تشكل الزيارات المنزلية مجالاً رائعاً للتعارف وتقوية أواصر العلاقات الاجتماعية المختلفة، الا ان وجود " الملائكة الاشقياء" خلالها قد يعكر صفوها أو يسبب الازعاج أو الاحراج... التربوية وخبيرة الاتيكيت نجلاء وفا تطلعك على كيفية تقويم تصرفات طفلك أثناء الزيارات.
إن التحكم في تصرفات طفلك أثناء الزيارات المنزلية يستوجب تعويده على بعض السلوكيات منذ الصغر حتى يحسن التصرف أمام الناس
ولعل أبرزها:
- التواصل معك بالعين لفهم إشاراتك وتنبيهاتك.
- المصافحة باليد لكل من يقابله.
- إستخدام الالقاب وليس نطق الاسماء مجردة.
- الجرأة واللباقة وضرورة أن يرد على كل من يكلمه أو يسأله.
- لغة الاستئذان والشكر.
- آداب الحديث والطعام .
بالمقابل، قد تتعرضين لكثير من المواقف أمام من تزورينهم تستوجب منك التصرف بطرق معينة لتدارك الموقف أمامهم، وعدم التأثير سلباً على نفسية طفلك من جهة أخرى وذلك على الشكل التالي:
حديث الأطفال :
- اذا قاطع طفلك حديث الكبار، استخدمي اشارات عينيك للتنبيه ثم واصلي حديثك، وبعد ذلك التفتي اليه لتسمعي وجهة نظره.
- اذا قام طفلك بإفشاء أسرارك أو أسرار بيتك أمام الآخرين، احذري أن تكذيبه لأنه سيلجأ الى اثبات صحة كلامه ما سيزيد الموقف إحراجاً وتعقيداً، بل تعاملي مع الموقف بدبلوماسية.
- لا تكوني رقيبة على حديث طفلك أثناء الزيارة حتى لا يفقد الثقة بنفسه ويشعر الآخرون بأنك تخافين حديثه.
ضيوف فوق العادة :
تلجأ بعض الامهات الى أصطحاب أطفالهن بدون مراعاة ما يسببه ضجيجهم من ضيق لأصحاب المنزل، بل قد يتمادى الامر الى تعامل البعض منهن بكل برود ولامبالاة مع تصرفات أبنائهن غير المسؤولة. وهذه بعض النصائح لدى مرورك بموقف مماثل:
- بمكن التلميح بشكل لطيف بأنزعاجك أثناء كلمات الترحيب.
- ازالة بعض أغراضك المنزلية أو تحفك الثمينة أمام الضيوف مع اعتذار بسيط أو تلميح بخوفك عليها.
- لا بأس بأتخاذك بعض الاحتياطات الامنية أمام ضيوفك مع توضيح السبب بشكل لطيف.
- يفضل تخصيص مكان مناسب تتوافر فيه وسائل ترفيه لهؤلاء الاطفال كالتلفاز حتى تتجنبي ازعاجهم.
تناول الطعام :
- يفضل أن يأكل الطفل قبل الكبار، وأن تشرف عليه الام بنفسها أو أن يتم تخصيص مكان ليأكل فيه الاطفال مع بعضهم على طبيعتهم.
- اذا قال لك طفلك أمام الناس: ماهذا الطعام أو لماذا لا نشتري مثل هذا الطعام؟ تعاملي مع الموقف بطبيعية، وأجيبيه دون أن تحرجيه، ولا تحاولي تقديم أي تبرير للآخرين.
- اذا سكب الطفل شيئاً أو تسبب في ضرر معين لاتعنفيه أمام الجميع بل وجهيه فقط، واعتذري لصاحبة المنزل واعرضي عليها القيام بالتنظيف.
- اساءة التصرف
- اذا أساء طفلك التصرف، لاتتركي الموضوع يمر بسهولة بل اصطحبيه الى احدى الزوايا وقومي بتوجيهه بصوت منخفض، واحذري اهانته أمام الناس أو أمام أقرانه أو استخدام أي ايذاء بدني. واذا كان الخطأ جسيماً أو تكرر أثناء الواحدة، قولي له " ستحرم من كذا وعقابك عندما نعود الى البيت".
