135 - عابس العراقي (الموقع الخاص): بخصوص هذه الرواية عن عمار ابن ياسر رضي الله عنه قال: إذا رايتم الشام اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان فالحقوا بمكة. الفتن للمروزي /144، نرجو جوابكم بخصوص هذه الرواية، علماً إن مكة الآن بيد أعداء آل البيت، وفي وقت خروج السفياني هل نستطيع وقتها الذهاب الى مكة، وترفع القيود عن اتباع ال البيت ...أو أن مكة غير المقصودة؟
الجواب: لا شك أن مكة في هذا الخبر هي عين مكة الحالية، وليس المراد في مثل هذه الأخبار تحديد مكان حصري، بل إن أصل الخبر يتحدث عن أن مكة ستنجو من شر السفياني ولن يصل إليها، وذكر مكة المكرمة هنا ذكر بالنسبة لمن يتمكن من الوصول إليها، ولا يريد أن يُشارك في جيوش النصرة التي ستقاتل السفياني كجيش اليماني وجيش الخراساني، أما بالنسبة لمن يريد أن يدرك هذه الجيوش فإن محلها بعيد عن مكة والعراق يكون هو المتعيّن، والخبر في مفاده حديث عن أن الأبواب لن تكون موصدة أمام من يريد التملص من السفياني، وهو من جملة الأخبار التي تسوق الإنسان لعدم تهويل شأن السفياني عليه لعائن الله.
وكقاعدة عامة فإن ذكر بعض المناطق في الروايات والأخبار كما هو الحال في هذا الخبر، لا يتعلق بأمر حصري، بل يتعلق بطبيعة الإمكان المتاح، فالحديث الوارد عنهم صلوات الله عليهم في شأن الإقبال إليهم إن ما خرج ابن آكلة الأكباد وأمثاله، إنما يتحدث عن المكان الذي يمكن للإنسان أن يصل إليه ويلبي هذه الدعوة، ولكنه لم يحدد هذا المكان، فمن كان بإمكانه أن يدرك اليماني في العراق فليفعل، أو يدرك الخراساني في إيران فليفعل، أو يدرك المدينة في أول خروج السفياني فليفعل، وهكذا الشأن بمكة المكرمة، وأنت ترى أن أمرهم صلوات الله عليهم بالإقبال عليهم في حال خروج السفياني متقدم تاريخياً على ظهور الإمام صلوات الله عليه فضلاً عن خروجه، ولذلك فلا جهة محددة في الخبر تقصد وجودهم المباشر روحي فداهم، وإنما هي الجهات التي تواليهم وتكون حاضرة لإبداء المناصرة أو تريد أن تبقى سالمة لتنتظر خروج الإمام صلوات الله عليه لتقاتل معه، كما هو حال من لا يدرك اليماني أو الخراساني أو لم يتأكد أنهما هما المعنيان بالروايات الشريفة التي ذكرتهما أو لا يريد أن يكون سبّاقاً للنصرة مكتفياً بالانتظار لحين خروج الإمام روحي وأرواح العالمين له الفدا.
أما بالنسبة لمكة فإنها ستبقى عادية لأهل البيت عليهم السلام لفترة حتى بعد خروج الإمام صلوات الله عليه، بل ورد في بعض الروايات أن أهلها سيقتلون وكيل الإمام بأبي وأمي بعد انصرافه منها إلى العراق، فيعيّن لهم وكيلاً ثانياً فيعودون لقتله، مما يجعله يعود إليهم ليفتك بالأعراب ويمزقهم شر ممزق، وفي مثل هذه الأخبار لا يراد بمكة عينها، وإنما ما تمثله من نظام سياسي.
136 - أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): قال تعالى: (هوَ الذي أرسلَ رسولـَه بالهـُدى ودين الحقِ ليظهرَهُ على الدين ِ كله ِ ولو كرهَ المشركون) فهل الآية تدلّ على المخلّص المنقذ، وما رأيكم بما يُشكل بأن الآية الكريمة تقول: إن الدين لم يظهر في الارض كلّها، منذ أن خلق الله الارض، وبالتالي لا بد من أن يأتي هذا اليوم ويتحقق هذا الوعد، ولكن ماذا نقول في ظهور الدين بعد النبي نوح عليه السلام حيث خرج من السفينة، ولم يكن على الأرض من الكافرين أحد، فهل يعد هذا ظهورا؟!
