عن أنس بن مالك انَّ سائلاً أتى المسجد وهو يقول: مَن يُقرض الملي الوفي وعليٌّ (عليه السلام) راكعٌ يقول بيده خلفه للسائل أي اخلع الخاتم من يدي.
قال رسول الله: يا عمر وجبت.
قال: بأبي أنت واُميِّ يا رسول الله ما وجبت؟
قال: وجبت له الجنَّة، والله وما خلعه من يده حتى خلعه الله من كلِّ ذنب ومن كلِّ خطيئة.
قال: فما خرج أحدٌ من المسجد حتى نزل جبرئيل بقوله عزّوجل: (إنّما وليّكم اللهُ وَرَسوله والَّذين آمنوا الَّذين يُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتون الزَّكاة وهُمْ راكعون) .
فأنشأ حسّان بن ثابت يقول:
ابا حسن تفديك نفسي ومهجتي
وكلّ بطيء في الهدى ومسارعِأيذهب مدحي والمحبّين ضائعاً؟
وما المدح في ذات الاله بضائعِفأنت الذي أعطيت إذ أنت راكعٌ
فدتك نفوس القوم ياخير راكعِبخاتمك الميمون يا خير سيد
ويا خير شار ثمَّ يا خير بائعِفأنزل الله فيك خير ولاية
وبيّنها في محكمات الشرائعِ
وهناك الفاظ اُخرى نقتصر على هذا روماً للاختصار،
أخرج ابو اسحاق الثعلبي في تفسيره عن ابي ذر قال: اما إني صلّيت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)يوماً من الايام الظهر فسأل سائلٌ في المسجد فلم يُعطه أحد شيئاً، فرفع السائل يديه الى السماء وقال: اللهم اشهد اني سألت في مسجد نبيك محمد(صلى الله عليه وآله) فلم يُعطني احد شيئاً، وكان علي (رضي الله عنه)في الصلاة راكعاً فأومأ اليه بخنصره اليمنى وفيه خاتم، فاقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره، وذلك بمرأى من النبي(صلى الله عليه وآله) وهو في المسجد، فرفع رسول الله(صلى الله عليه وآله)طرفهُ الى السماء وقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمرى واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من اهلي هارون أخي اُشدد به أزري واشركه في امري، فأنزلت عليه قرآناً: (سنشدُ عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون اليكما). اللهم واني محمد نبيك وصفيّك اللهم واشرح لي صدري ويسر لي امري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشدد به ظهري.
قال ابو ذر (رضي الله عنه): فما استتم دعاءه حتى نزل جبرئيل(عليه السلام) من عند الله عزوجل وقال: يا محمد إقرأ (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنو...).
رواية ابي ذر هذهِ أخرجها الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان، ونقلها عنهُ بألفاظها ابن شهر أشوب في مناقب آل أبي طالب 3 / 6.
اشكال مزيَّف
قال السيد حميد الدين عبد الحميد الالوسي في كتابه نثر اللالي على نظم الامالي: 169 عند ذكره آية الولاية: انّ الاية ليس نزولها في حقّ علي خاصة كما زعموا، بل نزلت في المهاجرين والانصار، وهو من جملتهم، فإنّ قوله: الّذين صيغة جمع فلا يكون عليّ هو المراد وحده.
قال الاميني: كأنَّ الرجل يضرب في قوله هذا على وتر ابن كثير الدمشقي، وينسج على نوله، ويمتح من قليبه، حيث قال في تاريخه حول الاية كما يأتي بُعيد هذا(1) : ولم ينزل في عليٍّ شيءٌ من القرآن بخصوصيّته...
وقد عزب عن المغفلين أنّ إصدار الحكم على الجهة العامة، بحيث يكون مصبّه الطبيعة ـ حتّى يكون ترغيباً في الاتيان بمثله، أو تحذيراً عن مثله ـ ثُمَّ تقييد الموضوع بما يُخصّصه بفرد معين حسب الانطباق الخارجي أبلغ وآكد في صدق القضية من توجيهه إلى ذلك الفرد رأساً،
وما أكثر له من نظير في لسان الذكر الحكيم وإليك نماذج منه:
1 ـ (الَّذِينَ قالوا إنَّ اللهَ فَقيرٌ ونَحنُ أغنِيَاءُ) (آل عمران: 181).
