8- أبو الفداء والمختصر في أخبار البشر:
ألّف إسماعيل بن علي المعروف بأبي الفداء (المتوفّى عام 732هـ) كتاباً أسماه (المختصر في أخبار البشر) ذكر فيه قريباً ممّا ذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد ، حيث قال: ثمّ إنّ أبا بكر بعث عمر بن الخطّاب إلى علي ومن معه ليخرجهم من بيت فاطمة رضي الله عنها، وقالت : إلى أين يابن الخطّاب ، أجئت لتحرق دارنا؟ قال : نعم، أو يدخلوا فيما دخل فيه الأُمّة.
(المختصر في تاريخ البشر 1: 156، ط دار المعرفة، بيروت).
9- النويري و(نهاية الارب في فنون الأدب):
أحمد بن عبد الوهاب النويري (677 ـ 733هـ) أحمد كبار الأدباء ، له خبرة في التاريخ يعرّفه في الأعلام بقوله: عالم ، بحاث، غزير الاطّلاع وقال في كتابه (نهاية الإرب في فنون الأدب) ـ الذي وصفه الزركلي بقوله: إنّ نهاية الارب على الرغم من تأخر عصره يحوي أخباراً خطيرة عن صقيلة نقلها عن مؤرخين قدماء لم تصل إلينا كتبهم مثل ابن الرقيق ، وابن الرشيق وابن شداد وغيرهم. (الأعلام 1: 165).
روى ابن عمر بن عبد البر، بسنده عن زيد بن أسلم ، عن أبيه : انّ عليّاً والزبير كان حين بويع لأبي بكر، يدخلان على فاطمة، يشاورانها في أمرهم ، فبلغ ذلك عمر، فدخل عليها، فقال: يا بنت رسول الله ما كان من الخلق أحد أحبّ إلينا من أبيك وما أحد أحبّ إلينا بعده منك ، وقد بلغني انّ هؤلاء النفر يدخلون عليك ولئن بلغني لأفعلنّ ولأفعلنّ! ثمّ خرج وجائوها ، فقالت لهم : إنّ عمر قد جائني وحلف إن عدتم ليفعلنّ وأيم الله ليفين. (نهاية الارب في فنون الأدب 19: 40، ط القاهرة ، 1395هـ).
10- السيوطي ومسند فاطمة:
جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (848 ـ 911هـ) ذلك الباحث الكبير ، والمؤرخ الخبير، يذكر في كتابه (مسند فاطمة) نفس ما رواه المؤرخون عن زيد بن أسلم عن أبيه أسلم: انّه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كان علي والزبير يدخلون على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ويشاورونها ويرجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطّاب خرج حتـّى دخل على فاطمة، فقال: يا بنت رسول الله ، والله ما من الخلق أحد أحبّ إليّ من أبيك وما من أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله ما ذاك بما نعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك ، ان آمرهم أن يحرق عليهم الباب ، فلما خرج عليهم عمر جائوا ، قالت : تعلمون انّ عمر قد جائني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقنّ عليكم الباب، وأيم الله ليمضين لما حلف عليه. (مسند فاطمة: السيوطي : 36، ط مؤسسة الكتب الثقافية ، بيروت).
11- المتقي الهندي وكنز العمال:
نقل علي بن حسام الدين المعروف بالمتقي الهندي (المتوفّى عام 975هـ) في كتابه القيم (كنز العمال) ما جرى على بيت فاطمة الزهراء عليها السلام وفق ما جاء في كتاب (المصنف) لابن أبي شيبة ، حيث قال: عن أسلم انّه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كان علي والزبير يدخلان على فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ويشاورونها ويرجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطّاب خرج حتـّى دخل على فاطمة عليها السلام فقال: يا بنت رسول الله ما من الخلق أحد أحبُّ إليَّ من أبيك ، وما من أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله ماذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم الباب. إلى آخر ما ذكر. (كنز العمال 5: 651، برقم 14138).
