شهيد المحراب
ندى محمد اللواتي
________________________________________
"فزت ورب الكعبة !!"...
كلمات خطها الدم بحروف من نور ...
لتسجل على سطور الزمن.. وفي أعماقه ..
صرخة.. لا زالت الأرضين والسماوات تسمع لها دوي ...
لا زال صداها يتردد ..
وإلى الأبد ...
ليتخلل تصدعات القلوب.. القاسية ...
ويوقظ كل ضمير فاحت منه رائحة.. الموت ...
كلمات ..
ارتفع على إثرها هدير موج البحر ..
معلنا ثورته على الظلم والظالمين ...
وكيف لا ...
والظالم هو أشقى الأولين والآخرين ...
والمظلوم ...
هو مولى المتقين.. وناصر المظلومين ...
هو أمير المؤمنين ...
أميري ...
كيف أرداك المرادي.. من لا يعدل عند الله جناح بعوضة ...
وأنت الجبل الراسخ.. الذي لا تهزه العواصف ...
وأنت سيف الله الذي لا ينبو.. مهما قست عليه نوائب الدهر ...
وأنت من عجزت أقلام العالمين عن وصفك ..
فوقفت صامتة حائرة ..
وكأن معين مدادها قد جف.. قد نضب ...
أو كأن الحروف قد اختنقت في حناجرها ...
سيدي ...
كيف ترحل عنا ..
وتتركنا من بعدك .. يتامى ...
تتقاذفنا عواصف الدهر ...
ويطحننا رحى الألم ...
أولست يا مولاي أبا اليتامى ...
فكيف تتركنا من بعدك.. يتامى ...
مولاي ...
أنت النور..بل نور النور ...
حين تغمر قلبي دياجير الألم ...
وأنت المرفأ الأمين ..
الذي أحط بساحته رحالي ..
حين تضرب قاربي أمواج الضياع ...
ليس لي.. ولا لأمثالي من يتاماك.. غيرك ...
رحلت يا سيدي ...
وتركت قلوبا قد هدتها مطارق الألم ...
وأيتمت حتى الصلاة.. والمحراب ...
وأتعبت من بعدك تعبا شديدا ...
فجللت عن البكاء ..
وعظمت رزيتك في السماء ...
فإنا لله وإنا إليه راجعون ...
ستبقى غمائم الحزن تعلو قلوب كل مؤمن ومؤمنة ...
إلى الحشر ..
حتى يبعث الله قائما ...
يفرج عنا الهم والكربات ...