ذكر الحسن: انّ قائل هذه المقالة هو حيي بن أخطب.
وقال عكرمة، والسدى، ومقاتل، ومحمّد بن إسحاق: هو فنحاص بن عازوراء.
وقال الخازن: هذه المقالة وإن كانت قد صدرت من واحد من اليهود لكنّهم يرضون بمقالته هذه فنسبت إلى جميعهم.
راجع تفسير القرطبي 4 / 294، تفسير ابن كثير 1 / 434، تفسير الخازن 1 / 322.
2 ـ (ومِنُهمُ الَّذِينَ يُؤذُونَ النْبيَّ ويَقُولُونَ هو اُذُنٌ) (التوبة: 61).
نزلت في رجل من المنافقين إمّا في الجلاس بن سويلا، أو: في نبتل بن الحرث أو: عتاب بن قشير.
راجع تفسير القرطبي 8/192، تفسير الخازن 2/253، الاصابة 3/549.
3 ـ (والَّذين يَبتغونَ الكتابَ ممّا مَلكت أيمانكم فَكاتبوهم إنْ علمتم فيهم خيراً) (النور: 33).
نزلت في صبيح مولى حويطب بن عبد العزّى، قال: كنت مملوكاً لحويطب فسألته الكتابة، ففيَّ انزلت والذين يبتغون الكتاب.
اخرجه ابن مندة، وابو نعيم، والقرطبي كما في تفسيره 12 / 244، اسد الغابة 3 / 11، الاصابة 2 / 176.
4 ـ (إنَّ الّذِينَ يَأكُلُونَ أَمَوالَ اليَتَامى ظُلماً إنَّما يَأكُلُونَ في بُطوُنِهِم نَارا) (النساء: 10).
قال مقاتل بن حبّان: نزلت في مرثد بن زيد الغطفاني.
تفسير القرطبي 5 / 53، الاصابة 3 / 397.
5 ـ (لا يَنهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُم في الدِّينِ وَلَمْ يُخرُجوكُم مِن دياركم...) (الممتحنة: 8).
نزلت في أسماء بنت أبي بكر، وذلك: انّ امّها قتيلة بنت عبد العزّى قدمت عليها المدينة بهدايا وهي مشركة، فقالت أسماء: لا أقبل منك هديَّة، ولا تدخلي عليّ بيتاً حتّى استأذن رسول الله(صلى الله عليه وآله)فسألته فأنزل الله تعالى هذه الاية، فأمرها رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن تدخلها منزلها وأن تقبل هديَّتها وتكرمها وتحسن إليها.
اخرجه البخاري، ومسلم، وأحمد، وابن جرير، وابن ابي حاتم، كما في تفسير القرطبي 18/59، تفسير ابن كثير 4/349، تفسير الخازن 4/272(1) .
6 ـ (يا أيُّها الرَّسُولُ لاَ يَحزُنَك الّذين يُسارِعُونَ في الكُفرِ مِن الَّذينَ قَالُوا آمنَّا بِأفواهِهِم...) (المائدة: 41).
ذكر المكي في تفسيره: انّها نزلت في عبد الله بن صوريا.
تفسير القرطبي 6 / 177، الاصابة 2 / 326.
7 ـ (قال الَّذينَ لا يَعلَمُونَ لَولا يُكَلِّمُنا اللهُ أو تَأتِيَنا آيَةٌ) (البقرة: 118).
نزلت في رافع بن حريملة، وأخرج محمّد بن اسحاق عن ابن عباس قال: قال رافع لرسول الله(صلى الله عليه وآله): يا محمّد إن كنت رسولاً من الله كما تقول فقل للهِ فيكلّمنا حتّى نسمع كلامه.
فأنزل الله في ذلك الاية.
تفسير ابن كثير 1 / 161.
8 ـ (الّذِينَ هَاجَرُوا في الله مِن بَعدِمَا ظُلِمُوا لنُبوِّئَنَّهمُ في الدُّنيا حَسَنةً) (النحل: 41).
