الحكيم ... العلم في حقوق الإنسان في ذمة الخلود... د.عبد الصاحب الحكيم
بتاريخ : 30-08-2009 الساعة : 11:58 AM
د. عبد الصاحب الحكيم مع السيد عبد العزيز الحكيم في معرض لحقوق الانسان خلف الصحن العلوي الشريف بالنجف الاشرف
فيض من غيض
تنعى منظمة حقوق الإنسان في العراق/ لندن (1982) الفقيد السيد عبد العزيز الحكيم المشرف العام على المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق ، الذي تأسس في الثمانينات ، و كان من أهم المراكز العلمية و الإنسانية ، والذي ضم أكبر أرشيف عن إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق ، وآلاف الصور للشهداء و ضحايا النظام الصدامي المجرم من المهجرين ، و المعذبين ، و ضحايا الأسلحة الكيمياوية ، و بيانات تفصيلية ، و إحصائيات هامة عن مختلف مناحي الحياة في العراق.
و كان لتعاون هذا المركز مع منظمة حقوق الإنسان في العــــراق ( لندن 1982) الأثر الكبير في فضح النظام الصدامي و انتها كاته لحقوق الإنسان، حيث كان أحد مصادر المنظمة للحصول على الوثائق و الأحصائيات و الارقام ، و أذكر على سبيل المثال أن شهيد المحراب السيد الحكيم كان يشتري كثيرا من الوثائق من رجال الأمن بمبالغ محترمة و يصورها ليحتفظ بها المركز الوثائقي...
كما شارك الفقيد السيد عبد العزيز الحكيم في جلسات الأمم المتحدة في جنيف مع وفد المنظمة و قيامه بإرسال الشهود من ضحايا النظام الصدامي إلى لجان حقوق الإنسان في جنيف ، و نظم لأول مرة مظاهرة للعراقيين و العراقيات عام 1985 أمام قصر الأمم المتحدة التي كانت تهتف باللغات الأنكليزية و الفرنسية و العربية في الثمانينات ، يوم كان الكثير من الكوادر الحالية المتصدية تخشى من ذكر أسمائها الحقيقية ، جبنا من النظام الصدامي المجرم ، و أتذكر من المشاركين فيها الشهيد الدكتور علي العضاض و السيد عادل عبد المهدي و الصديق السيد أيوب البارزاني و الدكتور عبد الأمير هاشم و آخرون و نعتذر للإخوة الآخرين الذين شاركونا في تلك المظاهرة التاريخية ... الذين لم استطع تذكر أسماءهم الكريمة..
و رعى المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم الأعمال و النشاطات الإنسانية في مخيمات اللاجئين العراقيين في إيران و دعم الدكتورة بيان الأعرجي في مشاريعها لخدمة هؤلاء الضحايا ، ومساعدة الأيتام و الأرامل من ضحايا المجرم صدام ، خلال زياراتها الستة عشر (16) لتلك المخيمات في السنوات العديدة المنصرمة قبل سقوط النظام الصدامي البعثي المجرم..
كما كان يشجع بقوة، التحرك الدولي من اجل فضح النظام الصدامي في المحافل الدولية من خلال دعم العراقيين و دفعهم لحضور المؤتمرات و المعارض و النشاطات الدولية العديدة ، و أذكر مثالا على ذلك إرساله وفد المركز الوثائقي لحقوق الإنسان لحضور مؤتمر المرأة العالمي في الصين الذي حضرته وفود يقدر عددها بـ (29) الف عضوة و عضو من قارات العالم الخمس عام 1995 و قد أقامت منظمة حقوق الإنسان في العراق ( لندن 1982) بالتعاون مع المركز معرضا عن جرائم النظام الصدامي حاز اعجاب العالم ، و زاره الآلاف من وفود الدول المشاركة في ذك المؤتمر العالمي...و هجم عليه مرتزقة السفارة العراقية وقتها بعد ان شاهدوا تأثيره الإعلامي الضخم ... و وقع على أثرها الالآف على قمصاننا تأييدا...
و لا أنسى قدومه من طهران للمشاركة في الإعتصــــام المستمــــر الذي أقيم في ساحة الطرف الأغر في لندن الذي إستمر لمدة سبع سنوات متتالية (333) أسبوعا للمطالبة بمحاكمة المجرم صدام يوم كان هذا الأمر حلما يراود نشطاء حقوق الإنسان...
و اليوم إذ غيب الموت هذه الشخصية الإنسانية الفذة لا يسعنا إلا أن نبدي حزننا العميق لفقده ، و نكرر مطالبتنا بحماية الإنسان العراقي من القتل والإرهاب الذي يتعرض له من قبل الإرهابيين الجرمين ، بعد أن فشلت الحكومة الحالية بحمايته ...
يؤسفنا أننا لم نكرمه في حياته التكريم الذي يستحقه ،حتى لا نكون جزءا من دعاية سياسية ينأى المدافعون عن حقوق الإنسان أن يكونوا جزءا منها.