الشيعة شموع في مهب الريح
سهام سلمان آل سماعيل - طالبة ماجستير
31 / 7 / 2009م - القطيف - العوامية
ظلموك يا سيدي يا أبا عبدالله، ظلموكم سادتي آل بيت محمد سلام الله عليكم أجمعين، ظلموك يا نبي الرحمة، ظلموك يا سيدتي فاطمة الزهراء يا ريحانة رسول الله، وظلموكم يا سيدي شباب أهل الجنة، وظلموا شيعتكم ومازالوا يعانون هذا الظلم.
شيعتك يا سيدتي فاطمة الزهراء شموع في مهب الريح، فنحن ممنوعين من زيارتكم ممنوعين من حبكم، فلماذا كل هذا الهجوم؟، هل فقط لأننا أردنا رفع راية الإسلام؟.
تتكرر حملات الاعتقالات المشئومة على الشيعة يوما بعد يوم، وكأن المذهب الشيعي هو المذهب الوحيد في السعودية المخالف لمبادئهم الصماء.
ماذا فعل الشيعة ليعاقبوا بجرمهم، ماذا فعلوا ليبيدوهم عن بكرة أبيهم ان كنت سني أو كنت شيعي ليست هذه النقطة المهمة، نختلف في المبدأ ونختلف في الاعتقاد ولكن الهدف واحد وهو التقوى.
الشيعة منذ بداية عصرهم مسالمين، فالشيعة مذهب متفهم ومتضمن لجميع المذاهب، فهو المذهب الشامل الذي يضم حب الله وحب رسوله وحب أهل بيته ومن ثم صحابته، نريد ان نرقى الى الأعلى وهم يريدون ان ننحدر الى الأسفل، ويقولون متى نتطور؟، أمازال عندكم الأمل في التطور؟.
بأمة فقدت وحدتها!، بأمة فقدت عدلها!، نحن امة تريد رفع كلمة الله برفع الإعلام مرفرفة بكلمة التوحيد لا اله آلا الله محمد رسول الله علي ولي الله، ولكنهم يكسرون الإعلام ويحرقوها حرقاً وكأننا رفعنا شعار الكفر ولهذا يتجرؤون بحملاتهم التكفيرية من حين لآخر.
مجتمعنا مجتمع يضم الشيعة والسنة والصوفية والإسماعيلية والزيدية وغيرها، لم اسمع أبدا ان الشيعة تهاجم السنة أو الصوفية أو الاسماعلية احتراما الى مبادئهم، بالرغم من اختلافنا معهم في العقيدة فإنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.
لان وحدة الاعتقاد تكاد تكون شيئا صعبا ومعقداً جدا، ًنستطيع ان نشبه ذلك في اختلاف الاعتقادات باختلاف وجهات النظر، فمن هنا اختلاف أفراد مجتمعنا في وجهات النظر يجب ان لا تفسد للود قضية بيننا، نحن الشيعة من فرد الى آخر تختلف ثقافتهم أفرادا، ولكن اعتقادهم واحد، فكل شخص يشكل ثقافته من خليط مفاهيمه وقراءاته، فلماذا يطالبونا أهل السنة بالخضوع لهم وان لم نرض يريدوننا ان نخضع لهم بالقوة، بشعارهم المزيف: خذوهم بالصوت لا يغلبوكم.
فأي وحدة وأي عدل في ذلك فلا إكراه في الدين، نريد امة لا سنية ولا شيعية نريد امة إسلامية إسلامية، نريد امة محبة ومتكاتفة يدا بيد امة صادقة بعيدة عن الزيف، نريد ان نحذف كلمة عنصرية من قاموس العرب، نحذفها من جذورها فقد أصبحت هذه الكلمة تحمل شيئا من الرجعية والتعجرف، نريد امة ترسم مستقبل واعد الى الأجيال الشابة نريد إعادة تأهيل هذه العقول لنخرج عقول متفتحة هادفة للمجتمع، نريد ان نرقى ونرتقي بعلمنا في ضوء ديننا الإسلامي فنحن امة محمد أفضل الأمم، ولهذا فنحن نريد حريتنا ونريد أسرانا، نريد ان يكفوا عن اضطهادنا وندع اختلاف المذهب لشأنه، فحتى لو كنا شموع في مهب الريح فبإذن الله صامدون صامدون.