"لا تحظى كل النساء على ولادة سهلة. ولكن حجم ونوع الألم يعتمد على المرأة نفسها، كذلك على حجم طفلها ووضعه في الرحم.
ولكن إذا رغبت في التمهيد لولادة سهلة ومريحة، فهذه النصائح ستساعدك كثيرا:
1. قبل موعد الولادة المرتقب، يجب أن تأخذي دروسا في كيفية التنفس، والاسترخاء، وكيفية تطبيق هذه الدروس خلال الولادة.
2. اطلبي من الشريك أو أحد صديقاتك أن يعمل تدليكا لطيفا لمنطقة أسفل الظهر. يمكنك استعمال كرات المضرب لعمل دوائر صغيرة أثناء التدليك.
3. ضعي عبوة من الثلج على أسفل الظهر.
4. حاولي تغير الوضعيات حتى تحصلي على وضعية مناسبة ومريحة.
5. اطلبي من الطبيب السماح لك بأخذ حمام ماء فاتر أو دافئ حسب رغبتك قبل الولادة.
6. استعملي منشفة رطبة لمسح جسمك إذا لم تتمكني من الاستحمام.
تنتهي حوالي 15 إلى 20 بالمائة من كل حالات الحمل بالإجهاض، ويحدث معظمهما في الأسابيع الـ 13 الأولى ، أو الثلث الأول من الحمل، مع فرصة كبيرة للإجهاض أيضاً في الأسابيع الثمانية الأولى.
2. هل يؤثر العمر على معدل الإجهاض؟
تكون نسبة الإجهاض بالنسبة للنساء في العشرينات وأوائل الثلاثينات من عمرهن 15 %، بينما تزداد نسبة الإجهاض بنسبة واحد من أربعة بعد سن 35، ثم ترتفع إلى واحد من ثلاثة في سن الأربعين.
3. ما أسباب الإجهاض؟
تختلف أسباب الإجهاض من سيدة لأخرى استناداً على عدة عوامل، وفي أحيان كثيرة لا يمكن منع الإجهاض، ولكن فقدان الجنين لا يعني وجود مشكلة صحية عند الأم، أو أنها لا تستطيع الإنجاب لاحقاً. فتسعون بالمائة من النساء اللواتي يمررن بحالة إجهاض ينجحن في الاحتفاظ بحمل صحي لاحقاً.
أما الأسباب الطبية للإجهاض فهي:
* وجود عيوب بالكرموسومات الوراثية.
* الأجسام المضادة للفوسفات الدهنية.
* عيوب الرحم التشريحية وتتضمن العيوب الخلقية (الحاجز الرحمي والرحم ذو القرنين) وأيضا العيوب المكتسبة (الأورام الليفية تحت بطانة الرحم وكذلك الإلتصاقات داخل الرحم).
* عدم إحكام أو ضعف عنق الرحم.
* تكيسات المبيض.
* زيادة إفراز هرمون ليوتين.
* نقص إفراز هرمون البروجيسترون خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية.
* الإصابة الميكروبية.
* الأجسام المضادة للغدة الدرقية.
* انعدام الأجسام المضادة لمورثات الزوج.
* زيادة المشاركة في المورثات البشرية الموجودة على الكريات الدموية البيضاء (hla).
و تختلف العوامل المسببة للإجهاض خلال الحمل عن تلك المسئولة عن الإجهاض خلال الأشهر الثلاثة الأولى. فبعض الحالات مثل عيوب الرحم التشريحية، وعدم إحكام عنق الرحم، والإصابة الميكروبية هي أسباب معروفة
للإجهاض خلال الشهر السادس من الحمل.
4. ما أعراض الإجهاض؟
يمكن أن تتداخل الأعراض والإشارات المرتبطة بالإجهاض، والتي تشير إلى وجود إجهاض كامل أو جزئي، حيث تبقى بعض الأغشية في الرحم. ويجب أن يقوم الطبيب المختص بتنظيف الرحم من كل البقايا في عملية تسمى "الكورتاج"
1. نزيف مهبلي يسبقه إفرازات بلون بني.
2. تشنجات في منطقة الحوض.
3. خروج جلطات دموية أو غشاء رقيق.
4. تراجع في أعراض الحمل، مثل الشعور بالغثيان، وتغير في شكل الصدر.
5. ألم في أسفل الظهر أو البطن.
5. أعراض الإجهاض التحذيرية؟
6. وجود بقع من الدم مصحوبة بشعور بالألم.
7. نزيف حاد مع ألم في البطن، وتشنجات قوية.
8. خروج سائل من المهبل دون ألم أو نزيف.
9. خروج تجلطات دموية وأنسجة حيوية من المهبل.
6. ماذا سيخبرك الطبيب؟
يقوم الطبيب بالطلب منك وصف الحالة التي مررت بها، سواء الشعور بالوجع، أو النزيف، أو التشنجات. إذا خرجت كتل دموية، قومي بالاحتفاظ بها في وعاء نظيف أو كيس بلاستكي فقد يطلب الطبيب فحصها.
7. كيف يؤكد الطبيب حدوث الإجهاض؟
سيقوم الطبيب بإجراء فحص كامل للحوض، ليحدد حجم الرحم، واتساع عنق الرحم. وقد يقوم بإجراء فحص التراساوند ليسمع دقات الجنين، و ليتأكد من عدم وجود بقايا في حالة خروج التكوين الأولي للجنين. كما سيقوم الطبيب بإجراء فحص دم ليتأكد من معدل الهرمونات في جسمك.
