جزى الله القوافي عنّا خيرا
وفيّة حتى العظم والنخاع
ومخلصة حتى انـقطاع النفس
مليكة لأحزاننا
وأنيسة لنفوسنا
خازنة لأسرارنا
ومطّلعة على صمتنا
أميرة الحرف
بل القوافي متكئة على كتفي حزنكِ
فدموعك تـمنحها السكينة والامان
فلنبكي سوية قليلاً منهم وكثيراً منّا
مازلتُ أُسندُ حزني على وفاء الحرف
الذي لم يَخُنّي أبداً ..!
وأتمنى أن لا أُخيب فيهِ الألم..!!
لَقد بَكيتُ كثيراً مني ..
حتى خلتَني تساقَطتُ حُزناً شجياً
حينما هزني الليل وهدهد مهد الذكريات..!
ناء؟ بحار بيننا، مدن، صحارى من الظلام
الريح تحمل لي صدى القبلات منها كالحريق
من نخلة يعدو إلى أخرى ويزهو في الغمام
الباب ما قرعته غير الريح...
آه لعل روحاً في الرياح
هامت تمر على المرافئ أو محطات القطار
لتسائل الغرباء عني، عن غريب أمس راح
يمشي على قدمين، وهو اليوم يزحف في انكسار
هي روح أمي هزها الحب العميق
حب الأمومة فهي تبكي
"آه يا ولدي البعيد عن الديار!
ويلاه! كيف تعود وحدك، لا دليل ولا رفيق؟"
أماه.. ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار
لا باب فيه لكي أدق ولا نوافذ في الجدار!
كيف انطلقت على طريق لا يعود السائرون
من ظلمة صفراء فيه كأنها غسق البحار؟
سيدتي ....
صدى صوتكِ يذكرني ...
بحنان الون الازرق ...
ورقة اللون الازرق ..
حبيبتي ...
صوتكِ دوائر من السحر فيها اغرق .... !!
صوتكِ أهله ...
والسماء لها نفس الاهله
ونفس الزرقة ...
لكن حين تمر اسرابكِ فيها ...
تشدو بهديل ....
تموج فتعطي الزرقة للبحر ....
تترك اجمها وتقترب نحو سربك
يا عصفورتي ...
ويا حمامتي البيضاء ..
تموج السماء ...
تتراقص على انغام هديلكِ ..
تنسى انها السماء ...!!
فتاهت الانجم عن اماكنها ...
فكيف بي انا .... ؟؟
كيف بي انا الذي خرجت من جنتكِ ..
وطردتُ من بساتين عشقكِ ...