يحكى إن رجلا كان لديه جمل فأراد أن يسافر فجعل يحمل امتاعا كثيرة فوق ظهر ذلك الجمل حتى كوم فوق ظهره مايحمله أربعة جمال فبدأ الجمل يهتز من كثرة المتاع الثقيلة حتى صار الناس يلومون صاحب الجمل لكنه لم يكترث لكلامهم بل اخذ حزمة اخرى من تبن فجعلها فوق ظهره وقال هذه خفيفة وهي أخر المتاع ، فما كان من الجمل إلا أن سقط أرضا. فتعجب الناس وقالوا قشة قصمت ظهر البعير فذهبت مثلا.
والحقيقة إن القشة لم تكن هي التي قصمت ظهره بل إن الأحمال الثقيلة هي التي قصمت ظهر البعير الذي لم يعد يحتمل الأمر فسقط على الأرض .
ويوضح المثل بأنه حتى البعير القوي الشديد، القادر على حمل أحمالا ثقيلة ، قد تؤدي زيادة قشة واحدة فوق حمله، إلى كسر ظهره وهلاكه.والصحيح أن الحمل المتراكم هو الذي قصمه .
والمثل يستعمل عندما تؤدي حركة أو قولة بسيطة إلى مشكل كبير يكون وراءه مجموعة من التراكمات السلبية.
فالحذر من الجهل بخفايا الأمور وعدم الانتباه و التساؤل ببلاهة حول أسباب انفعال الآخرين بقول: " إنه رد فعل كبير لحدث صغير. " ويجب عدم الاستهانة بصغائر الأمور.
فانتبه الى طريقة تعاملك مع الاخرين و تدارك الأمر قبل أن ينفجر البركان فالبركان الخامد شديد الدمار عند اشتعاله لأنه كان محبوسا ومكبوتا لمدة كبيرة فيكون الانفجار كبيرا و هائلا،
كذلك لا تستغرب ابدا من انتفاضة الشعوب على حكامها لامر بسيط مثل رفع سعر الخبز او سعر الوقودوغيرها ...فطالما الشعب تحمل الكثير من الضرائب و رزح تحتها حتى جاءهذا القرار الحكومي الذي تراه بسيطا و قصم ظهره .
لكل مثل قصة (7)
فتى ولا كمالك...
مالك هو مالك بن نويرة بن حمزة بن مضر بن نزار قتله خـالد بن
الوليد ونزا على زوجته وكان أخوه متمم يحبه محبة شديدة فحزن
عليه حزنا ًطويلا ً. وكان إذا عزاه الناس وذكروا له من قتــــل من
فتيان العرب ليتأسى بهم قال : فتى ولا كمالك .
رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ
=========
أصلُه أن حُنَيناً كان إسكافيا من أهل الحِيرة، فأراد أعرابي أن يشتري منه خُفَّين، وساومه فاختلفا حتى غضب حنين.. فأراد أن يغيظ الأعرابي.. فلما ارتَحَلَ الأعرابي أخذ حنينٌ أحدَ خفيه وطَرَحه في الطريق ثم ألقى الآخر في موضع آخر فلما مرَّ الأعرابي بأحدهما قال : "ما أشبه هذا الْخفَّ بخف حنين! ولو كان معه الآخر لأخذته"، ومضى. فلما انتهى إلى الآخر نَدِمَ على تركه الأولَ. وقد كَمنَ له حنينٌ يراقبه. فلما رجع الأعرابي ليأخذ الأول، سرق حنينٌ راحلته وما عليها وذهب بها!
وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخُفَّانِ فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟ فقال : "جئتكم بِخُفَّيْ حُنَين".
فذهبت مثلاً ، يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة.
إنما نعطي الذي أعطينا (9)
وأصل هذا المثل أن رجلاً ولدت له زوجته بنتاً فامتعض وصبر ، ثم أنجبت له ابنة ثانية
فتضايق وصبروفي المرة الثالثة أنجبت له ...بنتاً كذلك،فما كان منه إلا أن هـــــجرها
وأقام في بيت قريبٍ منها فلما رأت ذلك قالت:
ما لأبي الذلفاء لا يأتينا = وهو في البيت الذي يلينا
يغضب أن لم نلد البنينا = وإنما نعطي الذي أعطينا
فلما سمع الرجل ذلك طابت نفسه ورجع إليها.
يروى أنّ الأصمعي قصد ذات يوم رجلاً بحاجة ،لعلمه بكرمه وطيب نفسه، فوجد على بابه حاجباً فمنعه من الدخول عليه، ثم قال والله يا أصمعي ما أوقفني على بابه لأمنع مثلك؛ ولكن لرقة حاله وقصور يده، فكتب الأصمعي رقعة فيها:
إذاكان الكريم له حجاب فما فضل الكريم على اللئيم
ثم قال للحاجب خذ هذه الرقعة وأوصلها إليه، فأخذها الحاجب ودخل عليه وسلمها إليه، فلما قرأها، كتب علىظهرها بيتاً من الشعر:
إذا كان الكريم قليل مال تحجب بالحجاب عن الغريم
وأمر الحاجب بإعادتها إليه مع صرة فيها خمسمائة دينار، فجاء بها وسلمها إليه فسر بها وقال في نفسه والله لأتحفن المأمون بهذا الخبر، فتوجه نحو مجلس المأمون وطلب الدخول فأذن له بالدخول، فسلم عليه وأذن له بالجلوس، فسأل المأمون الأصمعي من أين جئت يا أصمعي؟ قال: من عند رجل من أكرم الأحياء. قال: ومن هو؟
فدفع الأصمعي إليه الرقعة والصرة، فقال المأمون: هذا من بيت مالي، ولا بد لي من الرجل، فقال الأصمعي: إنّي أستحي أن أروعه، فقد أحسن إليّ، فأمر المأمون أحد رجاله بإحضارالرجل، فلما حضر الرجل بين يدي المأمون، قال له: أما أنت الذي بالأمس شكوت رقةالحال، فدفعنا لك هذه الصرة لتصلح بها حالك، فقصدك الأصمعي ببيت واحد من الشعر فدفعتها إليه؟!
قال نعم يا أمير المؤمنين والله ما كذبت فيما شكوت من رقة الحال،لكن استحيت من الله تعالى أن أعيد قاصدي، فقال المأمون لله أنت فما ولدت العرب أكرم منك، فبالغ في إكرامه وجعله من جملة ندمائه.
وقد ذهب قول الحاجب مثلاً وقد طورت العامة المثل فأصبح بصيغته الحالية (العين بصيرة واليد قصيرة )وصار يضرب في الشخص الكريم النفس بطبعه،ولكنه لضعف حاله قد تعذر عليه العطاء والكرم.
لكل مثل قصة ( 11)
أشْرَى الشَّرِّ صِغَارُهُ...
قالوا: إن صياداً قدم بنِحْىٍ من عسل ومعه كلب له، فدخل على صاحب حانوت، فعرض عليه العسل ليبيعه منه، فقطَر من العسل قطرة، فوقع عليها زنبور، وكان لصاحب الحانوت ابنُ عرسٍ فوثَبَ ابنُ عرس على الزنبور، فأخذه فوثَبَ كلبُ الصائد على ابن عرس فقتله.فوثَبَ صاحبُ الحانوت على الكلب فضربه بعصاً ضربةً فقتله، فوثب صاحبُ الكلب على صاحب الحانوت فقتله، فاجتمع أهلُ قرية صاحب الحانوت فقتلوه، فلما بلغ ذلك أهلَ قرية صاحب الكلب اجتمعوا فاقتتلوا هم وأهلُ قرية صاحب الحانوت حتى تفانوا، فقيل هذا المثل في ذلك.
السلام عليكم
تقبل ربي اعمالكم وجزاكم خيرا""
امثال وقصص من الادب والروعة
لا مثيل لها فكم مثل نردد ثم لانعلم
قصته ولا باي حادثة وقع """""
بورك الكريم مصحح المسار