سألت ذات يوم بعض رفاق العمل من السويديين إذا ما احتلت دولة ما السويد ماذا سيكون رد فعلهم؟ وهل سيقاومون المحتل؟ وهل يقدمون حياتهم فداءاً لتحرير وطنهم؟ قد تستغربون بماذا أجابوا, كان جوابهم تقريباً موحداً فليذهب صاحب المؤسسة التي نعمل بها ليحارب المحتل!!! (وأنا لا استطيع تعميم هذه الآراء على جميع السويديين).
لابد لنا أن نقف قليلاً ونتمعن في أجوبتهم, ونستخلص بعض المفاهيم التي طالما كانت غائبة عنا, ولا بد لنا أن نعلم إن النظام الاجتماعي في السويد تكافلي أي إن الشخص الذي يفقد عمله يحصل على تعويض من صندوق البطالة والذي يفقد التعويض من صندوق البطالة أو الذي ليس لديه عمل يحصل على المعونة الاجتماعية والتي تغطي المأكل والملبس والمسكن والعلاج الطبي, وهناك مميزات أٌخرى كثيرة يمتلكه هذا النظام, فالنظام الاجتماعي السويدي يلبي حاجات المواطنين, ويكفل العيش الكريم الذي يحافظ على كرامة الإنسان.
ما الذي تقدمه الدولة العراقية لمواطنيها يا ترى!! ولماذا كل هذا التمسك بالشعارات الزائفة؟ وما معنى الوطنية ولماذا لا ينتبه الناس إلى إنهم في بلد يعوم على الخيرات وهم محرومين؟ قبل كل شيء لا بد لنا أن نتفق على أيهما أهم المواطنين أم الوطن؟ كلنا نعرف انه قد مر العديد من الأقوام والحضارات على وادي الرافدين, وأقوام ذهبت أو تلاشت واضمحلت, وأقوام صهرت بأقوام أخرى, وأمراض كثيرة فتكت بسكنه وادي الرافدين, وخلاصة الأمر إن الكثير من الحضارات ازدهرت واختفت ولكن وادي الرافدين كأرض بقيت, ولكن هل سكنة العراق الأولين باقين إلى يومنا, هذا ما اشك به, وعلى كل أنا شخصياً أرى إن المواطنين والوطن على نفس الدرجة من الأهمية, فلا وجود لمواطنين بدون وطن ولا وطن بدون مواطنين, ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن يهان المواطن ويحرم من مقومات الحياة الكريمة بحجة الوطن والوطنية, والوطنية أصبحت كلمة مطاطة يحاول الكل تفسيره على هواه, وتفرغيها من معناها الحقيقي, والوطنية صارت برأي السياسيين التمسك بمناصبهم أو حصولهم على مناصب من غير وجه حق.
هناك من يرى السياسة فن الممكن, وأنا أرى إن السياسة الدولية أصبحت فن التمكن, وأما السياسة الداخلية فهي درب من دروب تغيير الظروف الاجتماعية للمواطنين نحو الأفضل, ولذلك على السياسيين أن يفهموا أن السياسة ليست وسيلة للحصول على السلطة والثروة, والمواطن وطنيته مرآة لرفاهيته, فالمواطن المرفه لا يمكن أن يتنازل عن رفاهيته وسيدافع عنه بكل ما يؤتى من قوة, وأما الفقير المعدم فليس له شيء لكي يدافع عنه, فهل يعقل أن يدافع فقير عن فقره؟ فأما أن يكون مجبوراً أو مجنوناً.
نعم اخي التجربة الغربية اثبتت النجاح على مستوى الفرد والامة لكن لو نحلل اسباب النجاح
نلاحظ ان الامة هي العنوان الاول في انتاج هذا التقدم الامة الواعية المتفتحة تستطيع تغيير الواقع وتستطيع تنحيةو الانظمة الفاسدة عن الحكم
لذالك نعتبران الدين كحالة مدنية هوحركة من اجل اقامة العدل باسلوب الدولة ولكن يبقا حركة في ذهنية المواطن لابد ان يتحرك ليطالب باقامة العدل وحقوق المواطنة
الحكومة العراقية لم تقدم شي ملموس لمواطنيها بل انها تنتهج نفس الاسلوب الصدامي في تخدير الجماهير عبرمشاريع وهمية ومنح ضئيلة لاتسد الحاجات الاساسية نهايك عن الكماليات
ولايغيب عنا ان حجم التقدم واثبات العدل لايتم من خلال السياسيين المنتفخين على كراسي الملك والملذات بل تتحقق بارادت الجماهير وكل الخوف حقيقتا