[الرجل الحر]

كأن الارض سالت بشراً ,, في مسير كما الانهار ..تخد الفلوات ,, والشوارع ,, والازقة ,, و تجتاح الطرقات ,, يا ارض احملي ملايينا من الخطى ,, ويا سماء اشهدي ,, سيولا من الورى ,, الى حيث يربض الإباء ,, ذبيحاً ,, سليبا ,, عطشاً ,, مقطع الاعضاء ,, حيث استقر العرش ساجدا ,,عند محراب الذبح العظيم ,, يوم صاح بموته الحسين ,, ان اقبل ,, واقطع النحر قرباناً ,, لله وفداء .. فأنا المذخور لساعة الطف ,, قبل كون الورى ,, وانا المحامي عن حياض الرب ,, لما تجاسرت على ساحة قدسه الطواغيت ,, وتنازعت سلطانه العدى .. كأن الارض سارت بحملها نحو الحسين ,, تصرخ لبيك ,, داعي الله لبيك ,, خذ كل مياه الكون ,, دون شفتيك ,, وتترس بالجبال الرواسي ,, و السهول,, والشجر ,, دون الرماح ,, والنبال ,,والسيوف ,, والحجر .. لبيك ,, داعي الله لبيك ,, لك السحاب كله ,, ظلة ,, فوق جسمك السليب ,, يقيك حر الهجير ,, ويفيض من كفيك الى الكائنات بالمطر.

[الرجل الحر]

كأن السماء بأفلاكها قد سارت في ذكرى الاربعين ,, الى حيث يرقد الحسين .. كأنه في مرقده ,, قد استنزل السماء ,, فأنكبت على نزيف نحره .. تخضب اطرافها ,, فتتعمد بقدس الدماء ,, كأنها راحت تتحسس الجراح ,, فتلثم كل ثغر في جراحاته ,, فما من ثغر على جروح الحسين الا ناطق ليوم القيامة ,, بخالص التوحيد ,, بل يؤسس للتوحيد دستوراً ما عرفته الكائنات قبل مجيء الحسين

[الرجل الحر]

في ذكرى الاربعين ,, كان الحسين هو الذي يوحي الى الكائنات ,, الى الارض وما حملت ,, الى السماوات ,, ان القتل في سبيل الحق نصر ,, ومحض حياة ,, كان الحسين هو الذي يُنّزل الامر الحكيم ,, الى النفوس الثائرة ,, الى الارواح الابية ,, التي تمقت الذل والهوان ,, وتكفر بالدنية ,, كانت تراتيل الفداء ,, والبطولة ,, والتضحية ,, تنبض بالدماء ,, من مشهد الحسين ,, وتفيض الى الوجود ,, فترغم الطغيان ,, وتزجر الظلام ,, ويتفجر الضياء

[الناقد]

يا مولاي... يا أبا عبد الله
جاءتك شيعتك مواكبا تُترى
تطوف حول شموخك وكبرياءك
وهي تهتف ( لبيك يا حسين)
امسح على قلوبها لتصبر ..وهي تنتظر الفرج

[الناقد]

((وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر))

[والي مطر]

يامُحمد
أترك الحب مُسجى في هواكــ
وارفَعُ الدَمْعَ قُرباناً
كي أَراكــ
فَقْد حَانَ في ذِاك الافْقِ الظَليِل
عَزاكــ

____________________
عظم الله الاجور بوفاة سيد المرسلين

[الرجل الحر]

يقولون ان زينب نادت وسط الميدان لما وقفت على جسد الحسين ,, "بأبي من امسى معسكره يوم الاثنين نهباً ",, والتأريخ يقول ان مقتل الحسين كان يوم السبت ,, صلاة و سلام على زينب اذ ارَّخَّت بخلود ,, ان مصرع الحسين كان نتيجة حتمية لما تلا وفاة جده المصطفى

[الرجل الحر]

وقف الحسين ,, وحيداً فرداً وتراً ,, في عالم الامكان ,, وقف الحسين ليبين للكائنات اساساً من اسس التوحيد تَخَّفى خلف زخم من التشابه القرآني ,, الذي ولد ضبابيةً في رؤية الحقائق المحضة التي تنسب الى الذات الالهية في اذهان الكثير من الناس ,, وقف الحسين متفرداً دون غيره ليقول للعالمين ,,(( ان " يا حسرةً على العباد " انما تتجسد بواقع التجلي في هذا الجسد الذي انتظمت فوقه الجراح كثوب من نسيج احمر )).. وقف الحسين ليعلن ((ان هذا القلب المتوجع بحرارة السهم الذي اخترقه ,, هو الذي يحمل اوجاع السماء في حسرات الحنان على العباد )).

[الرجل الحر]

بعد الف واربعمئة عام من استشهاد الحسين ,, يظهر بوضوح لايقبل اللبس ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد بات واصبح هو المهيمن على جميع الشرائع والدساتير السماوية والرسالات الالهية التي نزلت لبني البشر قبله .. وكأن قوله تعالى ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ) كانت تنتظر ان يقتل الحسين فيخلد فتطوى اليه الارض من اقطارها و تهوي عند اعتاب قبره القلوب والعقول و الارواح فيملك بيديه المخضبتين بالدماء ازمتها ,, لتتخذ منه تبياناً لظاهرها وباطنها ,, فــ الحسين هو وحده الذي جمع الملايين ارواحاً وقلوباً و اذهاناً وحتى اهواءاً في مسير مليوني وعزاء ازلي و حزن سرمدي لم يسبقه اليه احد قبله ولن يلحقه احد بعده ,, اجل وحده الحسين كان آية قرآنية محمدية ,,علوية ,, فاطمية تجسدت فيه معاني التصديق لسنن الاولين والهيمنة عليها بأمتلاكه ثورة القلوب والعقول والابدان التي تحج اليه وحده ملايينا على مدى الايام

[الرجل الحر]

اشهد ان الحسين ,, قد سبق بالخيرات ,, فورث الكتاب ,, المكتنف لكل شيء ,, والمهيمن على شرائع الكون ,, فلما اطلع على ملكوت السماوات والارض ,, اختار ان يفتدي حياض الرب ,, بأطهر دماء عرفها الوجود.