هل صحيح عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: ولدني أبوبكر مرتين، :
ان حديث الامام الصادق (عليه السلام): (ولدني أبو بكر مرتين) يتناقله العامة عند ذكر فضائل أبي بكر. والحديث ينقله صاحب كتاب (كشف الغمة/ للأربلي) وهو من الإمامية، إلا أنه صرح في خطبة كتابه فقال: ((واعتمدت في الغالب النقل من كتب الجمهور ليكون ادعى لتقبله بالقبول)).
فنقل في كتابه (كشف الغمة): ((وقال الحافظ عبد العزيز الأخضر الجنابذي (وهو من العامة) في ذكر أم الإمام جعفر الصادق ... ولذا قال جعفر: ولدني أبو بكر مرتين)).
ولكن عندما نقل الفضل بن روزبهان الحديث عن (كشف الغمة) أضاف إليه الصديق فصار الحديث: (ولدني أبو بكر الصديق مرتين)!! وهذا شأنهم لرفع فضائل أصحابهم.
واذاسلمناأن الامام الصادق (عليه السلام) قال ولدني أبو بكر مرتين، فلا دلالة في كلامه هذا على الثناء والتعظيم، بل الظاهر انه ذكر ذلك عند تفصيل حال الآباء والامهات، لأن أم الإمام (عليه السلام) هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر فيكون أبو بكر جداً لأم فروة من جهة الأب ومن جهة الأم، فعبر الامام بهذا التعبير، ولا يكون فضلاً لأن الحديث عن الرسول الأكرم: (تزوجوا المرأة العفيفة المأمون دينها وخلقها) وخلفها ولم يشرك للأب شيء أو للأم والآية قاضية بذلك (( ولا تزروا وازرة وزره أخرى )) (( وكل نفس بما كسبت رهينة ))، فإن أبا بكر وان كان ما كان فانه يخرج الخبيث من الطيب ويخرج الطيب من الخبيث، فهذا سام بن نبي الله نوح(ع) ما ضرّ أبوه عمله ولا نفعه قربه من أبيه (( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ))،هذا محمد بن أبي بكر على طرف نقيض مع أبيه فهو من خلّص أصحاب أميرالمومنين عليه السلام) وقتل في سبيل الدفاع عن أمير المؤمنين(عليه السلام) ولعله يكون السبب في التناسب بين الإمام (عليه السلام) وبين أبناء محمد بن أبي بكر.
وخلو الحديث ـ لو سلّمنا به ـ عن لفظة الصديق أو أي لفظة اخرى سو ى (أبو بكر) يشعر بعدم إرادة المدح.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: أتاني جبريل آنفا فقلت له: يا جبريل حدّثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء.
فقال: يا محمد, لو حدثتك بفضائل عمر في السماء ما لبث نوح في قومه ألف سنة الّا خمسين عاما ً, ما نفدت فضائل عمر, أنّ عمر حسنة من حسنات أبي بكر.
(الفواكه الدواني للنفراوي المالكي,1, 103, دار الفكر, بيروت 1415 هـ)؟
الجواب:
قال عبد الله بن احمد بن حنبل: (( قال أبي: هذا حديث باطل موضوع اضرب عنه )). (علل الحديث, 2, 385)
وجاء في الفوائد: (( حديث أنّه (ص) قال لجبريل حدثني بفضائل عمر في السماء... رواه الحسن بن عرفة عن عمّار مرفوعا.
قال أحمد بن حنبل: أنّه موضوع. قال في اللآلئ: أنّه أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة قلت: أخرجه أبو نعيم فكان ماذا؟ فليس بمثل هذا يتعقب قوله من قال إنه موضوع. )) (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة, 1,337)
وفي اللآلئ: (( قال أحمد بن حنبل موضوع, لا أعرف إسماعيل, وقال الأزدي هو ضعيف وقال ابن حبان يروي المناكير التي لا يشك أنها موضوعة )) (الآلئ المصنوعة, 1,277).
وفي العلل المتناهية: (( قال أبو الفتح الأزدي إسماعيل ضعيف. قال أبو حاتم: الوليد مجهول, وقال ابن حبان: كان يروي المناكير التي لا يشك أنها موضوعة )). (العلل المتناهية, 1, 195).