8. هل يمكن الوقاية من الإجهاض؟
لا يمكن وقف الإجهاض الذي بدأ فعلاً في مراحل الإجهاض، ولكن يمكن للسيدة أن تقلل من مخاطر التعرض لإجهاض، عن طريق الاهتمام بنفسها وبالجنين، يجب أن تتوقف الحامل نهائياً عن التدخين، وتناول الكحول، والمخدرات، والأدوية والعقارات من كل نوع سواء موضعية أو عن طريق الفم، وأن تستشير الطبيب فور ثبوت الحمل عن أي أدوية علاجية تقوم باستعمالها حيث وجد الباحثون بأن الأدوية التي تعالج البثور وحب الشباب قد تسبب تشوهات خلقية، كذلك صباغات الشعر، والمراهم الموضعية لعلاج البرد، وأوجاع المفاصل والظهر، وتلك التي تبث الحرارة في الجسم، كما ينصح بالابتعاد عن أدوية المهدئات والمسكنات العادية مثل الاسبرين، وغيرها والتي قد تسبب مشاكل خلقية، يجب أن تبدأ السيدة بتناول المكملات الغذائية من فيتامينات خاصة بالأم الحامل قبل 3 أشهر من محاولات الحمل، وأن تستمر في تناولها طوال فترة الحمل، وخصوصاً تلك التي تحتوي على حامض الفوليك، والتقيد بالجرعات الخاصة بالحامل.
تمنع الحامل منعاً باتاً من رفع الأغراض الثقيلة، أو حملها إلى مسافات مهما كانت قصيرة، كما تمنع من الاستحمام بماء ساخن جداً، أو الجلوس في برك مائية ساخنة مثل الجاكوزي. وتنصح السيدات اللواتي يعانين من الضعف أن يمضين فترة الثلاثة أشهر الأولى من الحمل في راحة تامة واستلقاء إذا أمكن. كذلك تنصح السيدات بعدم تناول الشاي بالقرفة والمعروف بأنه يسبب الإجهاض، ويفضل التخلص من الحيوانات الأليفة، خصوصاً القطط التي تسبب حالة مرضية تسبب الإجهاض.
وهي من أكثر المشاكل السلوكية
شيوعاً بين الأطفال بصفة عامة
العـناد
هو سلوك يظهر الطفل على شكل مقاومة علنية
لما يطلب منه من قبل الآخرين
أن العناد عند الأطفال ظاهرة طبيعية
في حدودها المعقولة
وذلك عندما يكون في خلال الثلاث سنوات
الأولى من عمر الطفل
ولكنه يصبح مشكلة سلوكية ونفسية
عندما يستمر إلى فترة طويلة
ماهي ظاهـرة العـناد
يمكن أن نعرّف العناد على أنه السلبية
التي يبديها الطفل تجاه الأوامر والنواهي
والإرشادات الموجهة إليه من قبل الكبار
من حوله ولا نعني السلبية فقط وإنما الإصرار
على الفعل الذي يخالف أوامر الوالدين
- فمثلاً عندما يطلب منه تناول الغداء
يتحجج باللعب
- أوعند الطلب منه الذهاب للنوم
يعاند ويعاكس الأمر
- أوعند الطلب منه الذهاب إلى الحمام
يرفض ويتبول في ملابسه
يشير العلماء إلى أن هناك ثلاثة أشكال للعناد
عند الأطفال وهي على شكل :
1
المقاومة السلبية فهو لا يهتم بالمطلوب منه
2
التحري والعناد الظاهر كأن يقول الطفل
( لن أفعل ذلك )
3
نمط العناد الحاقد وهو القيام بعكس ما يطلب منه
متى يكون العناد ظاهرة صحية
أن الطفل يشعر في عامه الثانية أو الثالثة
بأنه قد تعلم الشيء الكثير فأصبح قادرا على المشي والتنقل وبدأ يفهم الكلام الموجهة إليه
وأصبح يعرف أشخاصا خارج نطاق الأسرة المحيطة به
فإن عناده في هذه المرحلة يكون ظاهرة صحية
لأنه يحاول الإستقلال بنفسه والاعتماد على ذاته
ماهو سن العناد
- من سن الثانية إلى سن الخامسة
أو السادسة تقريباً
- أن التصرف السيء من قبل الوالدين في علاج هذه الظاهرة قد يؤدّي إلى طول فترة العناد
ويكون الناتج عنها مشاكل عديدة
أنواع العـناد
1
العناد الطبيعي
وهذا ليس خطرا بل هو ضروري للطفل
وعلى الأبوين في هذه المرحلة معرفة كيفية التصرف مع الطفل فإن الصراخ في وجه الطفل وضربه ليس هو الحل الأمثل
بل التعزيز هو البديل الصحيح فهناك بعض
كلمات التعزيز التي تدخل الفرحة والسرورعلى قلب الطفل عندما يقوم بأي عمل ولو حتى بسيط
من هذه الكلمات :
( شاطر - يحب أبوه وأمه - نظيف )
والعكس عندما يقوم بعمل غيرمرغوب فيه
فهناك كلمات منفرة
( ما شاطر - ما يحب أبوه وأمه - مانظيف )
2
العناد المشكل
ينشأ هذا النوع من العناد ويتطور مع عدم وجود البيئة الصحيحة للتعامل مع العناد الطبيعي
اذا استمر هذا النوع من العناد قد يؤدي
إلى العنف واللامبالاة وعدم الرغبة في التعلم
فلابد من معرفة كيفية التعامل مع الأطفال في تلك المرحلة وعلى الوالدين أن لا يلجؤوا الى العنف
إلا في حالات محدودة جداً
أســـباب الـعـناد
- التساهل والتدليل الزائد وتلبية رغبات الطفل مهما كانت
- الإستجابة السريعة لصياح وصراخ الطفل
- تفضيل الوالدين أحد الأبناء دون الآخر
فيشعر الطفل بسلوك انتقامي
ضد الإبن المفضل والوالدين
- محاكاة الوالدين والمزاج العصبي لأحدهم
- التذبذب في المعاملة مع الأطفال
بين القوة والتساهل في أمور كثيرة
- التلفزيون له آثار شديدة على ظاهرة العناد
فمثلاً في البرامج الموجهة للأطفال والرسوم المتحركة نجدها منصبّة على ابراز المواقف الشريرة التي تشاكس الشخصية اللطيفة
ويأتي المنقذ ويبدأ في الضرب والتكسير
وأي شخص يعاند يقف ضد المنقذ ، يقوم بضربه
- أن الأطفال يحبون التقليد
فلابد من تقديم نماذج سوية لهم
حتى يقوموا بتقليدها
عـلاج ظاهـرة العـناد
1.