الجواب: من الواضح أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله أطلق مشروع تطهير الأرض من الشرك والكفر، بعد الركام الكبير الذي علاه نتيجة لسلوك الأمم المختلفة مع أنبيائها، ولكن هناك فرق بين اطلاق المشروع وبين تجسيده وتحويله إلى واقع اجتماعي وسياسي، ولأن الإرادة الربانية قائمة على أساس أن لا يكون إجبار في عملية هداية الناس، ولهذا فمن البديهي أن نتساءل عن كيفية وفاء الله بوعده، وعن طبيعة الآلية الناظمة لما أطلق في هذه الآية الشريفة.
وبداهة فإن هذا الوفاء يجب أولاً أن نفككه عن حالة الإجبار الإرادي لتحقيق لك، ونربطه بسنة الله التي لا تغيّر ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم، عندئذ من الطبيعي أن نكون في قبالة الحاجة لعدة أجيال يمكن من خلالها أن نرى تبلور هذا الوعد الرباني وبالتالي نتطلع للوفاء له، ومن الخلل بمكان أن يقال أن الآية الشريفة قد تحققت في عهد رسول الله صلوات الله عليه وآله، وبكلمة أخرى فإن هذا الوعد الرباني والفيض الإلهي بعنوانه علة فاعلة، يتطلب وجود العلة القابلة أو بتعبير أبسط نقول: بأن هذا الوعد يتطلب وجود الحاضن له، والحاضن لا يتوقف على شخص الرسول صلوات الله عليه وآله، بل هو دوماً بحاجة إلى خمسة متطلبات أساسية وموضوعية والتي تدخل ضمن السنن الإلهية التي لن تجد لها تبديلاً ولا تحويلاً:
أولها: المشروع في أبعاده العقائدية والفكرية.
وثانيها: المنظومة السلوكية والتشريعية التي تعطي القاعدة الاجتماعية المؤمنة بهذا المشروع الضوابط التي من شأنها أن تجعل انتظامهم وسلوكهم يصب في رافد المشروع لا في ثناياه أو في خارج مصبه، شريطة أن تنسجم هذه المنظومة مع البنية العقائدية التي قام باطلاقها المشروع.
وثالثها: قدرة المشروع على اطلاق عملية تعبوية قادرة على التجدد، وفيها الكثير مما تحتاجه المنظومة السلوكية من عوامل الاستنهاض لمواجهة عوامل الإعاقة أو التغرير التي في العادة تواجه الأمم فتحرفها عن المشروع أو تردعها عنه، مما يحولّ القاعدة الاجتماعية إلى حاضنة اجتماعية تتحمل مسؤوليتها كاملة في إيجاد المشروع والعمل من أجل تكريسه في الواقع الاجتماعي.
ورابعها: القائد المؤتمن على مصالح هذا المشروع، والذي يسهر على إبقاء المسيرة ضمن إطار الهدف وعدم انحراف الأمة.
وخامسها: المؤسسة التنفيذية التي من شأنها أن تهيئ الإمكانات المادية والبشرية وتوجد الآليات الناظمة لتحقيق المشروع.
ولو أردنا تطبيق ذلك على المشروع الرسولي في التعامل مع هذه الآية الكريمة، سنجد أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله قد أطلق المشروع عبر طرح المشروع في بنيته العقائدية العامة، وفي منظومته السلوكية والتشريعية ضمن خطوطها العامة، ولو لم يك ذلك لما وجدنا حديث الآية الكريمة عن إتمام الدين وإكمال النعمة له معنى، ولكن المشكلة كمنت في النقاط الثلاثة الأخرى، وهي التي ترتبط بقوله تعالى: (بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) فالآية لكونها نزلت في أواخر أيام الرسالة، فمن الطبيعي ان نقول بأنها نزلت بعد اطلاق المشروع في منظومته الفكرة والعقائدية وكذلك في منظومته التشريعية والسلوكية، وقد كانت كل الإجراءات التي اتخذت من بعد نزول هذه الآية من أجل معالجة النقاط الثلاثة الأخرى وأعني القائد والمشروع التعبوي والمؤسسة الناظمة لتنفيذ المشروع وتكريسه على وجه الأرض، ولهذا فمن يراجع خطبة الوداع أو خطبة الغدير أو حديث رزية الخميس يجد أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله حينما طرح حديث الثقلين في خطبة الوداع طرحه ضمن بعد (ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً) وهو المعادل الموضوعي لوجود الحاضنة الاجتماعية التي تحمل مسؤوليتها التاريخية بشكل كامل لتحقيق هذا الوعد الرباني، فهذه الحاضنة لن تضل أبداً بمعنى أنها تبقى في إطار الهدف وتتقدم من أجل تحقيقه، وهو نفس الأمر تكرر في رزية الخميس والذي طرحه الرسول الأكرم بأبي وأمي بطريقة: (آتوني بدواة وكتف أكتب لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً)، وما بينهما كان حديث الغدير الذي يتحدث عن مسألة القيادة بقوله الذي طرحه عبر التساؤل التاريخي الكبير: من أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقال الناس: الله ونبيه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وما من مجال لسخف التفكير لحرف الولاية هنا عن كونها المشروع الرباني الذي نهض به الرسول صلوات الله عليه وآله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، إلى كونها مجرد شعور عاطفي أو وجداني المطلوب منه إبداء الود أو المحبة لمن سيشخصه الرسول صلوات الله عليه وآله من بعد ذلك لهذا الموضع.
مما يؤكد لنا أن إجراءات الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله في أيامه الأخيرة كانت منصبّة على هذه الإجراءات التي وسمتها الآية الكريمة (بلغ ما أنزل إليك) وبأنها إن لم تتم فكأن جهده التبليغي ما كان له أثر، ولو حللناها لوجدنا في حديث خطبة الوداع تشخيص للمؤسسة القيادية وتشخيص للأمة الحاضنة، وهو نفس الأمر نجده في حديث الرزية، أما في حديث الغدير فسنجد تشخيص القائد، وحفظ المؤسسة الناظمة (الحكم) بيد الولاية الرسولية، واطلاق المشروع التعبوي في صورة الولاء والبراءة: (اللهم والي من والاه، وعادي من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله).
ولئن حاولت السقيفة المشؤومة وأد المشروع إلا أن وعد الله نافذ وأمره قائم، ومسيرة النقش على حجر القلوب الصدأة سيستمر إلى اليوم الذي تكتمل فيه مقتضيات التحقيق للوعد الرباني بصورته الأولى والتي طرحها الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله في إرهاصتها الأولى بما رواه العامة قبل الخاصة ومنها ما رواه بسند صحيح عندهم ابن ماجة القزويني: لا يزال طائفة من أمتي على الحق منصورين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل،[1] وفي خاتمة مسير هذه الأمة جعل مشروع الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف الذي وعد بأنه سيخرج الناس من الظلم والجور ويعمم عليهم القسط والعدل، وبصورته التامة والنهائية والتي طرحتها الآية الكريمة من أجل تجسيد مشروع إظهار الدين على البشرية جمعاء، مما اقتضى رجوع الأئمة صلوات الله عليهم ممن لم يقم بالدور المهدوي ـ وهو إقامة القسط والعدل في وسط الناس ـ لتحقيق هذا الدور من بعد الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، ولذلك كان حديثهم صلوات الله عليهم عن مجيئ إثني عشر مهدياً من بعد الإمام المهدي صلوات الله عليهم، وأولهم كما هو مقتضى الروايات الشريفة الإمام الحسين عليه السلام، وليس كما تصوره بعض المنحرفين والأدعياء بأن هناك إثنى عشر مهدياً غير الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم.
أما ما تم الإشكال عليه في قضية دين الناس بعد الطوفان، فإنه في الواقع ليس الظهور الذي تتحدث عنه الآية الكريمة، وإلا لما وجدنا الإنحراف هو الذي يسارع إلى دين نفس هؤلاء، فدين ما بعد الطوفان كان ديناً لما يكتمل بعد من جهة، ولم يك مهيئاً لتحقيق ما رمت إليه الآية الكريمة، ولم يكن العالم مهيئاً بعد لبروز التعقيدات الاجتماعية والسياسية المختلفة والتي بموجبها يكون طرح الحجة البالغة التي تعالج كل التعقيدات البشرية ولا تبقي لمحتج حجة.
