قول محمد أبو زهرة في إيمان أبي طالب ()
الشيخ محمد أبوزهرة من كبار علماء أهل السنة ، وله العديد من المؤلفات المعروفة ، منها كتابه في السيرة النبوية المسمى بـ ( خاتم الأنبياء ) ويقع في 3 مجلدات .
وقد أفرد فصلا خاصا عن مولانا أبي طالب عليه السلام ، وهو فصل ممتع وجيد بما فيه من نقاش ورؤية وإن كانت لا تتفق بتمامها مع مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وننصح الاخوة بقراءته والاطلاع على الأدلة والردود التي ذكرها .
وننقل هنا مقتطفات منه :
(( مما لاشك فيه ولا يمارى فيه مؤمن أن أباطالب كان له موقف في الدعوة الإسلامية، وهو موقف من يحمي الحق ويدافع عنه ويتحمل الضيق في سبيله ، وقد رضي أن يعيش ممنوعا هو وبنو هاشم وبنو المطلب ، مضيقا عليهم في الرزق وكل أسباب الحياة ، وذلك عندما قاطعه قومه هو وبني هاشم ومن انضم إليهم من بني مناف ، واستوى في ذلك مؤمنهم وكافرهم وعلى رأسهم كبيرهم أبوطالب وقد كان المحرك لهم ))
(( ثبت أنه عندما حضرته الوفاة كان يزكي مطالب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وأنه ما عرف عنه بعد الدعوة المحمدية أن زكى الأوثان قط ، ولا فضل تقديسهم عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه تحمل الأذى مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ويضاف إلى ذلك هذه المحبة الظاهرة والشفقة الواضحة التي كانت للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ))
(( النطق بكلمة ( لاإله إلا الله ، محمد رسول الله ) فقد جاءت رواية بأنه نطق بها وقالها ، وهذه رويت عن العباس ، وتطاول بعضهم على مقامه ، فقال إنه قالها قبل أن يسلم ، وكأن القائل يرمي العباس بالكذب قبل الإسلام ، ومعاذ الله أن يكذب العباس بن عبدالمطلب ولو قبل إسلامه ، لأنه من ذؤابة قريش وأشرافهم ، والعربي لايكذب ، وانظر إلى ما رواه البخاري عن محادثة هرقل ملك الروم مع أبي سفيان ، فقد صدقه القول عن النبي عليه الصلاة والسلام وبينهما عداوة ، قال : ( لولا أني أخشى أن تحفظ عني كذبة في العرب لكذبت ) ، فهل يعد العباس أقل من أبي سفيان شرفا وهمة ؟
كلا إنه القرشي الهاشمي ، وعم النبي عليه الصلاة والسلام قبل الاسلام وبعده . ))
و النتيجة التي ينتهي إليها أبو زهرة :-
(( ونحن نقول فيما استنبطناه ، إنه ليس بمشرك قط ، لأن المشرك من يعبد الأصنام ويشركها مع الله تعالى ، وأفعاله وأقواله ومواقفه تدل على أنه يرى عبادة الأصنام أمرا باطلا ، ولذلك أميل إلى أن استغفر له إن كنت من أهل هذا المقام ، وأرى أنه ليس بكافر أصلا ، والله سبحانه هو العليم بذات الصدور وما تخفي الأنفس ))