الثبات في المعاملة وعدم التمييز في المعاملة
بين الأبناء
2
توفير النموذج والقدوة المناسبة
3.
تجاهل السلوك غير المرغوب فيه في الحالات البسيطة لأن التعليق على السلوك السلبي
يؤدّي إلى تعزيزه
4.
الثواب والعقاب ويقدم المكافأة والتعزيز
عند القيام بسلوك مقبول
وسحبها عند القيام بسلوك سلبي
نصائح إلى الآباء تجاه مـشـكلة العناد
1.
أن يربّى الطفل منذ البداية تربية نظامية فيها تلبية لحاجاته الجسمية والنفسية ، ولكن دون ايجاد عادات ، فالطفل ما أسرع ما يتعود
وما أصعب أن يترك ما يتعود عليه
2.
عند إطعام الطفل يترك له حرية اختيار الطعام
الذي يفضله دون اجباره على طعام معين
وإعطائه المزيد من الطعام
3.
إعطائه الألعاب المناسبة لدرجة تطوره العلمي
4.
عند تعليمه النظافة والتدريب على الحمام
يجب أن يعامل بلطف لأن الشدة تثير عناده
وتغرس فيه روح المشاكسة
5.
أن نخفف إن أمكن من الأوامر والنواهي
وأن نعلمه السلوك الاجتماعي السوي
واحترام الآخرين
يشتهر فصل الصيف بالعديد من الأمراض وأنواع العدوى المختلفة التي تصيب الأطفال بشكل خاص والكبار أحيانا، ومن هذه الأمراض عدة أنواع من الحميات المتسببة من بكتريا أو فيروسات وتشمل أيضا الإسهالات الصيفية والتهابات السحايا وأنواع من الرمد.
لكي تتجنبي وطفلك الإصابة بهذه الأمراض يجب اتباع ما يلي:
لا تعرض أطفالك لخطر الازدحام، إذ أن وجود عدد كبير من الأطفال في مكان ضيق وقليل التهوية يتسبب في سهولة وسرعة انتقال معظم الأمراض والحميات وانتشارها خاصة بين الأطفال، كوضع عدد كبير منهم في غرفة حضانة واحدة وما شابة ذلك.
الاهتمام بالنظافة الشخصية إذ تعتبر أهم وسيلة للوقاية من أمراض الصيف ويكون ذلك بـ:
1- تعويد طفلك على غسل يديه ووجهه عدة مرات يوميا خاصة بعد عودته من اللعب خارج المنزل وقبل تناوله الطعام.
2- استحمام الطفل يوميا فهي من أهم وسائل الوقاية من أمراض الصيف وحمياته.
3- تجنب البقاء تحت الشمس خاصة في أوقات الظهيرة الحارة والذي قد ينتج عنه حالات من ضربة الشمس.
4- يجب حفظ الأطعمة بشكل جيد
5- عدم أكل الأطعمة القديمة من اليوم السابق واكل الأطعمة بشكل فوري عند تحضيرها
6- التأكد من تاريخ صلاحية المعلبات.
7- التأكد من نظافة مياه الشرب.
متى نذهب بأطفالنا إلى الطبيب:
إذا ظهرت على طفلك أياً من الأعراض التي سنأتي على ذكرها يجب التوجه إلى الطبيب فوراً...
1- الشكوى من الصداع واختلاف النظر.
2- وجود حالات قيء مصاحبة للصداع.
3- ارتفاع الحرارة مع الصداع.
4- آلام في الحلق أو أعراض شبيهة بما يعرفه الناس بالأنفلونزا
5- الإسهال المتكرر
6- تشنجات أو تصلب في الرقبة أو عدم القدرة على مواجهة الضوء
7- أية أعراض مرضية تؤدي إلى فقدان الطفل لوعيه أو اتزانه.
8- ظهور أي قشور أو التهابات بالرأس.
9- حدوث التورم في مؤخرة الرأس أو خلف الأذنين.
ما هي أمراض الأطفال التي تكثر في الصيف؟
تنتشر بين الأطفال في بلدنا، وكذلك سائر البلدان ذات الجو الحار في الصيف عدة أمراض مثل:
الإسهال الصيفي.
الدوسنتاريا.
التيفود والباراتيفود.
الرمد الصديدى.
شلل الاطفال.
التهاب الجلد.
وقد تنتشر بعض هذه الأمراض بالشكل الوبائي أعني بذلك أنها ربما تصيب عدداً كبيراً من الأطفال في وقت واحد.
لماذا تكثر هذه الأمراض في الصيف؟
يساعد على انتشار أمراض الصيف بين الأطفال عدة عوامل سنذكر منها:
1- البكتريا وسائر الميكروبات المسببة لأمراض الصيف عند الأطفال تنمو وتتكاثر بسرعة في حرارة الصيف
2- الذباب يكثر في الجو الحار صيفاً، وهو من أهم العوامل الناقلة للبكتريا وسائر الميكروبات إلى المأكولات والمشروبات فيلوثها، ولا غرابة إذا قلنا إن الذبابة الواحدة يمكنها أن تحمل على جسمها وأجنحتها ستة ملايين من البكتريا المختلفة.
3- العرق يكثر في الصيف وخاصة إذا كانت الحرارة المرتفعة مصحوبة بزيادة نسبة الرطوبة في الجو - وكثرة العرق تساعد على التهاب الجلد.