137 - أبو سيف ـ مصر (الموقع الخاص): 1: بخصوص ما قرأت في كتاب للشيخ جلال الدين السيوطي مفاده ان السفياني يستبيح مصر لمدة 4 اشهر عقابا علي ارسال جيش الابقع المصري لمحاربته ويسبي النساء ويسومها سوء العذاب فهل ثبت عند سماحتكم ذلك؟
2-ماهو حال مصر قبل واثناء الظهور بدءا من يومنا هذا؟
الجواب: ترد مصر في روايات العامة بشكل مكثف بالصورة التي نقلتموها عن السيوطي وغيره، والسيوطي وغيره إنما مصدرهم الأساسي في ذلك هو ما جاء في كتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي، ولا اجد في رواياتنا المعتمدة دوراً لمصر قبل الظهور الشريف، وما يجري التحدث عنه بشأن الرايات الصفراء التي ستجتاح مصر وما إلى ذلك إنما هو حديث عن التاريخ الماضي والمؤكد أن رايات الإسماعيليين وغيرهم كانت صفراء، ولا علاقة للأبقع الوارد ذكره في احداث الشام بمصر، ولو صح الحديث فإنه قد يشير إلى حدث آخر لا علاقة له بأحداث الشام المشار إليها في الروايات الممهدة للسفياني عليه لعائن الله، نعم يرد ذكر نجباء مصر أو نجباء كنانة فيمن سينصر الإمام صلوات الله عليه من بعد ظهوره الشريف،
كما ورد ذكر ليماني ومصري قبل السفياني، وتوهم البعض بأن اليماني المقصود هنا هو اليماني الموعود مما جعلهم يتحدثون عن مصري موعود، والحال أن اليماني الموعود يخرج بخروج السفياني وليس قبله كما دلت عليه الروايات المعتمدة، ولو صدق اعتماد أحداث الشام الحالية بعنوانها الممهدة لظهور السفياني فأغلب الظن ان المراد باليماني هو ابن لادن، والمصري بالظواهري، فطبيعة ما أحدثاه في الأمة وما أسساه من ظلم وضلال كبيرين فيها لا تفوته الروايات الشريفة، والله أعلم.
136 - أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): قال تعالى: (هوَ الذي أرسلَ رسولـَه بالهـُدى ودين الحقِ ليظهرَهُ على الدين ِ كله ِ ولو كرهَ المشركون) فهل الآية تدلّ على المخلّص المنقذ، وما رأيكم بما يُشكل بأن الآية الكريمة تقول: إن الدين لم يظهر في الارض كلّها، منذ أن خلق الله الارض، وبالتالي لا بد من أن يأتي هذا اليوم ويتحقق هذا الوعد، ولكن ماذا نقول في ظهور الدين بعد النبي نوح عليه السلام حيث خرج من السفينة، ولم يكن على الأرض من الكافرين أحد، فهل يعد هذا ظهورا؟!
الجواب: من الواضح أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله أطلق مشروع تطهير الأرض من الشرك والكفر، بعد الركام الكبير الذي علاه نتيجة لسلوك الأمم المختلفة مع أنبيائها، ولكن هناك فرق بين اطلاق المشروع وبين تجسيده وتحويله إلى واقع اجتماعي وسياسي، ولأن الإرادة الربانية قائمة على أساس أن لا يكون إجبار في عملية هداية الناس، ولهذا فمن البديهي أن نتساءل عن كيفية وفاء الله بوعده، وعن طبيعة الآلية الناظمة لما أطلق في هذه الآية الشريفة.
وبداهة فإن هذا الوفاء يجب أولاً أن نفككه عن حالة الإجبار الإرادي لتحقيق لك، ونربطه بسنة الله التي لا تغيّر ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم، عندئذ من الطبيعي أن نكون في قبالة الحاجة لعدة أجيال يمكن من خلالها أن نرى تبلور هذا الوعد الرباني وبالتالي نتطلع للوفاء له، ومن الخلل بمكان أن يقال أن الآية الشريفة قد تحققت في عهد رسول الله صلوات الله عليه وآله، وبكلمة أخرى فإن هذا الوعد الرباني والفيض الإلهي بعنوانه علة فاعلة، يتطلب وجود العلة القابلة أو بتعبير أبسط نقول: بأن هذا الوعد يتطلب وجود الحاضن له، والحاضن لا يتوقف على شخص الرسول صلوات الله عليه وآله، بل هو دوماً بحاجة إلى خمسة متطلبات أساسية وموضوعية والتي تدخل ضمن السنن الإلهية التي لن تجد لها تبديلاً ولا تحويلاً:
أولها: المشروع في أبعاده العقائدية والفكرية.
وثانيها: المنظومة السلوكية والتشريعية التي تعطي القاعدة الاجتماعية المؤمنة بهذا المشروع الضوابط التي من شأنها أن تجعل انتظامهم وسلوكهم يصب في رافد المشروع لا في ثناياه أو في خارج مصبه، شريطة أن تنسجم هذه المنظومة مع البنية العقائدية التي قام باطلاقها المشروع.
وثالثها: قدرة المشروع على اطلاق عملية تعبوية قادرة على التجدد، وفيها الكثير مما تحتاجه المنظومة السلوكية من عوامل الاستنهاض لمواجهة عوامل الإعاقة أو التغرير التي في العادة تواجه الأمم فتحرفها عن المشروع أو تردعها عنه، مما يحولّ القاعدة الاجتماعية إلى حاضنة اجتماعية تتحمل مسؤوليتها كاملة في إيجاد المشروع والعمل من أجل تكريسه في الواقع الاجتماعي.