اخرج ابن عساكر في تاريخه 7 / 133 من طريق عبد الرزاق، عن داود بن ابي هند: انّ الاية نزلت في ابي جندل بن سهيل العامري.
وذكره القرطبي في تفسيره 10 / 107 من جملة الاقوال الواردة فيها.
9 ـ (إنَّ الّذينَ يَتلُونَ كِتَابَ اللهِ وأقَامُوا الصّلاةَ وأنفَقُوا مِمّا رَزَقناهُم...) (فاطر:29).
نزلت في حصين بن المطلب بن عبد مناف كما في الاصابة 1 / 336.
10 ـ (وَالعَصرِ إنَّ الانسَانَ لفِي خُسر) السورة.
عن اُبيّ بن كعب قال: قرأت على رسول الله(صلى الله عليه وآله) سورة والعصر فقلت: يا رسول الله بابي وأُمّي أفديك ما تفسيرها؟
قال: والعصر قسمٌ من الله بآخر النهار، إنَّ الانسان لفي خسر: ابو جهل بن هشام. إلا الذين آمنوا: ابو بكر الصدّيق. وعملوا الصالحات: عمر بن الخطاب. وتواصوا بالحقّ: عثمان بن عفان. وتواصوا بالصبر علي بن ابي طالب. الرياض النضرة 1 / 34.
قال الاميني: نحن لانصافق القوم على هذه التأويلات المحرَّفة المزيَّفة، غير أنّا نسردها لاقامة الحجَّة عليهم بما ذهبوا إليه.
11 ـ (إنَّ الّذين يِشترُون بِعهدِ اللهِ وأَيمانِهمِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِك لا خَلاقَ لَهُم في الاخِرةِ) (آل عمران: 77).
نزلت في عيدان بن أسوع الحضرمي، قال مقاتل في تفسيره. الاصابة 3 / 51.
12 ـ (يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولي الاَمرِ مِنكُم) (النساء: 59).
أخرج البخاري في صحيحه في كتاب التفسير 7 / 60، وأحمد
مسنده: 337، ومسلم في صحيحه كما في تاريخ بن عساكر 7 / 352، وتفسير القرطبي 5 / 260، وغيرهم: انّها نزلت في عبد الله بن حذافة السهمي.
13 ـ (يَقُولُون هَلْ لَنا مِنَ الاَمرِ مِنْ شيء قُلْ إنِّ الاَمرَ كُلَهُ للهِ يُخفُونَ في أَنفُسِهِم ما لا يُبدُونَ لك يَقُولُونَ لَو كَانَ لَنا مِنَ الامرِ شيءٌ ما قُتلِنَا هيهُنا) (آل عمران: 154).
القائل هو عبد الله بن ابي مسلول رأس المنافقين وفيه نزلت الاية.
واخرج ابن ابي حاتم عن طريق الزبير: انّها نزلت في معتب بن قشير.
تفسيرالقرطبي 4/262، تفسير ابن كثير 1/418، تفسير الخازن 1/306.
14 ـ (الَّذينَ قال لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النّاسَ قد جَمَعُوا لَكم) (آل عمران: 173).
المراد من الناس الاوَّل هو نعيم بن مسعود الاشجعي.
قال النسفي في تفسره(1) هو جمعٌ اريد به الواحد، أو: كان له أتباع يثبطون مثل تثبيطه.
وقال الخازن: فيكون اللفظ عامّاً اُريد به الخاصّ.
واخرج ابن مردويه باسناده عن ابي رافع انّ النبيَّ(صلى الله عليه وآله) وجّه عليّاً في نفر معه في طلب ابي سفيان فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال: إنَّ القوم قد جمعوا لكم، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فنزلت فيهم هذه الاية.
تفسير القرطبي 4 / 279، تفسير ابن كثير 1 / 430، تفسير الخازن 1 /318.
15 ـ (يَستَفتُونَك قُلِ اللهُ يُفتِيكُمْ في الكَلالَةِ) (النساء: 176).
نزلت في جابر بن عبد الله الانصاري. وهو المستفتي، وكان يقول: اُنزلت هذه الاية فيَّ.
تفسير القرطبي 6 / 28، تفسير الخازن 1 / 447، تفسير النسفي هامش الخازن 1 / 447.
16 ـ (يَسألُونَك مَاذايُنفِقُونَ قُلِ ماأنفَقتُم مِن خَير...) (البقرة:215).
نزلت في عمرو بن الجموح وكان شيخاً كبيراً ذا مال فقال: يا رسول الله بماذا نتصدَّق؟ وعلى من نُنفق؟ فنزلت الاية.
تفسير القرطبي 3 / 36، تفسير الخازن 1 / 148. </span>
</span></span></span>
اشكال مزيَّف
قال السيد حميد الدين عبد الحميد الالوسي في كتابه نثر اللالي على نظم الامالي: 169 عند ذكره آية الولاية: انّ الاية ليس نزولها في حقّ علي خاصة كما زعموا، بل نزلت في المهاجرين والانصار، وهو من جملتهم، فإنّ قوله: الّذين صيغة جمع فلا يكون عليّ هو المراد وحده.
قال العلامة الاميني رحمه الله:
كأنَّ الرجل يضرب في قوله هذا على وتر ابن كثير الدمشقي، وينسج على نوله، ويمتح من قليبه، حيث قال في تاريخه حول الاية كما يأتي بُعيد هذا : ولم ينزل في عليٍّ شيءٌ من القرآن بخصوصيّته...
وقد عزب عن المغفلين أنّ إصدار الحكم على الجهة العامة، بحيث يكون مصبّه الطبيعة ـ حتّى يكون ترغيباً في الاتيان بمثله، أو تحذيراً عن مثله ـ ثُمَّ تقييد الموضوع بما يُخصّصه بفرد معين حسب الانطباق الخارجي أبلغ وآكد في صدق القضية من توجيهه إلى ذلك الفرد رأساً،
وما أكثر له من نظير في لسان الذكر الحكيم وإليك نماذج منه:
1 ـ (الَّذِينَ قالوا إنَّ اللهَ فَقيرٌ ونَحنُ أغنِيَاءُ) (آل عمران: 181).
ذكر الحسن: انّ قائل هذه المقالة هو حيي بن أخطب.
وقال عكرمة، والسدى، ومقاتل، ومحمّد بن إسحاق: هو فنحاص بن عازوراء.
وقال الخازن: هذه المقالة وإن كانت قد صدرت من واحد من اليهود لكنّهم يرضون بمقالته هذه فنسبت إلى جميعهم.
راجع تفسير القرطبي 4 / 294، تفسير ابن كثير 1 / 434، تفسير الخازن 1 / 322.
2 ـ (ومِنُهمُ الَّذِينَ يُؤذُونَ النْبيَّ ويَقُولُونَ هو اُذُنٌ) (التوبة: 61).
نزلت في رجل من المنافقين إمّا في الجلاس بن سويلا، أو: في نبتل بن الحرث أو: عتاب بن قشير.
راجع تفسير القرطبي 8/192، تفسير الخازن 2/253، الاصابة 3/549.
3 ـ (والَّذين يَبتغونَ الكتابَ ممّا مَلكت أيمانكم فَكاتبوهم إنْ علمتم فيهم خيراً) (النور: 33).
نزلت في صبيح مولى حويطب بن عبد العزّى، قال: كنت مملوكاً لحويطب فسألته الكتابة، ففيَّ انزلت والذين يبتغون الكتاب.
اخرجه ابن مندة، وابو نعيم، والقرطبي كما في تفسيره 12 / 244، اسد الغابة 3 / 11، الاصابة 2 / 176.
4 ـ (إنَّ الّذِينَ يَأكُلُونَ أَمَوالَ اليَتَامى ظُلماً إنَّما يَأكُلُونَ في بُطوُنِهِم نَارا) (النساء: 10). </span>
قال مقاتل بن حبّان: نزلت في مرثد بن زيد الغطفاني.
تفسير القرطبي 5 / 53، الاصابة 3 / 397.
5 ـ (لا يَنهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُم في الدِّينِ وَلَمْ يُخرُجوكُم مِن دياركم...) (الممتحنة: 8).
