فهل تعجب بعد هذا إذا وجدت أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مضطربة، مشتتة، مستضعفة لا تستقر على حال، وكيف ترجو فيها خيرا
وقد بدأت بغصب منصب خليفته وآله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين وجبت طاعتهم والصلاة عليهم تسع مرات في اليوم، أي في كل تشهد! هل تعجب من انخذال الأمة،
ونفس محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخيه ووصيه وخليفته يقتل مظلوما ويسب على المنابر بعد كل صلاة عيد، وهل تعجب وذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستضعفون بعد موته ثم يقتلون ويقطعون ويسلبون ويحرقون ويسبون ويسمون، وهل تستغرب قتل صحابة رسول الله بعد تعذيبهم ()!
وهل تستغرب منع تدوين سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحاديثه قهرا وقسرا، حتى يمر الزمان ويقضى على النخبة من الصحابة وهم تحت كابوس من الضغط، ولا يطيق أحدهم أن ينبس ببنت شفة ولا يسمح له بالخروج من المدينة إلا تحت أوامر صارمة ()،
وهل تستغرب أن تستباح مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتضرب كعبة المسلمين بالمنجنيق، ويقتل فيها الآمنون، وهل تستغرب أن تستبيح أم المؤمنين قتل مئات بل ألوف الصحابة والمسلمين قبل شروع القتال وبعده في حرب الجمل
، وهل تعجب من شخص يجلس مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويسمي نفسه خليفته تم يحلل حرامه ويحرم حلاله، وما لا يحصى ولا يعد من المنكرات! ألا تعجب
إذا رأيت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نفسه منكرا!، ألا تعجب وأنت ترى وتسمع نسبة فضائل علي (عليه السلام) وذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأعدائه وأعدائهم وتزييف وتحريف الحقائق على رؤوس الأشهاد!،
ألا تعجب ومال الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين يبذل في غير سبيل الله، بل في سبيل المنكرات والموبقات!، أتريد بعد هذا خبرا لأمة محمد والمظالم تترى على محبيه ومحبي آله وذراريه وهم أهل الكتاب والسنة وهم المخلصون من شيعة محمد وآله!
ألم يجر ذلك في زمن بني أمية؟ ووضع حجره الأساس في زمن أبي بكر وعمر وعثمان برفع بني سفيان وتقويتهم؟ لا والله لن ندرك العز ولن نبلغ السلام الدائم إلا باتباع كتاب الله وتطبيقه تطبيقا صحيحا، واتباع سنة محمد وآله (عليهم السلام) واتباع خطاهم حذو النعل بالنعل، واتباع صحابته المخلصين الذين لا تأخذهم في الله عز وجل ورسوله وآله (عليهم السلام) لومة لائم،
أولئك الذين اتبعوا أوامر الله ونواهيه ورفض كل من غير وبدل نصوص القرآن وسنن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومناهجه، وسحق ومحق ما تركوه من مخلفاتهم المنكرة وبدعهم الضالة وسننهم الباطلة وعاداتهم المستهجنة، وقد أوضحت كل شيء لمن أعطي المنطق الصائب والرأي الثاقب، لمن حملت طيات قلبه الإيمان واليقين بحكمة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ودين الإسلام المبين وقرآنه المجيد،
ولم يلبس الحق بالباطل وأخلص لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تأخذه العزة بالإثم أو لومة لائم، ولم تغلب عليه العصبية الجاهلية والنفس الأمارة بالسوء والعادات المزرية التي خلفتها السنون والأحقاب، على يد أعداء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأعداء آل بيت النبوة (عليه السلام)،
ومن هو أشد عداوة كآل أمية وآل مروان، ومن أسند لهم ذلك الملك وهيأه لهم، ومن سار على هداهم وهدى أئمة السوء والمنحرفين عن الصراط المستقيم والمنجرفين إلى هوة الضلال السحيقة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ستكون من بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب، إنه أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو معي في السماء العليا وهو الفاروق بين الحق والباطل
. رواه البلخي الحنفي باب 16 في ينابيع المودة، وأبي جعفر أحمد بن عبد الله الشافعي إمام الحرم الشريف عن الفردوس الديلمي، والهمداني الشافعي في المودة السادسة من مودة القربى، والحافظ في الأمالي، والكنجي في الباب 44 من كفاية الطالب في ثلاث أحاديث متشابهة المعنى، مع اختلاف اللفظ عن أبي عباس وأبي ليلى الغفاري وأبي ذر الغفاري. الفاروق والصديق الأكبر
وأشار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) قائلا: هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل .
أخرجه محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول، والطبري في الكبير، والبيهقي في السنن، ونور الدين المالكي في الفصول المهمة، والحاكم في المستدرك، وأبو نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخه، وابن أبي الحديد في شرح النهج، والطبراني في الأوسط، ومحب الدين الطبري في الرياض، والحمويني في الفرائد، والسيوطي في الدر المنثور عن ابن عباس وسليمان وأبي ذر وحذيفة.
يعسوب المؤمنين: وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي (عليه السلام) إنه: يعسوب المؤمنين، وهو بأبي التي أوتى منه، وخليفتي من بعدي . وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا علي فأحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي، فإن جبرئيل أمرني بالذي قلت لكم من الله عز وجل
أخرجه الحافظ أبو نعيم في ج 1 ص 63 في الحلية بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). طاعة علي طاعة الله: وحدث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عمار قائلا: يا عمار إن سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي وخل عن الناس، يا عمار علي لا يردك عن هدى ولا يدلك على ردى، يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله .
أخرجه الحافظ أبو نعيم في الحلية، وأبو طلحة في مطالب السؤول، والبلاذري في تاريخه، والبلخي الحنفي في ينابيع المودة باب 43، والجمويتي، ومير سيد علي الهمداني الشافعي في المودة الخامسة من مودة القربى، والديلمي في الفردوس نقلا عن أبي أيوب الأنصاري حينما اعترض عليه لماذا تركت أبا بكر وأخذت جانب علي (عليه السلام)
. امتناع أجل الصحابة عن البيعة ونعود لنورد أن عليا الذي بايعه بالولاية في غدير خم جمع غفير من أجل الصحابة مثل الزبير، وطلحة، وسلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود الكندي، وعمار بن ياسر، وخالد بن سعيد بن العاص، وبريدة الأسلمي، وأبي بن كعب، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبو الهيثم ابن التيهان، وسهل بن حنيف، وعثمان بن حنيف ذي الشهادتين، وأبي أيوب الأنصاري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وحذيفة بن اليمان، وسعد بن عبادة، وقيس بن سعد، وعبد الله بن عباس، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، هؤلاء وطائفة من الخزرج سموا بالروافض لرفضهم بيعة أبي بكر،
ذكرهم ابن حجر العسقلاني، والبلاذري في تاريخه، ومحمد خاوند شاه في روضة الصفا، وابن عبد البر في الإستيعاب وغيرهم. كما امتنع علي (عليه السلام) وبنو هاشم عن البيعة وأجبروهم عليها وهددوهم بالقتل،