|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 20133
|
الإنتساب : Jul 2008
|
المشاركات : 814
|
بمعدل : 0.14 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
علي ذو النورين
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 26-11-2009 الساعة : 10:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله
فقط للتوثيق :
إنَّ فقرة "حيَّ على خير العمل" كانت من فصول الأذان على عهد رسول الله (ص)، وقد التزم بها المسلمون أيَّام أبي بكر وشطرًا من أيَّام عمر، ثمَّ أنَّ عمر أمر بحذفها من الأذان وعلّل ذلك بأنَّ "حيِّ على خير العمل" تعني الحضَّ والحثّ على الصلاة ووصفِها بأنَّها خير الأعمال، وهذا قد يُنتج -بنظره- انصراف المسلمين عن الجهاد واكتفائهم بالصلاة بذريعة أنَّها خير العمل، فحتى لا يتقاعس المسلمون عن الجهاد أمر بحذف هذه الفقرة من الأذان.
والعجيب كيف التزم أكثر المسلمين بهذا الأمر رغم أنَّه من الاجتهاد في مقابل النصّ، فالرسول يأمر بإثباتها في الأذان ويأمر الخليفة بحذفها، وكأنَّه تفطَّن إلى أمرٍ غفل عنه رسول الله (ص) الذي لم يكن ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى.
وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾الحشر/7.
أمّا أنّ فقرة "حيَّ على خير العمل" كانت من فصول الأذان وأنَّ الرسول (ص) هو من جعلها كذلك، فطريقنا إلى إثباته هو ما ورد يقينًا عن أهل البيت (ع) الذين ثبت بالقرآن الكريم والسنَّة القطعية أنَّهم الهداة بعد رسول الله (ص) والأدلاّء على دين الله وأحكامه وأنَّهم في الأمّة كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلَّف عنها غرق وأنَّهم الثقل الثاني والقرآن الكريم هو الثقل الأول، وقد ضَمِنَ رسول الله (ص) للأمَّة عدم الضلال إنْ هم تمسَّكوا بهما، وقال: "إنِّي مخلِّفٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلُّوا بعدي أبدا"، وقد أفاد (ص) أنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض، لذلك فنحن نعتمد طريقهم في معرفة السنَّة الشريفة.
وممَّا ورد عنهم (ع) هو ما رواه الشيخ الطوسي في التهذيب بسندٍ معتبر إلى زرارة والفضل بن يسار عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: "لمَّا أُسْرِيَ برسول الله (ص) فبلغ البيت المعمور حضرت الصلاة فأذَّن جبرائيل وأقام فتقدَّم رسول الله (ص)، قال فقلنا: كيف أذَّن، فقال: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمَّدًا رسول الله أشهد أن محمَّدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح حيَّ على الفلاح، حيَّ على خير العمل حيَّ على خير العمل، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والإقامة مثلها إلاّ أنَّ فيها قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة بين حيَّ على خير العمل حيَّ على خير العمل وبين الله أكبر، فأمر بها رسول الله بلالاً، فلم يزل يؤذّن بها حتى قبض الله رسوله (ص). [الوسائل باب الأذان والإقامة ج8].
والروايات المصرِّحة باشتمال الأذان والإقامة على فقرة "حيَّ على خير العمل" كثيرة ومن أرادها فليرجع إليها في مظانها.
وأمَّا ما يؤيِّد من كتب علماء السنَّة بأنَّ عمر بن الخطّاب هو مَن أمر بحذفها فنصوص كثيرة نذكر شطرًا منها:
النــصّ الأوَّل:قال الشوكاني نقلاً عن كتاب الأحكام: "... وقد صحَّ لنا أنَّ "حيَّ على خير العمل" كانت على عهد رسول الله (ص) يؤذَّن بها ولم تطرح إلاّ في زمن عمر" [نيل الأوطار: 2/32].
النــصّ الثانــي: قال القوشجي وهو من أكابر علماء الأشاعرة في كتابه شرح التجريد أنَّ الخليفة عمر قال وهو على المنبر: "ثلاثٌ كنَّ على عهد رسول الله (ص) وأنا أنهى عنهنَّ وأحرمهنَّ وأعاقب عليهنَّ: متعة النساء ومتعة الحجّ وحيَّ على خير العمل" [شرح التجريد 484].
النــصّ الثالــث: قال سعد الدين التفتزاني في حاشيته على شرح العضدي على مختصر الأصول لابن الحاجب: "إنَّ "حيَّ على خير العمل" كان ثابتًا على عهد رسول الله (ص) وإنَّ عمر هو الذي أمر أن يكفَّ الناس عن ذلك، مخافة أن يثبِّط الناس على الجهاد ويتكلّوا على الصلاة". [الروض النظير: 2/42].
النــصّ الرَّابــع: ما ورد في البحر الزخَّار وجواهر الأخبار والآثار أنَّ الإمام الباقر (ع) كان يقول: "وكانت هذه الكلمة "حيَّ علي خير العمل" في الأذان فأمر عمر بن الخطَّاب أن يكفُّوا عنها مخافة أن تثبِّط الناس عن الجهاد ويتكلّوا على الصلاة". [2/192].
النــصّ الخامــس:في كتاب الرّوض النّضير قال الزّركشيّ في البحر المحيط: "... وكان ابن عمر، وهو عميد أهل المدينة يرى إفراد الأذان والقول فيه "حيَّ على خير العمل".
وورد في كتاب السّنام: "الصّحيح في الأذان شرح بـ"حيَّ على خير العمل" وقال: "وقد قال كثير من علماء المالكيَّة وغيرهم من الحنفيَّة والشَّافعيَّة أنَّه كان "حيَّ على خير العمل" من ألفاظ الأذان"". [الرَّوض النّضير 1/542].
وثمَّة نصوص أخرى وردت في كتب علماء السنَّة، أفاد بعضها أنَّ فقرة "حيَّ على خير العمل" كانت من فصول الأذان في عهد رسول الله وأفاد بعضها التزام جمع من الصحابة بها في الأذان.
منهــا:ما ورد في ميزان الاعتدال للذّهبي 1/139/ ولسان الميزان للعسقلاني 1/268 عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي محذورة قال: كنت غلامًا فقال لي النّبيّ (ص): "اجعل في آخر أذانك "حيَّ على خير العمل""، وذكر أنّ هذيل بن بلال المدائنيّ قال: سمعت ابن أبي محذورة يقول: "حيّ على الفلاح حيّ على خير العمل".
ومنهــا:ما ورد في منتخب كنز العمّال ج3/276 إنَّ بلال كان يؤذّن بالصّبح فيقول: "حيّ على خير العمل".
ومنهــا:ما رواه محمّد بن منصور في كتابه الجامع بإسناده عن رجال مرضيين عن أبي محذورة أحد مؤذني رسول الله (ص)، إنَّه قال: "أمرني رسول الله (ص) أن أقول في الأذان: "حيّ على خير العمل"".[البحر الزخار 2/192].
ومنهــا: ما رواه البيهقيّ في سننه: إنَّ ذكر "حيّ على خير العمل" في الأذان قد روي عن أبي أمامة سهل بن حنيف". 1/425.
ومنهــا: ما نقله ابن الوزير عن المحبّ الطبري الشَّافعي في كتابه إحكام الأحكام: "... ذكر الحيعلة بـ "حيّ على خير العمل" عن صدقه بن يسار عن أبي أمامة سهل بن حنيف: "إنَّه كان إذا أذّن قال: "حيّ على خير العمل"، أخرجه سعيد بن منصور". [مبادئ الفقه الإسلاميّ للعرفي 38 ط 1354 هـ].
ومنهــا: ما قاله علاء الدّين الحنفيّ في كتاب التّلويح في شرح الجامع الصَّحيح: "وأمَّا "حيّ على خير العمل" فذكر ابن حزم أنَّه صحّ عن عبد الله بن عمر وأبي أمامة سهل بن حنيف أنَّهما كانا يقولان "حيّ على خير العمل"، ثُمَّ قال: وكان علي بن الحسين يفعله..." [مبادئ الفقه الإسلاميّ للعرفيّ 38 ، المحلَّى لابن حزم 3/160].
ومنهــا: ما ورد في السّيرة الحلبيَّة "... ونقل عن ابن عمر وعن علي بن الحسين (ع) أنّهما كانا يقولان في أذانيهما بعد حيّ على الفلاح حيّ على خير العمل...". [السّيرة الحلبيّة باب الأذان: 2/98].
ومنهــا: ما ورد في سنن البيهقيّ عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ علي بن الحسين (ع) كان يقول في أذانه إذا قال حيّ على الفلاح قال: "حيّ على خير العمل" ويقول: ":هو الأذان الأول [سنن البيهقي 1/625 ج1993 ].
وثَمّة نصوص أخرى وردت في كتب علماء السّنة إلا أنّنا أعرضنا عن ذكرها خشية الإطالة.
والحمد لله ربّ العالمين
أنتهى
والسلام عليكم ورحمة الله
|
|
|
|
|