12- الدهلوي وإزالة الخفاء:
نقل ولي الله بن مولوي عبد الرحيم العمري، الدهلوي، الهندي ، الحنفي (1114 ـ 1176هـ) في كتابه (إزالة الخفاء) ما جرى في سقيفة بني ساعدة، وقال: عن أسلم باسناد صحيح على شرط الشيخين ، وقال: انّه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كان عليّ والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطّاب ، خرج حتـّى دخل على فاطمة، فقال: يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله والله ما من الخلق أحد أحبّ إلينا من أبيك ، وما من أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله فانّ ذلك لم يكن بما نعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم البيت. (إزالة الخفاء 2: 178).
وذكر قريباً من ذلك في كتابه الآخر (قرة العينين : 78).
13- محمّد حافظ إبراهيم والقصيدة العمرية:
محمّد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم (1287 ـ 1351هـ) ، شاعر مصر القومي . طبع ديوانه في مجلدين ، وله قصيدة عمرية احتفل بها أُدباء مصر، وممّا جاء فيها قوله:
وقولة لعلي قالها عمر *** أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرقت دارك لا أبقي عليك بها *** إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بها *** أمام فارس عدنان وحاميها
والعجب انّ شاعر النيل يجعل الموبقات منجيات ، ويعد السيئات من الحسنات، وما هذا إلاّ لأنّ الحب يعمي ويصم.
ومعنى هذا انّه لم يكن لبنت المصطفى أي حرمة ومكرمة عند عمر حين استعد لإحراق الدار ومن فيها لكي يصبح أبو بكر خليفة للمسلمين.
قال الأميني عقب نقله للأبيات الثلاثة ، ما هذا نصّه: ماذا أقول بعد ما تحتفل الأُمّة المصرية في حفلة جامعة في أوائل سنة 1918م بإنشاد هذه القصيدة العمرية التي تتضمن ما ذكر من الأبيات ، وتنشرها الجرائد في أرجاء العالم، ويأتي رجال مصر نظراء أحمد أمين ، وأحمد الزين ، وإبراهيم الابياري ، وعلي جارم، وعلي أمين ، وخليل مطران ، ومصطفى الدمياطي بك وغيرهم ويعتنون بنشر ديوان هذا شعره ، وبتقدير شاعر هذا شعوره ، ويخدشون العواطف في هذه الازمة ، في هذا اليوم العصيب ، ويعكرون بهذه النعرات الطائفية صفو السلام والوئام في جامعة الإسلام ، ويشتتون بها شمل المسلمين، ويحسبون انّهم يحسنون صنعاً.
إلى أن قال: وتراهم بالغوا في الثناء على الشاعر وقصيدته هذه كأنّه جاء للأُمّة بعلم جم أو رأي صالح جديد ، أو أتى لعمر بفضيلة رابية تسرُّ بها الأُمّة ونبيُّها المقدَّس ، فبشرى بل بشريان للنبي الأعظم ، بأنّ بضعته الصديقة لم تكن لها أي حرمة وكرامة عند من يلهج بهذا القول ، ولم يكن سكناها في دار طهّر الله أهلها يعصمهم منه ومن حرق الدار عليهم . فزهٍ زهٍ بانتخاب هذا شأنه ، وبخٍ بخٍ ببيعة تمت بهذا الارهاب وقضت بتلك الوصمات. (الغدير 7 : 86 ـ 87).
14- عمر رضا كحالة و(أعلام النساء):
عمر رضا كحالة من الكتاب المعاصرين اشتهر بكتابه (أعلام النساء) ترجم فيه حياة بنت النبي فاطمة الزهراء (عليها السلام) وممّا قال في ترجمتها: وتفقد أبو بكر قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي بن أبي طالب كالعبّاس ، والزبير وسعد بن عبادة فقعدوا في بيت فاطمة ، فبعث أبو بكر إليهم عمر بن الخطّاب ، فجاءهم عمر فناداهم وهم في دار فاطمة، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب، وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنّها على من فيها. فقيل له : يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة، فقال : وإن...
ثمّ وقفت فاطمة على بابها، فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول الله صلى الله عليه وآله جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقاً. ( أعلام النساء 4: 114).