- اذا تسبب طفلك في ضرر مادي لصاحبة المنزل، أفهميه خطـأه أمام الجميع، واعتذري لصاحبة المنزل وأعرضي عليها المساعدة في اصلاح ما تلف.
اللعب مع الآخرين :
- لاتتركي طفلك يغيب عن عينيك فترة طويلة أثناء اللعب مع غيره من الاطفال.
- علميه احترام خصوصية غيره والرضى بما لديه من العاب واغراض، واذا بدى اعجابه بأحدى الالعاب اسمحي له بأستخدامها أثناء الزيارة، وان لم يكن لديه مثلها لا بأس أن تعديه بواحدة كمكافأة لعمل جيد يقوم به.
شجار مع الاقران
- اذا كان طفلك هو المخطئ دعيه يشرح دوافع تصرفه ثم افهميه خطأه وطلبي منه الاعتذار، وعدم تكرار تصرفه. واذا عظم الخطأ (اصابة الطفل الآخر على سبيل المثال)، أظهري غضبك الشديد بعبارة: " انت معاقب بكذا أو ستحرم من كذا". ولا تستخدمي الضرب كحل أو رد فعل. واعتذري لأم الطفل بنفسك.
- اذا كان طفلك هو المظلوم أو صاحب الحق، قفي في صفه أو انصفيه حتى يشعر بعدلك وحياديتك، ثم علميه التسامح والاخوة في الله.
اللهم صلي على محمد وأل محمد
****
أخي الكريم
نصائح قيمة تعالج المشاكل التربوية
بطريقة حكيمة دون اللجوء للعنف
أو أساليب تحط
من قدر الطفل أمام الأخرين
فتؤدي به إلى النزعة الوحدوية
أو إلى إهتزاز ثقته بنفسه
وفقكم الله وجزاكم خير الجزاء
وننتظر المزيد من مواضيعكم المفيدة
والجد القيمة في علم التربية السلوكية
في عالم الطفل
تحتاج الأسرة عقليا إلى قائد وحاكم ينفذ القوانين ويحمي مصالحها ويفرض سيطرته عليها. ولا يصلح لهذه المهمة سوى الأب، (فالرجل سيد أهله والمرأة سيدة بيتها) , فالأب هو أفضل ملاذ للطفل وهو الذي يتخذ القرارات ويقوم بالتوجيه والبناء والتنفيذ، إنه ملجأ لأفراد أسرته والمسؤول عن الإنفاق والمشرف على التزامها، والعقل المفكر للأسرة وقوتها واقتدارها، وهو الذي يوفر لها الأمن.
ينظر الأطفال إلى الأب نظرة لاشعورية أنه يمثل القانون وأنه سبب اقتدارهم، وذلك دون أن يتدخل الآخرون في تحقيق هذه النظرة. كما وينظرون إليه أيضا على أنه المرشد والحامي والمراقب، وأنه مصدر الخوف والغضب، والأمن والحب في نفس الوقت.
إنه رب الأسرة ومديرها الذي يعرب عن رأيه بشكل مستقل ويتخذ القرارات المناسبة.
الخطوط العامة لقيادته:
ثمة وظائف أساسية ينبغي على القائد الأب الإهتمام بها وأداؤها علما أن هذه الوظائف تختلف باختلاف طبقات المجتمع الواحد والمجتمعات الأخرى:
1- البناء الفكري: فالأب هو العنصر الذي يضع أسس البناء الفكري للأسرة ويحدد نظام القيم الذي يتحكم بالأفراد. وقد يكون للأم راي في هذا المجال ايضا، وعندها لا بد من الدمج بين الرأيين.
ويمثل الأب في الحقيقة القائد الديني للأسرة، وقد أكد الإسلام كثيرا على هذا الأمر، فهو الذي يبني القاعدة المعنوية والأخلاقية للأسرة ويشرف على المسائل الدينية والاعتقادية. وهو الذي يأمر أبناءه بالصلاة "وأمر أهلك بالصلاة..." والصدق والتضحية والفداء، ويشرف كذلك على زوجته وأولاده ويوجههم نحو الطريق القويم. وما المواقف التي يتخذها الأولاد ازاء الحوادث والوقائع المختلفة إلا انعكاس لهداية الأب وتوجيهاته.