نزلت في أسماء بنت أبي بكر، وذلك: انّ امّها قتيلة بنت عبد العزّى قدمت عليها المدينة بهدايا وهي مشركة، فقالت أسماء: لا أقبل منك هديَّة، ولا تدخلي عليّ بيتاً حتّى استأذن رسول الله(صلى الله عليه وآله)فسألته فأنزل الله تعالى هذه الاية، فأمرها رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن تدخلها منزلها وأن تقبل هديَّتها وتكرمها وتحسن إليها.
اخرجه البخاري، ومسلم، وأحمد، وابن جرير، وابن ابي حاتم، كما في تفسير القرطبي 18/59، تفسير ابن كثير 4/349، تفسير الخازن 4/272(1) .
6 ـ (يا أيُّها الرَّسُولُ لاَ يَحزُنَك الّذين يُسارِعُونَ في الكُفرِ مِن الَّذينَ قَالُوا آمنَّا بِأفواهِهِم...) (المائدة: 41).
ذكر المكي في تفسيره: انّها نزلت في عبد الله بن صوريا.
تفسير القرطبي 6 / 177، الاصابة 2 / 326.
7 ـ (قال الَّذينَ لا يَعلَمُونَ لَولا يُكَلِّمُنا اللهُ أو تَأتِيَنا آيَةٌ) (البقرة: 118).
نزلت في رافع بن حريملة، وأخرج محمّد بن اسحاق عن ابن عباس قال: قال رافع لرسول الله(صلى الله عليه وآله): يا محمّد إن كنت رسولاً من الله كما تقول فقل للهِ فيكلّمنا حتّى نسمع كلامه.
فأنزل الله في ذلك الاية.
تفسير ابن كثير 1 / 161.
8 ـ (الّذِينَ هَاجَرُوا في الله مِن بَعدِمَا ظُلِمُوا لنُبوِّئَنَّهمُ في الدُّنيا حَسَنةً) (النحل: 41).
اخرج ابن عساكر في تاريخه 7 / 133 من طريق عبد الرزاق، عن داود بن ابي هند: انّ الاية نزلت في ابي جندل بن سهيل العامري.
وذكره القرطبي في تفسيره 10 / 107 من جملة الاقوال الواردة فيها.
9 ـ (إنَّ الّذينَ يَتلُونَ كِتَابَ اللهِ وأقَامُوا الصّلاةَ وأنفَقُوا مِمّا رَزَقناهُم...) (فاطر:29). </span>نزلت في حصين بن المطلب بن عبد مناف كما في الاصابة 1 / 336.
10 ـ (وَالعَصرِ إنَّ الانسَانَ لفِي خُسر) السورة.
عن اُبيّ بن كعب قال: قرأت على رسول الله(صلى الله عليه وآله) سورة والعصر فقلت: يا رسول الله بابي وأُمّي أفديك ما تفسيرها؟
قال: والعصر قسمٌ من الله بآخر النهار، إنَّ الانسان لفي خسر: ابو جهل بن هشام. إلا الذين آمنوا: ابو بكر الصدّيق. وعملوا الصالحات: عمر بن الخطاب. وتواصوا بالحقّ: عثمان بن عفان. وتواصوا بالصبر علي بن ابي طالب. الرياض النضرة 1 / 34.
قال الاميني رحمه الله: نحن لانصافق القوم على هذه التأويلات المحرَّفة المزيَّفة، غير أنّا نسردها لاقامة الحجَّة عليهم بما ذهبوا إليه.
11 ـ (إنَّ الّذين يِشترُون بِعهدِ اللهِ وأَيمانِهمِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِك لا خَلاقَ لَهُم في الاخِرةِ) (آل عمران: 77).
نزلت في عيدان بن أسوع الحضرمي، قال مقاتل في تفسيره. الاصابة 3 / 51.
12 ـ (يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولي الاَمرِ مِنكُم) (النساء: 59).
أخرج البخاري في صحيحه في كتاب التفسير 7 / 60، وأحمد </span>
في مسنده: 337، ومسلم في صحيحه كما في تاريخ بن عساكر 7 / 352، وتفسير القرطبي 5 / 260، وغيرهم: انّها نزلت في عبد الله بن حذافة السهمي.
