جندي سعودي جريح يروي تفاصيل الكمين الحوثي الذي تحول إلى محرقة رهيبة للجيش السعود
بتاريخ : 30-11-2009 الساعة : 02:07 PM
لقد أبيدت كتيبة المُقدم المظلي سعيد العمري عن بكرة أبيها بسبب تعجل وحمق الملك السعودي الذي أمر بحسم المعركة قبل موسم الحج!!
في الأولى حاولت القوات السعودية بالقيام بعمليات إنزال في المناطق التي يتواجد فيها الحوثيين, وقد تم التصدي لتلك الإنزالات الجوية عدة مرات حتى أن شهود عيان ذكروا أن الجنود السعوديين كانوا يتساقطون من مظلاتهم كالطيور المُصابة بنيران الصيادين؟ حيث ترصد لهم الحوثيين وتركوهم يبدؤوا بعملية الإنزال ثم بدؤوا بقنصهم وهم في الجو, ومن حالفه الحظ ونجى من القنص في الجو, تم إبادته من قبل القناصة الحوثيين على الأرض, فكانت بحق محرقة سعودية مُريعة. وقد روى الجندي أول كوماندوز مظلي من كتيبة قوة الأمن الخاصة 85 محمود زين مسعود في تصريح نشرته صحيفة المدينة السعودية قصة العملية التي جرح فيها وقتل بقية رفاقه ومنهم قائد الكتيبة المقدم مظلي سعيد العمري. وذلك خلال عملية إنزال جوي لتمشيط احد المواقع، وقال الجندي المُصاب محمود مسعود أنهم قد فوجئوا بوابل كثيف من الرصاص خلال كمين من قبل الحوثيين, وانه شاهد المقدم العمري عندما أصابته رصاصة في رأسه فسقط قتيلاً في المعركة, وعندما حاول احد الجنود سحب جثة المُقدم أصيب هو الآخر برصاصة من قبل الحوثيين فيما أصيب محمود زين مسعود بطلقتين نافذتين. وأضاف الجندي المظلي المُصاب محمود مسعود أن المقدم العمري كان شجاعاً في المعركة وانه ضحى بحياته لحماية أفراد الكتيبة التي كان مسئولاً عنها. وكان الجندي المظلي محمود مسعود قد أعيد بعد مُعالجته إلى جازان قادماً من المستشفى العسكري بالرياض, وذلك بعد إصابته بطلقتين من قبل أفراد القناصة الحوثيين عندما كانوا في عملية إنزال ومسح ميداني لموقع جبل الدخان.
صورة لشاهد العيان الجندي مظلي المُصاب محمود زين مسعود من كتيبة قوة الأمن الخاصة 85
ويبدو أن كتيبة المقدم المُظلي سعيد بن محمد العمري قد أُبيدت بكاملها, ما بين قتيل وجريح وأسير, وأنهم وقعوا في كمين حوثي مُحكم مما أدى إلى وقوع مجزرة رهيبة أو محرقة سعودية بسبب الجهل وقلة الخبرة, وكذلك بسبب القرارات الحمقاء المُتعجلة في الزج بالجنود المساكين في أتون معركة غير معروفة المعالم, لغرض إرضاء الملك السعودي الذي طالب بحسم المعركة مع الحوثيين قبل موسم الحج. وقد روى محمود بعض التفاصيل الأخيرة لتلك الطلعة القتالية في جبل الدخان في الأيام الأولى قائلاً : " عندما كانت المدفعية ترمي على الحوثيين نزلنا في اليوم الثاني من اجل تمشيط الموقع بقيادة قائد الكتيبة المقدم سعيد العمري وعندما كنا في الوادي, فوجئنا بوابل من الرصاص ولا نرى الأشخاص, فأصبت بطلقتين نافذتين وقام قائد السرية بوقف النزيف عن طريق ربطه بالقماش على موقع الإصابة وامرنا قائد الكتيبة بالتراجع إلى الخلف ثم فوجئنا بأننا وقعنا في كمين حوثي, وقد ازداد وابل الرصاص المنهمر علينا ". ويواصل الجندي السعودي المُصاب روايته : " كانت هناك إصابات مباشرة لعدد من زملائي أولهم العسيري ثم أصيب المقدم العمري بإصابة مباشرة في الرأس فقتل في المعركة, وعندما حاول أحد الزملاء الوصول إلى العمري لسحب جثته أصيب هو الآخر، وعندها تحركنا في الوادي وسط وابل من الرصاص ولم نعرف أنفسنا في أي جهة نتحرك حتى كان وصولنا إلى الجيش اليمني الذي قام بمساعدتنا وإيصالنا إلى منفذ الطوال. وقد كان هذا من أصعب المواقف التي مرت علينا، حيث إننا فقدنا زملائنا من الرجال الأشداء يتصفون بالشجاعة وفي مقدمتهم المقدم البطل سعيد العمري قائد الكتيبة الذي ضحى بنفسه فكان في المقدمة من اجل أن يحمي باقي أفراده ". وعن سبب أصابته يقول محمود مسعود : " الحمد لله أنا أصبت برصاصتين وقام زملائي بمساعدتي في إيقاف النزيف وعندما وصلت إلى منفذ الطوال تم تحويلي إلى مستشفى الطوال ومن هناك تم تحويلي إلى مستشفى صامطة ثم إلى مستشفى الملك فهد المركزي, وقد أجريت لي عملية جراحية عاجلة وتم استخراج رصاصة وتبقت رصاصة أخرى، وتم بعد ذلك تحويلي إلى المستشفى العسكري بالرياض والحمد لله أتمتع بصحة جيدة. وأنا الآن في فترة النقاهة من اجل التئام الجرح، وإنني بشوق للعودة إلى ارض المعركة ومشاركة زملائي في دحر هؤلاء الحوثيين الغادرين، وقد استقبل محمود في منزله المهنئين ".
صورة لأحد القتلى السعوديين وهو محسن بن سعيد بن عوضه الزهراني.