|
السلام على الجميع
عفوا يا كرام القوم جميعا ...
عندي أعتراض كبير هنا على الإجابات في الأصل على سؤال الأخ الضيف هداه الله تعالى وايانا جميعاً
فالإمامة والولاية ليس لها شروطاً بشرية يحددها بني البشر لقصورهم في الأصل عن الإحاطة بأحوال بعضهم البعض على الأقل الأحوال الباطنية وهي جعل رباني ومنصب رباني يعينه الله تعالى سبحانه وتعالى وهو الواحد الأحد والوحيد الذي له الحق في تعيننه وتنصيبه وتعيينه ببالغ حكمته وبيان لطفه في عباده لعمله بما يصلح حالهم للدين والدنيا وعلمه سبحانه بما يقوم أحوالهم وبشريتهم وصلاح أحوالهم وبأي قائد وإمام ومصلح يقودهم للحق المبين ويهديهم الى الصراط المستقيم ....
فهو سبحانه وتعالى لا يسئل عما يفعل ، لانه حكيم وعالم وقادر ، فباعتبار حكمته وعلمه وقدرته يفعل ما يشاء . فاختيار الله سبحانه وتعالى للإمامة والإمام إنما هو فعل من افعال الله التي لا يسئل عنها . ....
مع هذا نجد هناك نصوصاً تدل على سبب الاصطفاء والاختيار ، فالله سبحانه وتعالى في عالم الذر ـ وهو عالم خروج البشر من صلب آدم على شكل ذر ـ خاطبهم : الست بربّكم ؟ قالوا : بلى .. اليس محمداً نبيّكم ؟ قالوا : بلى . اليس علي بن ابي طالب إمامكم ؟ قالوا : بلى . فمنهم من آمن ، ومنهم من كفر في ذلك العالم ، وهذه الدنيا إنما هي صورة عن ذلك العالم .
اذن سبب الاختيار بيد الله لهذا يَسئل ولا يُسئل عمّا يفعل هذا اولاً . ...
ولنا وعندنا نصوصاً كثيرة وصحيحة ومثبتة في هذا الشأن حسب عقيدتنا الحقة ومذهبنا الحق الذي أخذناه من أطهار مطهرين من أئمة الحق المبين عليهم الصلاة والسلام ...
وثانياً : أن اختياره للانبياء والاوصياء ليس اختياراً عبطياً ، وإنّما اختارهم بعد ان امتحنهم في العوالم الثلاث ـ عالم الارواح وعالم الطينة وعالم الذر ـ فامتحن الانبياء وشرط عليهم الزهد فوجدهم اوفياء لهذا الشرط ( فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء ) وامتحن أهل البيت (ع) بالصبر فوجدهم صابرين ،.....
اذن اختيار الله سبحانه وتعالى يكون بعد الامتحان والاختبار - في عالكم الغيب والشهادة - وبعد الاجابة للدعوة الالهية : الست بربكم ؟ فأوّل من قال : بلى هو رسول الله (ص) لهذا اختاره الله من بين الخلق ، ثمّ بعد ذلك امير المؤمنين (ع) ، ثم فاطمة الزهراء (ع) ، وهكذا بقية الائمة ، ثم الانبياء ، ثم المؤمنون الواحد تلو الآخر الاقرب فالاقرب ، فكلّ من اجاب دعوة الله تعالى تقرّب اليه ....
اذن اختيار الامام (ع) من بين البشرجميعاً لم يكن اختياراً عبطياً ، وإنّما اختياره عن حكمة وبعد اختباره وامتحانه ، فنجح في اختباره ونجاحه ، وهذا لا ينافي العدالة الالهية ....
وأختصاراً للقول فيه كله لمن وعى وألقى السمع وهو شهيد ....:
إن الشيعة الامامية تعتقد بأن الامامة ـ التي هي قيادة الأمة الاسلامية ـ منصب الهي ، وجعل من الله تعالى ، وأنها حق من حقوق الله تعالى كالنبوة . ..
فالمولى عزوجل هو الذي ينصب من يكون إماما للناس ، وهو الذي يختار هذا الانسان ويجعله إماماً دون غيره . ...
ودليلنا على هذا آيات قرآنية منها :
(1) قوله تعالى : (( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )) البقرة 124 .
(2) قوله تعالى : (( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )) القصص 5 .
(3) قوله تعالى : ((وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا )) الانبياء 73 .
(4) قوله تعالى : (( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ )) ص 26 .
(5) قوله تعالى : (( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا )) السجدة 24 .
إذن فالامامة جعل من الله تعالى وعهد لا يناله من اتصف بالظلم ـ سواء كان ظالماً لنفسه أو لغيره ـ وليس من حق الأمة أن تختار لها إماماً , لقوله تعالى : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا )) الاحزاب 36 .
أما السؤال الثاني وهو ما هي مهام الامام والوصي ....:
تلخيص الجواب كله في قوله تعالى : ( إنما انت منذر ولكل قوم هاد )
وأتبعه بقول المصطفى الأمين في حديثين ظاهرين واضحين مثبتين أعيت ألبابكم وحيرت فهم عقولكم وقبول أنفسكم بها وهما ...:
الأول ...." حديث الثقلين " ..:
( أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أنّ يأتي رسول ربي فأجيب، و أنا تارك فيكم ثقلين، أوّلها كتاب الله فيه الهدى و النور، فخذوا بكتاب الله و استمسكوا به، فحثّ على كتاب الله و رغّب فيه، ثم قال: و أهل بيتي، أذكرّكم الله في أهل بيتي، أذكرّكم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي ...) ...
والثاني ... "حديث المنزلة"وفيه الدواء الشافي :
( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) .
ومن خلالهما وفيهما نجد المهام الأساسية فلإمام والإمامة وتعيها أذن واعية ...
والســــلام
| 
العرض المتطور