13 ـ (يَقُولُون هَلْ لَنا مِنَ الاَمرِ مِنْ شيء قُلْ إنِّ الاَمرَ كُلَهُ للهِ يُخفُونَ في أَنفُسِهِم ما لا يُبدُونَ لك يَقُولُونَ لَو كَانَ لَنا مِنَ الامرِ شيءٌ ما قُتلِنَا هيهُنا) (آل عمران: 154).
القائل هو عبد الله بن ابي مسلول رأس المنافقين وفيه نزلت الاية.
واخرج ابن ابي حاتم عن طريق الزبير: انّها نزلت في معتب بن قشير.
تفسيرالقرطبي 4/262، تفسير ابن كثير 1/418، تفسير الخازن 1/306.
14 ـ (الَّذينَ قال لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النّاسَ قد جَمَعُوا لَكم) (آل عمران: 173).
المراد من الناس الاوَّل هو نعيم بن مسعود الاشجعي.
قال النسفي في تفسره هو جمعٌ اريد به الواحد، أو: كان له أتباع يثبطون مثل تثبيطه.
وقال الخازن: فيكون اللفظ عامّاً اُريد به الخاصّ.
واخرج ابن مردويه باسناده عن ابي رافع انّ النبيَّ(صلى الله عليه وآله) وجّه عليّاً في نفر معه في طلب ابي سفيان فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال: إنَّ القوم قد جمعوا لكم، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فنزلت فيهم هذه الاية.
تفسير القرطبي 4 / 279، تفسير ابن كثير 1 / 430، تفسير الخازن 1 /318.
15 ـ (يَستَفتُونَك قُلِ اللهُ يُفتِيكُمْ في الكَلالَةِ) (النساء: 176).
نزلت في جابر بن عبد الله الانصاري. وهو المستفتي، وكان يقول: اُنزلت هذه الاية فيَّ.
تفسير القرطبي 6 / 28، تفسير الخازن 1 / 447، تفسير النسفي هامش الخازن 1 / 447.
16 ـ (يَسألُونَك مَاذايُنفِقُونَ قُلِ ماأنفَقتُم مِن خَير...) (البقرة:215).
نزلت في عمرو بن الجموح وكان شيخاً كبيراً ذا مال فقال: يا رسول الله بماذا نتصدَّق؟ وعلى من نُنفق؟ فنزلت الاية.
تفسير القرطبي 3 / 36، تفسير الخازن 1 / 148. </span>
17 ـ (وَهُمْ يَنهونَ عَنْهُ وَيَنأونَ عَنهُ) .
ذهب القوم إلى انَّها نزلت في أبي طالب.
وقد فصَّلنا القول فيها في الجزء الثامن ص 3: 8(2) .
18 ـ (لا تَجدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللهِ واليَومِ الاخِرِ يُوآدُّونَ مَنْ حَادّ اللهَ ورَسُولَهُ) (المجادلة: 22).
نزلت في ابي عبيدة الجرّاح حين قتل أباه يوم بدر. أو: في عبد الله بن اُبيّ.
تفسير القرطبي 17 / 307، نوادر الاصول للحكيم الترمذي: 157.
19 ـ (وآخرونَ اعترفوا بِذنِبِهم خَلَطوا عَملاً صَالحاً وآخَرَ سيِّئاً...) (التوبة:103).
نزلت في ابي لبابة الانصاري خاصّة.
تفسير القرطبي 8 / 242، الروض الانف 2 / 196.
20 ـ (يَحلِفُونَ بِاللهِ لَكُم ليُرضُوكُمْ) (التوبة: 62).
إنّ رجلاً من المنافقين قال: والله إنَّ هؤلاء لخيارنا وأشرافنا، وإن كان ما يقول محمَّدٌ حقّاً لهم شرٌّ من الحمير. فسمعها رجلٌ من </span>
المسلمين فقال: والله إنَّ ما يقول محمَّدٌ لحقٌّ ولانت أشرٌّ من الحمار.
فسعى بها الرجل إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) فأخبره فأرسل إلى الرَّجل فدعا، فقال: ما حملك على الذي قلت؟ فجعل يلتعن ويحلف بالله بأنّه ما قال ذلك، وجعل الرَّجل المسلم يقول: اللهمّ صدِّق الصادق، وكذّب الكاذب. فأنزل الله الاية.
