لا أفهم كيف وصلت هنا..
كانت رجلاي تخطان الأرض كبارودة جدي..
تخشاها كل عصافير القرية..
وحمامات النهر المبتلة..
لا أفهم كيف وصلت هنا..
ظلي كان يسير أمامي دوما..
والشمس المحمرة تتبعني..
كانت كل ملائكة الحب ترفرف حولي..
وفراشات البحر تحط ّ على وجهي المسحور..
فمن أين أتى هذا الوحل الأسود من حولي..
*******
رائحة الجثث المحروقة تملا أنفي..
وملايين الأعضاء المقطوعة ..
تمسك في خوف بثيابي..تصرخ بي..
لا تتركنا أرجوك هنا..
خذنا أرجوك بعيدا عن هذي الحرب..
عن ماذا تتحدث هذي الأشياء المجنونة..
إنا نفسي لا أدري أن الحرب الملعونة قد بدأت..
لا يمكن أن يحدث هذا..
يمكن أن يحدث في أيّ مكان إلا في أرضي ..
فأنا لا أحمل حتى سكين..
********
أعياد الماضي تتناثر من حولي..
كشظايا وحشية..
تأخذ معها كل حكايا جدي..
كل ليالي الذكر القدسية..
ألمح في الأفق غبارا أصفر..
ودخانا يندسّ بحقد في أنفي..
العالم كل العالم صار يدور كدوارة ريح من حولي..
أشعر أني أسقط..
أتهاوى في بحر الألم الأبدي..
كل الصور المسروقة مرت مسرعة من تحتي..
سجادة أمي..ودعاء أبي..
ضحكات صغار القرية..
ما عدت أرى غير ضباب ابيض من حولي..
هل يمكن أن يحدث هذا..
تقتل أحلامي وأنا في العشرين..
فعلوها ثانية..
أولاد القتلة..
داسوا آخر باقة ورد من باقاتي..
أفهم كيف وصلت هنا..
الوحل الأسود كان دمي..
اللهم صل على محمد وآل محمد
منتصر العذاري
---
قلمك يقول ها انا هنا
لمن اراد تذوق الابداع نسيج دودة الغز كبريا الحرف
العراقي الاصيل
احسنت واجدت خاطرة رائعة
ويبقى الامل المنتظر
اللهم صل على محمد وآل محمد
منتصر العذاري
قلمك يقول ها انا هنا
لمن اراد تذوق الابداع نسيج دودة الغز كبريا الحرف
العراقي الاصيل
أخي العزيز...ان لم تنسج اقلامنا كبرياء الحرف فلا خير فيها..وان لم نجعل الاخرين يتذوقون ويشعرون بما نعانيه او يعانيه غيرنا فلا خير فينا...الكلمة مسؤولية وفرقان بين الحق والباطل..ولولاها لما عرفنا الحقيقة....
أخي الكريمة ما كتبت ليس خاطرة..بل قصيدة ايقاعية موزونة وهي على بحر الخبب(او يسمى احيانا البحر الراقص)..
وقد رقصت القصيدة ولكن هذه المرة على انغام الظلم والموت والدماء..التي سفكت بلا حق..
كم هي مؤلمه تلك الصوره اللتي رسمها لنا قلمك اخي منتصر ..
حروف تهادت من اناملكم فابقت في القلب اثرا ..
بارك الله بكم اخي وسدد الباري خطاكم ..
موفقين ان شاء الله
بانتظار جديدكم .
كم هي مؤلمه تلك الصوره اللتي رسمها لنا قلمك اخي منتصر ..
حروف تهادت من اناملكم فابقت في القلب اثرا ..
بارك الله بكم اخي وسدد الباري خطاكم ..
موفقين ان شاء الله
بانتظار جديدكم .
أجل يا أختي الكريمة ...هذه هي الحرب.. مؤلمة دوما..خصوصا اذا طالت من لم يعشها..كما في هذه القصيدة..الذي كان يعيش
في عالم مسحور..فيه تتقافز الفراشات وتتطاير الملائكة..وفجاة ..وجد نفسه في عالم آخر مظلم ومخيف..لم يعرفه ولا سمع به..ومن شدة برائته لم يعرف الا بعد ان خرجت روحه البريئة ...ان الوحل الاسود الذي كان من حوله..لم يكن
الا دمه المحروق....
وها انا الان اشيع الكلمات
احرف تساقطت صرعى هالها حجم الالم وقسوة الانسان
قصيده رائعه اخي
موفق بحق الزهراء
وسنبقى نشيع في كل يوم ..حلما بريئا..وعزيزا غاليا ما دمنا نعيش في هذه الحياة ....وسيستمر الصراع بين الشر الظلامي..والخير النوراني..حتى يأتي ذلك اليوم الذي نرى فيه تقاسيم الامل الحقيقية..
وصدق امامنا الحسين اذ قال في كلام له..بارد على قلوب المتألمين والمتشوقين...ثقيل على افئدة المنكرين الشاحبين..
قال عليه السلام(الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال)...ونردد ونهتف مع امامنا (الحمد لله هذه الدنيا فانية ونحن راحلون)...وهو عزاؤنا الأوحد...
لا أفهم كيف وصلت هنا..
كانت رجلاي تخطان الأرض كبارودة جدي..
تخشاها كل عصافير القرية..
وحمامات النهر المبتلة..
لا أفهم كيف وصلت هنا..
ظلي كان يسير أمامي دوما..
والشمس المحمرة تتبعني..
كانت كل ملائكة الحب ترفرف حولي..
وفراشات البحر تحط ّ على وجهي المسحور..
فمن أين أتى هذا الوحل الأسود من حولي..
*******
رائحة الجثث المحروقة تملا أنفي..
وملايين الأعضاء المقطوعة ..
تمسك في خوف بثيابي..تصرخ بي..
لا تتركنا أرجوك هنا..
خذنا أرجوك بعيدا عن هذي الحرب..
عن ماذا تتحدث هذي الأشياء المجنونة..
إنا نفسي لا أدري أن الحرب الملعونة قد بدأت..
لا يمكن أن يحدث هذا..
يمكن أن يحدث في أيّ مكان إلا في أرضي ..
فأنا لا أحمل حتى سكين..
********
أعياد الماضي تتناثر من حولي..
كشظايا وحشية..
تأخذ معها كل حكايا جدي..
كل ليالي الذكر القدسية..
ألمح في الأفق غبارا أصفر..
ودخانا يندسّ بحقد في أنفي..
العالم كل العالم صار يدور كدوارة ريح من حولي..
أشعر أني أسقط..
أتهاوى في بحر الألم الأبدي..
كل الصور المسروقة مرت مسرعة من تحتي..
سجادة أمي..ودعاء أبي..
ضحكات صغار القرية..
ما عدت أرى غير ضباب ابيض من حولي..
هل يمكن أن يحدث هذا..
تقتل أحلامي وأنا في العشرين..
فعلوها ثانية..
أولاد القتلة..
داسوا آخر باقة ورد من باقاتي..
أفهم كيف وصلت هنا..
الوحل الأسود كان دمي..
منتصر العذاري
أخي منتصر ...
روعة ما كتب قلمك من خاطرة حزينة
حملت بين طياتها الابداع والتألق
أدعو لك بالتوفيق والنجاح
والتقدم اكثر فأكثر
تقبل مروري