4- يقل إفراز الخمائر الهاضمة للأغذية في الأمعاء خلال الجو الحار - كذلك تتخمر المأكولات والمشروبات بسرعة في الصيف
طرق انتقال هذه الأمراض:
في الغالب تنتقل أمراض الصيف عن طريق:
1- الأطعمة الملوثة وخاصة المعلبات منتهية الصلاحية بشكل غير نظامي
2- المثلجات الملوثة
3- الماء الملوث
4- الخضراوات والفواكه غير المغسولة جيداً
5- الأيدي الملوثة
6- وضع الأصابع غير النظيفة في الفم وخاصة الأطفال
7- اللعب بالتراب والأدوات غير النظيفة بالنسبة للأطفال
"تعتبر اللعبة جزء مم من عالم الأطفال , والطفل ذو الحاجات الخاصة هو الأكثر إحتياجا إلى لعبة تنمي قدراتة الذهنية والبدنية , فهذا الطفل قد تحرمه ظروفه من ممارسة الأعمال البدنية التي يمارسها أقرانه , لذلك علينا أن نختار له اللعبة التي تناسبه حتى لايشعر بأي نقص عن أقرانة".
وليس جديدا القول بأن لعب الأطفال الطريق الأمثل للتفكير الصحيح, وسلامة البدن والعقل والثقة بالنفس, ومواجهة مصاعب الحياة في المستقبل . وهو أيضا من المتع الأساسية , فالأطفال المحرومون من اللعب هم في الحقيقة أطفال بلا طفولة . هذا مايؤكد لماء النفس والتربية.
لذلك يذكر البروفيسور روسيل بيت - رئيس قسم علم التمارين بجامعة كارولاينا- من أن تغير أنماط الحياة في العصر الحديث جعل الأطفال محرومين بشكل كبير من ممارسة اللعب واللهو كما ينبغي , فأطفال اليوم ( العاديين وذوي الحاجات الخاصة) أصبحو لايمشون بالقدر الكافي
، أو يركبون الدراجة عند الذهاب إلى مدارسهم ( أي الأطفال القادرين) كما لم يعد لديهم الوقت الكافي للعب. على الرغم من تأكيد الخبراء على ضرورة أن يظل الأطفال في نشاط مستمر.
ومما يزيد حدة هذه المشكلة أيضا إنشغال الأباء في ممارسة الأعمال الخاصة بهم , كما أن خروج المرأة للعمل قلل إلى حد كبير من الوقت الذي تقضية مع أطفالها , وأصبح الوقت المخصص لذلك يقتصر على قضاء احتياجات البيت الرئيسية, وأداء الواجبات المدرسية , ولم يعد هناك أي وقت لممارسة اللعب مع الأطفال.
ألعاب الفيديو:
هل تعد ألعاب الفيديو والكمبيوتر , وبقية الألعاب التكنولوجية الأخرى التي تساعد على النمو العقلي والجسدي للطفل بشكل سليم .
أظهرت دراسة ميدانية حديثة أجريت في الولايات المتحدة أن مثل تلك الألعاب المغرية للطفل تقلل نشاطهم البدني إلى أقل درجة ممكنة , وتزيد خمولهم وكسلهم.
أما النتيجة المترتبة على ذلك والتي كشفت عنها الدراسة, فهي:
- زيادة وزن الأطفال التي تتراوح أعمارهم بين 6و17 سنة , ومثل هؤلاء الأطفال يكونون عرضة للإصابة بالأمراض المصاحبة للسمنة كأمراض القلب, والسكري, والمشكلات الصحية, والإجتماعية الأخرى.
ويعد التربويون اللعبة التي لاتحقق شروط النمو بجوانبة المختلفة هي لعبة غير صحية, ولا سليمة لأن الطفل كي يحقق تجربة الحياة بكل معانيها من خلال اللعب لابد أن تحقق اللعبة له النمو في كل الجوانب الروحية ، والخلقية والنفسية, والإجتماعية , والجسمية الحركية، والعقلية.
وتنصح الدكتورة-بولاليفاين- العالمة النفسية بجامعة ميامي - الوالدين أن يتركوا أطفالهم يمارسو اللعب التلقائي, فهذه النوعية من اللعب تجعل الأطفال ينفسون عن طاقاتهم الكامنة بصورة صحيحة وسليمة , وسريعة.
إن عقل الطفل يعمل مع اللعب , ويحدث ذلك بشكل غير ملحوظ مثلما يحدث في الأفعال غير الإرادية التي لاتقع تحت سيطرة التفكير , فالعودة إلى التلقائية لنمو العقل- من اللعب- أمر ضروري سيما في المراحل الأولى لنمو الطفل.
ومن الفوائد الأساسية للعب الأطفال أيضا أنه يعد الطفل للتعامل مع الظروف المفاجئة والطارئة سواء في الحاضر أو المستقبل, كما أنه يجعل الطفل مسؤول عن نفسه أثناء اللعب, ولا يحتاج لمراقبة الآخرين, وهذا الأمر ينطوي على اثار مهمه تتعلق بالنمو النفسي للطفل من النواحي الوجدانية , والاجتماعية , والنفسية.
( إن اللعب يؤدي دورا لاغني عنه في تطور الطفل بدنيا ، واجتماعيا، وعاطفيا ، وأخلاقيا ، وإدراكيا, ويجعل ذلك الطفل يعيش حياة نفسية سعيدة ومستقرة)
تربية الأبناء مسؤولية جسيمة وفن راق لا يتقنه ولا يحسنه كل الآباء مع أنه هام جدا وضروري جدا وهو كذلك مؤثر جدا على توجه الطفل وتكوين شخصيته وبالتالي على مستقبله ودوره في الأسرة والمجتمع. وهذه بعض نصائح أضعها بين يديك من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة".
