[في الروحْ تَسكنْ]

أتعلم أي حُزن يبعثُ المطر ..
حزن البوح ...
حين يغصُ بِـ أنات الوجع ..
لـنبقى نتماوج بين لسعات الفقد ..
وأورام الغياب ..
دون رحمة تُذكر .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

حين تغيب ..
أتصنعُ إبتسامة فرح لاتليقُ بي ..
وأزحف خلف سحابة صغيرة ..
لعلها تأخذني إليك ..
أتعلم ..
حسك شجن يقبّـل العطر ...
يجبرني ...
على المكوث طويلاً برفقة الأفق .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

أشعر بأنك الوطن ..
وبأني شعبُ بأكمله يسكنك ...
أتبعثر فيك ..
وعليك ومنك ولك ..
أعشق المطر الذي ينهمر على عرش قلبك ..
وأبقى موشومة بـ ك ..
لـ حين ببعثون ... !

[في الروحْ تَسكنْ]

حين يرحل ..
تجتاحني رغبة عارمة ..
بأن أجمع كفـي ..
وأشوه صدره ضرباً .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

أنا مثلهم ..
بين ترحال وآخر ..
أفتح أصابعي الثمانية ..
لأطير مني .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

أحنُ إلى مدائن الغسق ...
المخلوقة في لُجة عينيك ..
إلى ضجيج ذلك الثغر ..
حين ينطقني ..
وكأني أبجدية جديدة ..
تزين قاموس الكون .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

أراكْ كدمعة دامية ..
تهربُ من منديلي ..
حتى لا يغزوني الهمُ ..
فـ يُفجعني .. !


بـ الله عليك ..
أنت كيف تراني ... !

[في الروحْ تَسكنْ]

هرمةُ أحلامـي يا رفيقة ..
لاتسأليني عنها ..
حتى لايتشوه جوكِ بـ الغبار .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

هذا المساء ..
فكرت بأن أغسل حوض الأزهار الصغير ..
المتواري خلف ذاكرتي المعطوبة ..
وأزيل كل الشوائب ..
والأوراق الذابلة عنه ..
ليشرق من جديد ..
لـ بستُ قفازي ..
حتى لاتنغمس أناملي في أتربة الحنين ...
أزلتها ..
وألمُ الجذور ..
مازال يأنْ في باطن حوضي ..
فهو لم يعتدّ مني الجفاء ..
ولو بـ مبرر يستحق .. !



أيُ قاسية أنا ...

[في الروحْ تَسكنْ]

كم أتمنى أن يكون ملاذي ..
قلبك ..
وإن لم يكن ..
فـ سأرضى بهدب عينيك ..
وإن صعب عليك الأمر ..
فأجعلني ..
في مخدع جيوبك ..
والسلامْ .. !