2- تنظيم الوظائف وتقسيمها: يتبنى الأب في محيط أسرته عملية تنظيم مختلف الأمور. فهو يحدد برنامج النوم واليقظة، وتناول الطعام واللعب، والسفر والإستجمام، وهو الذي يرسم مسؤوليات أفراد الأسرة في البيت، والمسؤول عن المشتريات، والذي يجلب الطعام، ويعتني بأساس المنزل وزهور الحديقة وغير ذلك , ويتحدد اعتبار الأب في جانب منه على ضوء هذا التنظيم وتقسيم الوظائف بحيث لا يسمح لأي فرد أن يتعدى الحدود المرسومة له.
3- تنظيم العلاقات: يقوم الأب بعملية تنظيم للعلاقات وتحديدها. فهو ينظم علاقة الأخ بأخته والكبير بالصغير وعلاقات الأسرة بالأصدقاء والأقرباء. فهل يحق للأخ أو الأخت الكبيرة الأمر والنهي؟ وهل تجنب لهما الطاعة؟
كما ويشرف الأب أيضا على الممارسة الجيدة لهذه العلاقة، ويمنع الأخطاء والتجاوزات سيما قيام أي فرد من أفراد الأسرة بفرض رأيه على الآخرين، أو أن يستغل قوته فيكون عنيفا مع الضعفاء. عندها سينال جزاءه من الأب الذي يقف بالمرصاد لكل متجاوز.
4- رسم برنامج الحياة: تحتاج كل أسرة إلى برنامج خاص من أجل ثباتها واستقرارها بشرط أن يلتزم جميع الأعضاء به. ولا بد أن يكون هذا البرنامج بناء وهادف لتحقيق مصالح الأسرة الحالية والمستقبلية.
ويجب أن يستخدم الأب تجاربه وعقله ويستعين بخبرات الآخرين في سبيل نجاح هذا البرنامج وتحقيق نتائجه. ولا بد أن يشتمل هذا المخطط على كل ما تحتاج إليه الأسرة من قضايا التسلية والأمور الأخرى التي تؤدي إلى بنائها ورشدها وتزرع الألفة والتفاهم بين أفرادها. وينبغي أن يراعي هذا البرنامج السن والإدراك والفهم والطاقات البدنية.
5- تنظيم الوقت: قلنا سابقا انه تقع على الأب مسؤولية كبيرة في تنظيم برنامج أفراد الاسرة. ويحدد للأطفال خاصة الذين يدرسون في المدارس أوقات الدراسة واللعب ومصاحبة الأصدقاء.
فالهدف من تنظيم الوقت هو لترتيب الحياة المعيشية للأسرة وبنائها، مما يحتاج إلى سياسة خاصة لكي لا يستثمر الطفل مثلا جل وقته في اللعب واللهو ويترك دراسته، أو أن يتفرغ بشكل كامل لعملية الدراسة والمطالعة ويترك بناءه الجسمي والنفسي والعاطفي.
6- المراقبة والاهتمام: يعتبر الأب ملاذ الطفل وملجأه. صحيح أن الأم ترغب بإسعاد ولدها ويحق لها ذلك، لكن مسؤولية الهداية والتوجيه فيما لو حدث أي إنحراف أو خطأ تقع على الأب.
وسبب هذا الدور هو لمسؤولية الأب في مراقبة الأسرة والإهتمام بها.
ويجب عليه أن يدفع عنها الأخطار الجسمية والأخلاقية والمعنوية. وهذه مسؤولية كبيرة ومهمة في نفس الوقت وتحتاج إلى جهود عظيمة، لا يستطيع تحقيقها إلا الأب رغم صعوبتها.
7- المحافظة على الإنضباط: إن الأب هو المسؤول عن التزام الأسرة وانضباطها، ويجب عليه أن يعلم ولده إطاعة لقوانين والإلتزام بها.
ولا بد له أن يتعاون مع زوجته وأن يدعمها من أجل تحقيق الإنضباط المطلوب.