التفرقة مهلكة
ترتكب بعض الأمهات خطأ جسيما في تربية بناتهن، ألا وهو تفضيل الذكور عليهن، وربما تكون البداية في هذا الأمر غير محسوسة ولكنها تأتي هكذا عفويا في بعض الأحيان فلا الأم تنتبه إليها ولا البنات يجرؤن على أن يتحدثن فيها، ولكنها بمرور الوقت تصبح قضية متجذرة ومؤثرة وربما يزيد الأمر حتى تصير قضية اجتماعية لها نتائجها السلبية على البنات وربما على الأسرة ككل.
قد يكون مقبولا أحيانا ـ على الأقل في الطباع ـ بالنسبة للأم التي أنجبت ذكرا على عدد من البنات الإناث أن يطير قلبها فرحا به وطربا لمجيئه بعد طول انتظار، وأن تتفنن في تدليله.. لكن غير المقبول أبدا ـ على رغم وقوعه كثيرا للأسف ـ هو أن تمنحه السلطة المطلقة في ضرب وإهانة أخواته البنات حتى اللائي يكبرنه في العمر!! وهذه بلية تبتلى بها بعض البيوت، فبالإضافة إلى الفوضى الحسية التي يفتعلها الإمبراطور المدلل في البيت تأتي الفوضى المعنوية التي يثيرها ويشعلها في حياة أخواته، فالأم تجبرهن على خدمته وتدليله وعدم المساس به وعدم جرح مشاعره!! حتى وإن أخطأ في حقهن وأساء إليهن.
إن هذا النوع من التعامل لا يتوقف أثره السيئ على حياة البنات فحسب، ولكنه أيضا مادة خام ومشروع إنتاج طاغية صغير، أو رجلا متعجرفا سيئ الخلق، وإن تخطاه في مستقبله قطارُ الإجرام فلا أقل من أن يكون إنسانا عنيفا قاسيا، خاصة على الضعفاء والمساكين.. ولا عجب فهو قد تربى على ذلك، والسبب الحقيقي هو استهتار الأم بنفوس بناتها وحبها الجنوني للولد، ولكنه للأسف حب يقود إلى الهلاك.. والله تعالى قد منع من ذلك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حين أنصف البنت بقوله: "من كانت له أُنثى فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده عليها؛ أدخله الله الجنة" رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد.
إياك والعنف
كثيرات هن الأمهات اللواتي يمارسن العنف على بناتهن وربما أبنائهن وهن يحسبن أن هذا هو أسلوب التربية الصحيح والسليم.. وكم كان ذهولي عندما رأيت بعض الأمهات يعضضن بناتهن، وبعضهن يضربنهن ضربا متوحشا، وتكلف الأم ابنتها من أعملا المنزل المضنية ما لا تطيق؛ والحجة في ذلك أنها تعلمها شيئا لها وللزمن.
أختي الأم: إن التربية في مفهومها الصحيح تعني الحنان المغدق والعناية والتوجيه السليم.. بل والشعور بالحب الدائم، حسن التوجيه لغرس القيم والمبادئ، والتفريق بين الحلال والحرام والمسموح والممنوع بأسلوب هادئ ورصين ومؤثر.
إن العنف في تربية الصغار هو في الحقيقة وأد خفي، وذبح للطفل أو الطفلة مرتين: فهو وأد لطفولتها وهي صغيرة، ثم وأد لسعادتها وهي شابة كبيرة.. فهي تستشعر كلمات الإهانة وأسلوب الإذلال وتستصحب معها ذلك في كل مراحل حياتها... مع العلم أن خوف العقوبة دائما يحمل على كثرة الخطأ أو خوف المبادرة وبالتالي السلبية التامة أو غير التامة في الحاضر والمستقبل .
وأعظم من ذلك وأكبر ـ وهو مالا تدركه كثير من الأمهات ـ أن إدخال الخوف في قلب الفتاة وهدم شخصيتها وقهرها من شأنه أن يجعل الفتاة ضعيفة الشخصية والعزيمة، بل ويجعلها متعطشة للحب والإحسان إليها فهي تتسوله من أي إنسان مهما كان.. وكم كانت التربية القاسية سببا في أن فتيات عشقن السائق والخادم، وكم حمل الخوف فتاة على أن تفرط في أعز ما تملك لأنها مقهورة الذات ولم يجعل لها أهلها كيانا ولم تعرف لنفسها كرامة.
نحن والغربيات
بكل أسف الكثير من النساء العربيات يحرصن على تقليد الغربيات بكل دقة في أسلوب حياتهن وفي موديلاتهن وماكياجهن وقصات شعورهن ومشيتهن العوجاء.. ومع ذلك يتغافلن تماماً عن تقليدهن في أسلوب تربية الطفل والخوف على نفسيته وبناء رصيد عاطفي منذ ولادة الطفل... لماذا؟
إننا ـ بداية ـ لا نرضى بتقليدك لغير المسلمات ولكننا نقول: إذا كان ولابد فلماذا تقلدينها فقط فيما لا ينفع، ولماذا لا تقلدينها أيضا في ما تحسن فيه من أمور التربية؟
وعلام التقليد أصلا ياأختاه وأنت أفضل منها وأعلم منها.. فقد تعلمت القرآن وسنة النبي العدنان وديننا دين رحمة فتأملي وتعلمي.. وهناك الكثيرات والكثيرات جداُ من الأمهات المسلمات واللاتي يربين بناتهن وأولادهن أفضل وأعظم تربية.. تعلمي منهن وتقربي إليهن وانقلي نمط حياتهن في التربية، وتعلمي حرصهن على تعليم الفتاة تعليما يحميها ويحمي عفافها.
يتوقف مستوى التفاهم بين أعضاء الجماعات على الطريقة التي يستمعون ويستجيبون بها أكثر مما يعتمد على الطريقة التي يتحدثون بها ويشتمل الإنصات على خطوتي الاستماع والتفسير ويؤدى الافتقار إلى مهارة الإنصات إلى حدوث أخطاء عديدة في مواقف الاتصال .
