من القضايا الأساسية التي يجب أن يعرفها الدعاة والأمة والآخرون،ان حزب الدعوة الاسلامية هو مشروع حضاري وليس تكتلاً سياسياً سواء صنف هذا الحزب حسب مصطلحات السياسة العلمانية-حزباً اصولياً- او لم يصنف.
انه مشروع دعوة وثقافة وحضارة ..فالدولة في مفهومه ، كما عرفها الشهيد الصدر في الأسس التي كتبها للدعوة في بدايات التأسيس،هي الأداة السياسية لتنفيذ الأهداف الإسلامية،فالسلطة والسياسة أداة وليس هدفا في مشروع الدعوة..
إن حزب الدعوة الإسلامية مشروع لحمل الدعوة إلى الإسلام،والهدف الأساس للإسلام هو بناء إنسانية الإنسان، وحماية الفطرة من تلويث البيئة الاجتماعية وإعادة بناء الذات الإنسانية، وتشكيل المجتمع والحياة على أساس من قيم الإسلام الرفيعة ..وذلك يتطلب منهج فهم سليم للإسلام وللمجتمع وللتطورات الإنسانية وللتأريخ والتراث والتفاعل مع الماضي والحاضر والمستقبل..
إن فهم الإسلام ،في أحد جوانبه يعني صياغة النظرية الإسلامية كبديل حضاري في مختلف جوانب الحياة.
إن المجتمع يبنى إنسانيا ًبشكل أساسي على عدد من النظريات ومنها:
* نظرية المعرفة ومنهج البحث والتفكير وكيفية فهم الإسلام
* القاعدة العقيدية
*النظرية الاجتماعية في تشكيل المجتمع وتطوره وتحصينه ، و فهم التأريخ والتراث
* النظرية السلوكية
* نظرية فهم الإنسان والانسانية والعلاقة مع الموجود المادي
* النظرية السياسية
* النظرية الاقتصادية
* نظرية التعامل مع الإبداع والطاقات الإنسانية
إن دراسة وتحليل الفكر الذي بني على أساسه حزب الدعوة الاسلامية ، يؤكد أن هذا التشكيل الحضاري أسس على رؤية مستوعبة لهذه الحقائق وان لم يستكمل تنظيرها.
إن الذين يفهمون حزب الدعوة الإسلامية تكتلاً سياسياً، سواء من المنتمين إلى صفوفه أو الذين يرصدونه من خارجه إنما يقعون في خطأ..ولابد لنا من أن نشير إلى أن مفهوم التكتل السياسي قد غلب على فهم بعض الدعاة، و وغابت عنه البنية الحقيقية والهدف الكبير لهذا الحزب الاسلامي..
ويتضح التعريف الحقيقي للحزب في إحدى نشراته التي أصدرها تحت عنوان ( الاسم والشكل التنظيمي) جاء فيها:
(إن اسم الدعوة الإسلامية هو الاسم الطبيعي لعملنا والتعبير الشرعي عن واجبنا في دعوة الناس إلى الإسلام. ولا مانع أن نعبر عن أنفسنا بالحزب والحركة والتنظيم ، فنحن حزب الله ، و أنصار الله ، وأنصار الإسلام ، ونحن حركة في المجتمع وتنظيم في العمل. وفي كل الحالات نحن دعاة إلى الإسلام ، وعملنا دعوة إلى الإسلام).
ثقافة الدعوة:
لقد تبنى الحزب ثقافة إسلامية لبناء شخصية الداعية والحزب وتغيير المجتمع كان الشهيد الصدر قد ثبـت أسسها ومعالمها كما تبنى الحزب تدريس كتب الشـهيد الصـدر في حلقـات الدعـوة (فلسفتنـا واقتصادنـا ورسالتنا والمدرسة الإسلامية) كما كتب للحزب (33) أساسا بمثابة الدستور والنظرية العامة وقام بشرح (13)أساسا منها ...
ثم نشطت الحركة الفكرية ، وبدأ الدعاة يدخلون ميــدان الكتابة والثقافة , فكانت مرحـلة السـتينات مرحلـة الوعي والخصوبة الثقافية ، والطرح العـلمي المبرمـج والحـوار الفكري الرصين مع الثقافات الوافدة الماركسية والرأسمالـية والاشتراكية والوجودية ، والدعوات الإقليمية والعنصرية ، والشبهات المثارة ضد الفكر الإسلامي ، وقدرتـه على بناء المجتمع والدولة والحضارة ، واستيعاب التطور التكنولوجي والعلمي الهائل .
ومما تبناه الحزب هو الانفتاح الثقافي الملتزم ، وعدم الاقتصار على ما تقدمه الدعوة من نشرات وكتـب وثقافة خاصة، فمما امتاز به حزب الدعوة الإسلامية هو الانفتاح على الفكر الإسلامي وعلى ما ينتجه المفكرون الإسلاميون جميعا ، واعتباره جزءا من ثقافة الداعية . شريطة الالتزام بالأصالة الإسلامية ..فكان الدعاة طليعة المجتمع الثقافية ، وخلايا عمل متواصلة الحركة والعطاء.