ورابعها: القائد المؤتمن على مصالح هذا المشروع، والذي يسهر على إبقاء المسيرة ضمن إطار الهدف وعدم انحراف الأمة.
وخامسها: المؤسسة التنفيذية التي من شأنها أن تهيئ الإمكانات المادية والبشرية وتوجد الآليات الناظمة لتحقيق المشروع.
ولو أردنا تطبيق ذلك على المشروع الرسولي في التعامل مع هذه الآية الكريمة، سنجد أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله قد أطلق المشروع عبر طرح المشروع في بنيته العقائدية العامة، وفي منظومته السلوكية والتشريعية ضمن خطوطها العامة، ولو لم يك ذلك لما وجدنا حديث الآية الكريمة عن إتمام الدين وإكمال النعمة له معنى، ولكن المشكلة كمنت في النقاط الثلاثة الأخرى، وهي التي ترتبط بقوله تعالى: (بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) فالآية لكونها نزلت في أواخر أيام الرسالة، فمن الطبيعي ان نقول بأنها نزلت بعد اطلاق المشروع في منظومته الفكرة والعقائدية وكذلك في منظومته التشريعية والسلوكية، وقد كانت كل الإجراءات التي اتخذت من بعد نزول هذه الآية من أجل معالجة النقاط الثلاثة الأخرى وأعني القائد والمشروع التعبوي والمؤسسة الناظمة لتنفيذ المشروع وتكريسه على وجه الأرض، ولهذا فمن يراجع خطبة الوداع أو خطبة الغدير أو حديث رزية الخميس يجد أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله حينما طرح حديث الثقلين في خطبة الوداع طرحه ضمن بعد (ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً) وهو المعادل الموضوعي لوجود الحاضنة الاجتماعية التي تحمل مسؤوليتها التاريخية بشكل كامل لتحقيق هذا الوعد الرباني، فهذه الحاضنة لن تضل أبداً بمعنى أنها تبقى في إطار الهدف وتتقدم من أجل تحقيقه، وهو نفس الأمر تكرر في رزية الخميس والذي طرحه الرسول الأكرم بأبي وأمي بطريقة: (آتوني بدواة وكتف أكتب لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً)، وما بينهما كان حديث الغدير الذي يتحدث عن مسألة القيادة بقوله الذي طرحه عبر التساؤل التاريخي الكبير: من أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقال الناس: الله ونبيه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وما من مجال لسخف التفكير لحرف الولاية هنا عن كونها المشروع الرباني الذي نهض به الرسول صلوات الله عليه وآله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، إلى كونها مجرد شعور عاطفي أو وجداني المطلوب منه إبداء الود أو المحبة لمن سيشخصه الرسول صلوات الله عليه وآله من بعد ذلك لهذا الموضع.
مما يؤكد لنا أن إجراءات الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله في أيامه الأخيرة كانت منصبّة على هذه الإجراءات التي وسمتها الآية الكريمة (بلغ ما أنزل إليك) وبأنها إن لم تتم فكأن جهده التبليغي ما كان له أثر، ولو حللناها لوجدنا في حديث خطبة الوداع تشخيص للمؤسسة القيادية وتشخيص للأمة الحاضنة، وهو نفس الأمر نجده في حديث الرزية، أما في حديث الغدير فسنجد تشخيص القائد، وحفظ المؤسسة الناظمة (الحكم) بيد الولاية الرسولية، واطلاق المشروع التعبوي في صورة الولاء والبراءة: (اللهم والي من والاه، وعادي من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله).
ولئن حاولت السقيفة المشؤومة وأد المشروع إلا أن وعد الله نافذ وأمره قائم، ومسيرة النقش على حجر القلوب الصدأة سيستمر إلى اليوم الذي تكتمل فيه مقتضيات التحقيق للوعد الرباني بصورته الأولى والتي طرحها الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله في إرهاصتها الأولى بما رواه العامة قبل الخاصة ومنها ما رواه بسند صحيح عندهم ابن ماجة القزويني: لا يزال طائفة من أمتي على الحق منصورين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل،[1] وفي خاتمة مسير هذه الأمة جعل مشروع الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف الذي وعد بأنه سيخرج الناس من الظلم والجور ويعمم عليهم القسط والعدل، وبصورته التامة والنهائية والتي طرحتها الآية الكريمة من أجل تجسيد مشروع إظهار الدين على البشرية جمعاء، مما اقتضى رجوع الأئمة صلوات الله عليهم ممن لم يقم بالدور المهدوي ـ وهو إقامة القسط والعدل في وسط الناس ـ لتحقيق هذا الدور من بعد الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، ولذلك كان حديثهم صلوات الله عليهم عن مجيئ إثني عشر مهدياً من بعد الإمام المهدي صلوات الله عليهم، وأولهم كما هو مقتضى الروايات الشريفة الإمام الحسين عليه السلام، وليس كما تصوره بعض المنحرفين والأدعياء بأن هناك إثنى عشر مهدياً غير الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم.