تفسير القرطبي 8 / 193، تفسير ابن كثير 2 / 366.
قال ابن التیمیة: إنّ الرافضي لا يُمكنه أن يُثبت ايمان عليٍّ وعدالته وانَّه من أهل الجنّة فضلاً عن إمامته، إن لم يُثبت ذلك لابي بكر وعمر وعثمان، وإلاّ فمتى أراد إثبات ذلك لعليٍّ وحده لم تُساعده الادلَّة، كما أنَّ النصرانيَّ إذا أراد إثبات نبوَّة المسيح دون محمَّد لم تساعده الادلَّة، ج 1 /)162( .
وقال ص 163: الرافضة تعجز عن إثبات ايمان عليّ وعدالته مع كونهم على مذهب الرافضة، ولا يمكنهم ذلك إلا إذا صاروا من أهل السنّة، فإن احتجّوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده فقد تواتر ذلك عن هؤلاء، بل تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني اُميّة وبني العبّاس وصلاتهم وصيامهم وجهادهم لِلكفّار.
منهاج السنة 2 / 58.
-------
الجواب:
ما عشت أراك الدهر عجبا.
ليت شعري متى احتاج ايمان عليّ وعدالته إلى البرهنة؟! ومتى كفر هو حتّى يؤمن؟ وهل كان في بدء الاسلام للنبي أخٌ ومؤازرٌ غيره؟! على حين انَّ من سمّاهم لم يسلمو بعدُ، وهل قام الاسلام إلاّ بسيفه وسنانه؟! وهل هزمت جيوش الشرك إلاّ صولته وجولته؟! وهل هتك ستور الشّبه والالحاد غير بيانه وبرهانه؟! وهل طهَّر الله الكعبة البيت الحرام عن دنس الاوثان إلاّ بيده الكريمة؟! وهل طهَّر الله في القرآن الكريم بيتاً عن الرِّجس غير بيت هو سيِّد أهله بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟! وهل كان أحدٌ نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله) غيره بنصّ الذِّكر الحكيم؟! وهل أحدٌ شرى نفسه إبتغاء مرضاة الله ليلة المبيت غيره؟! وهل أحدٌ من المؤمنين أولى بهم من أنفسهم كرسول الله غيره؟! لاها الله.
إنّ احاديث الشيعة في كلِّ هذه متواترة وهي التي ألزمتهم بالاخبات إلى هذه المآثر كلّها غير أنَّهم إذا خاصموا غيرهم إحتجّوا بأحاديث أهل السنَّة; لانّ الحجَّة تجب أن تكون ملزمةً للخصم من دون حاجة لهم إليها في مقام الثبوت، وهذا طريق الحجاج المطّرد لا مايراه علماء القوم فإنّهم بأسرهم يحتجّون في كلِّ موضوع بكتب أعلامهم وأحاديثهم، وهذا خروجٌ عن اُصول الحجاج والمناظرة.
وليتني أدري ما الملازمة بين ايمان عليٍّ وعدالته وايمان من ذكرهم، هل يحسبهم وعليّاً أمير المؤمنين نفساً واحدة لايُتصوّر التبعيض فيها؟! أو يزعم أنَّ روحاً واحدة سرت في الجميع فأخذت بمفعولها من ايمان وكفر؟!
وهل خفيت هذه الملازمة المخترعة وليدة ابن تيميّة على الصحابة، والتابعين الشيعييِّن، وبعدهم على أئمة الشيعة، وعلمائهم، وأعلامهم في القرون الخالية في حجاجهم، ومناشداتهم، ومناظراتهم المذهبيَّة المتكثِّرة في الاندية والمجتمعات؟! أو ذهل عنها مخالفوهم في الذبِّ عنهم والمدافعة عن مبدئهم؟!.
لم يكن ذلك كلّه، ولكن يروق الرجل أن يشبِّه الرافضة بالنصارى، ويقرن بين ايمان عليٍّ(عليه السلام)وايمان معاوية الدهاء، ويزيد الفجور; والماجنين من جبابرة بني اُميّة، والمتهتِّكين من العبّاسيِّين، وهذا مبلغ علمه ودينه وورعه وأدبه.