وللأم دور مهم في هذا المجال وذلك لتأثير شخصيتها وسجاياها على الأولاد. لكن دور الأب يفوق عدة مرات دور الأم لأنه رب الأسرة وسيدها. يفهم الأفراد في ظله معنى القانون.
فالطفل ينتظر من أمه الحب والعطف والحنان وينتظر من أبيه تحقيق العدالة والإلتزام بالقانون، وهذا السبب في بروز دوره المهم، إذ ان الوحيد القادر على إصلاح طفله ومراقبة تصرفاته.
يعاني الكثير من الأزواج من المشاكل وغالباً لا يفلح تدخل الأهل والأصدقاء في حل هذه المشاكل بل في كثير من الأحيان تزداد المشكلة تعقيداً نتيجة هذا التدخل.
أن سر السعادة بين الزوجين يكمن في مقدرة كليهما على إيجاد توازن في متطلباتهما من بعضهما البعض وفي مجموع الاكتفاء المعنوي المتبادل بينهما كما أن نوعاً من التبادل الذهني يمكن أن يحسن العلاقة والتفاهم بين الزوجين، بحيث يدرك الواحد منهما مطالب الآخر بسرعة فيعمل على تحقيق رغبات شريكه. وبذلك يحصلان على السعادة العظمى، فالتوافق الزوجي يحتاج من الإنسان درجة عالية من المرونة وقدرة على التحكم في مجريات الأمور من حوله وتقدير عواقبها.
وأن الأشخاص الذين لا يستطيعون تحقيق التوافق الزوجي هم غالباً أفراد لديهم درجات عالية من التوتر النفسي الذي يأخذ صوراً متعددة تؤدي إلى فشل الحياة الزوجية وهي: حب الذات والتردد والقلق وفقدان الثقة بالنفس.. وكل هذه المشاعر السيئة ينتج عنها أمراض نفسية تدمر الحياة الزوجية وأهمها الاكتئاب والإحباط والقلق والصراع.
أن الحياة الزوجية تحتاج لأمرين
الأول : التوافق الانفعالي ويتمثل في القدرة على تحمل المسئولية.. والمقدرة على العطاء، وإنكار الذات والتحكم في الأفكار المأساوية وخفض الاستثارة.
الثاني : هو التوافق الاجتماعي الذي يتمثل في العمل والتعليم والمستوى الاقتصادي والاجتماعي.
اذا سعى الابوان الى فرض منهجهما التربوي والتوجيهي عن طريق لغة الصداقة والموعظة او من خلال اتباع اسلوب المشاورات وتبادل الاراء مع ابنائهما, فممن المؤكد انهما سينجحان في التسلل الى اعماق الابناء, وتمرير منهجهما التربوي بشكل سليم ويسير.
منطق النصح:
اولاً : اتباع منطق النصح والعظة في تربية ابنائهم ,وتجنب منطق القوة والاستبداد الذي يشعر الفتيان بالحطة والحقارة.
ثانياً : اعتبار انفسهم شركاء في توفير السعادة لابنائهم, وافهام ابنائهم انهم انما ينشدون السعادة بدافع من حب الذات,وانهم -الاباء والمهات- انما ينشدون لهم السعادة بدافع من المحبة والحنان, اذن فهم شركاء, ولهم هدف واحد, هو الاستقامة والفلاح, وعليهم ان يتكاتفوا ويتعاونوا لبلوغ هذا الهدف, كل من موقعه ومسؤوليته.
تعاون الاب والابن:
ومن هذا المنطق يتوجب على الاب ان يفهم ابنه ان عليه ان يتقبل كل النصائح والملاحظات الصادرة عن ابويه وان يتعاون معهما لتجاوز هذه المرحلة الحساسة بأمن وسلام,وتخطي كل العقبات والاخطار التي قد تعترضه ,وتحقيق السعادة التي تشكل الهدف المشترك للابوين والابن معاً.
ومن المؤكد ان هذا المنطق سيكون له نتائج ايجابية, وسيستقبل الابن برحابة صدر ابويه وتوجيهاتهما التي روعي فيها احترام شخصيته.