أما ما تم الإشكال عليه في قضية دين الناس بعد الطوفان، فإنه في الواقع ليس الظهور الذي تتحدث عنه الآية الكريمة، وإلا لما وجدنا الإنحراف هو الذي يسارع إلى دين نفس هؤلاء، فدين ما بعد الطوفان كان ديناً لما يكتمل بعد من جهة، ولم يك مهيئاً لتحقيق ما رمت إليه الآية الكريمة، ولم يكن العالم مهيئاً بعد لبروز التعقيدات الاجتماعية والسياسية المختلفة والتي بموجبها يكون طرح الحجة البالغة التي تعالج كل التعقيدات البشرية ولا تبقي لمحتج حجة.
138 - سمير ـ الكويت (الموقع الخاص): ذكر الشيخ الطوسي في الغيبة أن اليماني يخرج قبل السفياني، وذكرتم في كتابكم علامات الظهور، وفي العديد من محاضراتكم أن اليماني يتزامن خروجه مع السفياني مع احتمال أن الخروج المقصود قد لا يكون في أول خروج السفياني بل ربما يكون لإي أحد محطات خروجه، فكيف يمكن التوفيق بين كل ذلك؟
الجواب: اعتقد أنه قد حصل لديكم لبس شائع، فالشيخ الطوسي رضوان الله عليه ذكر رواية محمد بن مسلم عليه سحائب رحمة الله قال: يخرج قبل السفياني مصري ويماني[1] في نفس الموضع الذي ذكر فيه تزامن خروج السفياني والخراساني واليماني في وقت واحد،[2] ومن الواضح جداً ان هناك فرق بين الحديث الأول والحديث الثاني، فالأول يتحدث عن يماني دونما تعريف بينما الثاني يتحدث عن اليماني، والأول يتحدث عن فترة ما قبل السفياني، والثاني يتحدث عن مرحلة متزامنة مع السفياني مما يعني أننا أمام شخصيتين مختلفتين، فاليماني الموعود والموصوف بأهدى الرايات يخرج بالتزامن مع خروج السفياني عليه لعائن الله، ولكن ما أشير إليه في حديث محمد بن مسلم إنما يشير إلى يماني آخر، وقد توهم الكثيرون بأننا أمام يماني واحد، وهو اشتباه محض، وقد ذكرنا في بعض الأجوبة بأن أحداث الشام المعاصرة لو صدق أنها هي الأحداث التي تمهّد لظهور ابن آكلة الأكباد، فمن غير المستبعد أن يكون المقصود بحديث الرواية عن المصري واليماني هنا هو التكفيريين أبو أيمن الظواهري وأسامة بن لادن.
أما اليماني الموعود فمن المسلم أن خروجه يتزامن مع خروج السفياني، لوضوح ما جاء في رواية الإمام الصادق عليه السلام: خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، ولكن هذه الرواية وغيرها لم تشر إلى أي مرحلة من مراحل الخروج الخاصة بالسفياني، فهل هو اليوم الأول لخروجه في الوادي اليابس في شهر رجب؟ أم هو يوم خروجه لتحرير الكور الخمسة؟ أم هو يوم خروجه لمعركة قرقيسياء؟ أم هو يوم اقتحامه للعراق؟ أم هو يوم هجومه على بغداد والكوفة؟ فكلها مراحل خروج، واحتمل قوياً أن المراد بالتزامن المذكور في الروايات هو أحد المراحل المتأخرة عن خروجه الأول وخروجه لمعركة الكور الخمسة، ولربما يضم إليهما خروجه لمعركة قرقيسياء، لأن تلك المراحل لا علاقة لها بالعراق أو إيران مما يستدعي تحرك اليماني والخراساني، بينما المراحل الأخيرة حتى لو أدخلنا معها معركة قرقيسياء فمن الواضح دلالتها الأمنية والعسكرية في الشأن العراقي والإيراني مما يستدعي حكماً القول بتزامن الخروج بين الرايات الثلاثة.
