|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 21732
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 300
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
قصة من أرشيف بني اسرائيل
بتاريخ : 15-04-2009 الساعة : 11:56 PM
قصة من أرشيف بني اسرائيل
وهذا القران الكريم يحدثنا عن النبي موسى "عليه السلام" عندما اختار من قومه سبعين رجلا ممن يثق بهم ويعتمد عليهم ويعتبرهم أفضل بني إسرائيل ،وذهب بهم إلى طور سيناء حيث سمعوا كلام الله وخطابة إلى موسى ،ولكنهم – بالرغم من كل ذلك- انحرفوا في نهاية الأمر وطلبوا من موسى ما لا يجوز طلبه فقالوا :{يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة} سورة البقرة الآية 55
وكان طلبهم هذا، تجريا على الله وخروجا عن الدين ولهذا: { فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } سورة النساء الآية 153
فإذا كان الأمر هكذا بالنسبة إلى نبي الله موسى "عليه السلام" فكيف يصبح لسائر الناس أن يختاروا خليفة لا يعلمون مستقبلة وعاقبة؟
وفي هذا المجال، جرى الحوار الذي دار بين الإمام القائم المهدي "عليه السلام" وأحد شيعته حول هذا المسالة:
ففقد سأله سعد بن عثمان القمي – فيما سأله – قائلا : اخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار الإمام بأنفسهم؟
فقال "عليه السلام" مصلح أو مفسد ؟ 1
فقلت:مصلح
قال: هل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد، بعد أن يعلم احدهم ما يخطر ببال غيرة من إصلاح أو فساد2
قلت : بلى
قال: فهي... 3 أيدتها لك ببرهان يقبل ذلك عقلك
قلت : نعم
..... إلى أن قال "عليه السلام" : فهذا موسى كليم الله- مع وفور عقلة وكمال علمه ونزول الوحي عليه – اختار من اعيان قومه ووجوه عسكره، لميقات ربه سبعين رجلا ممن لم يشك في إيمانهم وإخلاصهم فوقع خيرته على المنافق
قال الله عزوجل :{ واختار موسى قومه سبعين رجلا لمقياتنا} سورة الأعراف الاية154
وهنا سؤالا يقول: كيف وقع اختيار النبي موسى "عليه السلام" المنافقين، مع العلم أنة نبي المعصوم ؟كيف خفي عليه حالهم ؟
الأجوبة متعددة .... نذكر منها اثنين
أول: إن هؤلاء لم يكونوا منافقين بالفعل، بل انحرفوا بعد ذلك وصاروا منافقين. فيقول "عليه السلام": {وقع خيرته على المنافقين} معناه المنافق بالمآل والنهاية، لا حين الاختيار
الثاني : يقول علماء أصول الدين : أن الأنبياء يعاملون الناس على ظواهرهم ،ولبس مكلفين بعاملة الناس حسب بواطنهم وسرائرهم ، وقد كان أولئك السبعون ،من ظاهري الخير والصلاح ،كانوا – في ظاهرهم- خير من بني إسرائيل ، ولهذا اختيار موسى لذلك ،حتى يطمئن بنو إسرائيل إلى فوالهم اذا رجعوا اليهم
من هنا .... فلا منافاة بين نبوة موسى "عليه السلام" وعصمة وبين هذا الاختيار ، لانه وقع على وضوء الظواهر ،لا البواطن والسرائر
وهذا أيضا مما يدل على أن مطلق الاختيار النبي والإمام وانتخابهما، يجب أن يكون من عند الله فقط
وعلى هذا الأساس ... كان الله تعالى يختار الأوصياء لا نبيائة ،وما كان احد من الأنبياء يتصدى لهذا الانتخاب ، لان الأمر خاص بالله تعالى وحده
ثالثا – لان تخويل تعيين الخليفة إلى الناس ،معناه إفساح المجال لوصول المنافقين والمحرفين إلى كرسي الحكم ، كما حدث ذلك أيام الأمويين والعباسيين !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أي: يختاروا إماما مؤمنا أو منحرفا
2- أي: هل يمكن أن يختاروا ظنا منهم انه مؤمن؟
3- أي : فهذه هي العلة في عدم جواز الانتخاب
4- الاحتجاج بابا احتجاج الحجة القائم "عليه السلام"
يتبع
منقول من كتاب "الإمام علي " خليفة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"
للكاتب محمد إبراهيم الموحد القز ويني
|
|
|
|
|