الساعة لا زالت متوقفة عن الدوران
الهدوء يعمّ المكان رغم زحام الأصوات والوجوه
لم يعد يرى تلك الصور الجميلة في عينيه الشهوانية
صور نساء عاريات
لم يكن يشعر بإي لذّة رغم كثرتها
بل حتى لعابه هذه المرة لم يكن يسيل
سَمِعَ صوت ينهره من بعيد أو قريب (لايعرف ) فقد اشتبهت عليه الجهات والمسافات
قم يا عبد الشيطان
قال :بل أنا عبد الله
لا بل انت عبد للشيطان وربّك معك الان بين يديك
أراد ان يلف تلك الصور لم يستطع (بعد أن كان محترفا بإخفائها) عن كل العيون إلا عينيه
ولكنه اليوم لا يملك حتى ان يرمش بأحد جفونه
سمع ذلك الصوت مرة ثانية
قم يا عبد الشيطان فإن دنيا وهم قد ازفت ساعتها
واليوم أخرة الحقيقة قد بدأت
تمدد في سريره واجتمع الأخوان والأخوات
لم يذرف أي منهم ولو حسرة بدل الدمعة
حتى أمه قالت (هذا ليس ابني فإبني قد مات يوم ولدته)
واخفي في ملحودة ضيقة بعد ان كان يتوهم ان هذه الدنيا لذتها لاتبيد وواسعة لا تضيق
انتهى
بقلمي
منذ أن أصبح يختار ملابسه بنفسه ولا يحتاج بعد الأن ان يستشير أمه
أخذت نزعات الرجولة تدور في عقله اليافع ولكنه لم يستطع بعد أن يتخلص من سطوة أبيه القاسي معه (كما يظن)
فلم يجد ان يفرغ حماسة الشباب وعنفوان الرجولة إلا في شخص أمه الحنون
فمرة يزمجر بصوته الأبح في وجهها
وثانية يردها بشكل متجاسر كما الكلب الذي اخذت منه عضمته الوحيده
ومرات ومرات تتكلم معه ولا يلتفت إليها ولا يبالي بما تقوله(لأن كلامها فارغ ولا قيمة له )بنظرته الخاصة
حذرته من أصدقاء السوء فلم يسمع ولم يرعوي
بدأ يأخذ من أموال ابيه من دون أن يعرف لأن مصروفه لم يعد يكفيه (فأسعار حبوب الهلوسة أصبحت غالية ونادرة)
سأل صديقه :هل لك ان تبحث لنا عن حبوب جديدة أرخص من تلك التي نشتريها
قال: نعم سمعت هناك حبوبا جديدة قد نزلت في أسوق (المدمنين) رخيصة جدا
لم يكونوا يعلمون إن هذه الحبوب كانت تستعمل للحيوانات وليس للبشر
ولكن ما الفرق بين الحيوان والبشر المدمن فكلاهما فاقد عقله
أخيرا أصيب بمرض أتلف له جزء كبير من خلايا العقل فلم يعد يمشي او يحرك انامله الضعيفة
رماه ابوه في مصح حكومي فلم يكن له من هو مستعد للإعتناء به في مرضه وهو مقعد
أخذ يتسائل عن أمه ولم يصل له الجواب حتى زارته إحدى أخواته وصارحته
قالت:ان إمنا قد ماتت لهول المصاب حين سمعت أنك في المستشفى قفد كان قلبها ضعيفا جراء مرضه لسنوات طوال
الان عرف لماذا كانت لا تستطيع ان تكبح صوته العالي أو تمنعه من الصياح
نزلت منه أخر دمعه (دمعة ندم وحسرة )
الان عرف أنه لم يكن كبيرا بل كان صغيرا جدا بحجم ذرة التراب او اصغر
الان عرف انه لا يستطيع ان يبقى من دون أم حنون وأنامل ناعمة تربت على شعره الناعم
نزلت تلك الدمعة ومعها روحه قد فارقت جسده المريض
انتهت
بقلمي
دخل إلى صومعته اليومية ,في ليلة باردة تناست رائحة احتراق الشمس بعدها
كانت يداه ترتجفان لشدة برودة ماء وضوئه النوراني
قلبه كان سعيدا جدا لأنه كان الوحيد من أبناء قريته من يقوم في الليل القارص
أراد أن يكبّر تكبيرة الأحرام ويدخل إلى رحلة معشوقه الأبدي
سمع صوتا من خلفه نحنحة أو تنهيدة (لم يعلم ما هي )
المهم أن هناك شخصا يراقب ماذا سيفعل
كبّر سبع تكبيرات وبداء يرتل أحرف السماء بطريقة محزنة باكية
ابتلت تلك الشعيرات البيضاء حين سالت عليها دموع الاستغفار والتوبة
شعر ان صلاته في هذه الليلة هي افضل ما صلاه في كل دهره
كادت التربة التي يسجد عليها تتكسر الف قطعة لطول السجود عليها
اكمل صلاته وهو في كل خشوع أراد ان يعرف من هو الشخص الذي خلفه
إلتفت وكانت الصاعقة
إنها حقا كصاعقة نزلت عليه من سماءالحقيقة
وجد كلبا مبتلا قد لاذ بدفء المسجد الصغير ,لم يجد من يؤيه إلا بيت الله
رجع مديرا وجهه الى القبلة فاستحى من الله فصلاته لم تكن له ,كانت لكلب أجرب مبتل
وتلك الدموع لم تذرف إلا لأجل ذلك الكلب لا لله
حيائه منعه من أن يجلس مقابلا للقبلة ,ولكنه يعرف أن الله معه أينما يولي وجهه
خرج من المسجد يلملم أذيال عاره ,ولكن الكلب لا زال لائذا ببيت الله ولم يخرج
انتهت
بقلمي
التعديل الأخير تم بواسطة ابو الحسن الكاظمي ; 25-10-2012 الساعة 03:39 PM.
سبب آخر: صلاة الواهمين
كان عليها ان تقلب يديها وليس يداها
تأن ولا تعجل بلومك صاحبي ,,,,, لعل به عذر وانت تلوم
الم يقولوا رب رمية من غير رام وحينها تكون الكلمات بطعم الزقوم
شكرا