139 - زهر ـ أمريكا (الموقع الخاص): هل يوجد في الروايات ما يدل على وجود الدعوة السرية للامام عجل الله فرجه قبيل خروجه وكيفية اتصاله باصحابه وبالخصوص اليماني والخرساني قبل خروجهما؟
الجواب: بخصوص اليماني والخراساني فلا توجد أية رواية تشير إلى ذلك، ولكن القدر المسلّم به أن الإمام صلوات الله عليه يتصل بمن يريد التواصل معهم، سواء في زمن أوائل الغيبة الكبرى أو في بقية الأزمنة فمما لا شك فيه أنه لا حيلولة أمامه في هذا المجال، وقصة اتصاله بإبراهيم بن علي بن مهزيار والشيخ ابن قُولويه والشيخ المفيد من المتقدمين، أو بامثال السيد مهدي بحر العلوم الكبير رضوان الله عليهم مما شاع وانتشر صيته بين الثقات، ويسري عليه المئات من غيرهم، ولكن طبيعة التواصل هذا لا نمط خاص له، فقد يكون اتصالاً مباشراً كما هو الحال مع ابن مهزيار أو السيد بحر العلوم، أو غير مباشر كما هو الحال في إجابته لأسئلة الشيخ ابن قُولويه في قصة إعادة الحجر الأسود لموضعه بعد سرقته من قبل القرامطة، وتظهر لنا قصة ابن مهزيار أن للإمام خدم خاص به يمارسون عملية التواصل هذه، وهي الأخرى تتم بأساليب مختلفة، فقد يفصح الخادم الخاص للإمام صلوات الله عليه عن ذلك، أو يخفي الأمر ولكنه يوصل الرسالة التي يريد الإمام روحي فداه إبلاغها، وقد يرى الناس الإمام بأبي وأمي ولا يكتشفون أنه الإمام صلوات الله عليه إلّا بعد رحيله عنهم، وهذه الأكثر شياعاً بين الثقات، وقد يكون ذلك عبر الرؤى الصادقة أو المكاشفات والتي قد تحدث معه عليه السلام مباشرة، أو مع أحد أعوانه، ومن الوضح أن المكاشفة تختلف عن الرؤيا الصادقة، فالمكاشفة تتم عبر الإنفتاح على مكان مختلف كلية عن مكان من يراها، وتتم في حال اليقظة وليس في حال المنام، وكل ذلك لا علاقة له بممنوعية المشاهدة، فلقد ذكرنا أكثر من مرة أن المشاهدة الممنوعة الواردة في التوقيع الشريف الصادر للسفير الرابع رضوان الله عليه: ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر،[1] هي المشاهدة التي تخص حالات التشريع بمعنى أن المدّعي يتحدث عن أن الإمام صلوات الله عليه أمره بكذا وقال له كذا من الأمور التي تدخل في المسائل التشريعية سيّان في ذلك أن تكون عبادية أو مما يدخل في المعاملات، إذ أن من المسلّم به أن هذا هو الممنوع في المشاهدة أما محض الرؤيا أو المكاشفة أو ما إلى ذلك مما لا يدخل في هذا المجال فمما لا ريب في وقوعه وحصوله.
وعلى أي حال فإن الإمام صلوات الله عليه يتواصل مع شيعته بطرق مختلفة ولأسباب مختلفة وبشرائح مختلفة، وما من دليل على أن من يتم التواصل معه يكون علامة على تديّنه أو تقواه، فقد تكون عملية التواصل لزجره ونهيه عما يقوم به، أما بخصوص اليماني أو الخراساني فلا دليل روائي لدينا لكنهما كما بقية شيعة الإمام صلوات الله عليه يتوافرون على فرص الإمكان.
140 - Sabbah (الموقع الخاص): ما الافضل القتال والاستشهاد تحت راية اليماني؟ أم الحفاظ على النفس بهدف رؤية الامام المهدي عجل الله فرجه؟
الروايات تدعونا بعدم الالتواء عن راية اليماني و القتال تحت رايته لكن هناك رواية عن الامام الباقر عليه السلام يقول فيها انه لو وصل لعصر الظهور لابقى نفسه لصاحب الامر كما ورد في الرواية التالية: عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلايعطونه ، ثم يطلبونه فلايعطونه . فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم . فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا . ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم (أي المهدي عليه السلام) قتلاهم شهداء. أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر).
