إن الإنسان عندما يتذكر بأنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق فإنه سيعيش حالة من الذهول والخوف الشديدين..
لأن الدم -كما هو معلوم- يصل إلى كل جزء من أجزاء الوجود الإنساني وإلا فإن ذلك العضو يموت..
فالشيطان ينفذ في العواطف والأفكار والسلوك كذلك أي مثل الدم الذي يجري في كل عضو حتى في الهواجس والميول الباطنية.
قال الباقر أو الصادق (ع): (إن آدم (ع) قال: يا ربّ!.. سلّطتَ عليّ الشيطان وأجريته منى مجرى الدم..
فاجعلْ لي شيئا)..
وكما هو معلوم بأن الشيطان قد وسوس له وأخرجه من الجنة.. ومع ذلك لا يمكن القول بأن آدم (ع) قد ارتكب ذنبا من الذنوب ..
ولكن الشيطان أغواه -كما جاء في القرآن الكريم-.. فقال الله عز وجل: (يا آدم!.. جعلت لك أنّ مَن همّ من ذرّيتك بسيئة لم تُكتب عليه فإن عملها كُتبت عليه سيئة)..
فإذاً إن النية الباطنية والشر الباطني لا يعاقب عليه الإنسان.
(ومَن همّ منهم بحسنة: فإن لم يعملها كُتبت له حسنة.. وإن هو عملها كُتبت له عشرا)..
إن نية المؤمن خير من عمله، فمثلا: إنسان همّ بزيارة مريض، فجاءه ضيف ومنعه من ذلك..
إنْ كان صادقا في النية فالله عز وجل يكتب له تلك الزيارة لأنه همّ بالحسنة فكُتبت له واحدة..
وأما إذا فعلها كُتبت له عشرا.
(قال: يا ربّ!.. زدني قال: جعلت لك أنّ مَن عمل منهم سيئةً ثم استغفر غفرت له..
قال: يا ربّ !.. زدني، قال: (جعلت لهم التوبة وبسطت لهم التوبة حتى تبلغ النفس هذه)..
أي ما دام الإنسان لم ينتقل من هذه الدنيا وما دام حيا فإن باب التوبة مفتوح لديه..
عندئذٍ قال آدم: (يا رب!.. حسبي).