ويحدد الباحثون أربعة أنواع من الإنصات هي :
الإنصات بهدف الحصول على المعلومات Listening for Information
- ويتضمن هذا النوع الاستماع من أجل الحصول على الحقائق ، وفى هذا النوع لابد من تحديد الفائدة الأساسية التي يقوم عليها موضوع الاتصال والجوانب الرئيسية التي يحتوى عليها .
الإنصات النقدي Critical Listening
- ويتضمن تقييم المادة التي يدور حولها موضوع الاتصال ويبحث الشخص المنصت هنا عن دوافع المتحدث وأفكاره ومعلوماته . وتتضح أهمية هذا النوع من الإنصات عند الاستماع إلى الرسائل الإقناعية.
الإنصات العاطفي Empathic Listening
- ويشير إلى الإنصات الذي يقوم على المشاعر ويقوم به الفرد في إطار الاتصال الشخصي بهدف مشاركة المتحدث في مشاعره ومشكلاته .
الإنصات بهدف الاستمتاع Listening for Enjoyment
ويشير إلى ذلك الإنصات الذي يختار الفرد القيام به بهدف تحقيق متعة معينة ، فقد يختار الفرد الاستماع إلى رسائل اتصالية معقدة باستخدام كل مهارات الإنصات لديه لأنها تحقق لديه إشباع معين .
ويؤدى الإنصات عادة إلى زيادة اليقظة وشدة التفاعل وازدهار جذوة الحماس وتوقد الذهن وسلامة التفكير ، مما يجعل المستقبل يبتعد عن المعارضة ويكف عن التساؤلات التي لا مبرر لها ويعمل تلخيص آرائه وقبول الحجج والبراهين المقدمة .
- ويمر الإنصات بمراحل أساسية هي الاستمتاع ، والتفسير ، والاستيعاب ، والتذكر ، والاستجابة .
أهم شروط عملية الإنصات :
- إثارة رغبة المتحدث في الاسترسال والاستمرار في طرح الفكرة وإشعاره بأهمية بما يقوله والرغبة في الاستماع إليه .
- فهم وتفسير وتحليل وتقييم آراء وأفكار وتعبيرات المرسل كما هي دون تكوين اتجاه عكسي أو حكم مسبق عليها .
هناك أربعة شروط أساسية للمنصت الجيد هي :
* الانتباه إلى سياق الحديث الذي يمكن إن يغير معنى ما يقال كلية .
* الانتباه إلى مشاعر المتحدث ومراعاة المكون العاطفي في الرسالة الاتصالية .
* الحرص على استيضاح المعنى من خلال الأسئلة الفعالة .
* تفسير الصمت بشكل صحيح فقد يعنى الصمت إن الأفراد لا يفهمون معنى الرسالة أو لا يوافقون عليها أو يدخرون معلومات قيمة عن موضوع الاتصال ولا يريدون الإفصاح عنها .
كيفية تنمية مهارات ا لاستماع :
أولاً : تنمية القدرة على التذكر :
ويختزن الإنسان عن طريق الذاكرة قدراً هائلاً من المعلومات ، وتتطلب عملية الاستماع إن ينظم الفرد ما يقوله المتحدث بطريقة تمكنه من ربط هذه المعلومات بالمعلومات المختزنة في الذاكرة لتقييمها وبناء استجابة محددة .
ثانياً : الاستفادة من طبيعة البناء المعروض علي الفرد :
ويمكن من خلاله التعرف على طبيعة الثقافة السائدة بمكوناتها المختلفة ، وعلى الفروق الفردية بين الأفراد الذين نتعامل معهم ، وذلك كمدخل لفهم الآخرين وتحديد طريقة التعامل معهم ، وذلك إن فهم الآخرين هو الطريق المناسب لبناء علاقات فعالة .
ثالثا: الالتزام بالقواعد المرشدة للاستماع الجيد :
ويعبر الاستماع عن نصف عملية الاتصال وهو كالحديث مهارة يمكن تنميتها من خلال تكوين عادات إنصات جيدة مثل الانتباه للمتحدث وتلافى تأثير العوامل الطبيعية والنفسية والفسيولوجية والبيئية التي تؤثر على الانتباه ، ومتابعة التعبيرات اللفظية وغير اللفظية ومتابعة المتحدث والتجاوب معه وتجنب السرعة في الاستنتاج أو التقويم أو إطلاق الإحكام القطعية على المتحدث أو محاولة إيجاد أخطاء في طريقة إلقاء المتحدث أو مظهره .
والأسلوب العملي الذي علينا إتباعه في أثناء الاستماع للآخرين، ولنتذكر أننا إذا أردنا فهم الآخرين فعلينا أولاً أن نستمع لهم، ثم سيفهموننا هم إن تحدثنا إليهم بوعي حول ما يدور في أنفسهم.
1- استمع استمع استمع ! نعم عليك أن تستمع وبإخلاص لمن يحدثك، تستمع له حتى تفهمه، لا أن تخدعه أو تلقط منه عثرات وزلات من بين ثنايا كلماته، استمع وأنت ترغب في فهمه.
2- لا تجهز الرد في نفسك وأنت تستمع له، ولا تستعجل ردك على من يحدثك، وتستطيع حتى تأجيل الرد لمدة معينة حتى تجمع أفكارك وتصيغها بشكل جيد، ومن الخطأ الاستعجال في الرد، لأنه يؤدي بدوره لسوء الفهم.
3- اتجه بجسمك كله لمن يتحدث لك، فإن لم يكن، فبوجهك على الأقل، لأن المتحدث يتضايق ويحس بأنك تهمله إن لم ننتظر له أو تتجه له، وفي حادثة طريفة تؤكد هذا المعنى، كان طفل يحدث أ باه المشغول في قراءة الجريدة، فذهب الطفل وأمسك رأس أبيه وأداره تجاهه وكلمه!! .
