العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 111  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 05:10 AM


بيعة الإمام الرضا ( عليه السلام ) بولاية العهد
وجَّه الخليفة المأمون العباسي دعوته إلى الإمام علي الرضا ( عليه السلام ) ، وطلب منه المسير من المدينة المنورة إلى خراسان ( مقر الخلافة ) ، فاستجاب الإمام ( عليه السلام ) لذلك مكرهاً .
وقد كان في تصوّر المأمون أنَّ المَخْرجَ من الأزمة السياسية التي أحاطت به هو مخاطبة الإمام ( عليه السلام ) ، بقبول ولاية العهد والمشاركة في إدارة شؤون الدولة ، لكي يستطيع المأمون من ضَمِّ قوى المعارضة وجمع جِنَاحَي القوَّة العلوية والعباسية بيده .
دعا المأمون الإمام ( عليه السلام ) ، وعرض عليه قبول ولاية العهد ، فامتنع الإمام ( عليه السلام ) ، فقال له قولاً شبيهاً بالتهديد .
ثم قال له : إنّ عُمَر جعل الشورى في سِتة ، أحدهم جدّك ، وقال من خالف فاضربوا عنقه ، ولابُدَّ مِن قبول ذلك .
فأجابه الإمام ( عليه السلام ) إلى ذلك ، على أن لا يأمر ولا ينهى ، ولا يولي ولا يَعزِل ، ولا يتكلَّم بين اثنين في حُكم ، ولا يغيِّر شيئاً هو قائمٌ على أصوله .
والمتأمِّل للأوضاع السياسية المضطربة آنذاك يدرك أنَّ الإمام الرضا ( عليه السلام ) كان على علم بالخطة السياسية للمأمون ، وأنه لم يكن مطمئنّاً إليها ، لذلك ثبَّتَ ( عليه السلام ) شروطه التي أشرنا إليها .
وبالإضافة إلى ذلك فإن الإمام ( عليه السلام ) كان على علم بما تَؤُولُ إليه الأمور .
فقد روي أنَّه كان أحد خواص الإمام ( عليه السلام ) حاضراً مستبشراً في الاحتفال الذي أقامه المأمون بمناسبة قبول الإمام ( عليه السلام ) بولاية العهد .
فنظر إليه الإمام ( عليه السلام ) وأومأَ قائلاً : ( أدنُ مِنِّي ) .
فلما دنا منه همس ( عليه السلام ) في أذنه قائلاً : ( لا تشْغَل قلبَك بِهَذا الأمْرِ ، ولا تَسْتَبشِرْ لَهُ ، فَإنَّهُ شَيء لا يَتمُّ ) .
وحينما قبل الإمام ( عليه السلام ) تلك الولاية الرمزية ، التي حَدَّدها هو بنفسه ، راح المأمون يعلن هذا النبأ في أنحاء الدولة الإسلامية ، وأبدل لبس السواد الذي هو شعار للعباسيين بلبس الثياب الخضر الذي هو شعار للعلويين ، وأعلن عن عَزمه على صرف مرتَّب سنوي بهذه المناسبة السعيدة .
وعلى أثر ذلك توافَدَ الشعراء والخطباء والمتكلِّمون ، وبُذِلت الأموال والهدايا ، وكان إعلان البيعة في السادس من شهر رمضان 201 هـ ، كما ورد في إحدى الروايات .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 112  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 05:10 AM


تكريم الإمام الرضا ( عليه السلام ) للضيوف وإحسانه للعبيد
أما إكرامه للضيف ، فكان ( عليه السلام ) يكرم الضيوف ، ويغدق عليهم بنِعَمِه وإحسانه ، وكان يبادر بنفسه لخدمتهم .
وقد استضافه شخص ، وكان الإمام يحدثه في بعض الليل فتغير السراج ، فبادر الضيف لإصلاحه فوثب الإمام ( عليه السلام ) وأصلحه بنفسه ، ثم قال لضيفه : إنَّا قومٌ لا نستخدم أضيافنا .
وأما عتقه للعبيد وتحريرهم من العبودية ، فقد كان من أحَبِّ الأمور إلى الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ويقول الرواة : أنه ( عليه السلام ) أعتق ألف مملوك .
وأما الإحسان إليهم ، فقد كان الإمام ( عليه السلام ) كثير البر والإحسان إلى العبيد ، وقد روى عبد الله بن الصلت عن رجل من أهل ( بلخ ) قال : كنت مع الإمام الرضا ( عليه السلام ) في سفره إلى خُرَاسان ، فدعا يوماً بمائدة فجمع عليها مواليه – من السودان وغيرهم – فقلت : جعلت فداك ، لو عزلت لهؤلاء مائدة .
فأنكر عليه ذلك وقال ( عليه السلام ) له : ( إن الربَّ تبارك وتعالى واحدٌ ، والأمُّ واحدة ، والجزاء بالأعمال ) .
فكانت هذه هي سيرة أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فإنها كانت تهدف إلى إلغاء التمايز بالتقوى والعمل الصالح .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 113  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 05:11 AM


تكملة الإمام الرضا ( عليه السلام ) لقصيدة دعبل الخزاعي
دخل دعبل الخزاعي ( رحمه الله ) على الإمام الرضا ( عليه السلام ) بمرو ، فقال له : يا ابن رسول الله إني قد قلت فيك قصيدة ، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك .
فقال ( عليه السلام ) : ( هاتها ) .
فأنشده : مَدارسُ آياتٍ خَلَتْ عن تلاوة
ومنزل وحيٍ مُقفِرُ العرصاتِ
فلما بلغ إلى قوله : أَرى فَيئَهُم في غيرهم متقسِّماً
وأيدِيهِمُ من فَيئِهِم صُفُراتِ
بكى الإمام الرضا ( عليه السلام ) وقال له : ( صدقتَ يا خزاعي ) .
فلما بلغ إلى قوله : إذا وَتَروا مَدُّوا إلى واتِرِيِهُمُ
أَكُفّاً عن الأوتار منقبضاتِ
جعل الإمام ( عليه السلام ) يُقَلِّبُ كفَّيه ويقول : ( أجل والله منقبضات ) .
فلما بلغ إلى قوله : لقد خفتُ في الدنيا وأيام سَعيها
وإنِّي لأرجُو الأمنَ بعد وفاتي
قال الإمام ( عليه السلام ) : ( آمَنَك الله يوم الفزع الأكبر ) .
فلما انتهى إلى قوله : وَقبرٌ بِبَغدادٍ لنفس زكيةٍ
تَضَمَّنَهَا الرحمَنُ في الغرفاتِ
قال له الإمام ( عليه السلام ) : ( أفلا أُلحِقُ لك بهذا الموضع بيتين بِهِمَا تمامُ قصيدتِكَ ) ؟
فقال دِعبل : بلى يا ابن رسول الله .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : وَقَبرٌ بِطُوسٍ يَا لَهَا مِن مُصِيبَةٍ
توقّد بِالأحشَاءِ في الحُرُقَاتِ
إِلى الحَشرِ حَتَّى يَبعثُ اللهُ قَائِماً
يُفَرِّجُ عَنَّا الهَمَّ وَالكُرُبَاتِ
فقال دعبل : يا ابن رسول الله ، هذا القبر الذي بطوس قبر من هو ؟!!
فقال ( عليه السلام ) : ( قبري ، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى يصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري ، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له ) .
ثم نهض الإمام ( عليه السلام ) بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة ، وأمره أن لا يبرح من موضعه ، ودخل الدار فأرسل له بيد الخادم صرَّة فيها مائة دينار .
فقال دعبل : والله ما لهذا جئت ، ولا قلت هذه القصيدة طمعاً في شيء يصل إليَّ ، وردَّ الصرَّة .
وسأل ثوباً من ثياب الإمام ( عليه السلام ) ليتبرَّك ويتشرَّف به .
فأنفذ إليه الإمام ( عليه السلام ) جُبَّةَ خزٍّ مع الصرَّة ، فأخذ دعبل الصرَّة والجُبَّة وانصرف .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 114  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 05:12 AM


حث الإمام الرضا ( عليه السلام ) أصحابه على الدعاء
قد حَثَّ الإمام الرضا ( عليه السلام ) أصحابَه على الدعاء إلى الله فقال لهم : ( عليكم بسلاح الأنبياء ) .
فقيل له : وما سلاح الأنبياء ؟‍‍ فقال ( عليه السلام ) : ( الدعاء ) .
وأوصى الإمام ( عليه السلام ) أصحابه أيضاً بإخفاء الدعاء ، وأن يدعو الإنسان ربَّه سراً لا يعلم به أحد .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( دَعوةُ العبد سراً دعوة واحدة تَعدلُ سبعين دعوة علانيةً ) .
وتحدّث الإمام ( عليه السلام ) عن الأسباب التي توجب إبطاء الإجابة في الدعاء ، فقد روى أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : ( قلت لأبي الحسن – يعني الإمام الرضا ( عليه السلام ) – : جُعِلت فداك ، إني قد سألت الله حاجة منذ كذا وكذا سنة ، وقد دخل قلبي من إبطائها شيء ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( يا أحمد ، إِيَّاك والشيطان أن يَكونَ لهُ عليك سَبيل حتى يُقنِطَكَ ، إن أبا جعفر – يعني الإمام الباقر – صَلَواتُ اللهِ عليه كان يقول : إن المؤمن يسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ حاجته فَيؤَخر عنه تعجيلَ إِجابَتِهِ حُبّاً لِصَوتِه ، وإسماعَ نحيبِه ) .
ثم قال ( عليه السلام ) : ( والله ما أخَّر الله عزَّ وجلَّ عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خَيرٌ لهم مما عَجَّل لهم فيها ، وأي شيء الدنيا ؟ إن أبا جعفر ( عليه السلام ) كان يقول : ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة ، ليس إذا أُعطِيَ فَتَر ، فلا تَملَّ الدعاء فإنه من الله عزَّ وجلَّ بمكان – أي بمنزلة – ، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم ، وإياك ومُكَاشفة الناس .
فَإنَّا أهلَ بيت نَصِلُ من قَطَعَنَا ، ونحسن إلى من أساء إلينا ، فَنَرى – والله – في ذلك العاقبة الحسنة ، إن صاحب النعمة في عينه ، فلا يشبع من شيء ، وإذا أُكثِرَت النعم كان المُسلِم من ذلك في خطر لِلحُقوق التي تَجُبُّ عليه ، وما يخاف من الفتنة فيها .
أخبرني عنك ، لو أني قلت لك قولاً ، أكنت تَثِق به مني ) ؟
وسارع أحمد قائلاً : جُعلتُ فداك ، إذا لم أَثِق بقولك فبمن أثِق وأنت حجة الله على خلقه ؟
فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : ( فكن بالله أوثق ، فإنك على موعد من الله ، أليس الله عزَّ وجلَّ يقول : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) البقرة : 186 .
وقال : ( لا تَقْنُطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) الزمر : 53 .
وقال : ( وَاللهُ يَعِدُكُم مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً ) البقرة : 267 .
فَكُن بالله عزَّ وجلَّ أوثق منك بغيره ، ولا تجعلوا في أنفسكم إلا خيراً ، فإنه مغفور لكم ) .
وكان الإمام ( عليه السلام ) يتسلح بهذا الدعاء الشريف : ( بِسم اللهِ الرَّحمَن الرَّحِيم ، يَا مَن لا شَبِيه لَه ولا مِثَال ، أنتَ الله لا إِلَه إلا أَنتَ ، ولا خالق إلا أنت ، تَفنِي المَخلُوقين وتَبقَى ، أَنتَ حَلمْتَ عَمَّن عَصَاكَ ، وَفِي المَغفِرَة رِضَاك ) .
كما كان ( عليه السلام ) متشبثاً بهذا الدعاء الجليل : ( اِستَسلَمتُ يَا مَولاي لَكَ وأَسلَمتُ نفسي إليك ، وَتَوكَّلتُ في كُلِّ أُمورِي عَليك ، وأنَا عبدُك وابنُ عَبدَيكَ ، فَأَخبِئْنِي اللَّهم في سِترِكَ عَن شِرَارِ خَلقِكَ ، واعصمنِي مِن كُلِّ أَذىً وَسُوءٍ بِمَنِّكَ ، وَاكفِنِي شَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ بقدرتك .
اللَّهُم مَن كَادَنِي أَو أرادَنِي فَإِنِّي أَدْرَأُ بِكَ في نَحرِه ، فَسُدَّ عَنِّي أبصار الظالمين إذ كنت ناصري ، لا إله إلا أنت يا أرحمَ الرَّاحمين وإلهَ العالمين .
أسألُكَ كِفايَة الأَذَى والعافِيةِ والشِّفاءِ والنَّصرِ على الأعداء والتوفيق لِمَا تُحِبُّ رَبَّنَا ، وَيُرضِي يا رَبَّ العالمين ، يا جَبَّار السَّمَاوات والأَرَضين ، يا رَبَّ مُحمد وآله الطيبين الطاهرين ، صَلَواتُك عليهم أجمعين ) .
فإن الإمام ( عليه السلام ) قد استسلَم وأَسلَم نفسَهُ وجميعَ أمورِهِ للواحد القهار الذي بيده جميع مُجريَات الأحداث ، وقد احتجب ( عليه السلام ) بهذا الدعاء لِيَردَّ الله عنه كَيدَ المُعتَدِين ، وظُلمَ الظالمين .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 115  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 05:12 AM


حديث السلسلة الذهبية
لقد جاء في كتاب أعيان الشيعة عن كتاب الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي ، أنّه قال : حدّث السعيد إمام الدنيا وعماد الدين محمّد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان عن كتاب تاريخ نيسابور : أنّ علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) لمّا دخل نيسابور في السفرة التي خصّ فيها بفضيلة الشهادة ، كان في قبّة مستورة على بغلة شهباء ، وقد شقّ نيسابور .
فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية ، والمثابران على السنّة المحمدية ، أبو زرعة الرازي ، ومحمّد بن أسلم الطوسي ، ومعهما خلق لا يحصون من طلبة العلم والحديث والدراية ، فقالا :
أيّها السيّد الجليل ، ابن السادة الأئمّة ، بحقّ آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين ، إلاّ ما أريتنا وجهك الميمون المبارك ، ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمّد ( صلى الله عليه وآله ) نذكرك فيه .
فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة عن القبّة ، وأقرّ عيون الخلائق برؤية طلعته المباركة ، فكان له ( عليه السلام ) ذؤابتان على عاتقه ، والناس كلّهم قيام على اختلاف طبقاتهم ينظرون إليه ، وهم ما بين صارخ وباك ، ومتمرّغ بالتراب ، ومقبّل لحافر البغلة ، فصاح العلماء والفقهاء : معاشر الناس ، اسمعوا وعوا ، وأنصتوا لسماع ما ينفعكم ، ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم .
فقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( حدّثني أبي موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق ، عن أبيه محمّد الباقر ، عن أبيه على زين العابدين ، عن أبيه الحسين شهيد كربلاء ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، أنّه قال :
حدّثني حبيبي وقرّة عيني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، عن جبرائيل أنّه قال : سمعت ربّ العزّة سبحانه يقول : ( كلمة لا إله إلاّ الله حصني ، ومن قالها دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن عذابي ) ) .
ثمّ أرخى الستر على القبّة وسار ، فقدّر أهل المحابر الذين يكتبون ، فزادوا على عشرين ألفاً .
والحديث على ما يبدو من الأحاديث المتّفق عليها بين المحدّثين ، وقد ذكره بهذا الإسناد كل من وصف رحلة الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى خراسان ، وقال أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ، بعد أن روى الحديث المذكور : هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد ، من رواية الطاهرين عن آبائهم الطيبين .
ومضى يقول : وكان بعض سلفنا من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد يقول : لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق .
ونقل صاحب كتاب كشف الغمّة في نهاية هذا الحديث كلاماً ، عن الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله : أنّ هذا الحديث بهذا السند بلغ بعض أمراء السامانية ، فكتبه بالذهب ، وأوصى أن يدفن معه ، فلمّا مات رُئي في المنام ، فقيل : ما فعل الله بك ؟
فقال : غفر الله لي بتلفّظي بـ ( لا إله إلاّ الله ، وتصديقي محمّداً رسول الله ) مخلصاً ، وأنّي كتبت هذا الحديث بالذهب تعظيماً واحتراماً .
ويروي الشيخ الصدوق في نهاية الحديث زيادة لطيفة ، قال : فلمّا مرّت الراحلة نادانا : ( بشروطها وأنا من شروطها ) ، والمقصود بأنّه إمام من قبل الله عزّ وجل على العباد ، مفترض الطاعة عليهم .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 116  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 05:13 AM


حكم الإمام الرضا ( عليه السلام )
ليس في تاريخ الأدباء والحكماء كتاريخ أهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث إنّهم أثروا العالم الإسلامي والإنساني بروائع آدابهم وحكمهم ، ومن عظيم قدرها وإبداعها وروعتها يكتبها الناس أحياناً بماء الذهب ثمّ يحتفظون بها .
والإنسان مفطور على حبّ العلم والأدب والحكمة ، وكلّما كانت الحكم رصينة ورائعة كلّما انشدّ إليها أكثر ، ولهذا رأى الناس في روائع نهج البلاغة للإمام علي ( عليه السلام ) ما يغنيهم عن الرجوع لغيره من الحكماء ، كسقراط وبزرجمهر وهلّم جرّاً .
ولا غرابة أن يكون للأئمّة من أهل البيت ( عليهم السلام ) هذه الجواهر الثمينة في الأدب ، والروائع العظيمة في الحكمة ، وهم خرّيجو مدرسة الثورة ، وربائب الرسالة والوحي .
ومن هذه الأنوار العلوية والأزهار الهاشمية ، نور أضاء سناه وعلاه ، وتضوع مسكه وشذاه ، نور الإمام الرضا ( عليه السلام ) وعطره وطيبه وزهره .
وإليك بعض الروائع الأدبية والحكمية من أقواله ( عليه السلام ) :
1ـ سأله رجل عن قول الله عزّ وجل : ( ومن يتوكّل على الله فهو حسبه ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( التوكّل درجات منها : أن تثق به في أمرك كلّه ، فما فعل بك كنت راضياً ، وتعلم أنّه لم يأتك خيراً ونظراً ، وتعلم أنّ الحكم في ذلك له ، فتوكّل عليه بتفويض ذلك إليه ، ومن ذلك الإيمان بغيوب الله التي لم يحط علمك بها ، فوكّلت علمها إليه وإلى أمنائه عليها ، ووثقت به فيها ، وفي غيرها ) .
2ـ سئل عن حدّ التوكل ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أن لا تخاف أحداً إلاّ الله ) .
ومقصود الإمام ( عليه السلام ) بالتوكّل هنا ، هو التسليم لأمر الله والرضا بقضائه .
3ـ سأله أحمد بن نجم عن العجب الذي يفسد العمل ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( العجب درجات منها : أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه ، ويحسب أنّه يحسن صنعاً ، ومنها : أن يؤمن العبد بربّه فيمنّ على الله ، ولله المنّة فيه ... ) .
4ـ قال ( عليه السلام ) : ( خمس من لم تكن فيه فلا ترجوه لشيء من الدنيا والآخرة : من لم تعرف الوثاقة في أرومته ، والكرم في طباعه ، والرصانة في خلقه ، والنبل في نفسه ، والمخافة لربّه ) .
5ـ سئل عن السفلة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( من كان له شيء يلهيه من الله ) .
6ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّ الله يبغض القيل والقال ، وإضاعة المال وكثرة السؤال ) .
7ـ قال ( عليه السلام ) : ( التودّد إلى الناس نصف العقل ) .
8ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يتم عقل امرئ مسلم حتّى تكون فيه عشر خصال : الخير منه مأمول ، والشرّ منه مأمون ، يستكثر قليل الخير من غيره ، ويستقل كثير الخير من نفسه ، لا يسأم من طلب الحوائج إليه ، ولا يملّ من طلب العلم طول دهره ، الفقر في الله أحبّ إليه من الغنى ، والذلّ في الله أحبّ إليه من العزّ مع غيره ، والخمول عنده أشهى من الشهرة ) .
ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( العاشرة ) ، قيل له : ما هي ؟
قال ( عليه السلام ) : ( لا يرى أحداً إلاّ قال : هو خير منّي واتقى ) .
9ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّما الناس رجلان ، رجل خير منه واتقى ، ورجل شرّ منه وأدنى ، فإذا لقي الذي هو شرّ منه وأدنى قال : لعلّ خير هذا باطن ، وهو خير له ، وخيري ظاهر ، وهو شرّ لي ، وإذا رأى الذي هو خير منه وأتقى ، تواضع له ليلحق به ، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده ، وطاب خيره ، وحسن ذكره ، وساد أهل زمانه ) .
10ـ قال ( عليه السلام ) : ( الصمت باب من أبواب الحكمة ... إنّ الصمت يكسب المحبّة ، إنّه دليل على كل خير ) .
11ـ قال ( عليه السلام ) : ( صديق كل امرئ عقله ، وعدّوه جهله ) .
12ـ قال ( عليه السلام ) : ( من أخلاق الأنبياء التنظيف ) .
13ـ قال ( عليه السلام ) : ( صاحب النعمة يجب أن يوسّع على عياله ) .
14ـ قال ( عليه السلام ) : ( إذا ذكرت الرجل وهو حاضر فكنّه ، وإذا كان غائباً فسمّه ) .
15ـ قال ( عليه السلام ) : ( يأتي على الناس زمان العافية ، فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس ، وواحد في الصمت ) .
16ـ قال ( عليه السلام ) : ( من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن خاف أمن ، ومن اعتبر أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم ، وصديق الجاهل في تعب ، وأفضل المال ما وقي به العرض ، وأفضل العقل معرفة الإنسان نفسه ، والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقّه ) .
17ـ قال ( عليه السلام ) : ( من كثرت محاسنه مدح بها ، واستغنى عن التمدّح بذكرها ) .
18ـ قال ( عليه السلام ) : ( من لم يتابع رأيك في صلاحه فلا تصغ إلى رأيه ، ومن طلب الأمر من وجهه لم يزل ومن زلّ لم تخذله الحيلة ) .
19ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً ، ونشاطاً وفتوراً ، فإذا أقبلت تبصّرت وفهمت ، وإذا أدبرت كلّت وملّت ، فخذوها عند إقبالها ونشاطها ، واتركوها عند إدبارها وفتورها ) .
20ـ قال ( عليه السلام ) : ( صاحب السلطان بالحذر ، والصديق بالتواضع ، والعدو بالتحرّز ، والعامّة بالبِشر ) .
21ـ قال ( عليه السلام ) : ( الأجل آفة العمل ، والبر غنيمة الحازم ، والتفريط مصيبة ذي القدرة ، والبخل يمزّق العرض ، والحب داعي المكاره ، وأجلّ الخلائق وأكرمها اصطناع المعروف ، وإغاثة الملهوف ، وتحقيق أمل الآمل ، وتصديق رجاء الراجي ، والاستكثار من الأصدقاء في الحياة ، والباكين بعد الوفاة ) .
22ـ قال ( عليه السلام ) : ( أحسن الظن بالله ، فإنّ من حسن ظنّه بالله كان الله عند حسن ظنّه ، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل ، ومن رضي باليسير من الحلال خفّت مؤونته ونعم أهله وبصّره الله داء الدنيا ودواءها ، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام ) .
23ـ قال ( عليه السلام ) : ( ليس لبخيل راحة ، ولا لحسود لذّة ، ولا لملول وفاء ، ولا لكذوب مروءة ) .
24ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّ الذي يطلب من فضل يكفّ به عياله أعظم من المجاهدين في سبيل الله ) .
25ـ سئل عن خيار العباد ؟ فقال : ( الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساءوا استغفروا ، وإذا أعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبروا ، وإذا غضبوا غفروا ) .
26ـ قيل له : كيف أصبحت ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أصبحت بأجل منقوص ، وعمل محفوظ ، والموت في رقابنا ، والنار من ورائنا ، ولا ندري ما يُفعل بنا ) .
27ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يجمع المال إلاّ بخصال خمس : بخل شديد ، وأمل طويل ، وحرص غالب ، وقطيعة الرحم ، وإيثار الدنيا على الآخرة ) .
28ـ قال علي بن شعيب : دخلت على أبي الحسن الرضا ، فقال لي : ( يا علي من أحسن الناس معاشاً ؟ ) .
قلت : أنت يا سيدي أعلم به منّي .
فقال ( عليه السلام ) : ( من حسن معاش غيره في معاشه ) .
ثمّ قال : ( يا علي من أسوأ الناس معاشاً ؟ ) .
قلت : أنت أعلم .
قال ( عليه السلام ) : ( من لم يعش غيره في معاشه ) .
ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( يا علي ! أحسنوا جوار النعم ن فإنّها وحشية ما نأت عن قوم فعادت إليهم ، يا علي ! إنّ شرّ الناس من منع رفده ، وأكل وحده ، وجلد عبده ) .
29ـ قال ( عليه السلام ) : ( عونك للضعيف أفضل من الصدقة ) .
30ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّى تكون فيه خصال ثلاث : التفقّه في الدين ، وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على الرزايا ) .
31ـ قال ( عليه السلام ) : ( كفاك ممّن يريد نصحك بالنميمة ما يجد من سوء الحساب في العاقبة ) .
32ـ قال ( عليه السلام ) في تعزية الحسن بن سهل : ( التهنئة بآجل الثواب خير من التعزية بعاجل المصيبة ) .
هذا غيض من فيض ، وقطرة من بحر هذا الإمام العظيم ، الذي ملأ الدنيا علماً وحكمة ، وفاض عليها ندىً وأدباً وكرماً .
وخير زاد لنا أن نعبّ من معين هذه الحكم الصافية ، ونزوّد بها فنكثر من التجمّل بأخلاقها ليوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلاّ من أتى الله بقلب سليم .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 117  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 05:14 AM


رسالة الإمام الرضا ( عليه السلام ) المُذهبة في الطب
لم تقتصر علوم الإمام الرضا ( عليه السلام ) على أحكام الشريعة الإسلامية الغرَّاء فقط ، وإنما شملت جميع أنواع العلوم ، والتي منها علم الطب .
فقد كان ( عليه السلام ) عَلَماً من أعلامه ، ومتمرِّساً بجميع فروعه ، وقد وُضِعَت البرامج العامَّة لإصلاح بدن الإنسان ووقايته من الإصابة بالأمراض الذي هو القاعدة الأساسية للطبِّ الوقائي في هذه العصور ، والذي يُعَدّ من أعظم الوسائل في تقدم الصحة وازدهارها .
وعلى أي حال فلا بُدَّ لنا من وقْفة قصيرة للحديث عمَّا يتعلق بهذه الرسالة قبل عرضها .
سبب تأليفها :
تميز بلاط المأمون بأنه كان في معظم الأوقات يعقد الندوات العلمية والأدبية ، خصوصاً في عهد الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
فقد تحوَّل البلاط العباسي إلى مسرح للبحوث العلمية والفلسفية ، ومن بين البحوث العلمية التي عُرِضت في تلك الندوات هو ما يضمه بَدَن الإنسان من الأجهزة والخلايا العجيبة ، وبدائع تركيب أعضائه التي تَجلَّت فيها حكمة الخالق العظيم ، وروعة قدرته .
وخاض القوم فيما يصلح بدن الإنسان ويفسده ، وقد ضمت الجلسة كبار العلماء والقادة ، كان في طليعتِهم :
1 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
2 - المأمون .
3 - يُوحَنَّا بن ماسَوَيْه .
4 - جِبرائِيل بن بَختَيْشُوع .
5 - صالح بن بهلة الهندي .
وقد خاض هؤلاء القوم في البحوث الطبية والإمام ( عليه السلام ) ساكت لم يتكلم بشيء ، فانبرى إليه المأمون قائلاً له بإكبار : ما تقول يا أبا الحسن في هذا الأمر الذي نحن فيه اليوم والذي لا بُدَّ منه ، من معرفة هذه الأشياء ، والأغذية النافع منها والضار ، وتدبير الجَسَد .
وقد استجاب الإمام ( عليه السلام ) إلى طلب المأمون فزَوَّده برسالةٍ ذهبية ، وهي الآن موجودة في كتاب ( طِبِّ الإمام الرضا ) ، وهو كتاب من منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف ، وقد طبع في سنة ( 1385 هـ ) ، والآتي نَصُّ من بعض هذه الرسالة :
فبعد البسملة والحمد والثناء قال ( عليه السلام ) : ( ... إنَّ الأجسام الإنسانية جُعِلت في مثال الملك ، فَمَلِكُ الجَسَد هو القَلب ، والعُمَّال العروق والأوصال والدماغ .
وبيت المَلِك قَلبُه ، وأرضُه الجَسَد ، والأعوانُ يَدَاه ، ورِجْلاه ، وعَينَاه ، وشَفَتاه ، وَلِسَانُه ، وأُذناه .
وخزانتُه معدتُه وبطنُه ، وحِجَابُهُ صَدرُه ، فاليَدان عونان يُقرِّبان ويُبَعِّدان ، ويعملان على ما يُوحي إِليهما الملك .
والرِّجلان تنقلان المَلِك حيث يشاء ، والعَينَان تدلاَّن على ما يغيب عنه ، لأنَّ الملك وراء حِجابٍ لا يوصلُ إليه إلا بهما ، وهما سِراجَاهُ أيضاً ، وحصن الجسد وحرزه .
والإذنان لا تدخلان على الملك إلا ما يوافقه ، لأنَّهُما لا يقدران أن يدخلا شيئاً حتى يوحي الملك إليهما ، فإذا أوحى إليهما أطرق الملك منصتاً لهما حتى يسمع منهما ، ثم يجيب بما يريد ، فيترجم عنه اللِّسان بادوات كثيرة ، منها ريح الفؤاد ، وبخار المعدة ، ومعونة الشَّفَتين ، وليس للشَّفتين قوة إلا بالإنسان ، وليس يستغني بعضها عن بعض ... ) .
تقريظ المأمون :
وقد قَرظها المأمون برسالة جاء فيها بعد البسملة : أما بعد : فإني نظرت في رسالة ابن عمي ، العلوي الأديب ، والفاضل الحبيب ، والمنطقي الطبيب ، في إصلاح الأجسام ، وتدبير الحمام ، وتعديل الطعام ، فرأيتها في أحسن التمام ، ووجدتها في أفضل الأنعام .
ودرستها مُتَدبِّراً ، ورددتُ نظري فيها متفكِّراً ، فكلما أعدت قراءتها والنظر فيها ظهرت لي حكمتها ، ولاحت لي فائدتها ، وتَمكَّنَت من قلبي منفعتُها ، فوعيتها حفظاً ، وتدبرتها فهماً .
إذ رأيتها من أنَفَس العلائق ، وأعظم الذخائر ، وأنفَع الفوائد ، فأمرت أَن تُكتَبَ بالذهبِ لِنَفَاسَتِها ، وحُسن موقعها ، وعِظَم نفعها ، وكِثرةِ بركتها .
وسميتها ( المُذَهَّبَة ) وخَزنتُها في خزانة الحكمة ، ولأنها خرجت من بيوت الذين يوردون حُكم الرسول المصطفى ، وبَلاغات الأنبياء ، ودَلائلِ الأوصياء ، وآدابِ العلماء ، وشفاء للصدور والمرضى من أهل الجهل والعمى .
فمن وقعت إليه هذه الرسالة من بعدنا من أبنائنا ، وأبناء دولتنا ، ورعايانا وسائر الناس على طبقاتهم فليعرف قدرها ، وليستعمل حفظها وعرضها على همته ، فإنها عائدة عليه بالنفع والسلامة من جميع الأمراض والأعراض إن شاء الله تعالى .
وصلى الله على رسوله مُحمَّدٍ وأولاده الطيبين الطاهرين أجمعين ، حَسبُنا الله ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 118  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 05:14 AM


زهد الإمام الرضا ( عليه السلام )
من ذاتيات الإمام الرضا ( عليه السلام ) وعناصره هو الزهد في الدنيا ، والإعراض عن مباهجها وزينتها .
وقد تحدَّث عن زهده محمد بن عباد قال : كان جلوس الرضا ( عليه السلام ) على حصيرة في الصيف ، وعلى مسح في الشتاء ، ولباسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز الناس تزيأ .
ويقول الرواة : إنه التقى به سفيان الثوري ، وكان الإمام ( عليه السلام ) قد لبس ثوبا من خز ، فأنكر عليه ذلك وقال له : لو لبست ثوبا أدنى من هذا ؟
فأخذ الإمام ( عليه السلام ) يده برفق ، وادخلها في كمه ، فإذا تحت ذلك الثوب مسح ، وقال ( عليه السلام ) له : ( يا سفيان : الخِزُّ للخلق ، والمسح للحق ) .
فقد كان الزهد من أبرز الذاتيات في خلق الإمام الرضا ( عليه السلام ) ومن أظهر مُكوّناته النفسية .
ويجمع الرواة أنه ( عليه السلام ) حينما تقلَّد ولاية العهد لم يحفل بأي مظهر من مظاهر السلطة ، ولم يُقِم لها أيَّ وزنٍ ، ولم يرغب في أي موكبٍ رسمي ، وَكَرِه ( عليه السلام ) مظاهر العَظَمة التي يقيمها الناس لملوكهم .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 119  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 05:15 AM


سخاء الإمام الرضا ( عليه السلام )
لم يكن شيء في الدنيا أحب إلى الإمام الرضا ( عليه السلام ) من الإحسان إلى الناس والبِر بالفقراء ، وقد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة من جوده وإحسانه ( عليه السلام ) ، وكان منها ما يلي :
أولاً :
أنه ( عليه السلام ) أنفق جميع ما عنده على الفقراء حينما كان في خراسان ، وذلك في يوم عرفة .
فأنكر عليه الفضل بن سهل ، وقال له : إن هذا المغرم ..
فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : ( بل هو المغنم ، لا تحدث مغرماً ما ابتغيت به أجراً وكرماً .
إنه ليس من المغرم في شيء صِلَة الفقراء والإحسان إلى الضعفاء ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وإنما المغرم هو الإنفاق بغير وجه مشروع ، كإنفاق الملوك والوزراء الأموال الطائلة على المغنيين والعابثين ) .
ثانياً :
وفد على الإمام الرضا ( عليه السلام ) رجل فَسلَّم عليه وقال له : أنا رجل من مُحبِّيك ومحبِّي آبائك ، ومصدري من الحج ، وقد نفذت نفقتي ، وما معي ما أبلغ مرحلة ، فإن رأيت أن ترجعني إلى بلدي فإذا بلغت تصدقت بالذي تعطيني عنك .
فقال ( عليه السلام ) له : ( اِجلس رحمك الله ، وأَقبلَ على الناس يحدثهم حتى تفرقوا ) .
وبقي هو وسليمان الجعفري ، وحيثمة ، فاستأذن الإمام منهم ودخل الدار ثم خرج ، وَرَدَّ الباب ، وخرج من أعلى الباب ، وقال ( عليه السلام ) : ( أين الخراساني ) .
فقام إليه فقال ( عليه السلام ) له : ( خذ هذه المائتي دينار واستعِن بها في مؤنتك ونفقتك ، ولا تتصدق بها عني ) .
فانصرف الرجل مسروراً قد غمرته نعمة الإمام ( عليه السلام ) ، والتفت إليه سليمان فقال له : جُعلت فداك ، لقد أجزلت ورَحِمت ، فلماذا سَترتَ وجهك عنه .
فَأجابهُ ( عليه السلام ) : ( إِنَّما صنعتُ ذلك ، مخافة أن أرى ذُلَّ السؤال في وَجهِهِ لِقضَائِي حاجتَهُ ، أما سمعت حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : المُستَتِرُ بالحسنة تعدل سبعين حجة ، والمُذِيعُ بالسيِّئةِ مَخذُول .
أما سمعت قول الشاعر : مَتى آَتِهِ يَوماً لأَطلبَ حَاجَةً ** رَجِعتُ إِلَى أَهلِي وَوَجهِي بِمَائِهِ ) .
ثالثاً :
ومن سخائه ( عليه السلام ) أنه إذا أتي بصحفة طعام عَمدَ إلى أطيب ما فيها من طعام ، ووضعه في تلك الصحفة ثم يأمر بها إلى المساكين ، ويتلو هذه الآية : ( فَلا اقْتَحَمَ العَقَبَة ) البلد : 11 .
ثم يقول ( عليه السلام ) : ( علم الله عزَّ وجلَّ أن ليس كلَّ إنسانٍ يقدر على عتق رقبة فجعل له السبيل إلى الجنة ) .
رابعاً :
ومن بوادر جوده وكرمه ( عليه السلام ) أنَّ فقيراً قال له : أعطني على قدر مروءتك .
فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : ( لا يَسَعَني ذلك ) .
فالتفت الفقير إلى خطأ كلامه فقال ثانياً : أعطني على قدر مروءتي .
وقابله الإمام بِبَسَمات فَيَّاضة بالبشر قائلاً : ( إذن نعم ) .
وأمر ( عليه السلام ) له بمائتي دينار .
فإن مروءة الإمام ( عليه السلام ) لا تُعَدُّ ، فلو أَعطَاه ( عليه السلام ) جَميع ما عِندهُ فإن ذلك ليسَ عَلى قدرِ مروءتِهِ ورحمتِهِ التي هي امتداد لِمُروءة جَدِّهِ الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) .
خامساً :
ومن معالي كَرَمِهِ ( عليه السلام ) ما رواه أحمد بن عبيد الله عن الغفاري ، قال : كانَ لِرَجلٍ من آل أبي رافع عليَّ حق فتقاضاني وَأَلَحَّ عليَّ ، فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم توجهت نحو الإمام الرضا ( عليه السلام ) وكان في العريض .
فلما قربت من بابه خَرجَ ( عليه السلام ) وعليه قميص ورداء ، فلما نظرت إليه اسْتَحْيَيْتُ منه ، ووقف ( عليه السلام ) لما رآني .
فَسَلَّمتُ عليه وكان ذلك في شهر رمضان ، فقلت له : جُعلت فداك ، لِمَولاك عَلَيَّ حقٌّ ، شَهَرَنِي .
فأمرني ( عليه السلام ) بالجلوس حتى يرجع ، فلم أَزَل في ذلك المكان حتى صَلَّيتُ المغرب وأنا صائم ، وقد مَضَى بعض الوقت فَهَمَمْتُ بالانصراف .
فإذا الإمام ( عليه السلام ) قد طَلَع وقد أحاط به الناس ، وهو يتصدق على الفقراء والمَحُوجِين .
ومضيت معه ( عليه السلام ) حتى دخل بيته ، ثم خرج فدعاني فقمت إليه ، وأمرني بالدخول إلى منزله ، فدخلت وأخذت أحدثه عن أمير المدينة ، فلما فرغت من حديثي قال ( عليه السلام ) لي : ( ما أظُنُّكَ أفطرت بعد ) ، قلتُ : لا .
فدعاني ( عليه السلام ) بطعام ، وأمر غُلامه أن يتناول معي الطعام ، ولما فرغت من الإفطار أمرني أن أرفع الوسادة ، وآخذ ما تحتها .
فرفعتُها فإذا دنانير ، فوضعتها في كمي ، وأمر بعض غلمانه أن يبلغوني إلى منزلي ، فمضوا معي .
ولما صرت إلى منزلي دعوت السراج ونظرتُ إلى الدنانير فإذا هي ثمانية وأربعون ديناراً .
وكان حق الرجل عَلَيَّ ثمانية وعشرين ديناراً ، وقد كُتِبَ على دينار منها أن حَقَّ الرجل عليك ثمانية وعشرين ديناراً ، وما بقي فهو لك .
وهذه بعض بوادر كرمه ( عليه السلام ) ، وهي تُنمِ عن نفس خُلقَت للإحسان والبِرِّ والمَعروف .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أفضل الطرق لتحبيب أبنائنا بأهل البيت (ع) بلد المنكوبة المنتدى الإجتماعي 9 07-04-2007 05:12 PM
ما علاقة سورة الفجر بالامام الحسين عليه السلام !!!!! نور الزهراء منتدى القرآن الكريم 9 27-03-2007 06:27 PM
السلام عليك يا مولاي ياامير المؤمنين لجنة ألإستقبال منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 10 15-10-2006 11:46 PM
الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) في مدرسة النبوة احمد العراقي منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 4 10-10-2006 05:45 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:32 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية