بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ حيدرة ...
بوركتم على طرحكم ...
لكننا نختلف معكم ..في عدة أشياء ..
قلتم:
" هذه الجملة تلخص لنا حركة التاريخ الخاص بالسنة والشيعة.
السنة كانت دائمة الحضور وقد منحت الفرصة كاملة للبروز والانتشار.
والشيعة كانت دائمة الغياب بفعل الحصار والبطش والارهاب.
لان السنة كانت على وئام مع الحكام وتدين لهم بالسمع والطاعة برهم وفاجرهم فقد منحت حرية الدعوة وشرعية التواجد
عمي ....من قال بأن السنة دائماً كانت على وئلم مع الحكام ؟
هذا مخالف لسير التاريخ ..فقد علمنا جميعاً كيف استشهد الإمام أبو حنيفة في سجن المنصور وكيف عذب الإمام أحمد في زمن المأمون ومن بعده من الحكام ...رأينا كيف قتل علماء التابعين على يد الحجاج من قبل هؤلاء ..لكن الفارق بين منهج أهل السنة وغيرهم في التعامل مع الحكام الطواغيت هو منهج يخلو من العصيان المسلح ..حقناً لدماء المسلمين وحفظاً لهيبة الإسلام ودولته ..
وقولك :
" ولان السنة كانت ظاهرة فقد اصبحت معروفة.
ولان الشيعة كانت غائبة فقد اصبحت مجهولة.
أما مسألة الظهور هذه فهذه أيضاً مخالفة للواقع ..ظهور المذهب السني هو نتيجة إقتناع عامة المسلمين به ورفضهم لمذاهب أخرى حاولت فرض نفسها كالمعتزلة المبتدعة والقدرية والجهمية والشيعة ..الشيعة حكموا مصر 238 سنة وخرجوا منها ليعود المذهب السني غلى مصر بقوة ولم يترك الشيعة خلفهم أقلية كالتي تركوها في الكثير من البلدان ...والظهور السني أيضاً يعود إلى حمل أهله راية الدفاع عن الإسلام ..فهاهم أهل السنة من السلاجقة يدمرون حصون الروم ويهددون دولتهم ومن بعدهم الأيوبيون يحررون القدس ويحملون راية تحرير الأمة التي ضيعتها دولة سنية وأخرى شيعية ..ومن بعدهم يوقف الجيش المصري زحف المغول بعدما دمروا بلاد الشيعة في إيران والعراق ثم هاجموا الشام ...وها هو محمد الفاتح يزيل الدولة البيزنطية من الوجود ..كل هذه الإنتصارات والإنجازات التي حققها أهل السنة لكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ..هي التي جعلت من هذا المذهب وأهله هم عامة المسلمين والذين يرتبط مصير الدعوة كلها دائماً بهم وبجهادهم ونضالهم ..