4- بين للمتحدث أنك تستمع، أنا أقول بين لا تتظاهر! لأنك إن تظاهرت بأنك تستمع لمن يحدثك فسيكتشف ذلك آجلاً أو عاجلاً، بين له أنك تستمع لحديثه بأن تقول: نعم... صحيح أو تهمهم، أو تومئ برأسك، المهم بين له بالحركات والكلمات أنك تستمع له.
5- لا تقاطع أبداً، ولو طال الحديث لساعات! وهذه نصيحة مجربة كثيراً ولطالما حلت مشاكل بالاستماع فقط، لذلك لا تقاطع أبداً واستمع حتى النهاية، وهذه النصيحة مهمة بين الأزواج وبين الوالدين وأبنائهم وبين الإخوان وبين كل الناس.
6- بعد أن ينتهي المتكلم من حديثه لخص كلامه بقولك : أنت تقصد كذا وكذا.... صحيح؟ فإن أجاب بنعم فتحدث أنت، وإن أجاب بلا فاسأله أن يوضح أكثر، وهذا خير من أن تستعجل الرد فيحدث سوء تفاهم .
7- لا تفسر كلام المتحدث من وجهة نظرك أنت، بل حاول أن تتقمص شخصيته وأن تنظر إلى الأمور من منظوره هو لا أنت، وإن طبقت هذه النصيحة فستجد أنك سريع التفاهم مع الغير.
8- حاول أن تتوافق مع حالة المتحدث النفسية، فإن كان غاضباً فلا تطلب منه أن يهدئ من روعه، بل كن جاداً واستمع له بكل هدوء، وإن وجدت إنسان حزيناً فاسأله ما يحزنه ثم استمع له لأنه يريد الحديث لمن سيستمع له.
9- عندما يتكلم أحدنا عن مشكلة أو أحزان فإنه يعبر عن مشاعر لذلك عليك أن تلخص كلامه وتعكسها على شكل مشاعر يحس بها هو.
الطفولة – كما يراها المختصون - تمر بمراحل ثلاث ، يحتاج الطفل فيها إلى إشباع حاجاته الأساس ؛ جسدية كانت ، أو نفسية ، أو عقلية ، أو اجتماعية ، أو دينية ، إذ أن ذلك نتيجة طبيعية لنموه ، وضرورات أساس في حياته ، حتى يتحقق له نموٌ خالٍ من الأمراض ، والمشكلات ، والانتكاسات .
ومرحلة الطفولة هذه تُعَدُّ ركيزة أساسا لحياة الفرد المستقبلية ، إذ فيها تَتَحَدَّد ملامح شخصيته ، من خلال ما يكتسبه من مهارات ، أو خبرات ، أو قيم، ونخص بالذكر هنا المرحلة العمرية من ( 6 – 12 ) سنة ، حيث تكون أنشطة الطفل أكثر منطقية ، وتنظيماً ، ومرونة من ذي قبل ، ولكونه قد تهيأ للدراسة في المرحلة الابتدائية ، فإن الانتباه لديه يكون أكثر انضباطاً ، وذاكرته أكثر تركيزاً .
فإذا تأمَّلنا ( الهاتف الجوال ) ، بغض النظر عن العروض الدعائية التي تُذكر هنا أو هناك ، فإن ميادين استخدام الأطفال فيها لا تخرج في الغالب عن خمس :
1- المحادثة .
2- تقنية ( البلوتوث ) وما يتبعها من صور ( فوتوغرافية ) أو مقاطع فيديو .
3- الرسائل .
4- الألعاب .
5- التصوير .
والتواصل بين الطفل ووالديه كان هو السبب الرئيس لتأمين الهاتف الجوال للطفل ، في حين أن المُشَاهد يجد هذا التواصل يكاد - حسب إحدى الاستبيانات – لا يتجاوز ( 15 % ) من زمن استخدامه لهذا الجهاز ، بينما الانشغال بما فيه من مقاطع أو ألعاب ، والتعرف إلى شخصيات أخرى من ذوي القربى ، أو زملاء الدراسة ، أو الأصحاب المجاورين ، وفتح قنوات الاتصال معهم ، وتبادل الرسائل والصور والمقاطع المرئية ، والتنافس في الألعاب ، قد احتل النسبة الباقية التي يمكن أن نستخلص منها السلبيات التالية :
1- هدر الوقت وضياعه فيما لا فائدة منه ، فقد احتوت الأجهزة الحديثة على ألعاب مشوقة ، لا يكاد الطفل يفارقها إلا عند النوم ، ولا يكاد ينتهي من مجموعة إلا ويمكنه إضافة مجموعة أخرى ، ناهيكَ عن أنَّها في غياب عن أعين الرقيب ، فقد تتضمن شيئاً من المخالفاتِ العقديةِ ، أو تمجيد العنف والاعتداء على الآخرين ، واعتبار القوة البدنية هي العامل الأقوى في حسم المواقف ، أو إثارة الفزع والرعب ، أو تزيين العُري والاختلاط ، أو العيب على الآخرين والسخرية بهم ، ونحو ذلك .
2- تراجع مستوى التحصيل العلمي ، نظراً لانشغال ذهن الطفل بالهاتف الجوال ، عن وظائفه اليومية الدراسية ، من استذكار لدروسه السابقة ، أو تحضير لدروسه القادمة ، أو إجابته للواجبات ، وخصوصاً أن الأسرة - في الغالب – ليس لديها تقنين لمواعيد استخدامه ، إنه على تواصل معه في المنزل ، وفي الطريق ، و المدرسة ، و السيارة ، و حين انتظار وجبة غداء أو عشاء ، أو زيارة قريب ، بل وحتى تحت غطاء سرير النوم .
3- جرح أو قتل الحياء في نفس الطفل ، والسالم مِنْ هذا مَنْ عَصَمَه‘ الله ، إننا إذا عَلِمنا أنَّ طلبات الموضوعات الجنسية في محركات البحث على شبكة الانترنت تُقَدَّر بنحو ( 25 % ) من الطلبات ، وأن إحصاءات مصلحة الجمارك الأمريكية تقول أن هناك أكثر من مئة ألف صفحة انترنت توفر مواد أو صور جنسية للأطفال ، وتقرير جمعية بريطانية تعمل في مكافحة العنف ضد الأطفال تقول : هناك عشرون ألف صورة جنسية للأطفال ترسل عبر الشبكة أسبوعياً . هذا هو الشريان الذي يُغَذِّي الجوالات بكل فساد ، وخصوصاً مع خدمة ( البلوتوث ) و ( الاستديو ) ، والقدرة الاستيعابية والتخزينية التي تزداد مع كل منتج جديد .
الجوالات وهي مسرح النشر والتوزيع ، تئن من صور النساء العاريات ، و المتأنثين المتخنثين المتخنفسين ، وصوَر الفنانات وذوات الفسق والفجور بأشكال يندى لها الجبين ، ثم مقاطع الفيديو ، وما أدراك ما مقاطع الفيديو . . .!! إنها لن تبقي في ذاكرة من يراها بقية لحياء ، أو خُلق ، أو إيمان .
يقول طفل المرحلة الابتدائية ع . س : ذهبت إلى أحد محلات الجوالات لإصلاح خلل في جهازي ، فعرض عليّ العامل مقاطع جنسية : تحميل المقطع بخمسة ريالات ، والنظر إليه بريالين فقط . يقول الطفل ، وأرى أن هذا حال بعض زملائي في الفصل .
4- إيذاء الآخرين ، والاتصال في أوقات غير مناسبة ، أو إرسال الصور والمقاطع السيئة وتبادلها ، بل إن بعض الأطفال كان أذيَّة ونِقمة على أهله ، فقد يدفعهم ذلك إلى بعض الممارسات الخاطئة ، حين تراودهم أفكار تسبق سنّهم وتؤثر على أخلاقهم .
5- التعرف على أصحاب السوء ، أو من لا يستفيد منهم إلا ضياع الوقت ، وهذا من مستلزمات وجود وسيلة اتصال بين يديه ، تنقله من مجتمعه الصغير ، إلى فضاء هذا الكون وسعته .
6- المضار الصحية والاجتماعية ، وهذه قد كثرت الأقوال حولها ، فمن مُقرٍ بها وخطورتها على الطفل ، ومن مُهَوّن من شأنها ، إلا أننا لا نشك أنه في حال كانت هناك خُطورة ، فالأطفال هم أول المتأثرين من ذلك .
تقول وزيرة الصحة العامة البريطانية : ( نُقدّر أن بعض الآباء يشعرون بأهمية تزويد أطفالهم بهواتف محمولة لأسباب تتعلق بسلامتهم ، غير أننا ينبغي أن نكون واضحين في أن يكونوا حذرين للغاية من مغبة الإكثار من استخدامها ).
أما أساتذة علم النفس فيقولون : ( إن الاستجابة الدائمة لرغبات الصغير ، وخصوصًا لناحية اقتناء الهاتف المحمول ، تؤثر على تكوين شخصيته فتجعله أنانيًا ، كما أن رغبة الطفل في تقليد رفاقه ليست سمة صحية ، إذ لا يقف اقتناء الطفل للهاتف المحمول عند هذا الحد ، بل يتبعه ضياع الوقت في محادثات لا طائل منها، علمًا أنه من الأفضل الاستفادة من هذا الوقت بما يفيد عقله وتنمية مواهبه ).
ويبقى السؤال ، هل لوجود الهاتف الجوال في أيدي الأطفال ثِمار إيجابية !؟
الجواب ، لا شك أن هناك شيئا من الإيجابيات ، لكنها تختص بحالات دون أخرى ، فهي بحسب حاجة الطفل هذا أو ذاك للجهاز ، وبحسب متابعة الأسرة لما يحتويه ، ومقدار وزمن استخدامه ، وبقائه بين يديه ، ولذا فإن كانت بعض الأسر لا محالة فاعلة ذلك ، فإني أقترحُ عليها التالي :
1- اقتناء جهاز لا يحوي تقنية ( البلوتوث ) ، ولا ( الكاميرا ) و ( الأستوديو ) ، وأن تكون قدرته التخزينية محدودة .
2- العمل على أن يكون استخدام الطفل للجهاز فقط عند خروجه إلى جهة ما ، وحاجة الأسرة للمتابعة معه ، وليس اصطحابه معه في كل حين . فإن لم يكن ، فيتم تعويد الطفل على حفظ الجهاز لدى والده أو أحد إخوته الموثوقين عند عودته إلى المنزل ، وخصوصاً عند المساء ، مع المتابعة المستمرة الخفية لما قد يحتويه من أسماء غريبة ، أو أرقام ، أو رسائل وخلافه .
3- الحذر أشد الحذر من أن يكون الهاتف الجوال في يد الفتاة بلا ضوابط ، وقد بدأت تَتَلَمَّسْ الطريق إلى تغذية عاطفتها بالكلمة الحنونة ، والمشاعر الحانية ، وخصوصاً إذا لم تجد ما يشبعها في أسرتها .
4- البحث عن بدائل مفيدة ومأمونة تُشبع حاجات الطفل ، وتحقق له الاكتفاء عن الهاتف الجوال .
وأخيراً ، إن وجود الهاتف الجوال في أيدي الأطفال بلا رقابة دقيقة ، وبلا مسببات واضحة مرتبطة بزمن محدد يُعد كارثةً أخلاقيةً واجتماعيةً ، تحتاج وقفة جادة وحازمة من قِبل الوالدين والمربين والموجهين .