ذكر ابن الأثير في (النهاية) أن الفلتة هي الفجأة، وقال: إن مثل هذه البيعة جديرة أن تكون مهيجة للشر والفتنة فعصم الله من ذلك ووقى، والفلتة كل شيء فعل من غير روية وإنما بودر بها خوف أنتشار الأمر، ثم قال: وقيل أراد بالفلتة الخلسة أي أن الإمامة يوم السقيفة مالت إلى توليها إلا الأنفس ولذلك كثر فيها التشاجر فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعاً من الأيدي واختلاساً.
فبيعة أبي بكر إما أن نقول أنها حصلت فجأة من دون تروي وإنما أستبق إليها أبو بكر استباقاً، أو نقول إن ربيعة حصلت خلسة بين جماعة اجتمعت في السقيفة ، فأية فضيلة تكون لبيعة تحصل خلسة أو تسرق من أصحابها سرقة ً ، ولو لم تكن بمثل هذا السوء لما قال عمر (وقى الله شرها) ونهى عن العودة لمثلها.
ومن معاني الفلتة هو الزلة فبيعة أبي بكر عند عمر عند قوله ذاك كانت زلة ، والذي يرجع هذا المعنى هو وصفها بالشر من قبل عمر، ويعرف مدى قبح تلك البيعة حتى عند عمر من قوله: (فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه).