لقد تحدثت فى بداية مقالى هذا فى مضمور وأحد فقط وهو ( الاكاذيب ) التى يلقيها هؤلاء التكفرين على هذا الفكر المستنير الشيعيى الرشيدى المولاى لعترة أحفاد وابناء الرسول محمد صلى الله علية واله وسلم , وكنت قد تطرقت على موضوع المتعة والتمتع وغيرها من الامور الساذجة التى يحاولون الصاقها بنا , بل ويحاولون من ورائها تشوية صورة أهل البيت عليهم السلام , ولقد فندت بعض اكاذيبهم المريضة فى عدة مقالات وبحوث سابقة , حتى نستطيع أجتياز هذة المرحلة والمضى قدما" الى موضوع أخر دون الرجوع الى المواضيع السابقة , حتى يتسنى لنا افراغ ما فى جعبتهم , وبلورة بعض الاكاذيب التى يلقونها على الشيعية والتشيع , بل وكنت قد تحدثت فى المقال السابق نظرتهم المريضة البغيضة فى نعتهم لعلماء الحوزة وعلى راسهم الاموات والاحياء من سماحة علمائنا ومشايخنا الاجلاء !!!
والان سوف أستعرض بعض الاشكاليات التى يميعون بها قضيتهم تجاهنا على المحافل الاسلامية جمعاء حتى يوهموه القارىء المسلم مدى خطورة الفكر الشيعى على العقيدة والدين ولنبداء ...
الفكرة والقوة !!
الفكرة هي الصورة الذهنية لأمر ماوالفكر أسمىصور العمل الذهني بما فيه من تحليل وتركيب وتنسيق، وأية فكرة يُراد لها أن تنجحلابد أن تكون ممكنة في نفوس أصحابها، فهم يؤمنون بها ويسعون لتنفيذها ويجتهدونويأخذون بالأسباب لتمكينها، ويعرف المرء بصدقه وإخلاصه من خلال سعيه، وهذا هوالفرق بين أصحاب العقائد السليمة الصحيحة وتجار الشعارات الزائفة البراقة من أمثال أبناء الوهابية المسعورة ،فكممن إنسان يتفوه بكلام جميل ولم يسع لتنفيذه وليس له رصيد في عالم الواقع!
هذا بشأنأية فكرة، فما بالك لو كان السعي لتمكين العقيدة والسعي لجعل الولاية للامام على عليه السلام !!
فسيرة على عليه السلام مليئة بالجواهروالصور العملية، فهل تذكرنا المؤاخاة على سبيل المثال التي أرسى قواعدها النبي صلى الله عليه واله وسلم وأستخلف من بعدة امير المؤمين على عليه السلام ـ والتي لم تشهد لها الإنسانية والبشرية مثيلًا عندما قام بتعين الامام فى سدة الخلافة من بعدة , فكان أمرا" من رسول الله محمد صلى الله عليه واله , وكذلك كان أمرا" ربانيا" لان الرسول محمد ما هو الا وحيا" يوحى !!
فعلينا أن نأخذ هذه الصور بكل جوانبها فهم أناس أدركوامعني الولاية كمنهج حياة ,وأدركوا حقيقة الحياة ووظيفتهم في الدنيا، وعملوا لتحديد مصيرهم في الآخرة، فتمكنتعقيدة الولاية من قلوبهم وأخضعت جوارحهم لشرع الله وولاية أمير المؤمين ، فدانوا لله بقلوبهم وسلوكهم فتصرفوابتلقائية، وأدركوا أن التمكين لدين الله لن يأتِ إلا بالتضحية بالمال والنفس.
وهكذا أثبت الشيعية على مر العصور أنهم كانوا دائما" مع الحق , والحق مع على , وعلى مع الرسول, والرسول مع الله عزوجل , أذا" نحن أمام أمرا"عظيم الشأن فى مضمونة وعظيم شأنة ..
أخي المتأمل أخي الواعي الراصد الجيدلا تنظر إلى هذا العمل والفعل من الجانب الثوابي فقط، ألست معي أن هذا الفعل صورةمن صور التمكين وسط خضم وركام الاستضعاف؟! ألست معي أنهذه الولاية الفريد أدرك حقيقة الإسلام وقامت بتفعيل الإسلام قولًا وعملًا؟! هل تعلمنامن مفهوم الولاية وقمنا بتنفيذها؟! أم أننا ما زلنا في طور التعريف والتنظير، والكلاموالتأهيل التهويل ؟!
ولكن هل القوة تكمن مع الولاية لمواجهة الحملة المسعورة من ابناء الدمويين ..
قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم}.
القوة هي القدرة على التأثير فى الجماهير ، ومن هنا يقال: دولة قوية وشخصية قوية، أي قادرة على التأثير. وهذا المعنى هو الذي أشارت إليه الآية الكريمة. فالله سبحانه وتعالى لم يجعل الإعداد من أجل القتال وإنما جعله من أجل الرهاب !! ويوجد فرق هنا بين الارهاب والرهاب ؛ لأن معرفة العدو بقوة المسلمين ترهبه أي تؤثر في قراراته وسلوكياته اتجاه المسلمين. فجعلت الرهاب علة أي الغاية التي من أجلها تعدّ القوة، فليست القوة وفق المفهوم الإسلامي إلا وسيلة لتحقيق غاية.
أن الأمة الإسلامية إذا توحدت تحت راية دولة واحدة هي دولة الاسلام ، تملك من المقومات ما يجعلها الدولة الأولى في العالم. فمن ناحية عقلية، فإنّ المقومات اللازم توفرها لإيجاد دولة قوية متوفرة لدى المسلمين، فعندهم الثروات وعندهم الرجال وعندهم غير ذلك، وما ينقصهم هو النظام السياسي الكفيل بتحقيق الوحدة وبثّ إرادة القيادة في جموع المسلمين. ومن ناحية شرعية، فإن الله سبحانه وعد بالتمكين إذا أردنا التمكين وعملنا على تحقيقه، قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. والله سبحانه وتعالى لا يخلف وعده. {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
فإذا استطاع أهل الباطل بناء دولة قوية للباطل والتحكم في العالم، أفلا يستطيع أهل الحقّ بناء دولة الحقّ والحقّ نصيرهم، ولكنّ الأمر كما قال علي بن أبي طالب علية السلام في خطبة: "وما يظهرون عليكم بأن يكونوا بالحق أولى منكم ولكن بصلحهم في بلادهم وفسادكم في بلادكم واجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم وأدائهم الأمانة وخيانتكم".
الحزب الغالب
قوله تعالى: {...فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ (56)} (المائدة)، وقوله: {...أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (22)} (المجادلة)، يفيد كما أسلفنا معنى جند الله الذين يمتثلون أوامره ويقاتلون أعداءه وينصرون أولياءه، فيدخل فيه عامة المسلمين ولا يختصّ بفئة دون أخرى أو بجماعة دون أخرى، ولا تعلّق له بالمعنى الاصطلاحي الذي يعتمده الناس اليوم.
وعندي أن الاصطلاح على تسمية جماعة ما باسم "حزب الله" فيه نظر لما يسبّبه من خلط ولبس. فلو سئل أحد من الناس مثلا: هل أنت من حزب الله؟ فسيكون جوابه: لا، لست من حزب الله. فجوابه من ناحية سياسية اصطلاحية صحيح؛ لأنه نفى انتماءه إلى جهة معينة معروفة بهذا الاسم. وأما من ناحية شرعية فجوابه غير صحيح؛ لأنه نفى انتماءه إلى جماعة المسلمين الذي عناهم ربنا سبحانه وتعالى في قوله: {...أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}.
والقصد أن استعمال هذا المصطلح يسبب اللبس، فكان من الأفضل تركه وعدم اعتماده للدلالة على جماعة معينة، بل قد يكون محرما لو أرادت الجماعة التلبيس وقصدته لغاية ما.
ورد عن بعض الصحابة أنهم قالوا: "حزب محمد (صلى الله عليه واله وسلم)"، كقول عمار بن ياسر(ع): "اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه" ، والمراد بحزب الرسول صلى الله عليه واله وسلم أصحابه المنتجبين ( أنظر من قتل عمار .. الحديث تقتلة الفئة الباغية !!) الذين هم على وصية الرسول محمد صلى الله عليه واله مطيعون ومنفذون ، فينطبق عليهم وصف الحزب لغة، ولا ينطبق عليهم وصف الحزب اصطلاحا. فما كان اله البيت عليهم السلام وكذلك الصحابة المنتجبين يعنون المعنى الاصطلاحي الحديث للكلمة، وإنما كانوا يعنون المعنى اللغوي؛ لذلك وجب الاقتصار هنا على الفهم اللغوي لمعنى حزب الرسول صلى الله عليه واله وسلم دون المعنى الاصطلاحي.
فكلمة "حزب" لغة تفيد إذن جملة من المعاني، وما يعنينا منها في هذا المقام ما يتعلّق ببحثنا وهو معنى الجماعة والتجمّع. وعليه، فالحزب لغة: الطائفة أو الصنف من الناس أو جماعة الناس أو جند الرجل وجماعته المستعدة للقتال ونحوه أو أصحاب الرجل الذين على رأيه.
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ (56)} (المائدة).
وقال تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} (هود17).
(الأَحْزَابِ) أي جماعات الأمم الذين يجمعهم أمر يجتمعون عليه، فالمشركون حزب، واليهود حزب، والنصارى حزب.
· وقال تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً (12)} (الكهف)
· وقال تعالى: {وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} (الروم).
قول ابن عباس وعمار: "محمدا وحزبه"، بمعنى أصحابه وأنصاره، وهم الذين آمنوا حين كفر النّاس، وصدّقوه حين كذبه النّاس، وعزروه ونصروه بأموالهم وأنفسهم وقاتلوا معه.
الاعلام الوهابى البغيض ..
بلا شك أن الإعلام ودوره المتعاظم في النشاط البشري على الصُعد كافة، فالإعلام اليوم هو مؤسسة حيوية تتقدم المؤسسات كلها، كما أن دور الإعلام اليوم لا يقتصر علىنقل الخبر فقط أو رواية الأحداث في العالم، بل يعتبر هو حلقة الوصل بين الأفرادوبين المجتمعات.
وأهم ما يجب أن يتميز به الإعلام هو المصداقية, فإعتمادالمصداقية في نقل كل المعلومات والاخبار والبرامج للمتلقي، وهذا لن يتم الا بنقلالحقيقة والمعلومات والاحداث، والتصريحات كما هي دون رتوش او اضافات او حذف اوتجاهل او تشويه، ومحاولة الوصول الى كامل الحقيقة .
ولكن نجدأن الاعلام الوهابى التكفيرى قد أخذ منعطف اخر فى بلورة مواقفة التكفيرية بأستمالة بعض المغرضين من عمائم الوهابية الماجورة التى تحاول بشتى الطرق ألقاء أكذيبهم وشبهاتهم المغرضة ضد الاسلام والموالين لعترة الصادق الامين محمدا" صلى الله عليه واله وسلم , فنجدهم قد أعطوه بعض الاسماء مساحات كبيرة عليهم , فاصبحوا ينعقون على هذة القنوات وينشرون افكارهم البغيضة على الهواء مباشرة , فينفثون هذة الافكار فى عقلية المسلم البسيط فيخلقون منهم ( وقود) مشتعل فى اذكاء نار الفتنة بين طوائف الامة , بل ويجعلونهم نواة ووقودا" لحرب أخوانهم المسلمين ...
ولكن تعتقد هذة الحكومات أن هذة المسئلة سوى تسوى حسابتهم مع بعض المعارضين أو سوف تأخر التقارب الاسلامى بين الشعوب , وتلفت أنظارهم عن الاوضاع المعيشية التى يقبعون بداخلها , وهم واهمون بذلك لان تفريخ هذا الفكر التكفيرى لن يجد نفعا" بل سيكون وابلا" على الحكام العرب المتأمرين على الطائفة الشيعية المستنيرة و بل وسيكون هذا وقودا" تشتعل من تحت كراسيهم وعروشهم الهاوية !!
أن الحرب الضروس التى تحدث الان تحت مسمع ومرأى الحكام العرب وعلى راسهم دول الخليج ومصر والمغرب والاردن ما هو الا محاولة أخيرة أو بالاحرى دق المسمار الاخير فى نعش كراسيهم التى يحاولون الاستمالة والموت عليها حتى لو كلفتهم الملاين من الارواح والبلاين من الدولارات , فهم يوهمون أنفسهم وشعوبهم أن المعركة الحقيقية الاساسية بين الشيعية والسنة , وان نصرة الصحابة الذين يزعمون أنهم مختارون أو صحابة فوق الشبهات أفضل عند الله من قتال اليهود والنصارى , ويعقدون الصفقات مع أرباب اللحى التكفرين بأن سيكون لهم عظيم الاجر , وسيكونوا من المقرابين ...
وأختم مقالي بهذا المقال بهذة النصيحة
إن هناكخطراً مريعاً يتهدد الامة وطوائفها ، وحتى ننبهه إلى هذا الخطر ليأخذ حذره، ويتفادى الوقوع فيه، لابد من دق ناقور الخطر. والسؤال من الذي يدقه ؟ والجواب: العلماء فعليهم يقع عبء المسئولية، وواجب الإنقاذ، وإن لم يكن هم فمن؟
العلماء المخلصون هم الأساة الذين يشخصون الداء، ويعطون جرعات الدواء ويراقبون العلة حتى تذهب، وتحل مكانها الصحة والعافية. وكل مرض ترك وشأنه فتك بالمريض، وأهلكه، فليس هناك مناص من أن يقومالعلماء بواجبهم، ويؤدوه على وجه يرضى ربهم وضمائرهم، ويحفظ الأمة وطوائفها ، وإلاّ فهم مسئولون أمام التاريخ، فضلاً عن المسئولية الكبرى أمام الله عز وجل الذي أخذالميثاق وأكد العهد على العلماء في كل ملة أن يبينوا الحق، ولا يكتموه: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَلَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَه…}، {إِنَّالَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِمَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُوَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوافَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة 159- 160].