الجواب: الرواية التي أشرتم إليها هي مما ورد في كتاب غيبة النعماني،[1] وهي تتحدث عن مرحلة ما قبل اليماني، وتحديداً عما سيجري في إيران قبل هذه المرحلة، وحديث الإمام صلوات الله عليه عن استبقاء النفس للكناية عن مدى قرب تلك الفترة من ظهور الإمام روحي وأرواح العالمين له الفدا، لا المنع من بذل النفس والمناصرة لما يجب من أمور على المكلف في زمن الغيبة، وهو واضح لأنه تعارض بين المستحب والواجب، ولكن هذا الواجب يتوقف بطبيعته على موقع الشخص الزماني والمكاني، فقد يتوجّب علي أمر نتيجة لعوامل الزمان والمكان لا يتوجب عليك نفسه وأنت في مكان آخر كما لا يخفى، أما بالنسبة إلى المفاضلة بين القتال بين يدي اليماني أو استبقاء النفس، فالعبرة في ذلك طبيعة النية والموقف من مناصرة الإمام روحي فداه، إذ لا شك أن مناصرة اليماني بناء على ما جاء في الروايات من أجل مناصرة الإمام صلوات الله عليه، ولأن العمر ليس محكوماً بيد أحد، فإن تلبية نداء اليماني سيكون هو تكليف النصرة، وهو الأليق بالمناصر الجاد للإمام صلوات الله عليه، فهذه المناصرة لا تستوجب حضور الإمام عجل الله فرجه، فحتى لو استشهد الإنسان بين يدي اليماني ونواياه متعلّقة بنصرة الإمام بأبي وأمي فمما لا شك أن أجره غير منقوص في هذا المجال، بل ربما كان من السبّاقين.
141 - أبو زهراء ـ المغرب (الموقع الخاص):الثابت من الروايات أن خروج السفياني في رجب وخروج الإمام أرواحنا له الفداء في محرم، والمستخلص من كلام كثير من العلماء أن بين رجب الذي يظهر فيه السفياني وبين محرم الذي يكون فيه خروج الإمام ستة أشهر.. هل لكم شيخنا الكريم فهم آخر لهذه الروايات وكيف تحسبون المدة بين خروج السفياني إلى ظهور الإمام عجل الله فرجه الشريف؟
الجواب: الثابت في الروايات الشريفة أن بين خروج السفياني وظهور الإمام صلوات الله عليه هو حمل ناقة أي خمسة عشر شهراً، منها ستة أشهر سيقاتل فيها السفياني من أجل فتح الكور الخمسة وهي المحافظات السورية التي تخرج من حكم الشام بما فيها دمشق، ليبقى بين ظهور الإمام صلوات الله عليه وبين استيلاء هذا الخبيث حمل امرأة أي تسعة أشهر، والظهور أخي الكريم ليس هو الخروج لأن الثابت أن ظهور الإمام صلوات الله عليه يتزامن مع الصيحة الجبرائيلية التي تدوي ليلة القدر، أما خروجه ونشره للواء الجهاد فسيكون في محرم، ولذلك لا يوجد إبهام في الروايات غاية ما في الأمر أن الناس لا تفرق بين الظهور والخروج، والأمر كما قد بينت لكم.
142 - أبو غفران العطواني ـ العراق (الموقع الخاص): هل الشيصباني هو صاحب البرقع؟
الجواب: الروايات ساكتة عن ذلك، ولكن أغلب الظن أنها تشير إلى شخصيتين متعددتين، نعم طبيعة الظرف الذي يخرج فيه الشيصباني قريب من الظرف الذي يخرج به السفياني، وصاحب البرقع هو أحد ادوات جيش السفياني الذي يقتحم النجف، ولأن الشخصيتين عملهما في مكان واحد أي في الكوفة، فلا يبعد وجود اتصال ما بينهما، إن على المستوى الشخصي أو على المستوى السياسي.
143 - المحمدي ـ المغرب (الموقع الخاص): بالنسبة للروايات التي تتحدث عن السنة الفردية، هل هي سنة ظهوره ( صيحة رمضان ) ، أم سنة خروجه ( بيعته في محرم بمكة ) ؟؟
الجواب: في الرواية الشريفة التي ترد عن الإمام الباقر عليه السلام جاء فيها أن الإمام صلوات الله عليه: يقوم في وتر من السنين، تسع واحدة، ثلاث، خمس،[1] ومن الواضح أن القيام مرادف للخروج إن أخذ على إطلاقه، وهو إطلاق يدلّنا عليه حديث الإمام الصادق عليه السلام قال: لا يخرج القائم عليه السلام إلا في وتر من السنين، سنة إحدى، أو ثلاث، أو خمس او سبع أو تسع.[2]