بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ ... وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ
السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ وَعَلى أوْلادِ الحُسَيْنِ وَعَلى أصْحَابِ الحُسَيْنِ
---------------------------
إن في حياة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين بجميع تفاصيلها دروس وعِبَر لذا أُمرنا بالتأسي بهم واتخاذهم منهاجاً
للسير والسلوك والاقتداء والتأسي ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ( إنَّما مَثلُ أهل بيتي مَثَلُ سَفينة نُوح من ركِبَ فيها نجا ومن تَخلِّفَ
عنها غرق ) فحياة كل واحد من المعصومين عليهم السلام هي مدرسة قائمة بحد ذاتها وما يصدر عنه من فعل أو قول الا
وفيه العِبرة ، بل كان سكونهم وسكوتهم تقريراً وإمضاءً ، فإذا كانوا كذلك في أدق تفاصيل حياتهم المباركة فكيف بقيامهم
وتحركهم وثورتهم وحربهم ومشاريعهم الكبرى فلا شك أن في طيات ذلك التحرك الكثير من العِبر والدروس والمصالح العظيمة
لأنهم مؤيدون بتأييد الله تعالى ومسدّدون بتسديده ومشاريعهم إلهية ومخططاتهم سماوية ، ومن كان الله تعالى مؤيدَه
ومسدّدَه والمخطّطَ له فحريّ بأن تكون لنا فيه الأسوة والاتعاظ والاعتبار وأن يكون مصباحاً يهتدي به المهتدون ويستنير به
السائرون ، وهذا من الواضحات التي لا كلام فيها وإنما الكلام والشأن كل الشأن في أننا كيف يمكن لنا أن نغوص في
أعماق هذه المدارس ونستخرج المكنون من لآلئها ودررها وكيف لنا استلهام تلك الدروس وفهمها وتطبيقها فهذه هي
مهمتنا وتكليفنا تجاه أئمتنا سلام الله عليهم
وفي مقدمة تلك المشاريع الإلهية والمخططات السماوية ثورة سيدنا ومولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه كما يدل على
ذلك الحشد الهائل والاهتمام البالغ بهذه الثورة المباركة من قبل المعصومين عليهم السلام وتأكيدهم على ضرورة الإبقاء
عليها حيّة في جميع الأزمنة والأعصار وإن كلّف ذلك التضحيات
فثورة الإمام الحسين عليه السلام مدرسة إلهية كبرى دُعينا الى التربية والتعليم والتلّمذة فيها والانتساب اليها كي نستلهم
عِبرها ونستوعب دروسها ونجني ثمارتها ، وهذا ما يحتاج منا الى إعمال الفكر وشحذ الهمة ودراسة هذه الثورة المباركة
دراسة واعية دقيقة للوقوف على بركاتها ودروسها وحِكمها وعِبرها
الأخت الفاضلة جزاكم الله خيراً وشكر سعيكم لهذه الإلتفاتة الواعية
متابعون لكم وإن شاء الله يكون لنا شرف الحضور والمشاركة
وفقكم الله تعالى