[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
فضيلة الشيخ: هل لديك قصة عن اصحاب او اخوان ... اثابك الله
كانت صيغة السؤال غير واضحة والخط غير جيد...
سألت صديقي : ماذا يقصد بهذا يقصد بهذا السؤال؟
وضعتها جانبا بعد ان قررت عدم قراءتها على الشيخ ...
ومضى الشيخ يتحدث في محاضرته والوقت يمضي...
اذن المؤذن لصلاة العشاء
توقفت المحاضرة وبعد الآذان عاد الشيخ يشرح للحاضرين طريقة تغسل وتكفين الميت عمليا ...
بعدها قمنا
لآداء صلاة العشاء
واثناء ذلك اعطيت اوراق الاسئلة للشيخ ومنحته تلك الورقة ان استبعدها .. ظننت ان المحاضرة
قد انتهت ...
وبعد الصلاة طلب الضور من الشيخ ان يجيب على الاسئلة ...
عاد يتحدث وعاد الناس يستمعون
ومضى السؤال الاول و الثاني و الثالث ...
هممت بالخروج استوقفني صوت الشيخ وهو يقرأ السؤال ...
قلت: لن يجيب فالسؤال غير واضح ...
لكن الشيخ صمت لحظة ثم عاد يتحدث ...
جاءني في يوم من الايام جنازة لشاب لم يبلغ الاربعين ومع الشاب مجمومة من اقاربه لفت انتباهي
شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقه
شاركني في الغسيل وهو بين حنين و نشيخ وبكاء رهيب يحاول كتمانه اما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع ...
وبين لحظة وآخرى اصبره واذكر بعظم اجر الصبر ...
ولسانه لا يتوقف عن قول: انا لله وانا اليه راجعون
لا حول ولا قوة الا بالله ...
هذة الكلمات كانت تريحني قليلا ...
بكاؤه افقدني التركيز ... هتفت به بالشاب ...
ان الله رحم بأخيك منك وعليك الصبر
التفت
نحوي وقال: انه ليس اخي
الجمتني المفأجاه مستحيل وهذا البكاء وهذا النحيب
نعم انه ليس اخي لكنه اغلى و اعز لي من اخي ...
سكت ورحت انظر اليه بتعجب بينما واصل حديثه
انه صديق الطفوله زميل الدراسه ونلعب سويا في الحارة
تجمعنا براءة الاطفال مرحهم ولهوهم ...
كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ...
اصبحنا لا نفترق الا دقائق معدوده ثم نعود لنلتقي تخرجنا من المرحله الثانويه ثم الجامعه معا...
التحقنا بعمل واحد ...
تزوجنا اختين ...وسكنا في شقتين متقابلين ...
رزقني الله بأبن وبنت وهو ايضا رزق ببنت وابن ...
عشنا معا واحزاننا يزيد الفرح عندما يجمعنا وتنتهي الاحزان عندما نلتقي ...
اشتركنا في الطعام زالشراب والسياره ...
نذهب سويا ونفود سويا...
واليوم .. توقفت الكلمة على شفتيه واجهش بالبكاء ...
ياشيخ هل يوجد في الدينا مثلنا ..
خنقتني العبره تذكرت اخي العيد
عني لا... لا يوجد مثلكما
اخذت اردد سبحان الله , سبحان الله
وابكي رثاءلحاله ....
انتهيت
من غسله واقبل ذلك الشاب بقبله ...
لقد كان المشهد مؤثرا فقد كان ينشق من شده البكاء حتى ظننت انه سيهلك في تلك الحظه ...
راح يقبل وجهه وراسه ... ويبلله بدموعه
امسك به الحاضرون واخرجوه لكي نصلي عليه...
وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة الى المقيره
اما الشاب فقد احاط به الحاضرون
فكانت جنازه تحمل على الاكتاف وهو جنازة تدب على الارض دبيا ...
وعند القبر وقف باكيا يسنده بعض اقاربه سكن قليلا وقام يدعو ويدعو ...
انصرف الجميع ...
عدت الى المنزل ربي من الحزن العظيم ما لا يعلمه الا الله وتقف عنده الكلمات عاجره عن التعبير...
وفي اليوم الثاني بعد صلاة العصر حضرت جنازة لشاب اخذت اتأملها الوجه ليس غريب
شعرت بأني اعرفه ولكن اين شاهدته ...
نظرت الى الاب المكلوم هذا الوجه اعرفه...
تقاطر الدمع على خديه وانطلق الصوت حزينا
ياشيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ...
ياشيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن يقلب صديقه يمسك بيده بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ثم انفرط في البكاء
انقشع الحجاب تذكرته تذكرت بكاءه ونحيبه ...
رددت بصوت مرتفع : كيف مات ؟
عرضت زوجته عليه الطعام
فلم يقدر على تناوله قرر ان ينام وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته وهنا سكت الاب ومسح دمعا تصدر على خديهرحمة الله لم يتحمل الصدمه في وفاة صديقه واخذ يردد : انا ااه وانا اليه راجعون
اصبر واحتسب اسأل الله ان يجمعه مع رفيقه في الجنه يوم ان ينادي الجبار: اين المتحابين في اليوم
اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظلي ...
قمت بتغسيله وتكفينه ثم صلينا عليه ..
وتوجهنا بالجنازة القبر وهناك كانت المفأجاه ...
لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فرغا...
قلت في نفسي مستحيل: منذ الامس لم تات جنازة لم يحدث هذا من قبل ...
انزلناه في قبره وضعت يدي على الجدار
الذي يفصل بينهما وانا اردد يالها من قصه عجيبه
اجتمعنا في الحياة صغارا وكبارا وجمعت القبور بينهما امواتا...
خرجت من القبر ووقفت ادعو لهما:
اللهم اغفر لهما وارحمهما
اللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين
في مقعد صدق عند مليك مقتدر و مسحت دمعه جرت ثم انطلقت اعزي اقاربهما
انتهى الشيخ من الحديث ...
وان واقف قد اصابني الذهول وتملكني الدهشه
لا اله الا الله سبحان الله وحمدت الله ان الورقه وصلت للشيخ وسمعت هذة القصة المثيره ...
والتي لو حدثني بها احد لما اصدقتها ...
واخذت ادعو لهما بالرحمة والمغفره ...
قصة ذكرها الشيخ عباس بتاوي مغسل الاموات...
م
ن
ق
و
ل [/align]