصاً كان معه طاهراً ، ثم قال لي : أمَعَكَ من الطيب يا عَطا ؟
قلت : معي سُعد .
فجعل منه على رأسه وسائر جسده ، ثم مشى حافياً حتى وقف عند رأس الحسين ( عليه السلام ) ، وكَبَّر ثلاثاً ، ثم خرَّ مغشياً عليه ، فلما أفاق سَمِعتُه يقول : السلام عليكم يا آلَ الله ( بحار الأنوار 101 / 329 ) .
وكان يزيد قد أمر بِرَدِّ سبايا الحسين ( عليه السلام ) إلى المدينة ، وأرسل معهم النعمان بن بشير الأنصاري في جماعة .
فلمَّا بلغوا العراق ، قالوا للدليل : مُر بنا على طريق كربلاء ، وكان جابر بن عبد الله الأنصاري ، وجماعة من بني هاشم قد وردوا لزيارة قبر الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
فبينا هُم كذلك إذ بِسَوادٍ قد طلع عليهم من ناحية الشام .
فقال جابر لعبده : اِنطلق إلى هذا السواد وآتِنَا بخبره ، فإن كانوا من أصحاب عُمَر بن سعد فارجع إلينا ، لعلَّنا نلجأ إلى ملجأ ، وإن كان زين العابدين ( عليه السلام ) فأنت حُرٌّ لوجه الله تعالى .
فمضى العبد ، فما أسرع أن رجع وهو يقول : يا جابر ، قمْ واستقبل حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، هذا زين العابدين قد جاء بِعَمَّاته وأخواته .
فقام جابر يَمشي حافي الأقدام ، مكشوف الرأس ، إلى أن دنا من الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( أنْتَ جَابِر ؟ ) .
فقال : نعم يا بن رسول الله .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( يَا جَابر هَا هُنا واللهِ قُتلت رجالُنا ، وذُبحِت أطفالُنا ، وسُبيَتْ نساؤنا ، وحُرقَت خِيامُنا ) .
وفي كتاب الملهوف : إنهم توافوا لزيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) في وقت واحد ، وتلاقوا بالبكاء والحزن ، وأقاموا المأتم ، واجتمع عليهم أهل ذلك السواد ، وأقاموا على ذلك أياماً ( أعيان الشيعة 1 / 617 ) .
وقد روي الزيارة في هذا اليوم على نحوين ، أحدهما ما رواه الشّيخ في التّهذيب والمصباح عن صفوان الجمّال قال : قال لي مولاي الصّادق صلوات الله عليه في زيارة الاربعين: تزُور عند ارتفاع النّهار وتقول
وبعدها تصلّي ركعتين وتدعو بما أحببت وترجع ..
وأخيرا لنجدد ذكرى الأربعين والتي تأتينا لتجدد فينا دماء الحسين الشهيد ..
تجدد فينا دماء الحق ..تجدد فينا دماء الطهارة ورفض الظلم ..تجدد فينا دماء لإحياء الدين .. تجدد فينا خطبة العقيلة زينب (ع) .. تجدد فينا حركة العقيلة زينب الإعلامية ..
فعظم الله لك الأجر سيدي يارسول الله
عظم الله لك الأجر سيدي يا أميرالمؤمنين
عظم الله لك الأجر سيدتي يافاطمة الزهراء
عظم الله لكم الأجر يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة
عظم الله لك الأجر يا بقية الله في أرضه وخليفته المهدي المنتظر أرواح العالمين لك الفداء وعجل الله تعالى لك الفرج وجعلنا من انصارك وأعوانك والمجاهدين تحت لوائك والمستشهدين يديك في جملة أوليائك برحمتك ياالله ياالله ياالله ويا أرحم الراحمين ..
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا ..