أقول قد تواترت الروايات كون أمير المؤمنين (ع) أحبّ الرجال إليه ،
إذ أنه (ع) كنفسه ، وأولى بالمؤمنين من أنفسهم كأخيه النبي الامي (صلى الله عليه وآله) ،
وأنه منه بمنزلة هارون من موسى ، كل ذلك يقتضي كونه (ع) أحبّ الرجال إلى الله تعالى وإليه ،
والقول بأن أحب الرجال إليه أبن أبي قحافة ، يردّه قوله صلى الله عليه واله ـ المتواتر ـ
لمّا أرسل أبا بكر إلى خيبر ورجع وهو يجبن أصحابَه وأصحابُه يجبنانه وكذلك عمر :
فقال عند ذلك « لا بعثن غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، والله يحبه ورسوله ، كرار غير فرار ،
لا يُولّي الدّبر ، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه »
فكلُّ هذا المدح ليعسوب الدين كان بعد إخفاق أبي بكر وعمر في الفتح ، وهو تعريض صريح بهما .