في مسالة الاستخلاف ومن هو الذي ينصّب الخليفة قولان :
قول أهل السنة :
ومفاده إن الله ورسوله لم يعينا مرجعية للدين ولا قيادة للمسلمين بعد وفاة النبي (ص واله) .
قول الشيعة :
ومفاده إن الله ورسوله لم يتركا الأمر سدى , إنما بينا للمسلمين الأعلم والافهم والأفضل والأنسب للقيادة والمرجعية من بعد النبي (ص واله ) وفي كل زمان إلى قيام الساعة .
أما القول الأول وهو قول أهل السنة فهم أمام أمرين :
1- إما أن يوجهوا النقص إلى الله تعالى جل وعلا والى رسوله (ص واله) فقد أوقعوا أنفسهم في محذور .
2- وإما أن يقولوا أن خلاصة قولنا هو عداء لعلي بن أبي طالب (ع) لتنحيته عن منصبه الإلهي مع علمنا إن الله ورسوله لم يتركا هذه الأمة سدى بدون قيادة ومرجعية فيكون التنقيص الموجه إلى الله جل وعلا والى رسوله (ص واله) تنقيصا متعمدا وهذا بحد ذاته مخرج لهم عن كونهم مسلمين ومؤمنين بالله ورسوله .
نداءات تبين أن أصحابها احرص من الله ورسوله على الإسلام
1- نداء عائشة لعبد الله بن عمر :
( قالت لعبد الله بن عمر : يا بني ابلغ عمر سلامي وقل له لا تدع امة محمد بلا راعي , استخلف عليهم ولا تدعهم بعدك هملا , فاني اخشى عليهم الفتنة , فأتى عبد الله فاعلمه وهو يقاسي سكرات الموت , فقال : ومن تأمرني أن استخلف ) الإمامة والسياسة : 23 , الطبعة الأخيرة 1996 .
وهنا نرى أن عائشة أدركت وهي امرأة أن عدم الاستخلاف , وترك الأمة بدون راع يجعل المسلمين هملا ويؤدي بهم إلى الفتنة فهل يعقل أن تدرك هذه الأمور امرأة وتغيب على الشارع الحكيم , فبأي حكم تحكمون وبأي مكيال تكيلون ؟
2- نداء عبد الله بن عمر بن الخطاب :
( دخل عبد الله بن عمر بن الخطاب على أبيه عمر وهو يجود بنفسه , فقال له يا أمير المؤمنين : استخلف على امة محمد فانه لو جاءك راعي إبلك أو غنمك وترك إبله أو غنمه لا راعي لها للمته وقلت له تركت أمانتك ضائعة , فكيف يا أمير المؤمنين بأمة محمد ؟ فاستخلف عليهم ) حلية الأولياء , 1: 44 . مروج الذهب , 2: 349 .
فهل يعقل يا من تسمون ببشر إن عبد الله بن عمر يدرك مخاطر هذا الأمر ولا يدركه الشارع الحكيم ؟
3- نداء معاوية بن أبي سفيان :
ومعاوية غني عن التعريف وهو الذي أطلق على الجماعة لقب ( أهل السنة أو السنة ) وهو المخترع لنظرية عدالة كل الصحابة , فقوله لا بد وان يكون حجة على أولائك الذين قدّموا التأريخ على الشرع وقاسوا الشرع على وقائع التأريخ , فما وافق التأريخ فهو شرع وما خالفه فهو ليس من الشرع .
النداء :
( قدم معاوية المدينة ليأخذ من أهل المدينة البيعة لابنه يزيد فاجتمع مع عدة من الصحابة إلى أن أرسل إلى ابن عمر فأتاه وخلا به فكلمه بكلام وقال : كرهت أن ادع امة محمد بعدي كالضأن لا راعي لها ) الإمامة والسياسة , 1: 168
وهل يعقل أن مثل معاوية الخمار المستبيح لحرمات الله وسعى في الأرض بكل أنواع الفساد يدرك أن عدم الاستخلاف يجعل امة محمد (ص واله) كالضأن بلا راعي ؟
أليس هذا تنقيص متعمد لكمال الله جل وعلا ؟
أليس هذا تنقيص بحضرة النبي ( ص واله ) ؟
وان كنا قد أصدرنا الحكم مسبقا عليكم فما هو السر في إن عائشة وابن عمر ومعاوية حرصوا على استخلاف خليفة لتلافي الفتنة بين المسلمين ولم يحرص الله ورسوله على الاستخلاف؟
أليس هذا الشأن من شؤون الشارع الحكيم ؟
أم إن الشارع الحكيم يريد الفتنة بين المسلمين فتداركت عائشة هذا الأمر وابن عمر ومعاوية بن أبي سفيان ففعلوا ما لم يفعله الله ورسوله ( حاشا لله ولرسوله )
يا أخي الكريم ..... لم يطبّقوا مبدأ الشورى إلا في استخلاف ابي بكر .... و من بعده كانت الخلافة بالتعيين و الوصاية !!!!!!!!!!
طبعا ابو بكر هو اول من تولّى امور الخلافة بعد رسولنا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ... و انا لآارى في ذلك الا امرا من ثلاث :
1- ان يكون الرسول ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) قد ترك هذا الأمر ليكون شورى بينهم .... فقاموا بذلك مع أول خليفة .... ثمّ غيروا نهج الرسول الكريم ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) في باقي الخلفاء .... أي أنهم خالفوا الرسول ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) ....
2- انّ الرسول لم يكن حريصا على هذه الأمة لذلك تركها دون وصاية ... و لم يخبرهم آلية اختيار الخليفة ( أي انه لم ينصّ على الشورى فلم يخالفوه ) .... لكن من جاء بعده ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) كانوا حريصين كل الحرص على هذه الأمة فوجدوا الحلّ لهذا الأمر الجلل و لم يتركوالأمة دون وصاية ...
3- أنّ رسولنا الكريم ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) اوصى بالخلافة لمستحقّها .... لكنهم لم يرضوا به .... فقالوا انّما الأمر شورى بيننا .... فاستخلفوا ابا بكر... ثمّ بعد ذلك في من لحقه من خلفاء عدلوا عن رأيهم و جعلوا الخلافة بالوصاية .....
نعم ايتها الفاضلة سلمت لما علقت به :
وحتى تطبيق الشورى هل ان الله ورسوله (ص واله) ترك الاستخلاف وهو الامر الضروري للشورى فايهما اولى بالطاعة الاستخلاف من مؤسسة الشورى ام الاستخلاف الالهي على لسان النبي (ص واله) ؟
وهل ان قرار الشورى يعطي حصانة لمن استخلفوه من ارتكاب الذنوب والموبقات وهل ان الشورى تعطي ميزات خاصة لمن استخلفوه وهل ان الشورى تمنح المستخلف العلم باحكام الدين وتمنحه الشجاعة عنوانا بلا معنون ... فكلها ترد نقضا فاما الشورى واما النص وكلاهما متناقضان
سلمت وبوركت ايتها الفاضلة
جوابك اخي الفاضل اليسوع المحترم هو المراد , نعم ليس حرصا على الاسلام ونما العداء والبغض والتنكيل على الاسلام فان كان كذلك فسلام على الاسلام الذي فيه عائشة تدرك ضرورة الاستخلاف ومعاوية الذي يدرك كذلك ضرورة الاستخلاف وعبد الله بن عمر يدرك ضرورة الاستخلاف والله ورسوله ( حاشا لله ولرسوله ) لا يدركون ذلك ...